افتتاحيات صحف الإمارات
تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT
أبوظبي في 12 أغسطس /وام/ سلطت افتتاحيات صحف الإمارات الصادرة صباح اليوم الضوء على اهتمام دولة الإمارات بالشباب والحرص على تمكينهم وتسليحهم بالعلم والمعرفة ،لتعزيز دورهم الفاعل في بناء الوطن و تنميته وصناعة مستقبله الزاهر .
و تحت عنوان "شبابنا .. ريادة وابتكار" أكدت صحيفة الاتحاد أن الإمارات تنافس بشبابها في كل المجالات بالعالم، ذلك أنهم في صلب رؤية القيادة الرشيدة، وصميم استراتيجيات الحكومة، ومحور اهتمامات المجتمع ومؤسساته، فلا تنمية راسخة للشعوب من دون شراكة مع الشباب، ولا يمكن مواجهة التحديات وصناعة المستقبل بغير تمكين الشباب، وتسليحهم بالعلم والمعرفة، وتزويدهم بأحدث أدوات التكنولوجيا، وتحفيزهم على الإبداع والابتكار، ليكونوا مساهمين فاعلين في تنمية الأوطان ورفعتها ورفاهها.
و أضافت الصحيفة أن الأمم تبنى بكوادر شبابها، لذلك حرصت القيادة الرشيدة على تعزيز مشاركة شباب الوطن في مسيرة التنمية الاقتصادية، وتعزيز روح الانتماء والولاء، وإيجاد شباب يعتز بقيمه وثقافته وهويته، وإطلاق مبادرات لتعزيز روح الريادة لدى الشباب، إلى جانب تهيئة البيئة الصحية والاجتماعية لتحقيق الاستقرار للشباب، واحتضان المميزين والرواد منهم في المجالات كافة، والاحتفاء بإنجازاتهم.
وتابعت الصحيفة قائلة إن الإمارات تحتفي باليوم العالمي للشباب، وتعبر بهم نحو المستقبل، وتعزز حضورهم في القطاعات كافة، وتفعِّل مشاركتهم ضمن أطر مؤسسية عديدة، وهي اليوم في مقدمة الدول الحريصة على تنمية مهارات الشباب للاقتصاد الأخضر لتحقيق أهدافها في مجال تعزيز الاستدامة، كما تدعم وجودهم في "كوب 28" الذي تستضيفه نهاية العام الحالي، لطرح أفكار شبابية مبتكرة تثري أجندة عمل المؤتمر، وتقدم حلولاً عالمية لحماية المناخ من أجل الأجيال المقبلة.
و بدورها أكدت صحيفة الوطن في افتتاحيتها بعنوان "شباب الإمارات .. الرهان والأمل" أن شباب الإمارات يسطرون إنجازات استثنائية على مختلف المستويات ويثبتون أنهم رهان الوطن الرابح لحاضر تتعاظم إنجازاته ومستقبل يتم الاستعداد له على أكمل وجه ليكون على قدر الطموحات بالتقدم والازدهار انطلاقاً من رؤية ونهج القيادة الرشيدة الراسخ منذ تأسيس الدولة ويقوم على تمكينهم وتأهيلهم وإعدادهم ومواكبة تطلعاتهم ودعمهم لتحقيق أحلامهم.
و تابعت الصحيفة أنه وفي "اليوم العالمي للشباب" الذي يصادف في 12 أغسطس من كل عام، نفخر بمسيرة ونجاحات شباب الإمارات وما يقومون به من مسؤوليات ومهام سواء على المستوى المحلي أو العالمي، و"على الأرض وفي السماء"، وقد أصبحوا بكل جدارة مصدر الأمل وعنوان العزيمة نحو ريادة فريدة بفعل ما ينعمون به من قدرات وكفاءة ومهارات ومستوى علمي وإيمان مطلق برسالة الوطن وتوجهاته، وحرصهم على التعبير عن فخرهم بثقة قيادتهم ووفائهم لها بالعمل الجاد والمخلص والعطاء والقدرة على مواجهة التحديات وانتهاج الإبداع والابتكار لكل ما فيه خير بلدهم والعالم الذي يؤكد بدوره ثقته التامة بإمكاناتهم ويدرك أهمية دورهم المؤثر في مسيرة الإنسانية.
ولفتت الصحيفة إلى ان الإمارات تشارك العالم احتفالاته التي تتناول هذا العام موضوع تنمية مهارات الشباب المناسبة للاقتصاد الأخضر من أجل تحقيق وتعزيز الاستدامة في العالم، وهي تقدم مسيرة متميزة بتجاربها وإنجازاتها وغناها بالفكر والأسلوب العصري وآليات التمكين التي تحقق نتائج مبشرة وواعدة خاصة أن الشباب هم قادة المستقبل وعماد النهضة، ولذلك تحرص الدولة على إشراك الشباب وإعدادهم ليكونوا من ضمن صناع القرار القادرين على التعامل مع متطلبات الزمن وخير دليل أن أكثر من 600 شاب وشابة يشغلون مناصب قيادية في مختلف الجهات الحكومية الاتحادية وعلى أعلى المستويات، مع التركيز الدائم على مأسسة تمكينهم وتعزيز مشاركتهم في مختلف مسارات التنمية.
و اختتمت صحيفة الوطن افتتاحيتها قائلة بكل ثقة تتعاظم النهضة الوطنية الحضارية بفضل رعاية ودعم القيادة الرشيدة وعزيمة الشباب الذين يبهرون العالم بقدراتهم وتقدمهم ويؤكدون الثقة أن المستقبل للإمارات فهم قوة الوطن وقلبه النابض في مسيرة مجده ورفعته المشرفة.
و في الشأن الدولي قالت صحيفة الخليج في افتتاحيتها بعنوان "بريكس.. الأمل والتحدي" إن مجموعة "بريكس" التي تأسست عام 2006، وتشكل 42% من سكان العالم، باتت قوة اقتصادية كبيرة ، حيث تسيطر على ما يناهز 22% من الناتج الإجمالي للعالم.
و لفتت الصحيفة الى مرور 14 عاماً على تدشين المجموعة، التي تهدف إلى "إرساء نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب"، حيث بدأت المجموعة بأربع دول فقط تحت اسم "بريك" وهي الأحرف الأولى من الدول المشكلة للكيان الجديد، أي البرازيل وروسيا والهند والصين، وعقدت المجموعة أول قمة لها عام 2009، ثم انضمت جنوب إفريقيا، لتتحول إلى بريكس "BRICS"، واتفقت دول المجموعة على بعض أسس إصلاح النظام المالي والنقدي الدولي؛ وذلك بإنشاء بنك التنمية الجديد (NDP) ، برأسمال قدره 100 مليار دولار مقسمة بالتساوي بين الدول الخمس، ويقوم البنك بتقديم القروض والمعونات للدول الأكثر احتياجاً، ما يعكس اتفاق الدول الأعضاء على الرغبة في إنشاء نظام مالي قائم على المساواة والتكامل بين الدول الأعضاء.
وأضافت الصحيفة أن طموحات "بريكس" كانت وما زالت أكبر مما تحقق على الأرض حتى الآن، وعلى الرغم من ذلك فإن أهمية "بريكس" تزيد يوماً بعد يوم، وتزداد طلبات الانضمام إليها، وهو ما عبر عنه مندوب جنوب إفريقيا في المجموعة أنيل سوكلال عندما قال: 22 دولة تواصلت رسمياً مع دول "بريكس"، لتصبح عضواً بشكل كامل، كما أن هناك عدداً مماثلاً من الدول التي سألت على نحو غير رسمي عن الانضمام للمجموعة، وهو ما سيشاهده العالم في القمة المقبلة لـ "بريكس".
و اختتمت صحيفة الخليج افتتاحيتها مؤكدة أن مجموعة "بريكس" أصبحت تمثل أملاً بارزاً لعدد كبير من دول العالم في إقامة نظام عالمي جديد أكثر عدلاً وأماناً.
