نشرت صحيفة "حرييت" تحليلا للصحفي سيدات أرجين، تحدث فيه عن رؤية وزير الخارجية هاكان فيدان للسياسة الخارجية التركية، وذلك بعد شهرين من تعيينه في المنصب الجديد بعد أن كان رئيس جهاز الاستخبارات في البلاد.

ورأى الكاتب أن هاكان فيدان يركز في إدارة ملف السياسة الخارجية التركية، على الهدف المتمثل في "النهوض برؤية السياسة الوطنية القائمة على استقلال الدولة عن جميع مجالات النفوذ"، كما أن فيدان يوسع وجهة النظر هذه عن طريق إضافة أهداف مثل "كونه مركز الجذب في منطقته".



ولفت الكاتب إلى أن فيدان ركز في خطابه أمام سفراء تركيا في أنقرة، على أن بلاده تعزز مكانتها كلاعب نشط ومؤثر في العالم، ما يشير إلى أن المشاكل الإقليمية تحتل مكانة كبيرة لدى وزير الخارجية التركي، مثل قضايا سوريا وليبيا، التي تابعها عن كثب في أثناء توليه جهاز الاستخبارات.

إظهار أخبار متعلقة



أهداف رئيسية

وأوضح التحليل أن الهدف الأول لوزير الخارجية التركي، من الأهداف الاستراتيجية الأساسية الأربعة، هو "إرساء السلام والأمن في المنطقة"، ما يعني التركيز على محاربة التنظيمات التي تصنفها تركيا على أنها إرهابية، مثل حزب "العمال الكردستاني" و"وحدات حماية الشعب" و"تنظيم الدولة في سوريا".

وأشار التحليل إلى أن فيدان إلى جانب محاربة التنظيمات الإرهابية، سيكون أمامه مهمة السعي لإنهاء الحرب الأوكرانية والحفاظ على الهدوء في منطقة البحر الأسود، ومنع المحاولات التي من شأنها تعريض ذلك للخطر.

ورأى الكاتب أن فيدان يسعى لمنع وصول الحرب إلى البحر الأسود، كما أنه يهدف لعرقلة مساعي الولايات المتحدة في تسيير دوريات بحرية تابعة لحلف شمال الأطلسي في المنطقة.

وبين التحليل أن الهدف الاستراتيجي الثاني للوزير فيدان في السياسة الخارجية، هو "وضع العلاقات الخارجية على أساس هيكلي"، ما يعني رغبة فيدان بإضفاء الطابع المؤسسي على المكاسب التي حققتها تركيا في النظام الدولي بجعلها دائمة، بحيث تصبح "أنظمة التعاون والتحالف في المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية وغيرها أكثر فاعلية".

ورأى الكاتب أن الملف الاقتصادي جاء في المرتبة الثالثة من أولويات فيدان، مشيرا إلى أن وزير الخارجية التركية قيم البعد الاقتصادي للسياسة الخارجية خلال لقائه السفراء الأتراك تحت عنوان "تطوير بيئة الرفاهية".

وفي المرتبة الرابعة لأهداف فيدان، يأتي "النهوض بالأهداف العالمية"، حيث يطالب فيدان بنظام عالمي أكثر عدلا، وضرورة إصلاح الهياكل والمنظمات في الساحة الدولية.

واعتبر الكاتب أن عدم دخول وزير الخارجية التركي في مواضيع مثل العلاقات مع الولايات المتحدة، والعلاقات مع روسيا، التي تعد مسرحا لمشاكل خطيرة داخليا وخارجيا، من النتائج المهمة المبكرة لسياسة فيدان الخارجية.

إظهار أخبار متعلقة



الغرب وعضوية الاتحاد الأوروبي

وبحسب التحليل الذي نشرته صحيفة "حرييت"، فإن خطاب هاكان فيدان أمام السفراء الأتراك في أنقرة، تناول توجه تركيا نحو الغرب في إطار أكثر عمومية، وهو ما لم يقم به أي وزير خارجية من قبل، حيث وردت كلمة "غرب" مرة واحدة، وكانت في إطار مشروع "الممر الأوسط الشرقي الغربي مع ممر قزوين" الممتد من تركيا إلى الصين.

وقال الكاتب؛ إنه "بعد الإشارة إلى هدف العضوية الكاملة في الاتحاد الأوروبي في الخطاب، لن تكون هناك حاجة لتركيز منفصل على الغرب، ومن ثم لا يوجد فجوة".

وتابع: "ومع ذلك، من الواضح أيضا أن مجرد النطق بالهدف، لن يكون كافيا في حد ذاته لسد فجوة؛ خاصة إذا تذكرنا أننا في بيئة طريق مسدود، حيث لم يتم إحراز أي تقدم مع الاتحاد الأوروبي لسنوات".

وأشار إلى أن فيدان انتقد في خطابه "العمى الاستراتيجي" لدى الاتحاد الأوروبي، مع تأكيده أن الاتحاد بدون تركيا لا يمكنه أن يكون لاعبا عالميا حقيقيا.

ورأى التحليل أن نقد فيدان للاتحاد الأوروبي، يركز على الفرص الواسعة والمكاسب الجيوسياسية التي ستوفرها عضوية تركيا الكاملة للاتحاد الأوروبي على المستويات السياسية والأمنية والاقتصادية.

