مفوض الاجئين: الوضع في السودان "يائس" والمجتمع الدولي لا يهتم
تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT
الخرطوم- حذّر المفوّض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي في مقابلة مع وكالة فرانس برس الأحد 22سبتمبر2024، من أنّ الوضع في السودان "يائس" والمجتمع الدولي "لا يلاحظ ذلك"، مشيرا بالخصوص إلى أوضاع النازحين الذين يحاولون الفرار من البلد الغارق في الحرب.
وقال غراندي إنّ "هذه الأزمة الخطيرة للغاية - أزمة حقوق الإنسان وأزمة الاحتياجات الإنسانية - تمرّ دون أن يلاحظها أحد تقريبا في مجتمعنا الدولي" المنشغل بأزمات أخرى، من أوكرانيا إلى غزة.
وأوضح أنّه منذ بدء الحرب في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع في نيسان/أبريل 2023 "نزح أكثر من 10 ملايين شخص من ديارهم"، بينهم أكثر من مليوني سوداني لجأوا إلى دول أخرى.
لكنّ "ما يثير القلق" بالنسبة للمسؤول الأممي هو أنّ "الناس بدؤوا ينتقلون إلى ما هو أبعد من الجوار المباشر في محاولة منهم للعثور على المساعدة في مكان أبعد".
- أوغندا ومصر -
وأضاف "على سبيل المثال، شهدنا زيادة كبيرة في عدد اللاجئين الذين يصلون إلى أوغندا"، مشيرا إلى أنّ 40 ألف شخص وصلوا إلى هذه الدولة التي لا تربطها حدود مشتركة مع السودان.
وتقع أوغندا جنوبي دولة جنوب السودان الغارقة بدورها في أزمة متعددة الأبعاد.
وأعرب غراندي عن خشيته من إمكانية أن يذهب هؤلاء اللاجئون "أبعد حتى" من هذا البلد.
وأوضح أنّ "أكثر من 100 ألف سوداني" وصلوا أيضا إلى ليبيا، "ولسوء الحظ، بسبب وجود شبكات تهريب والقرب من أوروبا، يحاول كثيرون منهم ركوب قوارب للذهاب إلى إيطاليا أو دول أوروبية أخرى".
وتابع "لقد حذّرنا الأوروبيين"، مشدّدا على أنّه إذا ظلّت المساعدات الإنسانية للسودان غير كافية فإنّ السودانيين "سيواصلون المضي قدما" على طريق الهجرة.
وحذّر المفوّض السامي من أنّه "للأسف، بدأت هذه الأزمة تؤثّر على المنطقة بأكملها بطريقة خطرة للغاية".
وتستقبل كلّ من تشاد وجنوب السودان وإثيوبيا وجمهورية أفريقيا الوسطى عشرات آلاف اللاجئين السودانيين، وكذلك تفعل مصر الحدودية مع السودان.
ولفت غراندي إلى أنّ "وصول أعداد كبيرة من اللاجئين من بلد غير مستقرّ مثل السودان أخاف الحكومة المصرية" التي فرضت قيوداً على وصولهم، مشيراً إلى أنّ القاهرة أبقت على قسم كبير من هذه القيود على الرغم من الدعوات التي وجّهت إليها لتخفيفها.
ومنذ نيسان/أبريل 2023، تدور حرب طاحنة بين الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق الفريق محمد حمدان دقلو.
وخلّفت هذه الحرب عشرات آلاف القتلى، في حين يواجه حوالي 26 مليون سوداني انعداما حادا في الأمن الغذائي.
وأُعلنت حالة المجاعة في مخيّم زمزم الواقع في إقليم دارفور قرب مدينة الفاشر حيث شنّت قوات الدعم السريع في نهاية الأسبوع الماضي هجوما "واسع النطاق" بعد حصار استمرّ أشهرا عدّة.
- الفاشر -
وقال غراندي "ليست لدينا سوى معلومات متناثرة حول ما يحدث داخل" الفاشر.
وبحسب خبراء أمميين فإنّ هجمات قوات الدعم السريع والميليشيات العربية المتحالفة معها تسبّبت في 2023 بمقتل ما بين 10 آلاف و15 ألف شخص في مدينة الجنينة وحدها، عاصمة ولاية غرب دارفور.
وأعرب المفوّض السامي عن أسفه لأنّ المجتمع الدولي لم يعر الأزمة في السودان الاهتمام الكافي، حتى قبل اندلاع الحرب في غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
وقال إنّ الحرب في السودان كانت "مهمّشة إلى حدّ بعيد" على الرغم من آثارها الهائلة، معربا عن أسفه "لحالة نقص الاهتمام المخيفة والصادمة" بالأزمات التي تعصف بإفريقيا، من منطقة الساحل إلى جمهورية الكونغو الديموقراطية.
وتساءل غراندي "ما هو مستقبل بلد مثل السودان الذي دمّرته الحرب حتى لو حلّ السلام فيه؟"، مشيرا إلى أنّ الطبقة المتوسطة التي أبقت هذا البلد "صامدا" طيلة عقود من الاضطرابات والحروب "تمّ تدميرها" الآن.
وقال "هم يعلمون أنّ الأمر انتهى: لقد فقدوا أعمالهم، ودُمرت منازلهم، وقُتل العديد من أحبائهم. إنّه أمر فظيع"، وبالتالي "ما هو مستقبل الشعب السوداني؟".
Your browser does not support the video tag.
المصدر: شبكة الأمة برس
إقرأ أيضاً:
وزير خارجية السودان يوجه الشكر لمصر على استضافة أعداد كبيرة من اللاجئين
وجه وزير الخارجية السوداني الدكتور على يوسف الشريف، الشكر لمصر على استضافة أعداد كبيرة منّ اللاجئين السودانيين عقب اندلاع الحرب.
جاء ذلك في الكلمة التى ألقاها وزير خارجية السودان في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوزاري الثانى لعملية الخرطوم اليوم /الأربعاء/.
ورحب الشريف بعودة بلاده إلى عملية الخرطوم بعد غياب ثلاث سنوات..موجها الشكر للصومال على شغلها مقعد السودان في عملية الخرطوم أثناء الغياب.
وأضاف وزير الخارجية السوداني أن الهجرة تعد قضية حساسة سواء للدول المصدرة للمهاجرين أو تلك التي تستقبلهم، مشددا على ضرورة مواجهة جذور ظاهرة الهجرة، وأشار إلى أن الإجراءات الأمنية وحدها لا تكفي بدون اتخاذ إجراءات على الجانبين الاقتصادي والاجتماعي..موجها الشكر لدول الجوار لدورها في دعم السودان واستضافتها للاجئين.
وقال إننا نذكر هذه الدول بوجود التزام دولي بتوفير المساعدات والتسهيلات للاجئين السودانيين..مضيفا أن الحكومة السودانية تواصل العمل لتحقيق الاستقرار وتوفير الاحتياجات الأساسية في مجالات المياه والكهرباء والتعليم.
من جانبه، أشاد وزير الخارجية الصومالي أحمد معلم فقي بعملية الخرطوم باعتبارها توفر منصة للنقاش بين دول المصدر والمقصد، مشيرا إلى أن الصومال دولة مصدر للمهاجرين..مؤكدا أهمية دور التنمية وإعادة الإعمار في الحد من تدفق اللاجئين.
كما قال وزير العمل الليبي علي العابد إن ظاهرة الهجرة تتطلب تضافر الجهود والتعاون بين كافة الأطراف، موضحا أن القوة الحقيقية تكمن في الشعوب، وفي قدرتها على التأثير حين تُوفَّر لها مقومات الأمن والعدالة، ومن هذا المنطلق، فإن المؤسسات الوطنية مطالبة بالاضطلاع بدورها الحقيقي في خدمة المواطنين، وأوضح أننا نؤمن بضرورة خلق بيئة تنافسية شفافة وعادلة، تتيح الفرص للجميع دون تمييز، وتحترم مبدأ تكافؤ الفرص، وأكد حرص بلاده على التعاون الفعّال والبنّاء مع جميع الشركاء، بما يضمن تحقيق الأهداف المشتركة.