سودانايل:
2025-01-22@07:46:29 GMT

ملامح من الحياة في كندا (3)

تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT

دولة كندا جغرافياً تجاور أكبر دولة رأسمالية في العالم الأ أن الكنديين ما زالوا يستمتعون بأنتصارات حركتهم العمالية والنقابية في عدة مجالات: نظام صحي مجاني وتعليم مجاني فيما قبل المرحلة الجامعية ونظام ضرائبي يتماشي مع العدالة الأجتماعية وحالياً بدأت بعض المدن في تطبيق نظام المواصلات المجانية طوال أيام الاسبوع لكبار السن أي فما فوق الخمسة وستين وبعضها جعل المواصلات مجانية لكبار السن ليوم واحد في الأسبوع .

هذا الواقع الأقتصادي الأجتماعي جعل من كندا دولة تختلف عن جارتها . قبل فترة قابلت أحد المواطنيين الذين حضروا من الصين وأستقر بكندا ، فسألته عن تجربة النظام الأشتراكي في الصين والتحولات الرأسمالية الجارية . فجاء رده بأن الاشتراكية توجد في كندا وليس في الصين .
علي الرغم من أهمية (الانترنت) والعم (قوقول) في حياة الكنديين بصورة عامة وطلبة الجامعات والمدارس بصورة خاصة الأ أن هنالك بعض القوانين التي تحد من أستعمال التلفون أثناء اليوم الدراسي بالنسبة للطلاب فيما قبل المرحلة الجامعية . بعض الدراسات العلمية توصلت الي أن جهاز التلفون الذي يكون بالقرب من الطالب يتسبب في تشتيت الأنتباه وعدم التركيز مع المعلم إضافة الي أن الطالب مع وجود الأنترنت قد ينجذب الي صفحات غير مرغوب فيها . عليه مُنع إستعمال التلفون في المدارس أثناء اليوم الدراسي وترك كيفية تطبيق القرار للمحافظات المختلفة . مثلاً بعضها منع أستعمال التلفون أثناء الفصل الدراسي لكل المراحل بدأً من الروضة الي الفصل الثاني عشر وفي البعض الآخر كمحافظة أنتاريو يتوجب علي التلاميذ من مرحلة الروضة الي الفصل السادس أن يضعوا التلفون في الصامت ويتم تسليمة الي أدارة المدرسة عند الدخول ومن الفصل السابع الي الثاني عشر يمنع أستعمال التلفون أثناء الحصص وهذا القرار بدأ تطبيقه من بداية العام الدراسي الحالي . أوضحت نتائج الأستفتاء علي هذا القرار أن 70 بالمئة من الأباء مع المنع أثناء الحصص الدراسية .
من الملاحظ أن جائحة الكرونا التي بدأت تعاود الظهور مرة أخري ، أفرزت بعض السلوكيات الغريبة علي البشرية والمجتمع الكندي خاصة . أصبح الناس أكثر حوطة تخوفاً من إنتقال العدوي وشملت هذه الأحتياطات غسل الأيادي بأنتظام وتعقيم كل الأجسام الثابته والصلبه ، تفادي الأختلاط والأبتعاد بمسافات عن البعض قد تصل الي متر بين الشخص والآخر ، لبس الأقنعة والكمامات حتي أصبح من الصعوبة التعرف علي الشخص الذي يقف أمامك . هذه الجائحة اللعينة بعد أن قتلت الملايين خلفت آثارها السلبية علي الحياة الأجتماعية ، فرضت حظر علي طريقة السلام والتحية بين البشر، أختفي بدون مقدمات العناق والمحنة في اللقاء وتبادل القبلات بين الأحبة وصار حصراً علي غرف النوم والأفلام السينمائية . مجتمع الرأسمالية الأستهلاكي أنتهز هذه