«اختفاء ونقص حاد فى معظم أدوية الثلاجة» مثل أدوية علاج أمراض السكر والهرمونات والأعصاب والمخ والنمو والتبويض، هكذا قال عدد من الصيادلة، وهى الأدوية التى تتطلب الحفظ بالثلاجة بدرجات حرارة منخفضة، كما يعانى مرضى السكر والقلب من الأطفال والكبار من شح أو نقص حاد فى عدد من أنواع الأنسولين، وأدوية الضغط وشرائط تحليل السكر، وبعض المضادات الحيوية والفيتامينات، وكذلك اختفاء أدوية هرمون النمو، ووصل الأمر إلى الأدوية البسيطة لعلاج الأملاح مثل فوار يوروسلفين وجميع بدائله، وأدوية المعدة والقولون، أصبحت ضمن نواقص الأدوية، ومنذ أسبوعين توافرت أغلب الأدوية، ثم عادت للاختفاء حالياً، وكل يوم تظهر نواقص جديدة.

وهناك نقص واضح فى عدد من الأدوية البسيطة مثل أنواع فوار علاج الأملاح والنقرس والكلى، وأشهرها فوار «يوروسلفين، يوريكول، يوريفين»، ودهان علاج الألم والكدمات مثل ريباريل، هيموكلار، وأقراص «دافلون» لعلاج الأوعية الدموية، «رواكول» لعلاج حصوات المرارة، وأقراص «كونترلوك»، و«مارسالاز» لعلاج القولون والمعدة، أصبحت ضمن النواقص.

ويقول عدد من الصيادلة: نعمل يوماً بيوم لتحديد النواقص والمتوافر، وتتفاقم أزمة نقص بعض الأدوية المهمة لمرضى السكر ومنها «خراطيش» وأقلام الأنسولين لأنواع «هيمالوج، نوفو رابيد، ميكس تارد، تريسيبا، توجويو، وشرائط أنواع أكوا تشك، كيرسينس لقياس نسبة السكر بالدم، وكذلك هرمون النمو، من صيدليات هيئة التأمين الصحى والصيدليات خارج التأمين، وبعض الأدوية «النواقص» تختفى ثم تعود للصيدلية لمدة 3 أيام ثم تختفى مرة أخرى، بل بعض أنواع الأنسولين تعود مدة ساعة أو اثنتين فقط بصيدلية التأمين الصحى بعيادة الهرم الشاملة، ثم تختفى أسبوعين أو شهراً وأكثر مثل أنسولين نوفو رابيد، وهى أصناف وأدوية حيوية ونقصها يهدد حياة المرضى، ويقول الصيادلة إن الكميات الموردة لهم قليلة جداً ولا تكفى إلا عدداً ضئيلاً من المرضى، كما أن بدائل نواقص الأدوية غير متوافرة.

د. خالد عبدالغفار

وفى معاناة تتجدد كل يوم، لكثير من الحالات المرضية، وخاصة مرضى السكر «الأطفال والكبار» على حد سواء، نتيجة ارتفاعات متتالية فى أسعار الدواء، ووصلت لضعف الثمن، والمستلزمات الطبية، ووصلت الزيادة والغلاء فى بعض الأصناف إلى ثلاثة أضعاف الثمن والتلاعب بالأسعار واستغلال حاجة المريض، وأكدت والدة أحد الأطفال «أنها لا تجد الأنسولين نوفو رابيد بالتأمين الصحى لأكثر من شهرين، أو يتوافر مدة يوم ثم تنتهى الكمية البسيطة، ولا أستطيع الشراء من خارج التأمين الصحى، لأن ثمن عبوة الأقلام «نوفو» ألف ومائتى جنيه وأكثر.

ونفس المأساة مع الأطفال مرضى السكر وهرمون النمو، تكررت شكاوى الأمهات والآباء من نقص الأنواع لأكثر من شهر، والبدائل مرتفعة الثمن لا يقدر أحد على شرائها خارج منظومة التأمين الصحى.

وكلها احتياجات يومية مستمرة للمريض مدى الحياة مثل حاجته للطعام والشراب، وتمثل عبئاً غير طبيعى على الأهالى، بجانب أسعار الدواء، وهى تفوق فى تكلفتها الأسرة الميسورة وليس الأسر محدودة الدخل.

وطالب المرضى بسرعة تدخل الجهات المعنية بالدولة والرقابية على وجه الخصوص، لبحث وعلاج هذه المشكلة الضخمة التى تهدد حياة ملايين الحالات المعتمدة يومياً على علاج ارتفاع السكر بالدم.

