بعد مرور ما يقرب من عام على هجمات حماس غير المسبوقة على إسرائيل، وصف مسؤول أمني إسرائيلي كبير، رفض الكشف عن هويته، الوضع الحالي في الضفة الغربية بأنه "يقترب من نقطة الغليان"، وفقا لتقرير نشرته وكالة "بلومبيرغ" الأميركية.

وحسب مسؤولين إسرائيليين نقلت عنهم أيضا بلومبيرغ، فإن التوترات المتزايدة في الضفة الغربية ترجع إلى عدة عوامل، يأتي في مقدمتها "أوضاع السلطة الفلسطينية، التي تعاني من ضائقة مالية وتكافح لفرض سيطرتها، بالإضافة إلى تزايد عمليات تهريب الأسلحة" إلى البقعة التي شهدت "انتفاضتين" في تسعينيات القرن الماضي، وبدايات القرن الحالي.

ويعيش حوالي 3 ملايين فلسطيني في الضفة الغربية، حيث أصبحت حركتهم الداخلية مقيدة بشدة بعد اندلاع الحرب في غزة، كما تم منع أكثر من 150 ألفا من الذين كانوا يعملون في إسرائيل من الدخول إليها، مما أدى إلى إفقار أسرهم.

ويقول فلسطينيون إن "المضايقات والتخريب والاعتداءات من قبل المستوطنين، الذين احتلوا أجزاء من الضفة الغربية بشكل غير قانوني أصبحت شائعة بشكل متزايد"، كما ذكر تقرير الوكالة الأميركية.

القوات الإسرائيلية تقتحم مكتب قناة الجزيرة في الضفة الغربية وتأمر بإغلاقه أعلنت قناة الجزيرة أن القوات الإسرائيلية اقتحمت مكتبها في رام الله بالضفة الغربية، الأحد، وأغلقته لمدة 45 يوما بموجب أمر عسكري.

وفي أحد الحوادث، دخل حوالي 100 مستوطن ملثم إلى قرية جيت الفلسطينية في منتصف أغسطس، وأشعلوا النار في السيارات، مما أدى إلى مقتل شخص واحد، وفق بلومبيرغ.

وكانت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية قد ذكرت في تقرير سابق، أن منظمات حقوقية حذرت من أن عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، وصل إلى "مستويات قياسية" منذ 7 أكتوبر.

وأشارت الجماعات، وفقا للصحيفة، إلى أن "حركة الاستيطان المتطرفة، تسعى الآن إلى زيادة ترسيخ وجودها في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة".

وقد قتل أكثر من 650 فلسطينياً في الضفة الغربية منذ بدء الحرب في غزة، معظمهم على يد القوات الإسرائيلية، وفقاً للأمم المتحدة، بينما تؤكد إسرائيل أن العديد من القتلى كانوا من المسلحين.

وعلى الجانب الإسرائيلي، قتل 23 ًشخصا بينهم جنود، "في هجمات فلسطينية أو خلال عمليات للجيش خلال نفس الفترة"، وفقا لأرقام رسمية إسرائيلية.

وقالت ميري إيسين، ضابطة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابقة، التي تدرس الآن في معهد مكافحة الإرهاب بجامعة رايخمان: "لن نسمح بحدوث السابع من أكتوبر من الضفة الغربية".

وتابعت: "نحن نتخذ إجراءات استباقية. كان الفشل الكبير في السابع من أكتوبر هو اعتقادنا بأنه لا يمكن أن يحدث. والآن أصبح ما لا يمكن تصوره واقعنا".

وكان الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، دانيل هاغاري، قد قال إنه "تم تهريب كميات من الألغام المضادة للأفراد، إلى الضفة الغربية من إيران".

وفي هذا الصدد، اعتبر محللون إسرائيليون أن "الجهود التي تبذلها إيران لدفع تطرف الفلسطينيين، وليس العنف الذي يثيره المستوطنون أو الحرمان الاقتصادي بين سكان الضفة الغربية، هي المحرك الرئيسي للتوترات الأخيرة".

وقال ضابط الاستخبارات الإسرائيلي السابق، آفي ميلاميد: "إن جذور هذه التوترات أعمق من اليأس أو الافتقار إلى الوظائف. إنها في الحقيقة تدور حول إضفاء المثالية على المتشددين".

الأونروا تعلن مقتل أحد موظفيها خلال عملية إسرائيلية في الضفة الغربية أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا)، الجمعة، أن أحد موظفيها "قتل على سطح منزله برصاص قناص" خلال عملية عسكرية إسرائيلية في شمال الضفة الغربية.

من جانبه، أوضح سامر سنجلاوي، وهو ناشط فلسطيني من حركة فتح، لكنه معارض لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، أن "حماس وغيرها من الجماعات المسلحة تستخدم الأموال التي تأتي من إيران لجذب المجندين الشباب، الذين ليس لديهم دخل أو فرص عمل أو ترفيه، وتدفع لهم بضعة مئات من الدولارات شهرياً".

وزاد: "هذه وصفة لكارثة. لقد أصبحنا عملاء لإيران".

في المقابل، رأى الأستاذ في الدراسات العربية المعاصرة والدراسات الدولية بجامعة بيرزيت، غسان الخطيب، أن تصرفات إسرائيل خلقت أرضاً خصبة لإيران وحماس للحصول على مزيد من النفوذ والدعم في الضفة الغربية".

وتابع: "صحيح أن الأسلحة تتدفق (على الضفة الغربية)، لكن لماذا يبحث الناس عن الأسلحة ويستخدمونها؟ الجواب هو الاحتلال والحرب في غزة".

وبدوره، رأى نائب مفوض العلاقات الدولية في حركة فتح (الحزب الحاكم في الضفة)، عبد الله عبد الله، في تصريحات سابقة للحرة، أن "ما يحدث من عنف في الضفة الغربية، يستهدف إلغاء الشعب الفلسطيني وتهجيره من أراضيه".

واعتبر أن "الولايات المتحدة والمجتمع الدولي لا يقومون بما يجب لإيقاف تلك الأعمال، إذ يجب على واشنطن في حال كانت تدعم حل الدولتين، أن تعترف بدولة فلسطين وتجبر إسرائيل على الالتزام بمبادئ القانون الدولي".

مقتل خمسة فلسطينيين بقصف جوي إسرائيلي في طوباس بالضفة الغربية أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني وكالة فرانس برس، صباح الأربعاء، بمقتل خمسة فلسطينيين في قصف جوي إسرائيلي استهدفهم في مدينة طوباس بالضفة الغربية المحتلة.

وكانت واشنطن قد حثت سابقا إسرائيل والسلطة الفلسطينية على "بذل كل ما في وسعهما لتهدئة التوترات" بالضفة الغربية.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، في أبريل الماضي، إن "المدنيين لا يشكلون أبدا أهدافا مشروعة وندعو السلطات إلى اتخاذ التدابير اللازمة لحماية جميع المجتمعات من الأذى"، مردفا: "يجب أن يتوقف العنف".

 واعتبر المحلل السياسي الفلسطيني، أشرف عكة، في تصريحات سابقة لموقع "الحرة"، أن "إسرائيل تتحدى الجميع، وهي تريد أن تكرس واقعا عسكريا في الميدان، سواء من خلال السيطرة على قطاع غزة، أو توسيع الاستيطان في الضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر".

ورأى أن "الوضع في الضفة الغربية يتجه إلى الغليان، وهناك دعوات متزايدة لحراك فلسطيني واسع، للدفع باتجاه نحو مواجهة الاحتلال".

وشدد علكة على أن "الوضع لا يطاق في ظل استمرار الاعتداءات والاعتقالات، فضلا عن استمرار الحصار الاقتصادي والتضييق المالي على السلطة الفلسطينية، وهو ما ينذر بانهيار مؤسسات السلطة الفلسطينية".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: السلطة الفلسطینیة فی الضفة الغربیة بالضفة الغربیة

إقرأ أيضاً:

قرار لترامب بخصوص الوجود الأمريكي في سوريا يثير مخاوف إسرائيل.. ما القصة؟

قالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية مساء الثلاثاء، إن مسؤولين بارزين في البيت الأبيض نقلوا رسالة إلى نظرائهم الإسرائيليين تفيد برغبة الرئيس دونالد ترامب سحب آلاف القوات الأمريكية من سوريا.