الفرصة وأنجب ظاهرة أجتماعية جديدة . أصبح في حكم العادة أن تري كل فرد يحمل معه وعاءً بلاستيكياً مملؤاً بالماء أشبه (بالزمزمية) لا يشاركه فيها شخص آخر في الشرب كنوع من الاجراءات الصحية وتفادياً لنقل العدوي . هذه الزمزميات ذات أحجام مختلفة إضافة الي أنها بخلاف عدم نقل العدوي تفرض علي الشخص شرب كمية محددة من الماء تقدر بأثنين لتر في اليوم ومعها خط بياني يوضح كمية الأستهلاك في الساعة المحددة . شعوب وصلت مرحلة من الحرص علي الصحة حددت فيه مقدار الماء الذي يحتاجه الأنسان علي مدار الساعة . أزرفت الدمع علي النازحين في بلدي الذين توفوا ولم يجدوا قطرة ماء ترؤي ظمأهم وكذلك العالقين في أقصي الشمال حيث وصلت درجة الحرارة الي خمسين أو أولئك الذين علي الحدود السودانية التشادية الذين ساروا حفاةً عراةً عشرات الكيلومترات بدون قطرة ماءٍ في بلد تجري فيه ثلاثة أنهار وبه أطول نهر في العالم . دنيا لا يحكمها من يحكمها (الفيتوري) .
المسكن ليس هو بالشيئ الثابت في كندا ، يتغير بتغير الحوجة والتي هي بالضرورة تتأثر بعوامل عدة منها تغيير مكان العمل ، أو عدد الأشخاص الذين يقطنون هذا المنزل أو ذاك في حالة النقصان أو الزيادة ، الكّبر الذي يحتاج لسكن بمواصفات محددة تخلوا من السلالم والطوابق العالية ، الترحال بسبب الدراسة ، أنفصال الأسر وهلمجرا . تغيير السكن عادةً ما تتبعه فوائد مالية . وفي حالة أتفاق المُلاك (الزوج والزوجة) علي تغيير السكن ينتظرون السانحة التي يجنون منها الربح في أتخاذ هذا القرار . بهذه المعايير قد تكون أسرتي من أقدم الأسر في الشارع الذي يقع فيه منزلنا، لم نتحرك منه قيد أنملة . في الجهة المقابلة لمنزلنا يسكن مهندس معاشي من أصل هندي . زوجته من أسكتلندا وعلي ما أعتقد تلقي تعليمه بأنجلترا ولهم أبن واحد (جون) عمره يقارب الخمسين عاماً غير متزوج ويسكن مع والديه علي غير العاده بدعوي كبر سنهم وأحتياجهم لمساعدته . نتبادل مع هذه العائلة هدايا الكريسماس وفي بعض الأحيان أطباق من الطعام كحال الجيران في كل الدنيا . (جون) لم أراه يزاول عملاً حتي قبل جائحة الكرونا التي مارس فيها جزء كبير من الكنديين أعمالهم من منازلهم . بعض المرات أتبادل معه الحديث ولاحظت أنه ينطق بعض الكلمات باللغة السواحلية فأثار فضولي وسألته عن أين تلقي المعرفة بهذه الكلمات . أتضح أنه عمل في كل شرق أفريقيا وحتي زار جنوب السودان . وعلي الحال طفح السؤال الثاني ما هي طبيعة العمل الذي تولاه في هذه البيئة النائية ؟
(جون) عمل في فيلق عسكري مع الجيش الفرنسي وحارب في صفوفه كمرتزق في عدة دول أوربية و أفريقية وعلي ما أعتقد نسبة لأعتلال صحته لم يتمكن من الذهاب لاوكراينا حيث ذهب زملاؤه برواتب يسيل لها اللعاب . وفي فصل الربيع والصيف حيث النوافذ مفتوحة أصبحنا نستنشق داخل المنزل من وقت لآخر رائحة لم تكن غريبة علي بحكم سكني الأمدرماني . الأسبوع المنصرم قابلة (جون) أمام جراج منزله وفي يده