إسرائيل.. مخاوف من إشعال حرب أوسع نطاقا عبر الضفة الغربية
تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT
بعد مرور ما يقرب من عام على هجمات حماس غير المسبوقة على إسرائيل، وصف مسؤول أمني إسرائيلي كبير، رفض الكشف عن هويته، الوضع الحالي في الضفة الغربية بأنه "يقترب من نقطة الغليان"، وفقا لتقرير نشرته وكالة "بلومبيرغ" الأميركية.
وحسب مسؤولين إسرائيليين نقلت عنهم أيضا بلومبيرغ، فإن التوترات المتزايدة في الضفة الغربية ترجع إلى عدة عوامل، يأتي في مقدمتها "أوضاع السلطة الفلسطينية، التي تعاني من ضائقة مالية وتكافح لفرض سيطرتها، بالإضافة إلى تزايد عمليات تهريب الأسلحة" إلى البقعة التي شهدت "انتفاضتين" في تسعينيات القرن الماضي، وبدايات القرن الحالي.
ويعيش حوالي 3 ملايين فلسطيني في الضفة الغربية، حيث أصبحت حركتهم الداخلية مقيدة بشدة بعد اندلاع الحرب في غزة، كما تم منع أكثر من 150 ألفا من الذين كانوا يعملون في إسرائيل من الدخول إليها، مما أدى إلى إفقار أسرهم.
ويقول فلسطينيون إن "المضايقات والتخريب والاعتداءات من قبل المستوطنين، الذين احتلوا أجزاء من الضفة الغربية بشكل غير قانوني أصبحت شائعة بشكل متزايد"، كما ذكر تقرير الوكالة الأميركية.
وفي أحد الحوادث، دخل حوالي 100 مستوطن ملثم إلى قرية جيت الفلسطينية في منتصف أغسطس، وأشعلوا النار في السيارات، مما أدى إلى مقتل شخص واحد، وفق بلومبيرغ.
وكانت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية قد ذكرت في تقرير سابق، أن منظمات حقوقية حذرت من أن عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، وصل إلى "مستويات قياسية" منذ 7 أكتوبر.
وأشارت الجماعات، وفقا للصحيفة، إلى أن "حركة الاستيطان المتطرفة، تسعى الآن إلى زيادة ترسيخ وجودها في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة".
وقد قتل أكثر من 650 فلسطينياً في الضفة الغربية منذ بدء الحرب في غزة، معظمهم على يد القوات الإسرائيلية، وفقاً للأمم المتحدة، بينما تؤكد إسرائيل أن العديد من القتلى كانوا من المسلحين.
وعلى الجانب الإسرائيلي، قتل 23 ًشخصا بينهم جنود، "في هجمات فلسطينية أو خلال عمليات للجيش خلال نفس الفترة"، وفقا لأرقام رسمية إسرائيلية.
وقالت ميري إيسين، ضابطة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابقة، التي تدرس الآن في معهد مكافحة الإرهاب بجامعة رايخمان: "لن نسمح بحدوث السابع من أكتوبر من الضفة الغربية".
وتابعت: "نحن نتخذ إجراءات استباقية. كان الفشل الكبير في السابع من أكتوبر هو اعتقادنا بأنه لا يمكن أن يحدث. والآن أصبح ما لا يمكن تصوره واقعنا".
وكان الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، دانيل هاغاري، قد قال إنه "تم تهريب كميات من الألغام المضادة للأفراد، إلى الضفة الغربية من إيران".
وفي هذا الصدد، اعتبر محللون إسرائيليون أن "الجهود التي تبذلها إيران لدفع تطرف الفلسطينيين، وليس العنف الذي يثيره المستوطنون أو الحرمان الاقتصادي بين سكان الضفة الغربية، هي المحرك الرئيسي للتوترات الأخيرة".
وقال ضابط الاستخبارات الإسرائيلي السابق، آفي ميلاميد: "إن جذور هذه التوترات أعمق من اليأس أو الافتقار إلى الوظائف. إنها في الحقيقة تدور حول إضفاء المثالية على المتشددين".
من جانبه، أوضح سامر سنجلاوي، وهو ناشط فلسطيني من حركة فتح، لكنه معارض لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، أن "حماس وغيرها من الجماعات المسلحة تستخدم الأموال التي تأتي من إيران لجذب المجندين الشباب، الذين ليس لديهم دخل أو فرص عمل أو ترفيه، وتدفع لهم بضعة مئات من الدولارات شهرياً".
وزاد: "هذه وصفة لكارثة. لقد أصبحنا عملاء لإيران".
في المقابل، رأى الأستاذ في الدراسات العربية المعاصرة والدراسات الدولية بجامعة بيرزيت، غسان الخطيب، أن تصرفات إسرائيل خلقت أرضاً خصبة لإيران وحماس للحصول على مزيد من النفوذ والدعم في الضفة الغربية".
وتابع: "صحيح أن الأسلحة تتدفق (على الضفة الغربية)، لكن لماذا يبحث الناس عن الأسلحة ويستخدمونها؟ الجواب هو الاحتلال والحرب في غزة".
وبدوره، رأى نائب مفوض العلاقات الدولية في حركة فتح (الحزب الحاكم في الضفة)، عبد الله عبد الله، في تصريحات سابقة للحرة، أن "ما يحدث من عنف في الضفة الغربية، يستهدف إلغاء الشعب الفلسطيني وتهجيره من أراضيه".
واعتبر أن "الولايات المتحدة والمجتمع الدولي لا يقومون بما يجب لإيقاف تلك الأعمال، إذ يجب على واشنطن في حال كانت تدعم حل الدولتين، أن تعترف بدولة فلسطين وتجبر إسرائيل على الالتزام بمبادئ القانون الدولي".
وكانت واشنطن قد حثت سابقا إسرائيل والسلطة الفلسطينية على "بذل كل ما في وسعهما لتهدئة التوترات" بالضفة الغربية.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، في أبريل الماضي، إن "المدنيين لا يشكلون أبدا أهدافا مشروعة وندعو السلطات إلى اتخاذ التدابير اللازمة لحماية جميع المجتمعات من الأذى"، مردفا: "يجب أن يتوقف العنف".
واعتبر المحلل السياسي الفلسطيني، أشرف عكة، في تصريحات سابقة لموقع "الحرة"، أن "إسرائيل تتحدى الجميع، وهي تريد أن تكرس واقعا عسكريا في الميدان، سواء من خلال السيطرة على قطاع غزة، أو توسيع الاستيطان في الضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر".
ورأى أن "الوضع في الضفة الغربية يتجه إلى الغليان، وهناك دعوات متزايدة لحراك فلسطيني واسع، للدفع باتجاه نحو مواجهة الاحتلال".
وشدد علكة على أن "الوضع لا يطاق في ظل استمرار الاعتداءات والاعتقالات، فضلا عن استمرار الحصار الاقتصادي والتضييق المالي على السلطة الفلسطينية، وهو ما ينذر بانهيار مؤسسات السلطة الفلسطينية".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: السلطة الفلسطینیة فی الضفة الغربیة بالضفة الغربیة
إقرأ أيضاً:
تصعيد إسرائيلي خطير في مدن وبلدات الضفة الغربية
تستمر قوات الاحتلال الإسرائيلي في تصعيد الإجراءات في مدن وبلدات الضفة الغربية، إضافة إلى العدوان المستمر على طولكرم ومخيمها، وقيامها بحملات دهم واعتقالات وإطلاق الرصاص الحي على الفلسطينيين.
اقرأ ايضاً
قوات الاحتلال تجبر عددا من العائلات بحارة المربعة في مخيم طولكرم على إخلاء منازلهم. pic.twitter.com/9ZsmsLST6j
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) March 15, 2025
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" بأن الاحتلال الإسرائيلي يواصل لليوم الـ48 على التوالي عدوانه على مدينة طولكرم ومخيمها، ويستمر في عدوانه على مخيم نور شمس لليوم الـ35.
يأتي ذلك في ظل تصعيد إسرائيلي شمل عمليات مداهمة مكثفة للمنازل وإجبار سكانها على الخروج منها بالقوة، مع استمرار الحصار والاقتحامات وسط تعزيزات عسكرية، وإجراءات تنكيليه بحق الفلسطينيين.
جانب من اقتحام قوات الاحتلال لمدينة سلفيت صباح اليوم pic.twitter.com/j9Kb4W0I3p
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) March 15, 2025
وقالت الوكالة نقلاً عن مراسلتها "إن دوي انفجارات ضخمة سمع فجر اليوم السبت، في المنطقة المحيطة بالأحراش في مخيم نور شمس، تزامنا مع انتشار مكثف لجنود الاحتلال، وشوهدت ألسنة الدخان تتصاعد من المكان، في الوقت الذي تسببت في تحطم زجاج مركبات ونوافذ المنازل القريبة وتضرر محتوياتها، دون أن يبلغ عن إصابات في صفوف المواطنين".
وأضافت أن قوات الاحتلال الإسرائيلي أطلقت الرصاص الحي تجاه مركبة إسعاف، أثناء توجهها لمخيم نور شمس لإخلاء حالة مرضية، ومنعتها من الوصول إليها.
بموازاة ذلك، تنفذ قوات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة إضافة للاعتداء على الموقوفين بالضرب، كما قامت باحتجاز فلسطينيين ساعات طويلة قبل الإفراج عنهم دون سبب، كما تعرض عدد آخر من الفلسطينيين للتنكيل أثناء عمليات المداهمة لمنازلهم.
وفي غضون ذلك، دفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية باتجاه المدينة ومخيميها، مرورا بشوارعها الرئيسية، واعترضت حركة تنقل الفلسطينيين والمركبات، فيما عززت من آلياتها وجرافاتها الثقيلة، أمام المباني التي تستولي عليها في شارع نابلس وتحولها لثكنات عسكرية، وفي محيط مخيمي طولكرم ونور شمس، وأقامت حواجز متنقلة لتقييد حركة تنقل المواطنين.
قوات الاحتلال تقتحم محيط مخيم قلنديا شمال القدس المحتلة. pic.twitter.com/oLOc1ideoX
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) March 15, 2025
وتأتي هذه الاعتداءات في سياق التصعيد المستمر لقوات الاحتلال في مدينة طولكرم ومخيميها، والذي أسفر عن استشهاد 13 فلسطينيا، بينهم طفل وامرأتان إحداهما حاملا في الشهر الثامن، بالإضافة إلى إصابة واعتقال العشرات، ونزوح قسري لأكثر من 12 آلف فلسطيني من مخيم نور شمس، و12 ألف آخرين من مخيم طولكرم.
اقرأ ايضاً
كما خلف العدوان دمارا شاملا طال البنية التحتية والمنازل والمحال التجارية والمركبات التي تعرضت للهدم الكلي والجزئي والحرق والتخريب والنهب والسرقة.
المصدر: وكالات
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
محرر أخبار، كاتب وصانع محتوى عربي ومنتج فيديوهات ومواد إعلامية، انضممت للعمل في موقع أخبار "بوابة الشرق الأوسط" بعد خبرة 7 أعوام في فنونالكتابة الصحفية نشرت مقالاتي في العديد من المواقع الأردنية والعربية والقنوات الفضائية ومنصات التواصل الاجتماعي.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن