شيطنة الثورة السورية بذريعة الانتصار لغزة
تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT
ظلت الثورة السورية أمينة على مبادئ السوريين الطويلة الأمد منذ نفرة عز الدين القسام في عشرينيات القرن الماضي للانتصار لفلسطين الحبيبة، حيث لم يكن هناك إلاّ الشام، وهو ما ستبقى عليه المنطقة. ظلت الثورة أمينة على مبادئها بدعم الشام الجنوبية ممثلة بفلسطين، وتضاعفت أهميتها من قبل، وضرورة الوقوف إلى جانبها مع فصل القُطرين السوري والمصري بالاحتلال الصهيوني لفلسطين الحبيبة.
ولا أعتقد ثمة من يزاود على دعم السوريين لأهلنا في فلسطين، يوم انتفض الشيخ مصطفى السباعي وصحبه من الإخوان المسلمين إلى جانب القوميين كأكرم الحوراني، وما بينهما من محافظين وتقليديين من جيش الإنقاذ بزعامة فوزي القاوقجي وغيرهم لمساندة أهلنا في فلسطين، وهي الشام الجنوبية في حرب 1948، فقد أجمعت الأطياف السورية يومها ولا تزال على دعم فلسطين الحبيبة.
ظلت هذه الحالة السورية حاضرة، فكان كل انقلاب عسكري يبرر انقلابه بفلسطين ودعمها، حتى جاء حكم عائلة آل الأسد فقتلوا من الفلسطينيين أضعاف ما قتلته عصابات الهاغاناه وشتيرن، فكانت مجازر تل الزعتر والكرنتينا والبداوي وطرابلس وغيرها، ومجازر مخيم اليرموك في دمشق، ولا يزال الكثير من أبناء الشعب الفلسطيني يعيشون في أقبية سجون عصابات الأسد منذ عقود، ولا نود التذكير بمجازر أمل والمليشيات الشيعية بحق أهلنا الفلسطينيين في لبنان منتصف 1984.
هذه المقدمة التاريخية السريعة باتت مهمة لمن ذاكرته هزيلة ضعيفة، يتقلب مع الأحداث الآنية، فيتخذ موقفا بعيدا عن السياق التاريخي المهم في فهم ما جرى ويجري ولماذا وصلنا إلى هنا.
نعود إلى الحدث الحالي، وهو تصيّد بعض النخب لصورة هنا أو صورة هناك، حيث شاب يحمل علما صهيونيا إلى جانب علم الثورة السورية، متجاهلين أبسط قواعد التحقق والتأكد في التعرف على هويته، وخلفيته، وزمان ومكان الصورة، فضلا عن أنه حالة فردية منعزلة لا تعكس حالة الثورة السورية. ونحن نرى أهلنا في الشمال السوري المحرر ينتفضون لصالح غزة الحبيبة جمعا للمال بما يقدرون عليه، وهم المنكوبون بعصابات طائفية على مدى 13 عاما، تمارس بحقهم هوايتها بقتلهم وتهجيرهم وتعذيبهم، ثم تأتي هذه النخب لتغسل جرائم هذه المليشيات بحجة وذريعة انتصارها الخطابي لغزة، بينما الكل يعرف دورها المشؤوم في النيل من أكناف وأطراف بيت المقدس على مدى عقدين أو أكثر، وذلك في العراق واليمن وسوريا.
للأسف هذه النخب أصيبت بالحول وربما العمى فلا ترى بيانات حزب الله وهي تمجد قادته الذين قتلهم الاحتلال الصهيوني؛ بأنهم شاركوا في "ساحات الجهاد" بمضايا والقصير وغيرها، بل ويتفاخر نائب زعيم الحزب نعيم قاسم صباح مساء وعلى شاشات التلفزة بذلك، لكن مثل هذا لا يحرك شعرة في جسد هذه النخب، فاستباحة دم الشام الشمالية مباح عند هذه النخب، فدماء أهل الشام الشمالية ماء، وليست دماء عندهم.