سيجارة (حمرا ) . وكما هو الحال في سوداننا ناولني لها لكي أشاركه الكيف . أندهشت وتابعة الأندهاشة بالرفض رغم أصراره ، وواصل هو في الحديث حيث ذكر أنه يتحصل عليها بناءً علي أرشادات طبية كعقار لحالته الصحية وهذا العقار (البنقو) يدخل ضمن تأمينه الصحي الذي تدفع تكاليفه وزارة الدفاع الكندية . واصل ( جون ) الحديث وقال أن كندا هي القطر الوحيد علي وجه المعمورة الذي سمح بأستعمال هذا العقار حيث أصبح يباع في المحلات التجارية علي عينك يا تاجر . حاولت أن أجادله في معرفتي المحدودة بالدول التي تسمح به فذكرت دولة هولندا . فاجأني بأن معلوماتي غير صحيحة أذ توجد في هولندا بعض التحفظات علي الأستعمال والشراء والأماكن المسموح بها وفي حالة عدم قناعتي بهذا الرد وجهني أن الجأ الي العم قوقول وكما عبر هو (قوقل إت).
قبل فترة تم لقاء أسري علي مائدة طعام بمنزلنا جمع أفراد الأسرة أضافة الي أصدقاء أبناءنا من الجنسين . وعادةً الكنديين لا يفضلون النقاش في السياسة علي المائدة حتي لا يفسدوا مذاق الطعام . هنالك محرمات لا يدور حولها النقاش : السياسة ، الدين ، وتربية الأطفال . أمام هذا التابو لا يجوز أدارة حوار حول المائدة قد يتسبب في خلاف يفقد الروابط الأجتماعية . هذا الوضع فرض علي أن أسترق السمع وأتابع بأهتمام ما يدور بينهم من أحاديث ، خاصة وأن الشباب لا يفضلون في هذا الجزء من العالم مخالطة كبار السن لاختلاف الأهتمامات . كان أول المواضيع التي طرقوها وأستحوذت علي نصيب أكبر من الوقت هو العقارات وقروضها البنكية وسعر الفائدة و البورصة والربح والربج المركب الذي لم أستوعبه الأ حينما وصلت الي كندا وصارت لي بطاقة بنكية وخلاف ذلك من الأمور المالية التي لا تدخل ضمن أهتماماتي . هذا الجيل الذي عاش وتربي في أحضان النظام الرأسمالي يفهم هذه المصطلاحات بأدق تفاصيلها ، الموضوع الثاني الذي تمت مناقشته هو نوع الأطعمة وأي منها يُفضل وبأي طريقة يتم تحضيرها وفي أي المطاعم يمكن تناول هذا الطبق أو ذاك . علي الرغم من أني أمدرماني الأ أن عدم معرفتي بأسماء هذه الأطعمة وحتي أطباق مطعم ماكدولنز التي يتحدثون ويتجادلون حولها ، الزمني الصمت كي لا أعطي أنطباعاً بجهلي وثانياً لكي لا ينطبق علي القول بالعامية بأني (بطينة) . المجاعة التي أجتاحت القطر من جراء الحرب اللعينة ففاقت مجاعة سنة سته والتي أفادت بأن بعض السودانيين وجدوهم أثناء هذه الحرب في عاصمة البلاد فارقوا الحياة وفي أفواههم أكياس من البلاستيك فرضت علي الكثيرين منا عدم تذوق طعم الطعام . علي الحال لعنت نفسي وتحسرت علي هؤلاء الشباب ذوي الأهتمامات التي ليس لها شبيه في مصطلاحاتي حتي عندما كنت في سنهم . الموضع الثالث الذي تداولوه ماهي الأماكن التي سيقضون بها أجازاتهم والي أي الأقطار ينون السفر . هذه هي محصلة جلستنا ولا حديث عن غزة أو حرب السودان . أزدادت قناعتي بالحكمة السودانية ( الجمرة بتحرق الواطيها )
حامد بشري
22 سبتمبر 2024