الدولة مشكورة تقدم كل الأصناف وكانت قبل عدة أشهر متوافرة بشكل طبيعى للمرضى المنتفعين بنظام التأمين الصحى، وبدأت الأزمة النقص ثم الشح ثم الاختفاء من صيدليات التأمين الصحى، وهناك أعداد ضخمة من الحالات المرضية خارج منظومة التأمين الصحى، وليس لديهم بديل لتوافر أدوية علاج السكر.

«الوفد» تضع هذه المأساة والمناشدة العاجلة إلى رئيس مجلس الوزراء، والدكتور خالد عبدالغفار، وزير الصحة والسكان، لسرعة التدخل وضبط التجاوزات التى تحدث فى سوق الدواء وتهدد صحة ملايين المرضى.

وأصبحت صحتهم فى تدهور مستمر، نتيجة التوقف عن تعاطى الدواء غير المتوافر، والعجز عن سداد ثمن جزء آخر بعد مضاعفة الأسعار عدة مرات، ووصلت لارتفاعات جنونية لا يقدر عليها أغلب المواطنين، وصارت مهددة للحياة بعد توقف البعض عن تعاطى الدواء الضرورى.

وجدير بالذكر أن نسبة كبيرة من الحالات المرضية بالسكر يوجد طفل أو اثنان داخل الأسرة الواحدة، ما يزيد من الألم والحزن والمعاناة لتوفير الثمن والتخلى عن أولويات الطعام والغذاء لتوفير ثمن الأدوية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الأنسولين تحليل السكر الدموية التأمين الصحي التأمین الصحى عدد من

إقرأ أيضاً:

هيومن رايتس: إسرائيل تفرض ظروفا تهدد حياة الحوامل والمواليد الجدد بغزة

اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" سلطات الاحتلال الإسرائيلي بفرض ظروف تهدد النساء الحوامل وحياة المواليد الجدد في قطاع غزة الذي تعرض لإبادة جماعية طيلة 15 شهرا.

وقالت المنظمة الحقوقية في تقرير أصدرته، الثلاثاء، إن "الحصار الإسرائيلي على غزة وهجماتها ضد المرافق الصحية في القطاع خلق خطرا جسيما يهدد أحيانا حياة النساء والفتيات أثناء الحمل والولادة وبعدهما منذ بدء الأعمال العدائية في أكتوبر/ تشرين الأول 2023".

ويتوصل التقرير الصادر في 50 صفحة بعنوان "خمسة أطفال في حاضنة واحدة: انتهاكات حقوق النساء الحوامل أثناء الهجوم الإسرائيلي على غزة" إلى أن الحصار غير القانوني الذي تفرضه القوات الإسرائيلية على قطاع غزة، والقيود الشديدة التي تفرضها على المساعدات الإنسانية، وهجماتها على المرافق الطبية والعاملين في الرعاية الصحية أضرَّت مباشرة بالنساء والفتيات أثناء الحمل، وفي الولادة، وفترة ما بعد الولادة.


وقالت بلقيس والي، المديرة المشاركة لقسم الأزمات والنزاعات والأسلحة في "هيومن رايتس ووتش": "منذ بدء الأعمال العدائية في غزة، تمر النساء والفتيات بفترة حمل يفتقرن فيها إلى الحد الأدنى من الرعاية الصحية، والصرف الصحي، والمياه، والغذاء، فهنَّ وأطفالهن حديثو الولادة عرضة دوما لخطر الموت الذي يمكن الوقاية منه".

وأضافت: "الخروقات الصارخة والمتكررة التي ترتكبها السلطات الإسرائيلية للقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان في غزة لها وقع خاص وحاد على النساء والفتيات الحوامل والمواليد الجدد. وقف إطلاق النار وحده لن ينهي هذه الظروف المروعة. على الحكومات الضغط على إسرائيل لضمان أن تلبي بشكل عاجل احتياجات النساء والفتيات الحوامل والأطفال حديثي الولادة وغيرهم ممن يحتاجون إلى الرعاية الصحية".

