رام الله - صفا حذر عضو المكتب السياسي ورئيس مكتب شؤون القدس بحركة حماس هارون ناصر الدين، من تصاعد اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك، وما يخططون له في فترة الأعياد المقبلة. وشدد ناصر الدين في تصريح صحفي، يوم الاثنين، على ضرورة شد الرحال وتكثيف الرباط فيه. وأكد أن الحشد والرباط في الأقصى هو أولوية وأمانة على كل من يستطيع من أجل إفشال مخططات الاحتلال والمستوطنين، ويقع  على عاتق أهالي الضفة الغربية والقدس مسؤولية كبيرة للدفاع عن المسجد المبارك.

وطالب الجميع بتحمل مسؤوليته التاريخية تجاه القدس والأقصى، والدفاع عنه بكل الوسائل والأدوات وحمايته من العدوان الخطير الذي يهدده. وأشار إلى أن الاحتلال لا يتوقف عن محاولات فرض خطط التقسيم الزماني والمكاني، وصولًا إلى السيطرة الكاملة عليه وتهويده. وأشاد ناصر الدين بثبات وصمود المقدسين في ظل الهجمة الشرسة التي يتعرضون لها. وأكد أن شعبنا الفلسطيني لا يستسلم أمام عدوان الاحتلال وجرائمه الوحشية، وسيظل متمسكًا بحقه في مقدساته وأرضه حتى دحر الاحتلال. وتستعد "جماعات الهيكل" المزعوم، لسلسلة من الاقتحامات والانتهاكات لحرمة المسجد الأقصى مع بداية الشهر القادم. وفي الثالث من تشرين الأول/ أكتوبر والذي يوافق رأس السنة العبرية، تستعد الجماعات المتطرفة لتنفيذ اقتحام كبير للمسجد الأقصى، يتخلله نفخ في البوق داخله وفي محيطه. 

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: الأقصى اقتحامات المستوطنين ناصر الدین

إقرأ أيضاً:

العريف حسن إغديرلي آخر حارس عثماني للمسجد الأقصى

آخر حراس المسجد الأقصى من العثمانيين، كان على رأس السرية الخلفية التي تركها الجيش العثماني عند انسحابه من القدس عام 1917، وبقي منذ ذلك الوقت في الخدمة الطوعية حارسا ملازما للمسجد الأقصى مدة 65 عاما حتى وفاته عام 1982.

تولى رئاسة مجموعة رشاش في الجيش العثماني، وحارب الإنجليز وحلفاءهم أثناء الحرب العالمية الأولى، وشارك في المعارك على جبهات عديدة أظهر خلالها شجاعة وإقداما، وأصبح رمزا للبطولة والتضحية في بلاده.

المولد والنشأة

ولد حسن إغديرلي في مدينة إغدير بأقصى شرق تركيا، ولا يعرف تاريخ ميلاده على وجه التحديد، ولكن مولده يقدّر -وفقا لمجريات الأحداث- في نهاية القرن الـ19.

وقد عاش إغديرلي يتيما منذ سن مبكرة، ونشأ في ظل ظروف صعبة، ولا سيما أن مدينته كانت تحت الحكم الروسي في تلك الآونة، وعند اندلاع الثورة البلشفية في روسيا عام 1917 انسحب الجيش الروسي تاركا إغدير في أيدي الأرمن.

وشهدت المنطقة -بحسب المصادر التركية- عملية اضطهاد وإبادة جماعية للمسلمين الأتراك من قبل الأرمن، فشكّل أهالي إغدير مليشيات مسلحة وانضموا إلى الجيش العثماني متطوعين للدفاع عن أرضهم، ومن الممكن أن يكون إغديرلي أحد الذين انضموا إلى الجيش في تلك الفترة.

المسار العسكري

التحق إغديرلي بالجيش العثماني في سن مبكرة، وحاز رتبة عريف، ثم تولى رئاسة مجموعة الرشاش الـ11 من الكتيبة الثامنة للطابور الـ36 من الفرقة الـ20، وشارك في حروب الدولة العثمانية ضد الحلفاء على العديد من الجبهات خلال الحرب العالمية الأولى وأظهر بطولة كبيرة.