 

hamedbushra6@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

دلالاتُ آخر العمليات.. اليمنُ يحمي فلسطين سِلْمًا وحربًا ويرسُمُ ملامحَ المرحلة القادمة

يمانيون../
أوصلت القواتُ المسلحة اليمنية العديدَ من الرسائل خلال عملياتها الأخيرة قبيل إعلان اتّفاق وقف إطلاق النار وفي الفترة التي أعقبت ذلك الإعلان منذ مساء الأربعاء الفائت، حَيثُ نفَّذت عملياتٍ نوعية في عُمق فلسطين المحتلّة، وكذلك عمليات مطاردة الحاملة “هاري ترومان” حتى إجبارها على الهروب، وبهذه العمليات تلقّى العدوّ الصهيوني وراعيه الأمريكي فَصْلَ الخطاب، والذي لا صوت يعلو فيه، إلا صوت اليمن فحسب.

ومنذ الإعلان عن التوصل لاتّفاق وقف إطلاق النار، الأربعاء الفائت، نفذت القوات المسلحة اليمنية 8 عمليات نوعية توزعت على العدوَّين الأمريكي والإسرائيلي، في حين تم استخدامُ الصواريخ المجنَّحة والبالستية في ضرب عُمق الاحتلال، بعد أن تعوَّدَ على الاستهداف بواسطة صاروخ “فلسطين2” البالستي الفرط صوتي، وهذا يؤكّـد من جهة أن هناك العديد من الصواريخ التي تم تطويرها لاختراق منظومات الدفاع الأمريكية والصهيونية على غرار ما يفعله “فلسطين 2″، حَيثُ تعرضت منطقة أم الرشراش المحتلّة، مساء السبت، للقصف بصاروخين باليستي ومجنح، وقبلها عصر السبت، تعرضت وزارة حرب العدوّ للقصف بصاروخ ذو الفقار البالستي، وكانت هناك عمليات مشابهة بهذه الأسلحة قبل إعلان الاتّفاق؛ ما يؤكّـد أن هذين الصاروخين أثبتا نجاعتهما في ضرب العمق المحتلّ، ليتأكّـد للجميع أن مسار التطوير للأسلحة اليمنية يسير وفق متطلبات المواجهة مع العدوّ الإسرائيلي.

تطويرٌ يمني وتقهقُرٌ دفاعي مُعادٍ:

ومن خلال البيانات التي أعلنها متحدث القوات المسلحة، الأربعاء، والجمعة، والسبت، خُصُوصًا في استهداف عمق الاحتلال الصهيوني “وزارة الحرب، أهداف حساسة في أم الرشراش، أهداف في عسقلان، وأهداف في يافا”، فقد تم استخدام صاروخ ذو الفقار بكثافة وبنجاح عالٍ، ليتأكّـد للجميع أن هذا الصاروخ قد دخل رسميًّا وبقوة في المرحلة الخامسة من الإسناد، بعد أن تم تطويره وتزويد قدراته بما يتجاوز قدرات الأعداء الدفاعية التي كانت في السابق تمثل عائقًا بعض الشيء أمام وصول هذه الأنواع من الصواريخ.