ويشير التقرير إلى أنه حتى كانون الثاني/ يناير 2025، لا تتوفر رعاية الطوارئ للتوليد وحديثي الولادة إلا في سبعة من 18 مستشفى تعمل جزئيا في مختلف أنحاء غزة، وأربعة من 11 مستشفى ميدانيا، ومركز صحي مجتمعي واحد، مقارنة بـ 20 مؤسسة تشمل مشافي ومراكز أخرى أصغر للرعاية الصحية كانت تعمل قبل 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

ويضيف أن جودة الرعاية الصحية التي تستطيع المرافق الطبية ومقدمو الخدمات القليلة المتبقية في غزة تقديمها انخفضت بشكل كبير، حيث يتم إخراج النساء على عجل من المستشفيات المزدحمة أحيانا بعد ساعات قليلة من الولادة لإفساح المجال للمرضى الآخرين، وكثير منهم من مصابي الحرب. وتعمل جميع المرافق الطبية في غزة في ظروف غير صحية تشهد ازدحاما ونقصا خطيرا في المواد الصحية الأساسية، بما فيها الأدوية واللقاحات.

لا تتوفر سوى معلومات ضئيلة عن معدل بقاء المواليد الجدد على قيد الحياة أو عدد النساء اللواتي لديهن أمراض خطيرة أو يمتن أثناء الحمل أو الولادة أو بعد الولادة. مع ذلك، فإنه في تموز/ يوليو، أفاد خبراء في صحة الأمومة بأن معدل الإجهاض التلقائي في غزة ارتفع بنسبة تصل إلى 300% منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023. وأفادت "منظمة الأمم المتحدة للطفولة" (اليونيسف) أنه منذ 26 كانون الأول/ ديسمبر 2024، توفي ثمانية رضَّع ومواليد بسبب انخفاض حرارة الجسم نتيجة نقص المأوى الأساسي إلى جانب درجات حرارة الشتاء.

وقال طبيب في مستشفى للولادة في رفح إن لديهم عددا قليلا جدا من الحاضنات وكثيرا من الأطفال الخدج لدرجة "أننا نضطر إلى وضع أربعة أو خمسة أطفال في حاضنة واحدة... ومعظمهم لا ينجو".

ويؤكد التقرير أن الحصار الإسرائيلي غير القانوني لغزة واستخدام التجويع أسلوبَ حرب تسبب في انعدام الأمن الغذائي الحاد لمعظم الناس في غزة. وتواجه النساء والفتيات الحوامل عقبات هائلة في الحفاظ على التغذية الجيدة والنظام الغذائي الصحي الضروري لصحتهن ونمو الجنين.

وحرمت الحكومة الإسرائيلية الفلسطينيين عمدا من المياه، ما يشكل جريمة ضد الإنسانية وأحد أفعال الإبادة الجماعية. وأفادت العديد من النساء الحوامل عن تعرضهن للجفاف أو عدم تمكنهنّ من الاغتسال.


يسبب هذا الحرمان عديدا من الحالات الصحية أو يفاقمها كثيرا، بما يشمل فقر الدم وتسمم الحمل والنزيف وتسمم الدم، وكلها يمكن أن تكون قاتلة بدون علاج طبي مناسب.

وطالبت المنظمة حلفاء "إسرائيل" وعلى رأسهم الولايات المتحدة، باتخاذ كل التدابير الممكنة لإنهاء هذه الانتهاكات الإسرائيلية الخطيرة وغيرها. كما أنها طالبت بوقف المساعدات العسكرية لـ"إسرائيل"؛ ومراجعة الاتفاقات الثنائية مع احتمال تعليقها، مثل اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي و"إسرائيل"، واتفاقية التجارة الحرة بين الولايات المتحدة و"إسرائيل"؛ كما أنها طالبت بدعم المحكمة الجنائية الدولية وغيرها من جهود المساءلة.

مقالات مشابهة

  • هيئة الدواء تطمئن موزعي الأدوية: لا نية لسحب الرخص وندعم تطوير قطاع التوزيع
  • غزة بعد العدوان.. دمار هائل ومخاطر تهدد حياة السكان
  • مرضى التأمين بالمحافظات على حافة الموت
  • شعبة الأدوية: شركات التوزيع والمخازن قررت الإستجابة لـ شروط وإجراءات الترخيص الجديدة
  • اجتماع «شعبة الأدوية» و«هيئة الدواء» لمناقشة قرار التراخيص
  • جل الصبار..كنز لعلاج هذه الأمراض
  • الأمم المتحدة: الذخائر المتفجرة تهدد حياة المدنيين في غزة والضفة
  • هيومن رايتس: إسرائيل تفرض ظروفا تهدد حياة الحوامل والمواليد الجدد بغزة
  • شعبة الأدوية: سوق الدواء يتطلب دعماً كاملاً لضمان وصول الأدوية للمواطنين
  • البقدونس المغلي.. فيتامينات ومعادن ضرورية لصحة الجسم وللوقاية من الأمراض