قال تقرير حقوقي صادر عن مكتب حقوق الإنسان بأمانة العاصمة صنعاء ( يتبع الحكومة الشرعية) أنه وثّق 2500 انتهاك حوثي خلال عامي 2022 و2023، توزعت بين قتل وإصابات، واعتداءات بالتعذيب والاختطاف، ونهب الممتلكات العامة والخاصة، وتجنيد الأطفال، وانتهاكات ضد الطفولة والمرأة، والتهجير القسري والتطييف والتعسف الوظيفي، والاعتداء على المؤسسات القضائية.

ووثّق التقرير مقتل 38 مدنياً بينهم 20 حالة قتل تحت التعذيب، و18 حالة قتل بالرصاص المباشر، في حين بلغت الإصابات والاعتداء الجسدي 261 حالة إصابة، و284 حالة اختطاف وإخفاء قسري، و251 حالة تعذيب ومعاملة قاسية ومهينة.

وأشار التقرير إلى منع السكان من الاحتفال بالعيد الوطني لـ«ثورة 26 سبتمبر» في العام الماضي الذين خرجوا إلى الشوارع بشكل عفوي رافعين العلم اليمني، والاعتداء عليهم، واختطاف العشرات منهم.

ووصف ذلك الأمر بأنه «مثّل لحظة فارقة في حياة اليمنيين»، لإدراكهم أن هذا القمع ومنع الاحتفال بالثورة يأتي في إطار مشروع إعادة ما وصفه بـ«الحقبة المظلمة في حياة اليمنيين»، في إشارة إلى حكم أسلاف الحوثيين قبل الثورة في 1962.

وأكد التقرير وجود حالة من الغضب المتصاعد في مدينة صنعاء ضد الحوثيين بسبب انتهاجهم سياسة التجويع والقهر والإفقار الممنهج للسكان، واستمرارهم في نهب مرتبات الموظفين وعسكرة الحياة والتضييق على حرية الرأي والتعبير والحريات العامة، واستهداف النظام الجمهوري.

ونقل الإعلام الرسمي عن مدير مكتب حقوق الإنسان في صنعاء فهمي الزبيري قوله: «إن استمرار الحوثيين في ارتكاب الانتهاكات والتفنن بها بحق اليمنيين، دليل على عجزهم عن تطييف المجتمع وإخضاع الشعب اليمني لمشروعهم، القائم على نظرية التمييز العنصري».

وكانت «منظمة مساواة للحقوق والحريات» قالت أنها وثّقت اختطاف الحوثيين 33 مدنياً خلال الأيام الماضية في المناطق الخاضعة لسيطرتها، على خلفية دعوتهم للاحتفال بذكرى «ثورة 26 سبتمبر».

وأدانت المنظمة في بيان حملات الاختطاف التي شملت صنعاء ومحافظات ذمار وإبّ وعمران مستهدفة السياسيين والصحافيين والناشطين الحقوقيين وكل من يدعو للاحتفال بذكرى الثورة اليمنية.

وطالب البيان بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المختطفين، محمّلاً الجماعة الحوثية المسؤولية الكاملة عن سلامتهم، وقالت المنظمة إن هذه الأعمال «تؤكد الطبيعة الاستبدادية لهذه الجماعة التي تسعى بكل الوسائل والممارسات القمعية لثني الشعب اليمني عن الاحتفال بثورته وقمع أي مظاهر احتفالية بها».

ودعت المنظمة الأمين العام للأمم المتحدة والمبعوث الأممي الخاص إلى اليمن والمفوض السامي لحقوق الإنسان، وكافة المنظمات والهيئات الحقوقية، إلى ممارسة ضغط حقيقي ومؤثر على الحوثيين لوقف هذه الانتهاكات الصارخة وضمان احترام حقوق الإنسان وحرية التعبير في اليمن.

