دبلوماسي روسي سابق: دول أستانا مستاءة من تصريحات الأسد تجاه أردوغان
تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT
أثارت تصريحات رئيس النظام السوري بشار الأسد الأخيرة، تساؤلات حول إمكانية الاستمرار في مسار تطبيع العلاقات مع تركيا، ومدى نجاح المبادرة العربية بقيادة السعودية والإمارات لحل الأزمة السورية.
وجرت تصريحات الأسد بعكس تيار تصريحات دول "أستانا" (روسيا وتركيا وإيران)، التي أعربت عن ثقتها بنجاح "اللجنة الرباعية" بمشاركة النظام السوري، للدفع بعملية التطبيع بين أنقرة ودمشق، وجمع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان مع بشار الأسد على طاولة واحدة.
وتمسك الأسد خلال مقابلة عبر "سكاي نيوز"، باتهام تركيا بصناعة "الإرهاب" في سوريا، كما اعتبر أن أردوغان يسعى للقائه بهدف شرعنة "الاحتلال" للشمال السوري.
استياء دول "أستانا"
الدبلوماسي الروسي السابق والمقرب من الخارجية الروسية، رامي الشاعر، أكد لـ"عربي21"، أن تصريحات رئيس النظام السوري، خلقت استياء لدى دول "أستانا" حول ما ورد في حديثه عن تطبيع العلاقات مع تركيا، مؤكدا أن "بشار الأسد لم يكن موفقا نهائيا بلقائه الأخير".
وشدد على أن النظام السوري يبذل كل ما بوسعه لعرقلة أي تقدم بخصوص إعادة العلاقات مع تركيا، لأنه يعتبر الأمر مفتاح البدء بعملية التسوية السياسية للأزمة السورية، وتمهيدا للخوض في عملية الانتقال إلى نظام جديد في سوريا.
وأوضح أن عودة العلاقات بين تركيا وسوريا ليست مساعي النظام في دمشق أو تركيا على انفراد، لكنها مساعي دول "أستانا"، التي تسعى للحفاظ على السيادة السورية وبعيدا عن مسألة إعادة تأهيل بشار الأسد، لأن المسألة تعود للشعب السوري الذي من حقه أن يقرر من يحكمه.
وأضاف: "كان من الأفضل لو استغل بشار الأسد المقابلة وأعلن عن خطوات عملية للبدء بالحوار الجدي بمشاركة المعارضة المعترف بها دوليا من قبل الأمم المتحدة، لكن للأسف هذا لم يحدث"، حيث هاجم رئيس النظام المعارضة وأكد أنه لا يعترف سوى بـ"المعارضة الوطنية".
وحذر الدبلوماسي الروسي السابق، من أن "الوضع في سوريا لم يعد يحتمل"، مضيفا: "لم يعد محتملا أيضا المماطلة لأن الأوضاع قد تخرج عن السيطرة وقد لا تستطيع حتى دول أستانا من إنقاذ سوريا من تجدد اندلاع الحرب الأهلية والفوضى".
وفى الدبلوماسي الروسي السابق، أن تكون إيران شريكا في عرقلة التطبيع بين أنقرة ودمشق، لأن طهران تعي تماما أنه لا يمكن أن يحدث التعافي في سوريا بدون المساعدات العربية وتسوية العلاقات السورية التركية.
وحول تراخي الموقف العربي تجاه إعادة تأهيل بشار الأسد، رأى الشاعر أنه من الطبيعي عدم قيام الدول العربية بأي خطوات عملية لمساعدة سوريا إذا لم يبادر النظام في دمشق في الدرجة الأولى باتخاذ خطوات عملية تسمح لجميع السوريين البدء والمشاركة في تغيير الأوضاع.
غضب الأتراك
واثارت تصريحات الأسد التي حملت شيئا من السخرية تجاه الرئيس أردوغان، غضبا واسعا لدى السياسيين الأتراك، بينما رأى آخرون أن تصريحات الأسد لم تأت بجديد، كما أن مسألة االتطبيع بين أنقرة ودمشق لم تعد أولوية لدى تركيا.
عمر أنهون، آخر سفير تركي في سوريا، قال لصحيفة إندبندنت بنسختها التركية، إن الأسد كرر ما كان يقوله منذ أشهر، مضيفا: "لم أر أي ابتكار في كلماته في هذا الصدد، لهذا السبب لا يمكنني القول لقد انتهت عملية التطبيع هذه، ولم تنته".
واعتبر أن رئيس النظام السوري "أوضح للجميع ما يعرفه الجميع"، في إشارة إلى شرط انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية، قبل بدء اي حوار جدي مع تركيا.
ورأى أن الانتخابات الرئاسية التركية الأخيرة في أيار/ مايو الماضي، والتي منحت أردوغان خمس سنوات إضافية في الحكم كانت حدا فاصلا في التعامل مع مسألة العلاقات مع النظام، لأن الخطاب المرتبط بهذه المسألة تراجع بعد الانتخابات، رغم أن فترة ما قبل الانتخابات شهدت زخما في تصريحات المسؤولين الأتراك بشأن إعادة العلاقات مع النظام السوري.