عماد العليالمصدر: وكالة أنباء الإمارات
إقرأ أيضاً:
العالم يتعرف إلى السلطة الجديدة في دمشق
كان رئيس جهاز الاستخبارات القومي في تركيا أول الواصلين الأجانب إلى دمشق واللقاء بأحمد الشرع قائد هيئة تحرير الشام. ثم جاء الأوروبيون والأمريكيون والأمميون والقطريون والأردنيون والسعوديون، في حين كانت روسيا حريصة على إعلان أنها “على تواصل” مع السلطة الجديدة، وكذا فعلت إيران التي لم تكتم شعورها بالهزيمة الكبرى التي منيت بها في سوريا. أما إسرائيل ففضلت “اختبارها” باحتلال أراض سورية جديدة وقصف ما تبقى من إمكانات سوريا العسكرية وإطلاق تصريحات عدائية بحق السلطة الجديدة في دمشق.
وقررت الولايات المتحدة إزالة المكافأة الموضوعة على رأس أبي محمد الجولاني، مع “دراسة” إزالة اسم الهيئة التي يقودها من قائمة المنظمات الإرهابية والعقوبات المفروضة على سوريا في عهد النظام الهارب.
هذه إجراءات سالبة وحسب لا تعني إقامة علاقات طبيعية مع سوريا الجديدة، ناهيكم عن مساعدتها على تضميد الجراح والشروع في بناء دولة منهارة أو محاولة لجم حليفها الإسرائيلي، إضافة إلى دور واشنطن في المرحلة الانتقالية بحكم وجود قواتها على جزء من الأراضي السورية يصادف أنها تشتمل مصادر النفط والغاز.
الدول الأوروبية المعنية بسوريا من زاوية موضوع اللاجئين على الأقل ما زالت تتعامل بحذر مع السلطة الجديدة، ولم تطلق وعوداً بشأن المساهمة في إعادة الإعمار، لعلها تنتظر أن تسبقها الدول العربية الغنية المنتجة للنفط. تركيا المزهوة بإنجاز تكاد تنسبه إلى نفسها، أعني إسقاط نظام الأسد، عينها على فرص الاستثمار لشركاتها قبل كل شيء، والعين الأخرى على شمال شرق سوريا حيث تجد أن الفرصة سانحة للتخلص من قوات سوريا الديمقراطية وإدارتها الذاتية في مناطق سيطرتها قبل دخول ترامب إلى البيت الأبيض بعد أسابيع قليلة. ولعل طموحها يصل إلى درجة لعب دور “الأخ الأكبر” للسلطة الجديدة.
ربما كان أبرز المتوجسين بين الدول من سقوط نظام الأسد، مصر والإمارات العربية المتحدة، وسيكون عليهما التأقلم مع الوضع الجديد ولو على مضض. ربما ينطبق ذلك على الصين أيضاً التي ترى في سقوط النظام الذي واظبت على تأييده في مجلس الأمن منذ بداية الثورة مكسباً صافياً للتحالف الغربي الذي يسعى لتطويق طموحاتها.
أحمد الشرع المعروف بقدرته على الاقناع ولا يخفى طموحه السياسي على أحد، حذِرُ في تصريحاته، يتجنب الشراك التي تنصب له، ويقول ما هو مقبول في الداخل كما مع مندوبي الدول الذين يلتقي بهم أو وسائل الإعلام التي تلاحقه. أما في الإجراءات، كتشكيل حكومة تصريف الأعمال أو إعادة العمل في دوائر الإدارة العامة أو تعيين محافظين أو تنظيم العلاقة مع السكان في شؤون الأمن وغيرها، فهو يتصرف بصورة أحادية، ويبدو أنه حاسم في رفضه اعتماد قرار مجلس الأمن رقم 2254 أو التعاون مع أطر المعارضة المعترف بها دولياً في المهجر.
لعل أكثر ما يلفت النظر في “براغماتية” أحمد الشرع هو تعاطيه العاقل مع الاستفزازات الإسرائيلية، وانفتاحه على علاقة طبيعية مع موسكو، وتجنب إطلاق تصريحات استفزازية ضد طهران. هذه من علامات نضج سياسي بعد عمر أمضى الرجل جله في العمل الميداني الجهادي في العراق وسوريا، وفي حكم منطقة إدلب طوال السنوات السابقة والتعامل مع الفصائل الأخرى.
ويكاد يكون الشخص الوحيد الذي يمارس السياسة بمعناها الحقيقي في سوريا اليوم. هذا ما يجعل أكثر التساؤلات يدور حول مقدار سيطرته على هيئة تحرير الشام ومداها الزمني المحتمل، وعن مدى قدرته على ضبط الوضع الأمني بالعديد المحدود لقوات التحالف الذي يقوده، ومدى قدرته في الحفاظ على استقلالية القرار الوطني وسط قوى دولية عاتية تمارس على السلطة الجديدة ضغوطاً متفاوتة تحرّكها روائز مصالحها الخاصة في “الكعكة السورية”، ومدى استمرار حيازته على قبول شعبي يحتاجه في تعزيز شرعيته الثورية. وبقدر ما تتوقف هذه العناصر على استمرار أدائه الحالي، فهي ستتأثر أيضاً بمدى التجاوب المحلي والدولي مع المتطلبات العاجلة لبناء دولة جديدة من الصفر تقريباً تمثل جميع السوريين وتحظى بدعم من دول صديقة.
من مفارقات الأسبوعين الفائتين أن البيئة الموالية لنظام الأسد كانت، لأسباب مفهومة، الأكثر تجاوباً مع سياسة الهيئة تجاهها، وحين تتعرض مناطقهم لانتهاكات فهم ينسبونها إلى فصائل أخرى ويستنجدون بهيئة تحرير الشام لحمايتهم منها، بعد سنوات من شيطنتها والمساهمة الفعالة في الصراع ضدها. هذه أيضاً براغماتية مقابلة أو واقعية سياسية مطلوبة. بالمقابل ثمة أوساط تسعى ما وسعها ذلك إلى التخريب على هذا الوضع، سواء من فلول النظام المخلوع أو من أفراد من الفصائل “المنتصرة”.
وثمة أيضاً من يخلطون بين المتطلبات السياسية العاجلة ومسبقاتهم الإيديولوجية على ما شهدنا في مظاهرة ساحة الأمويين الأسبوع الماضي حين رأينا أصواتاً تنادي “علمانية! علمانية!” وكأنهم يحتجون على إقرار دستور ينص على إسلامية الدولة السورية وتطبيق الشريعة فيها. في السياق الذي ارتفع فيه هذا الشعار لا يمكن أن يعني غير “النضال” ضد السلطة الجديدة ولم يمض عليها أكثر من عشرة أيام، في الوقت الذي تحتاج سوريا فيه إلى كل شيء باستثناء الاستقطابات الداخلية الحادة.
المعارضة السياسية الموجودة خارج سوريا مرتبكة لا تجد لنفسها موقعاً في المشهد السياسي، كما لو أنها مستسلمة لانتهاء دورها بنهاية نظام الأسد. فهي تجني الحصيلة الهزيلة لعملها طوال العقد الماضي، ربما تنتظر أن تمنحها الدول الفاعلة في سوريا اليوم دوراً من خلال القرار 2254، بعدما فشلت في الحصول على أي نفوذ اجتماعي بين السوريين.
يجتهد المحللون في تحديد أبرز الرابحين والخاسرين في سوريا بعد الثامن من الشهر الجاري، فيعدّون تركيا وإسرائيل بين الأوّلين، وإيران وروسيا بين الأخيرين. ولا أحد يذكر النظام المخلوع كخاسر، فهو قد خسر مسبقاً منذ سنوات طويلة، وسقط كثمرة معفنة من تلقاء ذاته. وكذا قلما ينظر أحد إلى سوريا كدولة خسرت كل شيء لتفوز فقط بجائزة ترضية هي نافذة أمل مفتوحة على المستقبل، ويتوقف على السوريين أنفسهم أن يحولوها إلى مستقبل يستحقونه.
القدس العربي