بدوره وصف «المركز الأميركي للعدالة»، وهو منظمة حقوقية تعمل من الولايات المتحدة، اعتقالات الحوثيين الأخيرة بأنها تأتي «ضمن سياق التضييق على حرية التعبير والصحافة؛ إذ تمارس الجماعة عمليات قمعية ممنهجة ضد أي أصوات معارضة».

وأكد المركز في بيان أن هذه الممارسات الحوثية تشكل انتهاكاً صارخاً للعديد من النصوص القانونية، وفي مقدمتها الدستور اليمني في «المادة 48» منه التي نصت على حماية الحق في الحرية والأمن الشخصي، والتي تمنع الاعتقال أو الحجز التعسفي إلا بأمر من السلطات المختصة وبعد إجراءات قانونية.

وأشار المركز إلى أن الجماعة الحوثية تنتهك ما نص عليه العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية؛ إذ كفلت «المادة 19» من العهد حق كل شخص في حرية التعبير والرأي، كما تحظر «المادة 9» من نفس العهد الاعتقال التعسفي وتؤكد ضرورة احترام الإجراءات القانونية.

وأضاف أن ممارسات الحوثيين تعد أيضاً انتهاكاً لاتفاقيات جنيف، التي تضمن حماية المدنيين من التعرض للاعتقال أو المعاملة القاسية دون سبب قانوني.

وطالب «المركز الأميركي للعدالة» جماعة الحوثي بضرورة التوقف الفوري عن الممارسات غير القانونية، وإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين بشكل فوري، داعياً إلى احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية، وشدد على أن هذه الانتهاكات «تستوجب مساءلة مرتكبيها أمام الجهات القضائية الجنائية».

المصدر: مأرب برس

كلمات دلالية: حقوق الإنسان

إقرأ أيضاً:

عندما تلتقي الأقدار على مفترق الموت.. 7 جرائم بشعة.. مخدرات وخلافات وعشق ممنوع

في قلب الأحياء الشعبية، تلتقي عيون الناس على مفترق الطرق، وتقف الذاكرة شاهدة على تفاصيل حياة قصيرة، من واقع سلسلة جرائم تهز القلوب وتثير الذهول. تعددت أسباب ودوافع القتل: مخدرات، خلافات، طمع، جشع، غيرة وعشق ممنوع، لكنها أودت بحياة ضحايا في لحظات غدر.

في شارع طوسون بمنطقة روض الفرج، حيث تمر الأيام في صمت، انتهت حياة الحاجة راوية بعد سنوات من العناية والاهتمام بابن شقيقها الذي اعتبرته جزءًا منها. كانت تراهن على أن تكون السند في شيخوختها، لكن تلك الرهانات تهشمت في لحظة غفلة. الشاب الذي أضاع حياته في عالم المخدرات، وعادت يداه محملةً بالشر، اقتحم منزل عمته ليطلب المال، وعندما رفضت، لم يتوانَ في ضربها حتى فارقت الحياة بين يديه. قلبه الذي امتلأ بالكراهية لم يرحمها، فكانت هي الضحية، وهو الجاني الذي لم يتوانَ في قتلها.

في منطقة الكوربة بمصر الجديدة، كانت الحياة تسير بهدوء حتى جاء ذلك اليوم الذي اشتعل فيه النزاع بسبب محل تجاري مستأجر. كان الشاب الذي يعمل في محل عصير يظن أن خلافه مع صاحب مقهى "أسوان" يمكن أن يُحل بالكلام، لكن الأمور سرعان ما تحولت إلى معركة دامية، وكل طرف يصر على أن الحق معه. وبينما كانت الأنفاس تتسابق في الشارع، انطلقت الطعنات، وسقط صاحب "القهوة" مضرجًا بدمائه، تاركًا خلفه مشهدًا دامِيًا من العنف لا يمكن محوه من ذاكرة من شهدوه.

من الكوربة إلى بولاق الدكرور، حدثت المأساة بسبب شقة كان أحدهم يطمع في الاستيلاء عليها. شاب من ذوي الهمم كان يسعى لتأمين مأوى له، لكن طمع آخر دفع أحدهم إلى مطالبة الشاب بالرحيل. رفض الشاب، فاندلعت مشادة انتهت بقتل شقيقه على يد القاتل، الذي لم يكتفِ بذلك، بل وجه طعنة أخرى للشاب المصاب. كانت لحظات العنف كافية لتغيير مجرى حياتهم للأبد، وتركت الضحايا في دوامة من الألم والموت.

أما في شبرا مصر، فقد وقعت جريمة قتل بسبب "الدومينو" عندما رفض طالب الوفاء بالرهان الذي اتفق عليه مع زميله، بحيث يدفع الخاسر ثمن المشروبات. تحول المرح إلى عنف غير مبرر، وأدى النزاع الصغير إلى سقوط أحدهما قتيلاً وسط المقهى. وفي البدرشين، تسبب خلاف بسيط بين زوجتي شقيقين في جريمة قتل، عندما استل الأخ الأكبر سلاحه وأطلق النار على شقيقه الأصغر، ونجله.

بمنطقة البساتين، تسبب العشق الممنوع في مقتل شقيق فتاة مراهقة، على يد آخر مرتبط بها عاطفيًا. وأمام رفض أسرتها لهذه العلاقة، بدأ الشاب يهدد الفتاة وعائلتها، وفي لحظة طغى فيها العنف على العقل، عندما تدخل شقيق الفتاة لوقف تصرفات الشاب المتهور، انتهت الحياة بعنف في شوارع الحي الشعبي، حيث سقط شقيقها قتيلًا.

جريمة أخرى ارتكبتها فتاة كانت تحقد على شقيقتها. في هدوء الليل، وفي محاولةٍ للتخلص منها، وضعت الفتاة خطة شيطانية. توجهت إلى منزل شقيقتها، وسددت لها طعنة نافذة، ثم أضرمت النار فيها وفي نجلها، في محاولة للتخلص منهما للأبد.في لحظات معدودة، اختلطت النيران بالدماء، لكن النهاية لم تكن في صالحها، فقد ألقت الشرطة القبض عليها، ككل من ارتكبوا الجرائم السابقة، ليظهر مع كل خطوة أن الجريمة لا تعرف العذر.

وسط هذه الجرائم، تتعدد التساؤلات حول ماهية العنف الذي يخرج من أحضان العائلة، ومن أرحام الحب المفقود، وأبسط الأسباب. هل هو نتيجة لأمراض نفسية أم اقتصادية؟ أم أن هذه الجرائم أعراض لأمراض اجتماعية تحتاج إلى علاج فوري؟

مقالات مشابهة

  • انهيار متسارع في سعر صرف الريال اليمني ومحلات الصرافة تفاجئ الجميع وتكشف سعر الصرف الجديد في صنعاء وعدن
  • وزير الصحة يدشن مخيمين طبيين مجانيين لأسر الشهداء بمحافظة صنعاء
  • جرائم جماعة الإخوان الإرهابية في التضليل ضد الدولة.. الكذب أسلوبهم
  • رحلة غسان أبوستة.. فيلم «حالة مشاعر» يوثق قصة طبيب الحروب الفلسطيني
  • أحمد نجم يكتب : روحي وروحك حبايب
  • رفض واسع في صنعاء لتأجير المنازل لعناصر الحوثي والتجار يرفعون الكرت الأحمر في وجه المليشيات
  • ماذا ينتظر وكلاء طهران في اليمن بعهد ترمب...وهل سيكون هناك استهداف للقادة الحوثيين من المستويات العليا؟
  • عندما تلتقي الأقدار على مفترق الموت.. 7 جرائم بشعة.. مخدرات وخلافات وعشق ممنوع
  • المسافة الآمنة
  • شهادات مروعة لمعتقلين أفرجت عنهم المليشيات أخيراً