وكانت كتيبته ضمن الحملات التي قام بها الجيش العثماني على قناة السويس في العامين 1915 و1916، ولكن تمركز الإنجليز خلف القناة ودفاعاتهم القوية ألحقت بالأتراك هزيمة ثقيلة، فتراجع الجيش العثماني إلى فلسطين.

وعلى جبهة فلسطين لعب إغديرلي دورا حاسما في القتال، وجذب الانتباه بشجاعته وحسن قيادته، وحافظت بطولته على معنويات الجنود العثمانيين عالية، وصار رمزا للمقاومة.

وكانت مدينة القدس نقطة دفاعية مركزية للعثمانيين لأهميتها الدينية والإستراتيجية، ولكن قائد الفيلق الـ20 في الجيش العثماني علي فؤاد رأى استحالة الدفاع عنها أمام بريطانيا، فقرر إخلاءها حتى لا تتعرض مقدساتها للتدمير، وفي 8 ديسمبر/كانون الأول 1917 سلم رئيس بلدية القدس حسين الحسيني وثيقة التسليم إلى قائد الفرقة البريطانية العاشرة.

وحفاظا على أمن القدس وسلامة المقيمين فيها حتى دخول البريطانيين وتفاديا لعمليات النهب ترك العثمانيون سرية حراسة خلفية بقيادة النقيب مصطفى توكاتلي، وكانت الكتيبة تضم 53 جنديا، بينهم حسن إغديرلي.

وبعد هدنة مودروس عام 1918 تم تسريح الجيش العثماني، وطُلب من توكاتلي العودة إلى إسطنبول، فاضطر للعودة خوفا من مخالفة الأوامر العليا، ولكنه قبل عودته أعلم أفراد كتيبته بقرار التسريح، ونصحهم بأن يبقوا مرابطين في القدس متطوعين صيانة لشرف الإسلام ومجد الإمبراطورية العثمانية.

في حراسة الأقصى

بقي إغديرلي في الخدمة، حيث تركه القائد عام 1917، وواصل وظيفته في حراسة المسجد الأقصى دون انقطاع مدة 65 عاما مات خلالها جميع أفراد السرية واحدا تلو الآخر، وكان هو الأخير المتبقي منهم.

وكان كل يوم يحضر صباحا من شمال الحرم الشريف باتجاه قبة الصخرة ولا يغادر حتى المساء منتظرا في المكان نفسه، وكان يرتدي زيا عسكريا قديما جدا مرقّعا من كل مكان، وكان يبدو متحفظا، يحمل بندقيته بيده، ولا يخاطب أحدا.

وصيته

في عام 1972 صادف الصحفي التركي إلهان بارداكجي الجندي العثماني إغديرلي في القدس، واغتنم تلك الفرصة ليوصي الصحفي بالذهاب إلى توكات حيث القائد مصطفى، ويبلغه أن العريف حسن إغديرلي -الذي تركه على الحراسة- ما زال في الخدمة منذ ذلك اليوم.

لكن بارداكجي لم يتمكن من تنفيذ الوصية عندما عاد إلى تركيا، إذ كان القائد مصطفى قد توفي منذ وقت بعيد.

وفاته

توفي إغديرلي عام 1982 وفقا لبرقية وصلت إلى الصحفي بارداكجي من القدس تقول "توفي اليوم الحارس العثماني الأخير للمسجد الأقصى"، ولكن مكان دفنه بقي مجهولا وإن كان يُعتقد أنه في القدس.

مقالات مشابهة

  • عشرات المستوطنين يدنسون الأقصى المبارك
  • عشرات المستوطنين يقتحمون الأقصى وسط قيود مشددة
  • مصعد كهربائي في المسجد الأقصى لتسهيل اقتحامات المستوطنين
  • العريف حسن إغديرلي آخر حارس عثماني للمسجد الأقصى
  • عشرات المستوطنين يقتحمون باحات المسجد الأقصى المبارك
  • عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي
  • عشرات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى
  • المسجد الأقصى المبارك يتعرض لحربٍ شرسةٍ لا هوادة فيها
  • 40 ألف مصل يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى