سلطنة عمان تشارك في اجتماعات مجلس حقوق الإنسان بجنيف
تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT
شاركت اللجنة العُمانية لحقوق الإنسان، في جلسات الدورة السابعة والخمسين لمجلس حقوق الإنسان والفعاليات المصاحبة لها، والتي عُقدت في قصر الأمم بمدينة جنيف.
هدفت المشاركة إلى تعزيز التفاعل مع الآليات الدولية المعنية بحماية حقوق الإنسان، والاطلاع على الموضوعات ذات الأولوية الدولية، بالإضافة إلى متابعة أفضل الممارسات للمؤسسات الوطنية لتفعيل دورها في حماية وتعزيز حقوق الإنسان.
وشارك وفد اللجنة الذي ترأسه العضو أحمد بن عبدالله العويسي في عدة جلسات رئيسية من بينها الحوار التفاعلي حول تقرير الفريق العامل المعني بالاختفاء القسري، والمشاورات الأولية حول اعتبار التعليم وسيلة لمكافحة التمييز العنصري ورهاب الأجانب وقضايا التسامح المرتبطة بها، والنقاش العام حول التعليم الجيد من أجل السلام والتسامح، والحوار التفاعلي مع الفريق المعني بالاحتجاز التعسفي، والحوار التفاعلي مع فريق الخبراء المعني بالحق في التنمية، وإقامة نظام دولي ديمقراطي وعادل.
بالإضافة إلى ذلك، حضر الوفد عددًا من الفعاليات الجانبية، بما في ذلك الفعاليات المخصصة لمناقشة الحماية من العنف ضد النساء والفتيات، والمشاركة الفعّالة في التنمية.
ضم الوفد المشارك كلًا من الوزير المفوض عقيل بن علوي باعمر، عضو اللجنة، والمحامية ميمونة بنت سعيد السليمانية، عضوة اللجنة، وإيمان بنت خالد السعيدية، رئيسة قسم العلاقات الدولية باللجنة العُمانية لحقوق الإنسان.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: حقوق الإنسان
إقرأ أيضاً:
العقدة في اجتماعات عمان السورية
يستضيف الأردن الأحد، اجتماعات حساسة لدول الجوار السوري، والاجتماع سيبحث ملفات كثيرة من بينها الارهاب، وتهريب السلاح والمخدرات، ووسائل دعم السوريين.
سيشارك في الاجتماع وزراء الخارجية ووزراء الدفاع ورؤساء هيئات الأركان ومديرو أجهزة المخابرات في الأردن، وتركيا، وسورية، والعراق، ولبنان، وهي دول جوار سورية، مع الإدراك هنا ان عدد الاطراف التي على صلة بالملف السوري، تتجاوز الجوار ايضا.
للمفارقة تأتي هذه الاجتماعات بعد يومين من فوضى الساحل التي اشعلها خارجون عن القانون من ايتام النظام السابق، وهي فوضى بدأت عند توقيت الافطار، وانتهت مع تواقيت السحور، بما يثبت انها ثورة مضادة فاشلة وقصيرة زمنيا، وادت الى قتل ابرياء سوريين، وتسببت برد فعل قاس ايضا من دمشق الجديدة، حيث كنا جميعا امام مشهد يقول ان قدر السوريين بات دمويا، اما عبر ممارسات نظام الاسد، واما عبر جماعات النظام التي تريد الانتقام لصالح النظام البائد، فتتسبب بموجة دموية يدفع ثمنها كل الاطراف في سورية الحالية، بما فيها الحكم الجديد وجماعاته العسكرية وقواته الامنية المختلفة.
ما دمنا امام اجتماعات عمان فلا يمكن للداخل السوري ان يهدأ، ويتجنب سيناريوهات التثوير او التقسيم، إلا بتوقف التدخل الاجنبي، وهذا التدخل تمثله قوى مختلفة، على رأسها اسرائيل التي تريد احتلال مناطق جنوب سورية كاملة، وتريد تقسيم سورية ايضا، وتوليد دويلات طائفية، ولها جماعاتها وعملاؤها، وبالمقابل فإن الولايات المتحدة ايضا تحتفظ بجماعات عسكرية ضاغطة لصالحها تتمثل بالاكراد، وامتداد واشنطن يصل الى الدروز، اضافة الى تأثير الاميركيين على السلطة الحالية من خلال تركيا، ثم تأتي ايران التي تعاني من جراح الخسائر الاخيرة، وتحاول ترميم وجودها، وهي تحاول ايضا منع اقامة هلال سني في المنطقة، بعد الاضرار التي تعرض لها الهلال الشيعي، وقطع هذا الهلال من خلال ما حدث في سورية ولبنان، حيث ان طهران لن تتراجع كليا عن مشروعها القديم، الا بصفقة مع واشنطن.
خشية اسرائيل هنا تتضاعف من اقامة هلال سني مناوئ لها يحيط بها، تكوينه من الجماعات الاسلامية، خصوصا، في سورية، وداخل فلسطين، والمخاوف من نسخ التجربة السورية في دول عربية ثانية، وللمفارقة فإن اسرائيل التي لا تريد الهلال الشيعي وتعمل على تكسيره، لا تريد ايضا اي هلال سني مناوئ لها، بل تريد تكريس نفسها قوة عظمى تسيطر على الجوار الاسلامي والمسيحي لفلسطين، ضمن رؤيتها للشرق الاوسط الجديد.
المعنى ان اغلب القوى تريد شطب هوية المنطقة، وكأننا امام مشروعين، اما الهلال الشيعي، او التثوير والتقسيم والاحتلال، ولكل مشروع رعاته، الذين لا يريدون النزول عن اكتافنا.
على الرغم من اهمية اجنماعات عمان السورية، إلا أن نجاحها مرهون بتحقق 7 شروط بحاجة الى شركاء خارج مجموعة الاجتماعات، وأول هذه الشروط مساعدة سورية ماليا وعسكريا، ورفع العقوبات عنها، حتى تتمكن من تحريك الاقتصاد، واستعادة مواطنيها اللاجئين، وثانيها وقف التدخل الاجنبي السري والعلني، الذي تمثله الاطراف السابقة، اضافة الى الروس بطبيعة الحال، وثالثها اخراج اسرائيل تحديدا من المعادلة السورية، ورابعها مساعدة دمشق الجديدة بالانتقال من "صيغة حكم ادلب" التي نجحت سابقا، الى "صيغة الدولة" بما تعنيه من تنوع عرقي وطائفي وديني وشيوع العدالة والقانون، والفرق بين الحالتين كبير، وخامسها توافق الدول العربية المركزية على وصفة واحدة لسورية، وعدم التنافس السري بين هذه الدول بشأن الملف السوري، وسادسها خفض الاستثمار في المظلوميات التي تتفنن بها كل الاطراف التي خسرت بسقوط النظام مثل العلويين، او تحاول الاستفادة من سقوطه مثل الاكراد او الدروز، وهي اطراف تستدرج التدخل الاجنبي بالمحصلة وتبحث عن امهات حاضنات لهذه المظلوميات، وتتورط مباشرة في تدمير بنية سورية الداخلية، وسابعها ان تقرر الدولة سورية هويتها الجديدة وتعريفاتها دون تأخير وما الذي تريده بشكل محدد، وما هي مستهدفاتها، وجغرافية موقعها السياسي في الاقليم، بدلا من التيه الجزئي بسبب الظروف القائمة.
بدون تحقيق الشروط السبعة، ستبقى كل الملفات في سورية مفتوحة وسوف تقود البلد الى كل الخيارات، وهي خبارات سيئة من الحرب الاهلية، وصولا الى التقسيم.
عقدة اجتماعات عمان تكمن في الشروط السبعة، ومن سيساعد في تحقيقها، او عرقلتها.
(الغد الأردنية)