محلل روسي يكشف أسباب تطهير بوتين لوزارة الدفاع الروسية
تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT
احتجزت محكمة عسكرية في التاسع والعشرين من شهر أغسطس (آب) الماضي النائب السابق لوزير الدفاع الروسي بافيل بوبوف على خلفية اتهامات بالاحتيال، وكانت هذه الخطوة هي الأحدث في سلسلة من الخطوات من جانب هيئة إنفاذ القانون الروسية ضد كبار مسؤولي الدفاع.
وقال المحلل الروسي نيكولاي بتروف ، وهو زميل استشاري في برنامج روسيا وأوراسيا في المعهد الملكي للشؤون الدولية البريطاني (تشاتام هاوس) وأستاذ في قسم العلوم السياسية في المدرسة العليا للاقتصاد في موسكو، إن القيادة العليا لوزارة الدفاع الروسية ينتابها القلق منذ أبريل (نيسان) الماضي ،عندما تم اتخاذ القرار بإقالة سيرغي شويغي من منصبه كوزير للدفاع، وفقد 10 أشخاص مناصبهم ، وتم القبض على 8 منهم.
وأضاف بتروف، وهو أيضاً أستاذ في قسم العلوم السياسية في المدرسة العليا للاقتصاد في موسكو في تقرير نشره معهد "تشاتام هاوس"، أن المسؤولين الذين تم استهدافهم متهمون بممارسة أنشطة غير قانونية مرتبطة بالقيام بأعمال خاصة بالوزارة لأغراض شخصية أو للحصول على رشاوي كجزء من عملية التعاقدات الدفاعية.
ويتعلق عامل يربط 3 من الحالات على الأقل، ببناء المتنزه الوطني، الذي يتضمن الكاتدرائية الخاصة بالقوات المسلحة الروسية. وتم تشييد المتنزه على عجل ولذا غض الكرملين في البداية الطرف عن النشاط غير القانوني، معطياً الأولوية لاستكمال البناء بسرعة والآن بعدما تم الانتهاء من البناء، هناك وقت لإجراء التحقيقات، وأحد المقبوض عليهم هو فياشيسلاف اخميدوف، مدير المتنزه.
وهذه هي أنماط الاتهامات الي يمكن توجيهها ضد أي مسؤول عسكري برتبة كبيرة متورط في أنشطة تجارية، ولذا يجب أن يكون اختيار الأفراد بناء على أسباب تتجاوز التهمة المزعومة عن هذه الجرائم المحددة.
بتهمة الفساد..اعتقال مسؤول عسكري كبير في #روسيا https://t.co/BcMLJWBGeL
— 24.ae (@20fourMedia) September 2, 2024 أهداف التطهيروالسؤال هو ما هى أهداف التطهير؟
أولًا، بوتين مستاء من طريقة أداء وزارة الدفاع خلال الحرب على أوكرانيا وهذا يتطلب عقاباً.
وثانياً، فبدلاً ببساطة من استبدال شويغو الذي يشغلى أعلى منصب في الوزارة، هناك بوضوح جهد مستمر لاستبدال كل طاقمه. وبدأت عملية التطهير بالنائب السابق للوزير تيمور إيفانوف وانتهت، الآن على الأقل، بالنائب السابق للوزير بوبوف.
وعمل الاثنان مع شويغو قبل تعيينه وزيرا للدفاع ، وكان الأول منذ 2012 والثاني منذ 1996.
وثالثاً، تهدف إقالة مسؤولي الدفاع رفيعي المستوى وابقبض عليهم إلى التنفيس عن الغضب بين كل من المواطنين والجيش عقب الاحباطات في ميادين القتال والاخفاقات في الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا، ومن ثم يعد التطهير نوعاً من الشعبوية، حيث يكون المسؤولون المقبوض عليهم كبش فداء.
ورابعاً، يهدف التطهير إلى زرع الخوف والحفاظ على الكفاءة النسبية في نظام ليس به منفذون محايدون حقيقيون للقواعد (على سبيل المثال المحاكم) ويفتقر إلى الإشراف الذي توفره المنافسة السياسية العامة الحقيقية. وكنهج عام، لايوجد حقيقة أي شئ جديد هنا. فالكرملين لديه سجل هائل بشأن جعل المجموعات، أو المؤسسات، تحت السيطرة من خلال استبدال قادتها أو كبار أعضائها.
'Arrested officials are serving as scapegoats following battlefield failures in Russia’s war on Ukraine'
Nikolai Petrov (@CHRussiaEurasia)
https://t.co/mQkOjHqgeK
وكان هذا هو الحال بصفة خاصة عقب عودة فلاديمير بوتين للرئاسة عام 2021، وخاصة بعد ضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية، عندما تقلص اعتماد بوتين على النخب بشكل كبير، وزاد اعتمادهم عليه.
ويعد مثل هذا الانضباط للمؤسسات واضحاً بشكل خاص في تلك المؤسسات المرتبطة بقضايا الدفاع والأمن لأنها الأكثر أهمية للكرملين للاحتفاظ بالسلطة.
وعلى سبيل المثال، تم استبدال شويغو ليجل محله اناتولي سيرديوكوف وزيراً للدفاع في عام 2021، واستبدال دميتري كوشنيف وحل محله إفجيني موروف كرئيس لجهاز الحماية الفيدرالي في عام 2016 وإيغور كراسنوف ليحل مجله يوري شايكا كنائب عام في عام 2020.
ويتمثل الهدف الرئيسي في ضمان أن تخدم المؤسسات مصالح الكرملين ولاتتحول إلى شركات شخصية لرؤسائها. ويعني تعيين اندريه بيلوسوف أن الكرملين لديه وزير دفاع جديد بدون طاقمه، وبالتالي يمكن السيطرة عليه بشكل كبير و يكون غير قادر على تشكيل المؤسسة كأقطاعية له. غير أنه من غير المرجح أن يتم القبض على شويجو نفسه ، وهو يعيش الأن في رفاهية ولكن حريته مقيدة ، حيث يشغل منصبا كبيرا كأمين عام مجلس الأمن القومي ولكن ليس أمامه فرصة لتجنيد أشخاص من طاقمه السابق أو ممارسة نفوذ كبير .
ولم يعد شويغو يحظى بدعم الكرملين ، ولكن هذا ليس سبباً كافياً للقبض عليه، فتشتيت طاقمه يؤدي إلى تحييده بشكل كاف.
لماذا أزاح #بوتين شويغو من وزارة الدفاع؟ #تقارير24 https://t.co/795LC22x7K pic.twitter.com/3M3a66scmF
— 24.ae (@20fourMedia) May 13, 2024 من هو المسؤول عن القرارت؟السؤال هو من يقوم بتنسيق هذا التطهير ؟ في نهاية الأمر هو بوتين ، ولكنه ليس الشخص الوحيد.
وفي داخل الإدارة الرئاسية ،هناك 3 أشخاص مسؤولون عن القرارات الشخصية، وهم دميتري ميرونوف وانطون فاينو وماكسيم ترافنيكوف.
وعندما نتحدث عن مساعدة الكرملين في تنسيق هذا التطهير ، فإن هؤلاء الأفراد هم المشاركون في العملية.
ويشارك جهاز الأمن الفيدرالي أيضاً. وتريد وزارة الدفاع أن يتحمل الجهاز بعض المسؤولية عن الانتكاسات العسكرية في أوكرانيا ، ولكن طبيعياً لا يريد الجهاز المشاركة في تحمل اللوم.
ويجمع الجهاز بشكل روتيني معلومات مسيئة وضارة عن جنرالات الجيش لاستخدامها حال كانت هناك حاجة لممارسة الضغط، ويبدو أنه تم استخدام مثل هذه المادة في هذا التطهير.
وهناك أيضاً منافسة شرسة على المناصب والموارد داخل الوزارة. ومن المرجح أن تكون هذه المنافسة قد تسببت في زيادة إضعاف طاقم شويجو . ويعزز بوتين سيطرته على النخبة من خلال دمج المؤسسات شبه المستقلة السابقة في هيكل هرمي واحد يتربع على قمته.
وأحد العوامل الرئيسية وراء هذه السيطرة المركزية المتزايدة هو رغبة في الاستحواذ على مزيد من السلطة المباشرة على استخدام أموال الميزانية الضخمة المخصصة للجهد الحربي.
واختتم بتروف تقريره بالقول إن حقيقة هي أن الكرملين يفعل هذا اليوم تشير إلى أنه يخطط لحرب ومواجهة عسكرية طويلة مع الغرب.
وفي الوقت الذي تتواصل فيه الحرب، ربما يستمر التطهير كذلك - و هذا يعني أن يظل كبار مسؤولين الدفاع متأهبين ومستعدين لأي شيء.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية موسكو الحرب على أوكرانيا أوكرانيا بوتين أوكرانيا بوتين روسيا أوكرانيا الحرب الأوكرانية الكرملين
إقرأ أيضاً:
بوتين لجلالة السلطان: شركات الطاقة الروسية مهتمة بتنمية العلاقات مع عُمان
موسكو - الوكالات
أجرى حضرةُ صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظّم – حفظه الله ورعاه – لقاءً ثنائيًّا مع فخامة الرئيس فلاديمير بوتين، رئيس روسيا الاتحادية، في العاصمة الروسية موسكو، وذلك في إطار زيارة "دولة" يقوم بها جلالته إلى روسيا الاتحادية تستغرق يومين.
وذكرت وكالة "إنترفاكس" الروسية أن المحادثات بين الجانبين تناولت عددًا من القضايا ذات الاهتمام المشترك، من بينها تطورات أسواق الطاقة والتعاون في إطار تحالف "أوبك+"، إضافة إلى الملف السوري.
وفي مستهل اللقاء، أعرب الرئيس بوتين عن ترحيبه الكبير بجلالة السلطان، مشيدًا بالعلاقات الودية بين البلدين، ومؤكدًا أن "شركات الطاقة الروسية تبدي اهتمامًا كبيرًا بتنمية العلاقات مع سلطنة عُمان"، في إشارة إلى الفرص الاقتصادية والتعاون في مجالات النفط والغاز والطاقة المتجددة.
وكانت مراسم استقبال رسمية قد أُجريت لجلالة السلطان المعظم في قصر الكرملين بالعاصمة موسكو، حيث كان فخامة الرئيس الروسي في مقدمة مستقبليه، مرحّبًا بجلالته ومتمنيًا له إقامة طيبة وزيارة موفقة. وقد عُزف السلام السلطاني العُماني والسلام الوطني الروسي، واستعرض جلالة السلطان حرس الشرف في أجواء رسمية مهيبة.
وعقب المحادثات الثنائية، صافح جلالةُ السلطان كبار المسؤولين من الجانب الروسي، فيما صافح الرئيس بوتين أعضاء الوفد الرسمي المرافق لجلالته، في دلالة على عمق العلاقات الدبلوماسية وحرص الطرفين على تعزيز التعاون المشترك.
تأتي هذه الزيارة في سياق تطوير الشراكة العُمانية الروسية، وتوسيع مجالات التعاون السياسي والاقتصادي، لاسيّما في ظل المستجدات الدولية وتأثيراتها على أسواق الطاقة والاستقرار الإقليمي.