وما يؤكّـد أن باقي الصواريخ اليمنية سوف تدخل هذه المرحلة في ظل استمرار عجلة التطوير لاختراق قدرات الأعداء الدفاعية، هو استخدامُ الصواريخ المجنَّحة في هذه العمليات وما سبقها من عمليات قُبَيْلَ إعلان الاتّفاق؛ ما يؤكّـد أنها أَيْـضًا قد تم تطويرُها بما يجعلُها قادرَةً على تجاوز خطوط دفاع العدوّ بانسيابية عالية، خُصُوصًا أنه تم استخدام هذا الصاروخ في آخر ثلاث عمليات على منطقة أم الرشراش المطلة على البحر الأحمر، والتي تتمتَّعُ بخطوطٍ متعددةٍ من الدفاعات الصهيونية والأمريكية المنتشرة في البحر أَو في البر المحتلّ؛ ما يؤكّـدُ أن القواتِ المسلحةَ باتت تمتلكُ ترسانةً عسكريةً متعدِّدةَ الأنواع من الأسلحة الفتاكة القادرة على تحييدِ قدرات الأعداء الدفاعية؛ ما يجعل الكيان الصهيوني ورعاته في جُهدٍ مُستمرٍّ للبحثِ عن تطوير للدفاعات التي تم اختراقُها بأسلحة سابقة محدَّثة، وأسلحة جديدة أَيْـضًا.

ومع تنوُّعِ الصواريخ مؤخّرًا في عمليات المرحلة الخامسة من الإسناد، فَــإنَّ المعطياتِ هذه تشيرُ إلى أن العملياتِ القادمةَ سوف تشهدُ تصعيدًا متعدِّدَ التكتيكات، يشتِّتُ خياراتِ العدوّ وحساباته الدفاعية وتقديراته لسير المعركة المعقَّدة التي يتفاجأُ فيها بين الفَينةِ والأُخرى بعمليات خاطفة وبأسلحة متطوِّرة لم يعهد عليها خلال الفترات الماضية التي كانت الاستهدافاتُ فيها حَصريةً على صاروخ “فلسطين2” البالستي الفرط صوتي، ومسيرة يافا.

اليمنُ يحمي فلسطين ويزيح الحمايةَ عن العدو:

وضمن العمليات التي نُفِّذَت أَيْـضًا منذ إعلان الاتّفاق، تعرَّضَت حامِلَةُ الطائرات الأمريكية “هاري ترومان” للاستهداف السادس والسابع، والثامن الذي أجبر واشنطن على سحبها من مسرح العمليات؛ تمهيدًا لهروبها من المنطقة بشكل نهائي على غرار هروب الحاملات “أيزنهاور، روزفلت، لينكولن”، في حصيلة تؤكّـد الهزيمة الساحقة للولايات المتحدة التي جاءت لحماية الكيان، فإذا بها عاجزة عن حماية أُسطورة قواتها العسكرية البحرية والجوية.

ومن خلال هذه العمليات أوصلت القوات المسلحة اليمنية في بياناتها المتلاحقة، رسائل شديد اللهجة، كان أبرزها أن القوات المسلحة اليمنية “ستقفُ إلى جانبِ المقاومةِ الفلسطينيةِ في غزةَ وبالتنسيقِ معها وذلكَ للتعاملِ العسكريِّ المناسبِ مع أيةِ خروقاتٍ أَو أي تصعيدٍ عسكريٍّ يرتكبُه العدوّ الإسرائيليُّ خلالَ فترةِ تنفيذِ اتّفاق وقفِ إطلاق النار”، وكذلك الرسالة القوية التي قالها سريع في البيان الأخير فجر الأحد: “إنَّ القواتِ المسلحةَ اليمنيةَ تحذرُ القواتُ المعادية في البحرِ الأحمر من مغبةِ أي عدوانٍ على بلدِنا خلالَ فترةِ وقفِ إطلاق النارِ في غزةَ وأنَّها ستواجهُ أي عدوانٍ بعملياتٍ عسكريةٍ نوعيةٍ ضدَ تلكَ القواتِ بلا سقفٍ أَو خطوطٍ حمراء”، وذلك بعد رسالة نارية أوصلها سريع في بيانه المعلن أمام الحشود المليونية الجمعة، الفائتة والتي قال فيها: “إنَّ القواتِ المسلحةَ اليمنيةَ تؤكّـد جهوزيتَها لأيَّةِ تطوراتٍ أَو تصعيدٍ أمريكيٍّ إسرائيليٍّ على بلدِنا وأنَّها ستبقي مراقبةً لتطوراتٍ الوضعِ في غزةَ وستتخذُ الخياراتِ التصعيديةَ المناسبةَ في حالِ نكثَ العدوّ بالاتّفاق أَو صعّد من عملياتِه ضدَّ الشعبِ الفلسطينيِّ المظلومِ في غزة”، وهذه الرسائلُ تُرَسِّخُ المعادَلَةَ اليمنيَّةَ الجديدةَ في حماية الاتّفاق وتوليف الضغط على العدوّ الصهيوني لإرغامه على التنفيذ في ظل محاولاته للهُرُوب من التزاماته من خلال التصريحات الأخيرة للمجرم نتنياهو، وهي كذلك معادلة تحمي الشعبَ الفلسطيني في كُـلّ الحالات سِلْمًا أَو حربًا، فضلًا عن كونها رَسَائلَ قويةً تؤكِّـدُ للعدَّوين الأمريكي والإسرائيلي أن المراحلَ القادِمَةَ ستكونُ فيها اليد الطولى لليمن واليمنيين.

