من مذكرات اغبش: حكاية سرور مع اسطوانة عزة بصوت خليل فرح
تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT
اعداد: عبد المنعم عجب الفيا
" في سنة ١٩٣٥ (ام ١٩٣٦) كان اغبش يدير مكتبة ودكانا بسنجة، وكان الدكان قريب من موقف اللواري، فسمع من يقول أن سرورا اليوم بالبلد. هو الآن جالس بطرف قهوة إبراهيم أحمد حسن، فخفق قلبي وجريت ورحبت به مع اصدقاء آخرين، وطلبنا الليمونادة والشايات والقهوات. وأرسلت لدكان يني سكتلي، واحضرت بسكويتا انجليزيا راقيا معبا في صناديق الصفيح المستطيلة (ماركة هنتلي، وبالمرز) وأظن أن سرورا قال لنا أنه لا يستطيع أن يتخلف من رحلته إلى الروصيرص أو كرمك (لا أذكر).
كان المقهى به فونغراف كبير وحاول الجرسون يتظرف وأوقف الاسطوانة الدائرة. وفتش عن أسطوانة لسرور ووجدها مكسورة. وفتش أسطوانة : ليالي العودة نعيم وسرور الحج مبروك يا سرور، فلم يجدها. فماذا صنع؟
قام الجرسون بتركيب أسطوانة خليل فرح : عزة في هواك، فماذا كان هناك؟
رأينا سرورا يتجهم وجهه، ويقف بقامته المديدة، ويهرول نحو الفونغراف، ويخطف السماعة بشدة، ويقتلع الاسطوانة. وكأنما كان سرور واقفا على مسرح، رفع الاسطوانة وكسرها قطعتين بين يديه، ثم ألقى بها على الطربيزة!
وجمنا جميعا. وما كان لأحد منا أن يخاشنه. ها هنا جاء الأخ إبراهيم أحمد حسن، رحمه الله، وكان غائبا وهو صاحب المقهى واصله من ام درمان ومن جيران آل بدري وكاشف (وخليل فرح) بشارع السيد علي الميرغني..، ورحب بالضيف ترحيبا شديدا. ولم يسمح لأحد بالسؤال عن الاسطوانة، وأشار بعدم تحصيل ثمن المشروبات.
الا يوجد من يفسر لنا موقف المرحوم سرور من أسطوانة عزه في هواك؟".
* عبدالله رجب، صاحب جريدة "الصراحة" في الخمسينات، من كتابه (مذكرات اغبش)،
صفحة ١٢٩
abusara21@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
«جدارية أم كلثوم» كتاب جديد لـ بيمن خليل يعبر عن الروح المنقسمة والإنسان الثائر
صدر حديثًا كتاب «جدارية أم كلثوم» للكاتب الصحفي بيمن خليل، يتضمن هذا الكتاب العديد من القصائد التي تعبر عن صراع الإنسان في أعماقه الداخلية، بما في ذلك صراعات النفس، وتجريد الروح، وفهم ماهيات الجسد، بما فيها الحياة والموت والحب والصداقة.
يتكون الكتاب من ثمانية فصول: "راهب عرش السماء"، "رهبة العشق"، "تأملات الهيام"، "ملامح ملائكية"، "ثمن الحب"، "أسرار العشق"، "مقامات الحب"، "جدارية الروح"
ويقول الكاتب: هذه النصوص ما هي روح انقسمت داخلي، فتمردت على كل شيء.. فكم هو مرير الانقسام، وكم هي شديدة الرؤية في معرفة تلك التفاصيل الصغيرة التي تسكن أعماق إنسان ثائر.
وجاء على غلاف الكتاب:
روحي يا روحي
لملمي مَا بَقِي فِيكِ
بعض الصلوات المبعثرة
فِي كُلِّ إِتجَاهِ وَفِي كُلِّ زَمَانِ
كَالأَشْلَاءِ عِندَ انْفِجَارِ الْمَكَان
قِصَّةُ حُبِّ لَمْ تَكمل
أَسَاسُهَا الْحِرْمَانِ
وأسطوانة حَجَرِيَّةً
ظَلَّتْ تَدُورُ عَلَى أُغْنِيَة
وَدَارَتِ الأَيَّام
جدير بالذكر أن بيمن خليل صحفي مصري، ولد في 21 يوليو 1995، وتخرج في كلية التجارة متخصصًا في إدارة الأعمال، كما له العديد من المقالات، والتغطيات الصحفية المتميزة، في المجال الثقافي، وخاصة الاتجاهات الأدبية، في العديد من المواقع والجرائد المصرية والعربية، من بينها مؤسسة دار الهلال العريقة.