عربي21:
2024-09-23@12:16:44 GMT

صبرا جميلا.. راية المقاومة لا تزال مرفوعة

تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT

الحرب سجال "يوم لنا ويوم علينا"؛ هذا ما ردده أبو سفيان مخاطبا الرسول صلى الله عليه وسلم. وما حدث خلال الأيام الأخيرة يعكس ذلك بوضوح، فالضربات الموجعة التي تلقاها حزب الله، بدأ من عمليتي تلغيم هواتف الاتصال، وصولا إلى اغتيال عدد من قادته، تعد انتصارا مؤقتا لحكومة نتنياهو، رغم أن تل أبيب لم تتمتع طويلا بطعم هذا الانتصار، بسبب الهجوم الصاروخي الذي تعرضت له مناطق الشمال والذي شمل لأول مرة مدينة حيفا.

وهو ما رأى فيها المراقبون دليلا على أن حزب الله لم يفقد القدرة على المبادرة، ولا يزال يشكل تهديدا جديا للأمن القومي الاسرائيلي رغم حالة الارتباك التي أصابته خلال الأيام الماضية.

هناك عوامل عديدة شجعت إسرائيل على محاولة تحييد الجبهة الشمالية من خلال السعي لتحجيم القوة العسكرية لحزب الله باستعمال كل الوسائل، ومن بين هذه العوامل القرار الإيراني بعدم الرد على اغتيال إسماعيل هنية في طهران. فهذا القرار شجع الإسرائيليين على استهداف حزب الله ومحاولة الانفراد به وإضعافه، من خلال استعمال مخابراتها المغروسة داخل لبنان وخارجه. ويمكنها عامل ثان يفسر ما حدث هو رغبة جميع العواصم في عدم توسيع دائرة الحرب، بما في ذلك القيادة الروحية والسياسية الإيرانية. هذا الفيتو الجماعي يضغط بقوة على حزب الله، ويحد من حركته، ويعطي فرصة لحكومة نتنياهو لإجبار الحزب على التخلي عن سياسة الإسناد التي يقدمها للمقاومة الفلسطينية. لكن نتيجة الضربات القاسية التي تلقاها مؤخرا، جعلت حسن نصر الله أكثر إصرارا على رد الفعل بشكل أقوىفي هذا السياق الاعتماد مرة أخرى على حليفتها الولايات المتحدة التي تعتبر حزب الله "جماعة إرهابية"، لهذا السبب تم اتخاذ القرار ونفذ على عجل، مما أثار دهشة الجميع وكاد أن يخلط الأوراق، وجعل البعض وفي مقدمتهم نتنياهو يعتقدون بأن الحزب سيستوعب الدرس، وينكمش عسكريا ويتحول فقط إلى تنظيم سياسي يتحرك داخل الدائرة اللبنانية.

هناك عامل ثان يفسر ما حدث هو رغبة جميع العواصم في عدم توسيع دائرة الحرب، بما في ذلك القيادة الروحية والسياسية الإيرانية. هذا الفيتو الجماعي يضغط بقوة على حزب الله، ويحد من حركته، ويعطي فرصة لحكومة نتنياهو لإجبار الحزب على التخلي عن سياسة الإسناد التي يقدمها للمقاومة الفلسطينية. لكن نتيجة الضربات القاسية التي تلقاها مؤخرا، جعلت حسن نصر الله أكثر إصرارا على رد الفعل بشكل أقوى، واضعا شرطا وحيدا وعلنيا لوقف الحرب هو إنهاء العدوان على غزة. وهي لعبة معقدة ودقيقة من شأنها أن تجعل الحرب مستمرة دون أن تتوسع وتتحول إلى حرب إقليمية.

هكذا تستمر سياسة عض الأصابع بين مختلف الأطراف الشريكة في المشهد الحربي الدائر حاليا. ولا شك في أن الجميع ينتظرون النتيجة التي ستسفر عنها الانتخابات الأمريكية التي ستشهد تغيير القيادة والإدارة، فإذا ما صمدت المقاومة، واستمرت على جميع الجبهات، وتمكن الديمقراطيون من الاحتفاظ بالبيت الأبيض وتمكنت كامالا هاريس من هزيمة ترامب، فإن ذلك من شأنه أن يشكل معطى هاما في المعادلة الدولية والإقليمية. صحيح السياسة الأمريكية لن تشهد تغييرا جوهريا تجاه فلسطين والشرق الأوسط، لكن الإدارة الجديدة مضطرة لإجراء بعض التعديلات، والأخذ بعين الاعتبار تضاريس المشهد الذي خلفته حرب استمرت حتى الآن سنة كاملة دون توقف.

