ما رسائل إيران من عرض أسلحة جديدة قبيل زيارة بزشكيان لنيويورك؟
تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT
طهران- في ظل التوتر المتصاعد في الشرق الأوسط تستعرض إيران أبرز قدراتها العسكرية في العاصمة طهران ومختلف المحافظات الأخرى بمناسبة الذكرى الـ44 للحرب العراقية الإيرانية (1980-1988)، مؤكدة عزمها تغيير مسار أي سيناريو يخطط له "العدو" وإفشال حساباته.
وبهذه المناسبة أجرى الجيش الإيراني والحرس الثوري مناورات بحرية مشتركة في المياه الخليجية بمشاركة أسطول مكون من 548 قطعة حربية -بما فيها المدمرات والسفن العابرة للمحيطات- إحياء لأسبوع الدفاع المقدس الذي تستمر فعالياته من 21 حتى 28 سبتمبر/أيلول من كل عام.
ومن بين الأسلحة التي عرضتها إيران خلال اليوم الأول من الفعاليات على مقربة من ضريح مؤسس ثورتها آية الله الخميني جنوبي طهران الصواريخ الفرط صوتية مثل "فتاح" والباليستية مثل "خيبر شكن"، وكشفت عن أسلحة نوعية للتلويح باستخدامها في حال تعرضت مصالحها للخطر.
مسعود بزشكيان (يمين) خلال الاستعراض العسكري لطائرة مسيرة إيرانية من طراز "شاهد-136 بي" (الفرنسية) قدرات عسكريةواستعرضت إيران عشرات الصواريخ الباليستية وكروز ومنصات إطلاقها وعددا من الطائرات المسيرة من أجيال "مهاجر" و"أبابيل" و"آرش" وأنظمة رادارات ومضادات جوية، منها منظومة "15 خرداد" و"صياد" و"دماوند" ونظام الرادار كاشف 99، إلى جانب أنظمة اتصالات ومركبات ودبابة "ذو الفقار" وزوارق رعد متعددة الأغراض.
ووسط اتهامات غربية لها بتصدير صواريخ باليستية وطائرات مسيرة إلى روسيا لمساعدتها في حربها مع أوكرانيا عرضت طهران لأول مرة صاروخين باليستيين من طراز "جهاد" الذي يصنف في خانة صواريخ "فتح"، ويبلغ مداه ألف كيلومتر ويعمل بالوقود السائل، إلى جانب نسخة مطورة لطائرة "شاهد 136" الانتحارية تحت عنوان "شاهد بي-136" قادرة على ضرب أهداف على بعد 4 آلاف كيلومتر.
ووُصفت استعراضات الوحدات البحرية بأنها "ضخمة"، وتضمنت 548 قطعة حربية، بينها 180 بارجة ومدمرة وقاذفات صواريخ بحرية وغواصات وزوارق سريعة وعوامات.
ويعتقد الخبير العسكري والعقيد المتقاعد في الحرس الثوري محمد رضا محمدي أن تطورات الحرب الإسرائيلية المتواصلة على غزة والتصعيد المتزايد بين الاحتلال وحزب الله اللبناني خيمت على فعاليات هذا العام.
ويبدو لمحمدي أن تركيبة الأسلحة التي عرضتها طهران جاءت لتتناسب والتهديدات التصاعدة في الإقليم وخارجه، موضحا أن المناورات البحرية أجريت ردا على التحشيد الغربي في المياه الإقليمية ودعما لجبهة البحر الأحمر التي يتولاها الحوثيون في اليمن.
وفي حديثه للجزيرة نت، يكشف محمدي أن بلاده تعمدت استعراض أسلحة بحرية مناسبة لاستهداف القطع البحرية الغربية في حال تهديدها المصالح الوطنية في العمق الإيراني أو في أعالي البحار.
وأضاف أن هذه المناورات لم ولن تمثل تهديدا للدول الجوار، لكنها تحذر في المرحلة الراهنة من مغبة السماح باستخدام القواعد الغربية في المنطقة ضد الأراضي الإيرانية.
دبابات تابعة للجيش الإيراني خلال العرض العسكري بالذكرى الـ44 للحرب العراقية الإيرانية (الفرنسية) رسائلورأى الخبير العسكري محمدي أن الاستعراض العسكري الأخير جاء بعد أيام قليلة من وضع طهران قمرها الصناعي "جمران-1" في مدار 550 كيلومترا عن سطح الأرض بواسطة صاروخ "قائم 100″، مؤكدا أنه عابر للقارات ويدل على استعداد إيران لتسديد ضربات "للأعداء" في القارات الأخرى في حال تجاوزت على الأمن القومي للجمهورية الإسلامية.
ولدى إشارته إلى استعراض طهران عددا من صواريخها ومسيّراتها المتنوعة والمختلفة، يقول محمدي إنها تبعث رسائل واضحة إلى حلفاء الاحتلال بأنها تتوفر على الأسلحة المناسبة للرد عليه في عقر داره في حال انخرطت إلى جانبه في أي مواجهة محتملة.
وأكد أن بلاده لم ولن تستعرض أحدث قدراتها وكفاءاتها العسكرية، وأن الجانب المخفي منها أعظم.
وبرأيه، فإن الاستعراض العسكري الإيراني هذا العام والذي يتزامن مع التصعيد الإسرائيلي علی لبنان يبعث رسائل طمأنة إلى جمهور محور المقاومة بشأن وصول هذه التكنولوجيا العسكرية إلى فصائل المقاومة، وأن الأسلحة المتوفرة لدى حلفاء طهران الإقليميين قد تفاجئ "الأعداء" عندما تستدعي الحاجة.
ووفق محمدي، فإن "الأيادي الإيرانية على الزناد للثأر لدماء رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) الشهيد إسماعيل هنية الذي اغتيل في طهران، وإن هذه الأسلحة وغيرها ستدخل المعركة في 3 حالات كالتالي:
في حال استهداف الأراضي الإيرانية. في حال تعرض حزب الله إلى تهديد وجودي. عندما تريد طهران حسم المعركة بعد استنزاف طاقات الاحتلال. إيران كشفت عن أسلحة نوعية للتلويح باستخدامها في حال تعرضت مصالحها للخطر (الصحافة الإيرانية) مواقف سياسيةوخلال الاستعراض العسكري، قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إن "قدرات إيران الدفاعية والردعية نمت كثيرا، لدرجة أنه لا يمكن لأي قوة شيطانية أن تفكر وتتصور في ذهنها جرأة العدوان على أرضنا العزيزة".
وأضاف "نعلن للعالم بقوة أنه فضلا عن الدفاع عن بلدنا يمكننا من خلال الوحدة والانسجام بين الدول الإسلامية الحفاظ على السلم والأمن في منطقتنا وإيقاف جرائم الكيان الإسرائيلي".
ومن المنصة ذاتها، شدد العميد محمد رضا آشتياني نائب رئيس هيئة الأركان الإيرانية ووزير الدفاع السابق على أن "محاسبة الكيان الصهيوني تقع على جدول الأعمال"، مؤكدا أن "طهران ستغير مسار أي سيناريو يخطط له العدو ويمكنها إفشال حساباته بقوة".
وفي قراءتها للمواقف الإيرانية التي صاحبت الاستعراض، ترى الباحثة في الشؤون الدولية برستو بهرامي راد أن بزشكيان ترك الحرب النفسية للقادة العسكريين الذين "توعدوا بإنزال العقاب بالكيان الصهيوني لاغتياله هنية في قلب طهران والتحذير من مغبة التآمر على إيران".
وفي حديثها للجزيرة نت، رأت بهرامي راد أن بزشكيان اكتفى بالتذكير بمرتكزات القوة الوطنية قبيل زيارته إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتسليطه الضوء على قدرة الوحدة الإسلامية أو وحدة الساحات لإحداث تحولات كبرى على الصعيدين الإقليمي والدولي.
ورأت أنه أبقى الباب مفتوحا أمام القوى الغربية وخيّرها بين الانخراط بالمفاوضات مع إيران لحلحلة القضايا الشائكة، أو التمادي في دعم الاحتلال في حربه على غزة وحزب الله والتحذير من تداعيات اللجوء إلى الخيار الثاني.
وحسب الباحثة، أجّلت إيران "الانتقام لهنية" حتى بعد اجتماعات الجمعية العامة ليُظهر بزشكيان حسن نيته للمجتمع الدولي ويطالبه بردع إسرائيل قبل أن تضطر بلاده للقيام بذلك، موضحة أن الرد على اغتيال هنية سيختلف تناسبا مع تجاوب الأوساط الغربية مع الرؤية الإيرانية.
وبينما تحرص طهران على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس مقابل العمليات الإسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت من أجل إنجاح زيارة بزشكيان إلى نيويورك يرى مراقبون في إيران أن هذه السياسة قد تجعل تل أبيب أكثر جرأة على ارتكاب المزيد من المجازر لعلمها بعدم الرد الإيراني خلال الفترة الحالية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الاستعراض العسکری فی حال
إقرأ أيضاً:
طهران ترسل عبر بغداد رسالة إيجابية الى واشنطن: الخيار العسكري مؤجل حاليا - عاجل
بغداد اليوم- بغداد
كشف مصدر مطلع، اليوم الخميس (21 تشرين الثاني 2024)، عن رسالة إيرانية ذات مضامين إيجابية الى واشنطن عبر الوسطاء العراقيين.
وقال المصدر في حديث لـ "بغداد اليوم"، إن "طهران ارسلت يوم امس عبر وسطاء عراقيين رسالة غير مباشرة الى امريكا حول رؤيتها الى حل الازمة والتصعيد الخطير في الشرق الأوسط، ابتداء من انهاء حرب الإبادة في غزة وجنوب لبنان، وايقاف القصف في بيروت والسعي الى خارطة طريق برؤية دولية".
وأضاف أن "الرسالة الايرانية حملت اشارات دبلوماسية في اغلب سطورها، ما يعني انها تريد الوصول الى حل ينهي الصراع القائم وفق رؤية محددة الابعاد مع الاشارة الى انها لا تريد الحرب الشاملة ولكنها ستنخرط بها اذا ما فرضت عليها بشكل مباشر".
وأشار الى أنه "يمكن الاستشعار بان الخيار العسكري الايراني على تل ابيب بالوقت الحالي بات مؤجلا في ظل مساعي دولية غير معلنة لمنع انفجار الشرق الاوسط، بالاضافة الى انتظار رؤية الرئيس امريكي الجديد وكيفية تعامله مع ملفات الشرق ووعوده بانهاء الحرب".
وبين المصدر أن "ايران بدأت تخفف من حدة خطابها نحو الدبلوماسية التي من خلالها يمكن الوصول الى حلول تسهم في إيقاف نزيف الدماء مع بيان موقف ثابت بانها لن تتخلى عن محور المقاومة".
ولعب العراق دور الوسيط في الحوار غير المباشر بين واشنطن وطهران، وساهم في منع تطور الأحداث إلى حرب شاملة كبرى إقليمية.
وفي شأن متصل، كشف مصدر مطلع، السبت (19 تشرين الأول 2024)، عن وصول رسالة أمريكية مقتضبة إلى طهران عبر وسطاء عراقيين تركز على ثلاث نقاط.
وقال المصدر في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن" رسالة أمريكية مقتضبة وصلت صباح اليوم الى وسطاء عراقيين في بغداد لنقلها الى ايران ركزت على ثلاث نقاط ابرزها انها تريد التهدئة وعدم تأزيم الموقف في الشرق الأوسط وان أي اعتداء يطال مصالحها سترد وانها لا تريد حربًا مباشرة مع طهران، وان تكف عن دعم حالة التوتر في لبنان وغيره".
وأضاف، ان" الرسالة لا جديد فيها وهي تكرار لرسائل أخرى مشابهة، لافتا الى ان" ايران ردت قبل أيام على رسالة أمريكية كانت مشابهة الى حد كبير باختصار وهي انها لن تتردد في الدفاع عن نفسها اذا ما تعرضت الى هجوم من قبل الكيان وانها ستعتبر من يوفر له الدعم والاسناد للكيان بانه مشارك بالاعتداء".
وأشار المصدر الى، ان" اغتيال السنوار غيّر من قواعد اللعبة في المنطقة ويبدو ان واشنطن قررت التأني في أي مباحثات غير مباشرة مع طهران بانتظار رد الكيان المحتل الذي يتوقع بانه لن يطول لكنها قلقة من انه قد يتجاوز خطوطًا حمراء تدفع الى المزيد من التوتر في منطقة باتت في وضع لا تحسد عليه".
وفي السياق ذاته، كشف مصدر مطلع، يوم الخميس (3 تشرين الأول 2024)، عن محتوى ثلاث رسائل أمريكية عاجلة عبر العراق الى ايران خلال اقل من نصف ساعة.
وقال المصدر في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن" واشنطن تراقب عن كثب قدرات إيران الصاروخية من خلال وسائل مختلفة وهي تبدي قلقًا من تنامي ملف تطويرها وصولا الى مرحلة فرط صوتية التي تشكل هاجس قلق بالنسبة لها لان قدرات الباتريوت وغيرها من منظومات الدفاع الجوي المتوفرة تكون اقل في اعتراضها".
وأضاف، ان"امريكا وجهت ثلاث رسائل عاجلة الى طهران عبر العراق خلال نصف ساعة، في مرحلة الاعداد للهجوم الصاروخي اول امس والذي تم تنفيذه من 5-6 قواعد إيرانية صوب اهداف في العمق الإسرائيلي وتضمنت الرسائل نقاطًا عدة تتمحور كلها في عبارة "لا تهاجموا قواعدنا العسكرية".
وأشار المصدر الى، إن" واشنطن كانت قلقة من ان تُهاجم قواعدها سواء من قبل ايران او الفصائل المقربة، مؤكدا بانها رغم ذلك استنفرت واتخذت كل الإجراءات الاحترازية تحسبا من أي تطورات متسارعة".