هذه النخب لم تلتفت إلى العصابة الأسدية الحاكمة في دمشق وهي التي لم تتجرأ على الرد برمي حجر واحد على الصهاينة طوال حرب غزة، على الرغم من كل القصف الإذلالي الذي طاولها وعلى مدى عام تقريبا، وقبله قصف شبه يومي، ولكن هذه النخب على ما يبدو غير معنية بالعصابة الأسدية التي تقتل من يفترض أن يكون شعبها، وتصمت صمت القبور على إذلال الصهاينة لها، لأنها نخب معنية اليوم في شيطنة الثورة السورية، وكأنها ترى في الثورة السورية حائطا واطئا تستطيع أن تمارس هوايتها التشبيحية الإعلامية، أما مع النظام وسدنته فذلك له ثمن باهظ لا تقوى على دفعه وأدائه، ولكن لم ولن تكون الثورة السورية حائطا واطئا، ونحن نرى وقوف وتصدي نخب سورية عاقلة متفهمة لأهمية الشام، كل الشام، ومتفهمة للمعركة بعيدا عن ضغط اللحظة التي تراها مثل هذه النخب والتي ثبت تقلبها مع الحدث بعيدا عن القراءة المتأنية العميقة.
لن يستطيع اللوبي العربي المؤيد للاحتلال الإيراني أن يمرر رسائله على شعبنا الذي عرف تماما المعركة ولم تعد تنطلي عليه أكاذيب وتخاريف نخب ثبت بالدليل القاطع أنها وليدة اللحظة، وأبناء الوقت، فلا تستطيع أن تنظر إلى أبعد من أرنبة أنفها، وهي التي دأبت على وضع الشعوب أمام ثنائيات ماني ومزدك وبوش من بعدهما: إما معنا بكل جبهات القتل والإجرام الطائفية أو علينا. وكل هذا إنما يندرج تحت راية السطحية الثقافية، والسطحية التاريخية وسطحية فهم الأحداث، وهي الآفة التي ابتليت بها هذه النخب، فتسعى لفرض فهمها على الشعوب، التي لم تعد تنطلي عليها مثل هذه التفسيرات السقيمة والأكاذيب السطحية، وهي ترى أنهار الدماء متدفقة ولا تزال على أيدي العصابات التي تسعى هذه النخب إلى غسلها بحجة غزة ودعمها لها.
وتتجاهل هذه النخب حقيقة ما حصل مع العاروري، وإسماعيل هنية، وآخرين، بمعنى أن الاختراق الأمني لهذه غدا أكبر من أن يتم التستر عليه، فكيف يتم الوثوق بهم حتى فيما يتعلق بغزة وفلسطين؟
قضية البيجر ومن قبل الشكوك في مقتل الرئيس الإيراني ووزير خارجيته، وقبله فالاختراق في الوصول إلى الأرشيف النووي الإيراني، ومقتل خبير إيران النووي وسط العاصمة طهران فخري زادة؛ كلها تصب في بورصة الاختراق الأمني الخطير، وبالتالي فمن الطبيعي ألا يتم الوثوق بهؤلاء وأمثالهم، لا سيما إن تمت المقارنة بينهم وبين حصانة الجبهة الغزية طوال عام تقريبا من الحرب التي تُشن عليها..
أخيرا همسة بأذن هذه النخب التي تريد أن تدفع الثورة السورية ونشطاءها إلى التصهين، نقول لهم خبتم وخسئتم، فهذه الثورة ستظل أمينة على الشام كل الشام، ومن يمثل الشام ليس عصابات طائفية أدْمنت على قتل أهلنا في الشام الشمالية، وأكناف بيت المقدس في اليمن والعراق، وإنما الأمين على الشام هم ثوار الشام الحاليين، هكذا حدثنا التاريخ، وهكذا ينطق الحاضر، ولتعلمن نبأه بعد حين.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الثورة فلسطين الإيراني إيران سوريا فلسطين الثورة مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة سياسة صحافة سياسة من هنا وهناك سياسة سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الثورة السوریة هذه النخب أهلنا فی
إقرأ أيضاً:
الصحف العالمية تحتفي بفوز الاتحاد وتصفه بـ الانتصار الحاسم في صراع القمة
ماجد محمد
حظي الفوز العريض الذي حققه الاتحاد على الهلال بنتيجة 4-1 في قمة الجولة 21 من دوري روشن، بتغطية واسعة في الصحف العالمية، حيث أشادت بأداء “العميد” وتألق نجمه الفرنسي كريم بنزيما، الذي كان له دور حاسم في حسم المواجهة.