وأضاف: "في هذه المرحلة، يجب تأكيد كلمات فيدان، ومن المهم التعامل مع العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي بمنظور رؤية في الفترة الجديدة، وإحياء العملية من منظور العضوية الكاملة".

وأكد التحليل أن إمكانية اتخاذ خطوات في تركيا لتغيير التصورات السلبية الراسخة في أوروبا، يساهم بشكل كبير في تحقيق بداية جديدة مع الاتحاد الأوروبي، معتبرا أنه ليس من الضروري السعي وراء الاستثمار أو التمويل أو التكنولوجيا لإحراز تقدم في الملف، إذ يكفي تطبيق القانون العالمي الذي تمثله قرارات المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، والذي التزمت تركيا بالفعل بالامتثال له.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي منوعات تركية فيدان تركيا أوروبا امريكا تركيا أوروبا البحر الاسود فيدان سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الخارجیة الترکیة الاتحاد الأوروبی وزیر الخارجیة هاکان فیدان إلى أن

إقرأ أيضاً:

مصدر أمني إسرائيلي يكشف عن تطور جديد بشأن تركيا ويقول: الشرع عدو لنا.. لديه أهداف قصيرة وبعيدة المدى

إسرائيل – نقلت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية عن مصدر أمني إسرائيلي قوله إن الرئيس السوري أحمد الشرع عدو لإسرائيل.

وقال المصدر إن الشرع: “إسلامي بامتياز. لديه أهداف قصيرة وطويلة المدى. على المدى البعيد، لم تتغير أهدافه، وهو أنه عدو لنا. إنه يعمل على رفع العقوبات عن سوريا، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان يتوسط في هذا الأمر أيضا… إجمالا، ونتيجة للنشاط (العسكري) الإسرائيلي، التزمت سوريا الصمت…إسرائيل تحظى بدعم كامل من الرئيس ترامب للتحرك في سوريا”.

وفيما يتعلق بتركيا، قال المصدر الأمني: “هناك حوار. لا نرغب في مواجهة نشطة مع تركيا. ستسمعون في الأيام المقبلة عن تعزيز التحالف بين إسرائيل واليونان في مواجهة التطورات في تركيا”.

وتقول “يديعوت أحرنوت”  أن “إسرائيل تشعر بقلق بالغ إزاء السيطرة التركية المتزايدة على سوريا. ويريد الأتراك استخدام قاعدة تي-4 في البلاد، ومن وجهة نظر إسرائيل فإن هذه مشكلة خطيرة للغاية. والتقدير في إسرائيل هو أن الأموال اللازمة لتمويل بناء القاعدة لن تأتي من تركيا فقط، بل من دول أخرى مرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين. اليوم أصبحت سماء سوريا مفتوحة أمام إسرائيل، وإسرائيل ليس لديها أي مصلحة في الاحتكاك مع تركيا. قصفت إسرائيل مطار T4 عدة مرات”.

وتضيف أن “إسرائيل أنشأت منطقة أمنية في سوريا تضم ​​تسع قواعد. وتشمل هذه المنطقة الأمنية منطقة أمنية بعمق 15 كيلومتراً من الحدود، فضلاً عن منطقة نفوذ تضم مليون شخص بعمق 65 كيلومترا داخل الأراضي السورية.

والأحد اندلعت مواجهة دبلوماسية غير مسبوقة بين إسرائيل وتركيا وصفت فيها الخارجية التركية تصريحات لوزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، بـ”الوقحة” والتي قال فيها إن ” الديكتاتور أردوغان يكشف عن وجهه المعادي للسامية… ويشكل خطراً على المنطقة وعلى شعبه. ونأمل أن تتفهم بلدان حلف شمال الأطلسي هذا الأمر .. ونأمل أن يتم ذلك عاجلا وليس آجلا”.

المصدر: يديعوت أحرنوت

مقالات مشابهة

  • مصدر أمني إسرائيلي يكشف عن تطور جديد بشأن تركيا ويقول: الشرع عدو لنا.. لديه أهداف قصيرة وبعيدة المدى
  • هذه أهداف ترامب من سياسة الفصل الفدرالي
  • كيف سيستجيب البنك المركزي الأوروبي للتعريفات الجمركية التي فرضها ترامب؟
  • من أوكرانيا إلى فلسطين.. العدالة التي تغيب تحت عباءة السياسة العربية
  • الخارجية الروسية ترجح مواصلة الاتحاد الأوروبي فرض عقوباته على موسكو حتى لو رفعتها أمريكا
  • الخارجية الروسية: لن ننسى ولن نغفر كل شيء بسرعة للشركات الأوروبية التي انسحبت من سوقنا
  • وزير الخارجية الإيطالي: نحتاج إلى بناء الاتحاد الأوروبي بدلًا من تفكيكه
  • وزير الخارجية الروسي: الاتحاد الأوروبي في حالة حرب أشبه بعهد النازيين
  • وزير الخارجية يشيد بالعلاقات الأخوية التي تربط مصر والبحرين
  • منظمات الصحة في العالم يحثوا الاتحاد الأوروبي على تمويل المساعدات الخارجية بعد الخفض الأمريكي