عادات تدمر الرغبة الجنسية الأنثوية
تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT
روسيا – أعلنت الدكتورة داريا كازاكوفا أخصائية أمراض النساء والتوليد، أن الرغبة الجنسية لدى المرأة معقدة ومتعددة الأوجه من حيث الصحة والرفاهية.
وتشير الخبيرة، إلى أن الرغبة الجنسية لدى المرأة يمكن أن تتغير بسبب عوامل عديدة، بما فيها الجسدية والنفسية والإجهاد والعلاقات ونمط الحياة. ويمكن أن يكون سبب انخفاضها عادات معينة لا تدركها الكثير من النساء.
ووفقا لها، تلعب التغذية دورا مهما في الحالة الصحية العامة للمرأة بما فيها الرغبة الجنسية. فمثلا الأطعمة الدهنية وفائض السعرات الحرارية، قد تؤدي إلى زيادة الوزن وأمراض مزمنة مرتبطة بها، ما يؤثر سلبا في الرغبة الجنسية.
وتوصي الطبيبة استنادا إلى ذلك، بالإكثار من تناول الفواكه الطازجة والخضروات والمكسرات والبذور ولحوم خالية من الدهون وأسماك وشرب كمية كافية من الماء لأن قلة الماء تؤدي إلى جفاف الجسم وسوء الحالة الصحية.
وتقول: “يمكن أن يؤدي نمط الحياة الخامل إلى نقص مستوى الطاقة، ما يؤدي بدوره إلى انخفاض الرغبة الجنسية. لذلك يجب ممارسة الرياضة بانتظام، مثل السباحة واليوغا وتمارين اللياقة البدنية، لأنها تسرع عملية التمثيل الغذائي وترفع مستوى الأندرفينات. كما من الضروري على الأقل ممارسة نشاط بدني لمدة 30 دقيقة في اليوم”.
وتشير إلى أن العامل الآخر هو الإجهاد المزمن، الذي له تأثير قوي على الصحة النفسية. والنساء اللواتي يتعرضن للإجهاد باستمرار تنخفض لديهن الرغبة الجنسية.
ووفقا لها، يجب على المرأة في هذه الحالة التدرب على الاسترخاء والتأمل وممارسة هواياتها المحببة التي تبعدها عن مشكلات الحياة اليومية.
وتقول: ” قلة وسوء نوعية النوم تؤثر في مستوى الطاقة والمزاج، وهذا بدوره يكبح الرغبة الجنسية. لذلك يجب توفير ظروف ملائمة للنوم، واتباع نظام ثابت للنوم قدر الإمكان وعدم تناول مشروبات محتوية على الكافيين والكحول قبل النوم”.
وبالإضافة إلى ذلك، يقلل القلق والاكتئاب وتدني احترام الذات الرغبة الجنسية، لذلك على المرأة أن تنتبه إلى مشاعرها وعواطفها، وإذا لزم الأمر استشارة طبيب نفساني.
ووفقا لها، يتطلب الحفاظ على الرغبة الجنسية، اتباع نهج متكامل يتضمن تغيير نمط الحياة والنظام الغذائي والحالة النفسية العاطفية والاهتمام بالصحة الشخصية، وحينها سترتفع الرغبة الجنسية وتتحسن نوعية الحياة.
المصدر: Gazeta.Ru
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: الرغبة الجنسیة
إقرأ أيضاً:
بين تدمر وسبأ.. يُكتب مصير سوريا
د. محمد بن خلفان العاصمي
عن ابن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا" صدق رسول الله.
إنَّ ما يحدث في الشام وفي اليمن اليوم من اقتتال وصراعات أزهقت الأرواح والأنفس وتسببت في القضاء على أشكال الحياة الطبيعية وحولت هذين القطرين المباركين إلى خراب بعدما كانت حواضر الإسلام منذ بزوغ فجره ومنارات تاريخية شاهدة على عظمة تاريخ البشرية، فبين مملكة سبأ وملكتها بلقيس ومملكة تدمُر وملكتها زنوبيا، يقفُ تاريخ عظيم يحكي قصة البشرية وعمارة الأرض وقدرة الإنسان الذي سكنها، وربما هذا التشابه بين المملكتين حتى في من حكمهما يحكي مصيرهما المشترك عبر التاريخ إلى يومنا هذا وكأنَّ قدرهما نسج من خيط واحد.
وسبحان الله الذي جمع أقدار هاتين المملكتين رغم تباعدهما الجغرافي، فقد انتهت مملكة تدمُر بعد مُعاناتها من المناخ وسوء الأمن الغذائي كما يؤرخ الباحثون فضعفت التجارة وفسدت البلاد والعباد، وكذلك كان مصير مملكة سبأ العظيمة فقد توقفت الموانئ وضعفت التجارة البحرية وانحسرت الدولة وضعف سلطانها وفسدت وانتهت، وسبحان من جعل في التاريخ عبرة وعظة وسبحان من جعل الأيام دول تعيد نفسها حيناً بعد حين.
الشام واليمن اليوم- وعبر التاريخ- أُثخنثا بالحروب والصراعات، ولا تكاد تمر فترة من الزمن إلا ويدخلان في حرب، وما نراه اليوم هو حلقة في سلسلة لا تنتهي؛ حيث يقف الموقع الجغرافي على رأس أسباب هذه الصراعات التي تُعاني منها كلا المنطقتين، وتلعب التغييرات الجيوسياسية حاليًا دورًا رئيسيًا في الصراع الدائر في اليمن وسوريا؛ فالأطماع والمُخطَّطات والمصالح جعلت من البلدين مركزًا لصراع القوى الخارجية، والضحايا هم أبناء الشعبين الذين ذاقوا مرارة التشريد والقتل والمعاناة والتي لا تبدو لها نهاية في القريب.
تسقط أنظمة وتصعد أنظمة والحال لا يتغير، ولعل حالة سوريا بالأخص معقدة جدًا؛ وذلك لقربها من الكيان الصهيونى الغاصب، الذي لا يَخفى على أي متابع وقارئ ما لديه من أطماع توسُّعية وحلم بإنشاء ما يعرف بـ"إسرائيل الكبرى" عبر مشروع خُطِّط له منذ فترة طويلة وفق ما يُعرف سياسيًا بمشروع "الشرق الأوسط الجديد"، هذا المشروع الذي بُني على أساس تقسيم الشرق الأوسط إلى عدد كبير من الدول وفق أساس ديني وطائفي ومذهبي، وتجزئة المُجزَّأ إلى كيانات أصغر يسهل التعامل معها من قبل إسرائيل، وتجريدها من أسباب القوة العسكرية والسياسية والاقتصادية وفق خطة طويلة الأمد أساسها إشعال الفتن والحروب داخل هذه الدول.
هذا المخطط، ورغم علانيته والتصريح به وحتى مع تغليفه بغلاف نشر مبادئ الديمقراطية والحريات والمساواة في هذه الدول، إلّا أنَّ العرب والمسلمين يقفون عاجزين عن منعه؛ بل إنهم وبسبب فُرقتهم وصراعاتهم قد يساعدون في تنفيذه، وقد يكون بقصدٍ أو غير قصد، لكن الأغرب في الأمر كيف استطاعت إسرائيل تنفيذ مخطط بهذا الوضوح والعلانية والنهاية المعروفة ولا تجد من يعارضها أو يتصدى لها لوقف ذلك، فهل هو الهوان الذي بلغ مداه أم قلة الحيلة التي كبلت الأيدي وجعلتهم تابعين؟!
لن يقف الأمر عند سوريا، ولن يكون هذا هو السقوط الأخير، وهذا ليس رأيا شخصيا؛ بل هو خبر معلوم لدى الجميع وحديث بصوت عالٍ ومسموع، والمعاصر لسقوط الأنظمة في عديد الدول العربية سابقًا يرى مشهدًا مُكرَّرًا في سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وهي تراجيديا مُعادة في كل مرة ورغم ذلك ما زالت تلقى رواجًا ومشاهدين منبهرين! وكأنهم لم يسمعوا ويروا كل ذلك من قبل.. فهل هي الغشاوة أم أن العقول ما زالت لم تتحرر من السذاجة التي أصبحت علامة مسجلة لشعوب العالم الثالث وقدر لها أن تكون جزءًا من مسرحية لا دور لهم فيها إلّا المُعاناة والأمل الخادع؟
لا نقول سقط نظام الأسد، فهذا شأن يخص السوريين وحدهم؛ فهُم من لهم فقط الحق في تحديد من يحكمهم، وهم من يُقرر فقط من لا يحكمهم، ولكن نقول سقطت سوريا من يد العروبة كما سقطت قبلها دول أخرى، لقد أصبحت فلسطين دون ظهر يدفع عنها الظالمين وعجرفتهم، وأصبحت تحت رحمة العدو الذي نزل بثقله ليقضي على ما تبقى من أنفاس سوريا التي كانت تُرسل الأمل للقدس، حتى تصنع توازنًا في معركة لا متوازنة منذ قيامها.. لقد خسر العرب سوريا ولن يشعروا بمرارة الخسارة إلّا عندما يصل الجزار إلى عتبة الباب.. عندها لن يكون هناك خيار سوى الذبح أو الذبح!