وأوضحت هيئة البث الإسرائيلية أن انسحاب القوات الأمريكية من سوريا سيثير قلقا بالغا في تل أبيب، ومن المتوقع أن تؤثر تلك الخطوة أيضا على الوحدات الكردية في سوريا وفق تعبير المصدر.

في المقابل قال مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إن قواته ملتزمة بهزيمة تنظيم الدولة واستمرار دعم "قوات سوريا الديمقراطية" ومكافحة الإرهاب.



وذكرت صحيفة واشنطن بوست قبل أيام أن حوالي ألفي جندي أمريكي لا يزالون في شرق سوريا، يتعاونون مع القوات الكردية السورية في مهمة تهدف حسب المسؤولين لمنع عودة تنظيم الدولة والحد من النفوذ الإيراني في سوريا، ولكن مستقبل هذا الوجود أصبح موضع شك، لأن هيئة تحرير الشام أعربت عن رغبتها في رؤية جميع القوات الأجنبية تغادر.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد حاول سحب جميع القوات من سوريا في عام 2018 خلال فترة ولايته الأولى، مما دفع وزير الدفاع السابق جيم ماتيس إلى الاستقالة.

ومنتصف الشهر الماضي، قال مسؤولون أمريكيون؛ إنه من غير المرجح أن يتخلى دونالد ترامب بعد توليه رئاسة الولايات المتحدة عن مواقع الجيش الأمريكي في سوريا، كما أراد أن يفعل خلال فترة ولايته الأولى، وفقا لوكالة "أسوشيتد برس".

وذكرت الوكالة، أن "اعتقاد هؤلاء المسؤولين، ينبع من حقيقة أن ترامب كثيرا ما ينسب لنفسه الفضل في هزيمة تنظيم الدولة، من خلال الانتهاء من تحرير الأراضي التي كانت خاضعة لسيطرته في حملة بدأت في أثناء إدارة سلفه باراك أوباما، وأن التهديد بعودة التنظيم المحتملة سيكون أكبر من أن يتحمله ترامب".



وسبق أن حذر الرئيس الأمريكي جو بايدن من أن تنظيم الدولة سيحاول استخدام أي فراغ في السلطة بسوريا لاستعادة قدراته، مضيفا "لن نسمح بذلك"، ولفت إلى أن الولايات المتحدة ستعمل مع شركائها لاغتنام الفرصة وإدارة المخاطر في هذا البلد.

وتزامنا مع تغيير السلطة في سوريا، أعلن الجيش الأمريكي أنه شن عشرات الضربات الجوية الدقيقة، مستهدفا معسكرات وعناصر التنظيم في الوسط السوري.

مقالات مشابهة

  • أستاذ علاقات دولية: استهداف الضفة الغربية يؤكد استمرار إسرائيل في عملية التهويد
  • إسرائيل تصادق على قانون يتيح لليهود تسجيل أنفسهم ملاك أراضٍ في الضفة الغربية
  • كاتس: إسرائيل أعلنت الحرب على مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية
  • إسرائيل تهدم 10 منازل ومصلى في الضفة الغربية والقدس
  • مصر تدعو لتمكين السلطة الفلسطينية سياساً واقتصادياً
  • قرار لترامب بخصوص الوجود الأمريكي في سوريا يثير مخاوف إسرائيل.. ما القصة؟
  • الخارجية الفلسطينية تدين جرائم الاحتلال الإسرائيلي بهدم المنازل ودور العبادة في الضفة الغربية
  • إسرائيل تعتقل 8 من مواطني الضفة الغربية
  • الخارجية الفلسطينية تُندد بجرائم الاحتلال في الضفة الغربية
  • هل تخدم السلطة الفلسطينية خطط نتنياهو؟