فايننشال تايمز: الحرب في عصر الذكاء الاصطناعي تتطلب أسلحة جديدة
تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT
كتب إريك شميدت، وهو الرئيس التنفيذي السابق لشركة غوغل، أن صناعة الدفاع تشهد لحظة فارقة، لأن ميزانيات الدفاع ترتفع في جميع أنحاء العالم في ظل تزايد الخطورة مع حرب روسيا في أوكرانيا، والصراعات في غزة وخارجها، وعلى خلفية المنافسة بين القوى العظمى، ومن ثم يجب الآن تطوير ما نحتاجه لنكون مستعدين للقتال في المستقبل.
وأوضح شميدت الحاصل على وسام الإمبراطورية البريطانية الفخري -في مقال لصحيفة فايننشال تايمز- أن التقديرات تظهر أن الإنفاق العسكري العالمي زاد بنسبة 34% على مدى السنوات الخمس الماضية، إذ تلقت شركات الدفاع الخمس الرئيسية في الولايات المتحدة طلبات جديدة كبيرة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2لوتان: تساؤلات عن شراء مايكروسوفت محطة للطاقة النوويةlist 2 of 2خبير في الأمن الإلكتروني: هجوم "البيجر" الإسرائيلي في لبنان غيّر العالمend of listوتتزامن هذه الطفرة الدفاعية -حسب الكاتب- مع ثورة تكنولوجية أخرى تتكشف من حولنا، ألا وهي الذكاء الاصطناعي، ولذلك فإن على صناع القرار في مجال المشتريات أن يفضلوا أنظمة الأسلحة الجذابة والمتوفرة بكثرة وذات التكلفة الرخيصة، مما يتيح عديدا من الفرص لشركات الدفاع الناشئة.
وأشار الكاتب إلى أنه يستثمر في مثل هذه الشركات الناشئة، لأن العالم في حاجة إلى قدرات جديدة تمكنه من التنافس في هذا العالم المتغير، وقد استخلص -كما يقول- من الصراع بين أوكرانيا والولايات المتحدة من جهة وروسيا من جهة أخرى، 3 دروس ينبغي أن تساعد في توجيه الجيش، ومسؤولي الدفاع ومتخصصي المشتريات في اتخاذ القرار الصائب في الوقت الذي يبحر فيه العالم في المستقبل.
3 دروس
الدرس الأول يبدأ من مقولة إنك "تذهب إلى الحرب بالجيش الذي لديك لا بالجيش الذي تريده"، وهو ما يعني أنه من المهم ألا تعمل الزيادة في الإنفاق الدفاعي واستبدال الأسلحة المرسلة إلى أوكرانيا بإعادة تحميل المخزونات الأميركية فحسب، بل لا بد من إعادة تجهيزها وصناعة الدفاع التي تزودها بها.
وإذا كانت الهوامش على الأنظمة "الفاخرة" الباهظة الثمن والصيانة سوف تمكن المقاولين الرئيسيين في مجال الدفاع من إعادة شراء المخزون، فإن مزيدا من الأموال ينبغي أن تذهب إلى البحث والتطوير، وبالتالي يمكننا استكمال -إن لم يكن استبدال- مقاتلات "إف-35" وما تعلق بها بوحدات من الطائرات المسيرة بعيدة المدى، حسب رأي شميدت.
أما الدرس الثاني، فهو أننا بحاجة لأنظمة قادرة على التواصل بشكل فعال حتى في البيئات الصعبة، خاصة تلك المشبعة بالحرب الإلكترونية، فالقوات في الجبهة الأوكرانية كان عليها أن تتغلب على ما يتعرض له نظام تحديد المواقع العالمي من تشويش وتزييف حتى تتمكن من استهداف قوات العدو على بعد 100 كيلومتر أو أكثر.
ولهذا، فإن أنظمة الملاحة الإلكترونية التقليدية قد تجعل المهام غير مكتملة والقوات عرضة للخطر -حسب الكاتب- وبالتالي فنحن في حاجة إلى أسلحة وأنظمة قادرة على العمل بشكل موثوق حتى عندما تفشل الأساليب التقليدية، وعلينا أن نجهز أنفسنا للحصول على ما نحتاجه للقتال في أي وقت وأي مكان، وهو ما سيكون على الأرجح في هذا العصر الجديد في أماكن مليئة بالحرب الإلكترونية، حسب قوله.
أما الدرس الأخير، وفقا للخبير، فهو تأثير الحرب غير المتكافئة في خلق التفاوت في نسبة التكلفة إلى القدرة، وهي تتفاقم كلما طال أمد الصراع، فكما رأينا في أوكرانيا، من غير المستدام إطلاق صاروخ باتريوت بقيمة 4 ملايين دولار لاعتراض طائرة مسيرة من طراز شاهد بقيمة 50 ألف دولار.
ولمكافحة هذه المخاوف، نحتاج إلى بدائل أرخص وأكثر عددا تستفيد من البرمجيات المترابطة والرشيقة، ولذلك نحن بحاجة إلى نهج شراء أكثر تطورا يوازن بين التكلفة الإجمالية ومرونة سلسلة التوريد مع عوامل أخرى، مثل الأداء والقدرة على التكيف.
ومع أن هناك ما يعوق ميزانيات الدفاع من الارتفاع إلى أجل غير مسمى، فإن الاحتمالات تشير إلى أن الولايات المتحدة ستستمر في زيادة إنفاقها، وبالفعل تشير بعض الومضات إلى أنها تأخذ الابتكار على محمل الجد، خاصة أن ميزانية وحدة الابتكار الدفاعي زادت العام الماضي بمقدار 5 أضعاف، وهي بداية تتردد صداها في جميع أنحاء العالم.
وخلص الكاتب إلى أنه يجب علينا أن نفكر بشكل إستراتيجي في الأهداف التي نريدها، وأفضل طريقة لتحقيقها. ولا شك أن عصر الذكاء الاصطناعي يفرض علينا أن نخترع ونكيّف ونعتمد أسلحة الذكاء الاصطناعي لتحقيق ذلك.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات الذکاء الاصطناعی إلى أن
إقرأ أيضاً:
مسار جديد لقيادة الذكاء الاصطناعي في أوروبا
أطلقت المفوضية الأوربية في بروكسل خطة عمل الذكاء الاصطناعي للقارة المقرر أن تحول الصناعات التقليدية القوية في أوروبا ومجموعة المواهب الاستثنائية إلى محركات قوية للابتكار والتسريع في الذكاء الاصطناعي وفقاً للجهاز التنفيذي الأوروبي.
وستعزز الخطة قدرات الاتحاد الأوروبي في مجال الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال الإجراءات والسياسات التي تتمحور حول خمس ركائز رئيسية.
وأوضحت المفوضية الأوروبية انها ستعمل على تعزيز البنية التحتية لنظام الذكاء الاصطناعي والحوسبة الفائقة في أوروبا من خلال شبكة من مصانع الذكاء الاصطناعي. وسيتم بالفعل نشر 13 من هذه المصانع في أوروبا.
وسيساعد الاتحاد الأوروبي أيضا في إنشاء مصانع الذكاء الاصطناعي العملاقة مجهزة بما يقرب من 100,000 شريحة ذكاء اصطناعي حديثة ، أي أربعة أضعاف مصانع الذكاء الاصطناعي الحالية فيما ستقود مصانع الذكاء الاصطناعي العملاقة الموجة التالية من نماذج الذكاء الاصطناعي الحدودية وتحافظ على الاستقلالية الاستراتيجية للاتحاد الأوروبي في القطاعات الصناعية والعلوم الحيوية ، مما يتطلب استثمارات عامة وخاصة. وسيتم تحفيز الاستثمار الخاص في المنشئات العملاقة Gigafactory بشكل أكبر من خلال خطة الاستثمار الاوربية في مجال الذكاء الاصطناعي InvestAI، والتي ستحشد استثمارات بقيمة 20 مليار يورو لما يصل إلى خمسة مصانع عملاقة في الذكاء الاصطناعي في جميع أنحاء الاتحاد.
ولتحفيز استثمارات القطاع الخاص في القدرات السحابية ومراكز البيانات، ستقترح اللجنة أيضا قانونا لتطوير الحوسبة السحابية الذكاء الاصطناعي بهدف مضاعفة قدرة مركز البيانات في الاتحاد الأوروبي ثلاث مرات على الأقل في السنوات الخمس إلى السبع المقبلة ، مع إعطاء الأولوية لمراكز البيانات عالية الاستدامة.
ووفق المفوضية الاوربية سيتم إطلاق استراتيجية شاملة لاتحاد البيانات في عام 2025 لإنشاء سوق داخلي حقيقي للبيانات التي يمكنها توسيع نطاق حلول الذكاء الاصطناعي.
وعلى الرغم من إمكانات الذكاء الاصطناعي ، إلا أن 13.5٪ فقط من الشركات في الاتحاد الأوروبي تبنت الذكاء الاصطناعي. وستلعب البنية التحتية الأوروبية للابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك على وجه الخصوص مصانع الذكاء الاصطناعي ومراكز الابتكار الرقمي الأوروبية (EDIHs) دورا مهما في هذه الاستراتيجية.
ولتلبية الطلب المتزايد على المواهب الذكاء الاصطناعي، ستقوم المفوضية بتسهيل التوظيف الدولي لخبراء الذكاء الاصطناعي والباحثين ذوي المهارات العالية من خلال مبادرات مثل مجموعة المواهب، وعمل ماري سكودوفسكا-كوري "MSCA Choose Europe" وبرامج الزمالات الذكاء الاصطناعي التي تقدمها أكاديمية مهارات الذكاء الاصطناعي القادمة.
أخبار ذات صلةوستساهم هذه الإجراءات في مسارات الهجرة القانونية للعمال ذوي المهارات العالية من خارج الاتحاد الأوروبي في قطاع الذكاء الاصطناعي وجذب أفضل الباحثين والخبراء الأوروبيين في مجال الذكاء الاصطناعي إلى أوروبا.
وتقول المفوضية الاوربية إن قانون الذكاء الاصطناعي يرفع ثقة المواطنين في التكنولوجيا ويوفر للمستثمرين ورجال الأعمال اليقين القانوني الذي يحتاجونه لتوسيع نطاق الذكاء الاصطناعي ونشره في جميع أنحاء أوروبا.
وستطلق اللجنة أيضا مكتب خدمة قانون الذكاء الاصطناعي ، لمساعدة الشركات على الامتثال لقانون الذكاء الاصطناعي. وسيكون بمثابة نقطة اتصال مركزية ومركز للمعلومات والإرشادات بشأن قانون الذكاء الاصطناعي. المقترحة ومناهج السياسات - بما في ذلك تدابير إضافية لضمان التطبيق السلس والبسيط لقانون الذكاء الاصطناعي.
وفي أول أغسطس 2024 ، دخل قانون الذكاء الاصطناعي حيز التنفيذ ونشرت مبادئ توجيهية بشأن ممارسات الذكاء الاصطناعي المحظورة في 4 فبراير 2025.
وفي 24 يناير 2024 ، أطلقت المفوضية حزمة من التدابير لدعم الشركات الناشئة والشركات الصغيرة والمتوسطة الأوروبية في تطوير الذكاء الاصطناعي الجدير بالثقة. وفي 9 يوليو 2024 ، دخلت لائحة وEuroHPC JU
المعدلة حيز التنفيذ ، مما يسمح بإنشاء مصانع الذكاء الاصطناعي.
وفي 10 ديسمبر 2024 ، تم اختيار سبعة اتحادات لإنشاء مصانع الذكاء الاصطناعي ، تليها ستة اتحادات إضافية في 12 مارس 2025.
وفي قمة عمل الذكاء الاصطناعي في باريس في 11 فبراير 2025 ، أعلنت الرئيسة فون دير لاين عن مبادرة InvestAI، وهي مبادرة لتعبئة استثمار بقيمة 200 مليار يورو في الذكاء الاصطناعي في جميع أنحاء أوروبا.
المصدر: وام