الصمود هو شعار المرحلة، ولكي يتحقق ذلك يجب أن تستمر المقاومة إلى النهاية، وذلك رغم كثرة خسائرها واتساع دائرة شهدائها. وهو السيناريو الذي يحاول نتنياهو إفشاله بكل الوسائل والطرق، فهو يعمل على الوصول إلى مشهد تكون فيها غزة ركاما من الحجارة المبعثرة
بناء على ما سبق، يعتبر الصمود هو شعار المرحلة، ولكي يتحقق ذلك يجب أن تستمر المقاومة إلى النهاية، وذلك رغم كثرة خسائرها واتساع دائرة شهدائها. وهو السيناريو الذي يحاول نتنياهو إفشاله بكل الوسائل والطرق، فهو يعمل على الوصول إلى مشهد تكون فيها غزة ركاما من الحجارة المبعثرة، وخالية تماما من مقاتليها ونخبها، عندها يعلن انتصاره السياسي، ويعتبر نفسه "بطلا قوميا" لليهود.

لكن رغم ضخامة الدوي الذي أحدثه الموساد بعد نجاحها في طهران وجنوب لبنان خلال الشهرين الأخيرين، لا تزال صفة مجرم حرب تلاحق رئيس الحكومة الإسرائيلية، ولا يزال الاضطراب والانقسام يخيمان داخل الكيان الصهيوني، ولا يزال جانب هام من الإسرائيليين يعيشون بعيدا عن بيوتهم ويهرعون من حين إلى آخر نحو الملاجئ بحثا عن مكان آمن.

المعركة مستمرة، والحرب مفتوحة على أكثر من سيناريو، والراية لم تسقط رغم الدسائس والمناورات، والذين فرحوا بما حدث وعبّروا عن شماتة عليهم أن يصبروا قليلا حتى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه حزب الله نتنياهو إسرائيل غزة المقاومة إسرائيل غزة نتنياهو حزب الله المقاومة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة من هنا وهناك سياسة سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حزب الله ما حدث

إقرأ أيضاً:

تقرير إسرائيلي يتحدّث عن المرّة الوحيدة التي كان من الممكن فيها اغتيال نصرالله.. ماذا كشف؟

ذكر موقع "عربي 21" أنّ ضابط مخابرات إسرائيلي سابق وصف الانفجارات التي وقعت في لبنان الأسبوع الماضي، بأنها "جريمة" وإهدار للقدرات، لافتا إلى أنه كان الأجدر توجيه الضربة القاضية لـ "حزب الله" بشكل مباشر.

ونشرت صحيفة يديعوت أحرنوت، تقريرا تحدثت فيه عن اللحظة التي كان يُمكن فيها لاسرائيل اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بشكل مباشر.

ووصف التقرير نصر الله بأنه من أخطر أعداء إسرائيل، مبينا، "ظهر يوم 12 تموز عام 2006، وبعد ساعات من أسر حزب الله الجنديين الإسرائيليين إلداد ريغيف وإيهود غولدفاسر، خرج نصر الله بمؤتمر صحفي قصير متفاخرا بالعملية".

وأضاف: "حينها، أطل أمين عام الحزب أمام الجمهور في قلب بيروت، وفي خطاب علني أمام الكاميرات، وخاطب الإسرائيليين بشكل واضح مباشر قائلا؛ إن الأسرى باتوا في مكان آمن وبعيد جدا، وفي حال هاجمت إسرائيل لبنان فسوف تندم جدا، وإن اختارت تل أبيب المواجهة فيجب أن تتوقع المفاجآت".

وتابع: "نصر الله أبلغ مستمعيه حينها أن القادة الإسرائيليين آنذاك إيهود أولمرت وعمير بيرتس ودان حالوتس، هم من المبتدئين، كما أنهم يفتقدون للخبرة".

وبين التقرير، أنه "من المشكوك فيه أن يكون أي من القادة في إسرائيل، قد خمن أنه في تلك اللحظات بالذات، أضاعت إسرائيل فرصتها الوحيدة للقضاء على نصر الله خلال حرب لبنان الثانية".

وقال العقيد المتقاعد رونان كوهين، الذي شغل منصب نائب رئيس قسم الأبحاث في قسم الاستخبارات: "كانت هذه هي المرة الوحيدة التي تم فيها الكشف عن مكان نصر الله وظهر علانية حتى نهاية الحرب. كان هناك مراسلون لبنانيون وأجانب، ولم يكن خائفا على الإطلاق. لقد حضر علنا، وأجريت معه مقابلة، وعقد مؤتمرا صحفيا أعلن فيه عن وجوده، وكانت هناك فرصة للقضاء عليه".

وذكر كوهين، أنه "منذ أن كانت بداية الحرب متلعثمة إلى حدّ ما، لم يكن من الواضح بعد إلى أين الأمور كانت ذاهبة".

وأضاف: "في الساعات الأولى كانت هناك فوضى، وتم نقل الأسلحة نحو لبنان. في ذلك اليوم، تم اتخاذ القرارات في الحكومة لبدء مهاجمة لبنان، الفرصة الوحيدة للقضاء على نصر الله كانت تعتمد على قرار سريع من قبل الحكومة، وهذا لم يكن حتى على جدول الأعمال".

وتابع: "الأمر الغريب تماما، أنه على الرغم من التغيير الكبير في سياسة الاغتيالات على خلفية الانتفاضة الثانية، فإن الجيش الإسرائيلي لم يجمع معلومات استخباراتية في السنوات التي تلت الانسحاب من لبنان في أيار عام 2000، وذلك من أجل هزيمة نصر الله. بعد وقت قصير من الانسحاب وتحديدا في تشرين الثاني 2000، اختطف حزب الله 3 جنود من الجيش الإسرائيلي في مزارع شبعا. حينها، لم تكن إسرائيل مهتمة بتنفيذ أي عمل متطرف، وكانت سياسة الحكومة هي تحقيق الاستقرار على الخط عند الحدود وعدم إحداث تصعيد".

وأضاف: "حتى في السنوات التي سبقت أسر الجنديين في تموز 2006، لم يتم جمع أي معلومات استخباراتية كانت تهدف إلى القضاء على نصر الله، علما أن الأخير كان أحد الأهداف بالنسبة لإسرائيل".

وأوضح أنه "عشية حرب لبنان الثانية عام 2006، كان هناك احتمال لاستغلال تقاعس نصر الله ومحاولة إيذائه، لكن إسرائيل لم تحاول ذلك. عندما أرادت الإطاحة به، فقد كان الأوان قد فات، فنصر الله تحت الأرض، وجهاز الأمن يتلمس طريقه في الظلام. في الليلة الأولى من حرب تموز، بدأ الهجوم الإسرائيلي في مختلف مناطق لبنان، وفي الليلة الثانية، بدأت الهجمات بالفعل في بيروت. عندما أدرك نصر الله أننا نهاجم هناك، اختبأ حتى نهاية الحرب".

وبين كوهين، "في تلك الفترة، جرت محاولات عديدة لفهم مكان وجود نصر الله بالضبط داخل شبكة أنفاقٍ في بيروت. من المفترض أن المكان ليس نفقا صغيرا، بل هو عبارة عن أماكن كبيرة، تضم غرفة أوامر وتحكم وتغطي مساحة كبيرة جدا".

وكشف التقرير أنه "بعد اختفاء نصر الله، بدأ الجيش الإسرائيلي في استثمار موارد هائلة في محاولة لتحديد مكانه والقضاء عليه. وفي اليوم الثامن من الحرب، أسقط الجيش الإسرائيلي 23 طنا من المتفجرات على مخبأ لحزب الله في بيروت، ولكن تم إنقاذ نصر الله".

وأردف: "حينها، أطلق سلاح الجو الإسرائيلي كامل مخزونه من قنابل Jdam على المكان الذي كان فيه نصر الله، لكنه فشل في الوصول إليه، كما أنه منذ ذلك الهجوم مرت 18 سنة. يجب أن نكون قد أحرزنا تقدما في هذا الشأن.


وذكر كوهين: "لقد نفذنا هجومين خلال الحرب في محاولة منا للقضاء على نصر الله. الهجوم الأول كان هائلا، وذا قوة تفجيرية كبيرة، ولم نحصل حتى على إشارة إذا كنا نسير في الاتجاه الذي نريده. عندما نظرنا إلى الوراء، أدركنا أنه كان في المنطقة التي تم قصفها. أما الهجوم الثاني، فكان في منطقة الضاحية الجنوبية لبيروت، لكن قدرة القنابل على الاختراق في ذلك الوقت كانت محدودة. كان المكان المستهدف نفقا، اعتقدنا أنه قد يكون مختبئا فيه، لكن القنبلة لم تخترقه. ربما سمع دوي انفجار في أعلى المكان، لكن لا شيء أكثر من ذلك".

وخلص التقرير: "لقد جربنا كل أنواع الأنشطة الخاصة الأخرى، لكن الأمر انتهى بالفعل.. لم تكن هناك قدرة استخباراتية حتى نهاية الحرب، ولكن تم إنشاء فرق خاصة. في الواقع، جرت محاولات عديدة، ولكن كان الأوان قد فات بالفعل. بقي نصر الله في المخبأ، ليس فقط حتى نهاية الحرب، بل أيضا لفترة طويلة جدا بعد ذلك". (عربي 21)

مقالات مشابهة

  • تقرير إسرائيلي يتحدّث عن المرّة الوحيدة التي كان من الممكن فيها اغتيال نصرالله.. ماذا كشف؟
  • عاجل| نتنياهو: نحن نقوم بدراسة "خطة الجنرالات" التي تقضي بإعلان شمال غزة منطقة عسكرية
  • بشأن حزب الله ولبنان .. ماذا يدور في رأس نتنياهو؟
  • كاتب صحفي: نتنياهو يعمل على توسيع الحرب مع حزب الله
  • خبير: نتنياهو يستمر في تصعيد الحرب على غزة (فيديو)
  • خبير سياسات دولية: نتنياهو مستمر في تصعيد الحرب على غزة.. فيديو
  • التصعيد بالتصعيد..والحرب الشاملة لا تزال مستبعدة!
  • خبير سياسات دولية: نتنياهو يستمر في تصعيد الحرب على غزة
  • خبير استراتيجي: الحرب مع حزب الله «عنقودية» والخسائر التي لحقت به غير مؤثرة