وأبرزت صحيفة “لو باريزيان” الفرنسية تألق النجم الفرنسي كريم بنزيما، مشيرة إلى أنه قدم مباراة رائعة، وسجل الهدف الرابع لفريقه بمساعدة زميله موسى ديابي، واعتبرت الصحيفة أن بنزيما يثبت يوماً بعد يوم أنه لا يزال في قمة عطائه، ويواصل كتابة التاريخ في الدوري السعودي.
فيما ركزت صحيفة “ماركا” الإسبانية على الأداء القوي الذي قدمه الاتحاد، مؤكدة أن الفريق بات أقرب من أي وقت مضى لتحقيق اللقب، بعد أن نجح في التغلب على منافسه المباشر الهلال.
كما أشارت إلى أن بنزيما عادل رقم كريستيانو رونالدو في صدارة هدافي الدوري، مما يجعل المنافسة بين النجمين أكثر إثارة.
ومن جانبها، أوضحت شبكة “يورو سبورت” العالمية أن الاتحاد عزز صدارته بفوز كبير على حامل اللقب، مشيرة إلى أن بنزيما كان نجم المواجهة بعد أن اختتم الرباعية بتسديدة رائعة من داخل منطقة الجزاء، تجاوزت الحارس المغربي ياسين بونو، ليؤكد تفوق فريقه في سباق القمة.
وسلطت صحيفة “أبولا” البرتغالية الضوء على الخسارة القاسية للهلال، مؤكدة أن المدرب خورخي جيسوس تعرض لهزيمة ثقيلة أمام المتصدر، الذي نجح في فرض سيطرته على المواجهة، كما تحدثت الصحيفة عن الصراع التهديفي بين بنزيما ورونالدو، حيث لا يزال اللاعبان يتنافسان على لقب الهداف.
أما صحيفة “ريكورد” البرتغالية، فوصفت الهزيمة بـ”المثيرة”، مشيرة إلى أن الهلال ابتعد عن سباق المنافسة، بعدما فقد سبع نقاط في آخر ثلاث مباريات، مما جعله في موقف صعب للاحتفاظ بلقبه.
وأشار موقع “voetbalzone” إلى التألق اللافت للنجم ستيفن بيرجوين، مشيراً إلى أنه لعب دوراً رئيسياً في انتصار فريقه، بعد أن سجل هدفين، ليقود الاتحاد خطوة إضافية نحو حسم لقب الدوري.
وذكرت صحيفة “صباح” التركية، التأثير السلبي للهزيمة على الهلال، حيث أكدت أن الفارق في النقاط أصبح كبيراً، مما يقلل من فرصه في المنافسة، وأشارت إلى أن المدرب خورخي جيسوس يواجه ضغوطاً متزايدة بعد هذه النتائج المخيبة.
وتحدث موقع “ojogo” البرازيلي عن الهزيمة الثقيلة التي تعرض لها الهلال، مؤكداً أن الفريق بقيادة جيسوس أصبح بعيداً عن المنافسة على اللقب، بعد أن تلقى ضربة موجعة أمام المتصدر.
ورفع الاتحاد رصيده إلى النقطة 55 في صدارة ترتيب الدوري، فيما تجمد رصيد الهلال عند النقطة 48 في المركز الثاني من ترتيب الدوري.
إقرأ أيضًا
الاتحاد يقسو على الهلال برباعية .. فيديو وصور