ولم يصدر عن تركيا أي رد رسمي تجاه تصريحات رئيس النظام السوري الأخيرة، وبهذ الصدد دعا أنهون وزارة الخارجية التركية إلى ملاحظة ما يصدر عن النظام السوري.
وسبق أن جرت لقاءات بين وزراء خارجية النظام السوري والتركي برعاية روسيا، بهدف التحضير للقاء محتمل بين أردوغان والأسد، الذي يشترط مقابل اللقاء، انسحاب القوات التركية من شمال غربي سوريا. فيما ترفض أنقرة طلب الأخير، مشددة على أن قواتها "تحارب الإرهاب هناك، حيث يوجد تهديد للأمن القومي التركي".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات الأسد روسيا أردوغان سوريا إيران إيران سوريا الأسد أردوغان روسيا سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العلاقات مع بشار الأسد مع ترکیا فی سوریا
إقرأ أيضاً:
سوريا.. القبض علي رئيس المخابرات العامة السابق
نجحت قوات الأمن السورية في القبض على رئيس المخابرات العامة السابق، إبراهيم حويجة، المتهم بتنفيذ «مئات الاغتيالات» خلال حكم عائلة الأسد، من بينها الإشراف على اغتيال الزعيم الدرزي اللبناني كمال جنبلاط.
ووفق تقارير إعلامية؛ فقد برز اسم حويجـة كذلك في عام 2017 بعد أن ظهرت ابنته، المذيعة كنانة حويجة، كمفاوضة باسم بشار الأسد في اتفاقات التهجير القسري مع فصائل المعارضة المسلحة، حيث لُقبت بـ«المفاوضة المليونيرة».
ويأتي اعتقال حويجة في ظل اشتباكات دامية بين قوات الأمن السورية ومقاتلين موالين للرئيس المخلوع بشار الأسد.
وكانت وكالة الأنباء السورية سانا نقلت عن محافظ طرطوس اعلانه تمديد حظر التجوال في المدينة حتى العاشرة من صباح السبت.
وأشارت تقرير إعلامية الي أن القوات السورية نجحت في بسط سيطرتها الكاملة على مدينة طرطوس حيث نجحت في السيطرة بشكل كامل على الكلية البحرية في مدينة اللاذقية.
ولاحقا؛ فرض الأمن العام السوري، حظرًا للتجول في مدن اللاذقية وطرطوس وبدء عمليات تمشيط واسعة في مراكز المدن والقرى والبلدات والجبال المحيطة.
ونقلت وكالة أنباء سوريا "سانا" عن مصدر بالأمن العام قوله: "عمليات التمشيط سوف تستهدف فلول ميليشيات الأسد ومن قام بمساندتهم ودعمهم، ونوصي أهلنا المدنيين بالتزام منازلهم والتبليغ الفوري عن أي تحركات مشبوهة".
وأضاف: " إننا نوجه رسالة لمن يريد تسليم سلاحه ونفسه للقضاء أن يسارع بذلك عبر توجهه لأقرب نقطة أمنية".
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن أكثر من 70 قتيلا غالبيتهم من قوات الأمن السوري ومسلّحين موالين للأسد، خلال اشتباكات غير مسبوقة بين الطرفين دارت الخميس باللاذقية، معقل الأقلية العلوية التي تنتمي اليها عائلة الأسد.
ويشكّل فرض الأمن في سوريا أحد أبرز التحديات التي تواجه إدارة الرئيس الانتقالي أحمد الشرع، مع وجود فصائل ومجموعات مسلحة ذات مرجعيات مختلفة في محافظات عدة، بعد نزاع مدمر بدأ قبل 13 عاما.
وشهدت محافظة اللاذقية الخميس اشتباكات غير مسبوقة منذ إطاحة الأسد في الثامن من ديسمبر، استخدمت خلالها قوات الأمن الطيران المروحي لاستهداف مسلحين موالين للرئيس المخلوع، وفق المرصد.
جاء قرار فرض حظر التجوال بعد سلسلة من الهجمات العنيفة غير المسبوقة التي نفذها مسلحون موالون للرئيس المخلوع بشار الأسد في غرب سوريا، وفقًا لما ذكره المرصد السوري لحقوق الإنسان.
هذه الهجمات تشكل واحدة من أعنف الهجمات ضد السلطة الجديدة منذ الإطاحة بالرئيس بشار الأسد في 8 ديسمبر الماضي، وتعد أعلى حصيلة قتلى في يوم واحد برصاص الموالين للأسد، مما يثير مخاوف من انفجار الوضع في منطقة الساحل السوري.
وبدأت هذه التوترات في بلدة بيت عانا، التي تعد مسقط رأس العقيد سهيل الحسن، أحد أبرز القادة العسكريين السابقين في الجيش السوري خلال فترة حكم الأسد، وذلك بعد أن منعت مجموعة من الأهالي قوات الأمن من توقيف شخص مطلوب بتهمة تجارة الأسلحة.