خلال الشهرين المقبلين، سيدور جسم غير عادي بحجم حافلة فوق رؤوسنا، وستكون الأرض على موعد مع ظهور قمرين في السماء بدءًا من يوم 29 سبتمبر وحتى 25 نوفمبر 2024، وهو ما أثار تساؤل محبي الفلك ومراقبي السماء حول إمكانية رصد هذا القمر الثاني للأرض سواء بالعين المجردة أو باستخدام التلسكوبات.

هل يمكن رؤية القمر بالعين المجردة؟

المهندس عصام جودة، المدير التنفيذي للجمعية المصرية لعلوم الفلك، وعضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، يقول في حديثه لـ«الوطن» إنّ نظامنا الشمسي يتضمن كتل صخرية صغيرة تعرف باسم «الكويكبات»، وعند مرورها بالقرب من كوكب ضخم تصبح أسيرًا لها بفعل الجاذبية فيتخذها الكوكب قمرًا له حتى يصبح قمرًا دائمًا كالقمر الموجود على الأرض، أو يصبح قمرًا مؤقتًا ويتخذ مسارًا لمرة واحدة ثم يعود إلى موقعه مرة أخرى.

الكويكب الذي يدخل في مدار الأرض خلال الأيام القليلة المقبلة يدور أقل من دورة لمدة شهرين حول الأرض ثم يعود إلى موقعه أخرى بحسب المدير التنفيذي للجمعية المصرية لعلوم الفلك، وبذلك يصبح للأرض قمرين على مدار شهرين كاملين، إلا أنّه لا يمكن رؤيته أو رصده بالعين المجردة أو حتى مع استخدام التلسكوبات الصغيرة والمتوسطة.

ويمكن رصد هذا القمر من خلال المراصد الضخمة والعملاقة، ويظهر في هذه الحالة عبارة عن نقطة صغيرة جدًا لا يمكن تمييزها عن بقية الكويكبات المعتادة في السماء، ويشير المهندس عصام جودة إلى أنّ هذه الظاهرة طبيعية ومعتادة ودائمًا ما تتكرر بالنسبة للأرض، وأحيانًا تُرصد من قبل المتخصصين وأحيانًا لا نشعر بها، ولا يكون للقمر الثاني أي تأثير على حركة الأرض والكواكب.

وبحسب صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، فإنّ هذا الكويكب أو القمر الثاني الذي يستقر في السماء على مدار شهرين، يعرف باسم 2024 PT5، ويبلغ طوله 33 قدمًا، وهو من حزام الكويكبات أرجونا بالقرب من شمسنا، على بعد حوالي 93 مليون ميل، وجرى اكتشافه في أغسطس بواسطة نظام إنذار مبكر للكويكبات القادمة يسمى نظام التنبيه الأخير لتأثير الكويكبات على الأرض (ATLAS).

القمر لن يعود حتى عام 2055

وكتب الباحثون في دراسة حديثة، أنّ هذا القمر بعد أن يكمل دورته حول الأرض على مدار شهرين، سيخرج من مدار الأرض ولكن سيبقى بالقرب منها حتى يناير 2025، ولن يعود حتى عام 2055.

ويقول ديريك ريتشاردسون، أستاذ علم الفلك بجامعة ماريلاند إنّ هذا القمر لن يصبح من الأقمار الدائمة للأرض، لأنّه لكي يصبح قمرًا مستقرًا يدور حولنا، سيحتاج الجسم إلى فقدان المزيد من السرعة، ولا يمكن أن يحدث هذا إلا من خلال جسم ضخم آخر يعمل عليه أو نوع آخر من قوة الاحتكاك.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الأرض الفلك القمر قمر الأرض ظاهرة فلكية ظواهر فلكية بالعین المجردة على مدار شهرین هذا القمر

إقرأ أيضاً:

إطلاق مزدوج إلى القمر في إنجاز تاريخي لشركة سبيس إكس

نجحت شركة "سبيس إكس" الأربعاء الماضي في تنفيذ مهمة مزدوجة غير مسبوقة مطلقةً مركبتين لاستكشاف القمر على متن صاروخ واحد.

وقد حمل الصاروخ "فالكون 9" مركبتين قمرية، الأولى تابعة لشركة "آي سبيس" اليابانية ضمن مهمتها "هاكوتو-آر 2″، والثانية لشركة "فايرفلاي إيروسبيس" الأميركية.

وتُعد هذه المهمة المحاولة الثانية لشركة "آي سبيس" اليابانية للهبوط على القمر، بعد أن فشلت محاولتها الأولى في أبريل/نيسان 2023 نتيجة خطأ في تقدير الارتفاع.

أما مركبة "بلو غوست" لشركة "فايرفلاي إيروسبيس" فهي جزء من برنامج "الخدمات التجارية للحمولة القمرية" التابع لوكالة ناسا، والذي يهدف إلى تعزيز التعاون مع القطاع الخاص في مجال استكشاف القمر.

وقد انطلق الصاروخ "فالكون 9" من قاعدة كينيدي للفضاء في كيب كانافيرال مساء. وبعد حوالي ساعة من الإقلاع، انفصلت مركبة "بلو غوست" ثم تلتها مركبة "ريزيليانس" التابعة لشركة "آي سبيس" بعد 30 دقيقة. وقد أعرب تاكيشي هاكامادا الرئيس التنفيذي لشركة "آي سبيس" عن مدى سعادته قائلا "لم يعد الهبوط على القمر مجرد حلم، بل أصبح واقعا".

الصاروخ "فالكون 9" انطلق من قاعدة كينيدي للفضاء في كيب كانافيرال (الفرنسية) مهام المركبتين

تُبرز المهمتان القمريتان اختلاف النهج والأهداف لكل من شركتي "آي سبيس" و"فايرفلاي إيروسبيس" حيث إن مركبة "ريزيليانس" تحمل 6 حمولات بقيمة 16 مليون دولار، من بينها عربة "مايكرو روفر" المصممة لجمع عينات من سطح القمر. ومن المتوقع أن تسلك المركبة مسارا يعتمد على جاذبية القمر عبر سلسلة من المناورات المدارية، مما يجعل موعد هبوطها المتوقع بين مايو/أيار ويونيو/حزيران المقبلين.

إعلان

وعلى الجانب الآخر، تحمل مركبة "بلو غوست" 10 حمولات متنوعة تموّلها "ناسا" وجهات أخرى، وتهدف المهمة إلى تحقيق هبوط على القمر خلال 45 يوما فقط أي بحلول 2 مارس/آذار تقريبا.

وبطبيعة الحال، يُشكّل القمر بيئة قاسية تمثل تحديا كبيرا لهذه المهمات، ومن المتوقع أن تعمل كل من المركبتين لمدة يوم قمري واحد فقط، وهو ما يعادل نحو أسبوعين على الأرض، قبل أن تتوقفا عن العمل بسبب انخفاض درجات الحرارة الشديد خلال حلول الليل القمري، حيث تصل الحرارة إلى 128 درجة مئوية تحت الصفر.

وستسهم هاتان الرحلتان في تزويد المشاريع وبرامج الفضاء الوطنية بمعلومات جوهرية لاستئناف مشاريع العودة المأهولة إلى القمر، بحيث تعتزم وكالة "ناسا" من خلال برنامج "أرتميس" إلى إعادة البشر إلى سطح القمر بحلول عام 2027، مع حضور قوي للقطاع الخاص في تحقيق هذا الهدف.

وفي الوقت نفسه، تعزز الصين من طموحاتها القمرية، مع خطط لإنزال روادها على القمر بحلول عام 2030، بعد نجاح مبهر حققته منذ بدء العمل على برنامج الصين الخاص في استكشاف القمر "تشانغ آه" بتنفيذ عدة رحلات غير مأهولة ناجحة إلى كلّ من جانبي القمر القريب والبعيد.

ويعيد هذا التنافس المتصاعد إلى الأذهان سباق الفضاء في حقبة الحرب الباردة، ولكنه يتميز اليوم بمزيج من المصالح الوطنية وابتكارات القطاع الخاص الملموسة.

مقالات مشابهة

  • تراه بالعين المجردة.. جرم سماوي خافت يظهر في سماء الوطن العربي
  • قمر التربيع الثاني لشهر رجب يظهر في سماء مصر
  • هدية من القمر إلى أبوظبي
  • إطلاق مزدوج إلى القمر في إنجاز تاريخي لشركة سبيس إكس
  • مصدر بـالكهرباء: تركيب 200 ألف عداد مسبق الدفع خلال شهرين
  • بعد عقود من السرية.. وكالة المخابرات الأمريكية تكشف عن كتاب يروي تفاصيل نهاية العالم
  • ظاهرة فلكية نادرة.. 6 كواكب يمكن رؤيتها بالعين المجردة في هذا التوقيت
  • بدء تنفيذ الهدنة.. وغزة تلتقط الأنفاس
  • خلال ساعات.. العالم ينتظر حدثا فلكيا نادرا يتكرر كل 400 عام ويرى بالعين
  • الأرض "والدة" القمر.. دراسة علمية تُذهل العالم