وبهذه العمليات التي جمعت بين قوةِ الموقفِ وكَثافةِ النيران وتعدُّد الأسلحة والتكتيكات، فَــإنَّ اليمنَ يرسُمُ ملامحَ المرحلة القادمة التي سوف تشهد تصعيدًا يمنيًّا يناسِبُ تحَرّكات الأعداء على مسارَي السِّلم أَو التصعيد، في حين أن هذه المؤشرات التي جاءت بها العمليات الأخيرة، تؤكّـد أن اليمن قد وضع الأعداء في مسار لاحق مرهق جِـدًّا في ظل تعدد الأسلحة القادرة على اختراق منظومات الأعداء الدفاعية، وما ترافق من مستجدات على مسرح العمليات بعد هروب الحاملة “ترومان” والقطع البحرية التابعة لها، من بينها فرقاطات نوعية تم تحييدها، وهذا يجعل خطوط الدفاع المعادية خفيفة جِـدًّا جعلت العدوّ الصهيوني متاحًا لأية أسلحة يمنية قادمة، سواء من المستخدمة في مراحل الإسناد الأولى، أَو الأسلحة المطوَّرة المستخدَمة في المراحل والعمليات الأخيرة؛ ما يعني أن القادم سيكون قاسيًا على العدوّ الصهيوني إذَا ما عاد لدائرة الإجرام، أما بالنسبة لرعاته الأمريكيين فواقعهم لن يكون أحسن حالًا، فما بعد هروب الحاملات وإغراق الهيمنة البحرية، ليس كما قبلها، وقد صار اليمن سيدَ البحار.

المسيرة: نوح جلّاس

مقالات مشابهة

  • برتران بلييه.. مخرج السينما الفرنسية الذي تحدى التقاليد وأثار الجدل يودع الحياة عن 85 عامًا
  • وزير الخارجية الأسبق: خطاب ترامب اليوم رسم ملامح واشنطن في سنوات ولايته
  • نبيل فهمي: خطاب ترامب يكشف ملامح أمريكا الجديدة والانفصال عن المسؤولية الدولية
  • استقالات قسرية في «الخارجية الأمريكية» مع بدء إدارة ترامب الجديدة.. ما ملامح السياسة المقبلة؟
  • كيف يغير إنترنت الأشياء ملامح القطاعات الصناعية؟
  • ظهرا معا في حفل لترامب.. ملامح من علاقة إيلون ماسك بابنه وسر اسمه الغريب
  • صحيفة تكشف ملامح توزيع حقائب الحكومة اللبنانية المقبلة
  • دلالاتُ آخر العمليات.. اليمنُ يحمي فلسطين سِلْمًا وحربًا ويرسُمُ ملامحَ المرحلة القادمة
  • ملامح خطة تحويل قصر العيني إلى مجمع مستشفيات عالمي
  • نائب ترامب يعرض ملامح خطة إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا