أحمد محمد سبيل

طالعت اليوم مقالا للكاتب عبدالماجد عبدالحميد التي شمت فيها على وفاة الكاتب الوطني الغيور الفاتح جبرة، شماتة مغلفة بالعزاء ذكر عبدالماجد عبدالحميد هذه العبارة " أمام جلال الموت ومهابته يتوقف تدبير وتفكير الإنسان الذي لايملك إلا تفويض الأمر لله سبحانه وتعالي العليم الخبير الحكيم القدير"، وكأن الكاتب خالدا في هذه الدنيا ولا يرحل عنها، وكأنه من سلالة الأنبياء بلا ذنوب، وهو الغارق في أكل السحت والدفاع عن الظلمة وسارقي قوت شعبنا المغلوب على أمره.


وطفق يقول "برحيل الفاتح جبرا تنطوي صفحة من صفحات التداخل بين الإعلامي والسياسي بين الإثارة والحقيقة الصحيح والخطأ وبين العظة والعبرة".
ويستمر عبدالماجد عبدالحميد في دلق أكاذيبه وهمزه ولمزه، ويصف كتابات المرحوم الفاتح جبرة بعدم الموضوعية عندما قال في هذه المقالة السيئة الطوية " ..فبرغم انتقاده اللاذع لتجربة الإسلاميين وتجنيه المستمر عليهم وعدم الموضوعية التي كانت تصبغ الكثير من مقالاته وأعمدته الصحفية إلا أن الفاتح جبرا كان علي تواصل مع مؤسسات الإنقاذ السياسية والأمنية والإجتماعية وظل يشكل حضوراً مستمراً في المنتديات والملتقيات العامة وكان يجاهر برأيه".
قال عبدالحميد كلاما كثيرا يمجّد فيه أرباب نعمته وينتقد الثورة المباركة..فيقول لا فض فوه:
" أن تجربة الإنقاذ متقدمة بسنوات ضوئية .. فالذين حملوا شعار الحرية والتغيير وكانوا كوادر معروفة في أحزابهم العقائدية والطائفية فشلوا فشلاً ذريعاً في إمتحان الحريات، حيث منعوا مخالفيهم الرأي من الظهور عبر شاشات القنوات المحلية والعالمية وأبعدوهم بقوائم محددة من المشاركة حتي في إذاعات الإف إم علي بؤسها ".
وحول (واوات) الفقيد جبرة وكسراته التي اشتهر بها في مقالاته الذائعة الصيت يقول ربيب نظام القتل وآكل السحت:
" كنت أتعجب كثيراً لماذا ظلّت كل أجهزة الأمن والسياسة وقبلها أجهزة العدالة في عهد الإنقاذ صامتة وتتجاهل كسرات الفاتح جبرا حول قضية خط هيثرو والتي ثبت عبر جلسات محاكمة طويلة ومفتوحة للإعلام والصحافة أيام حكومة حمدوك أنها إتهامات باطلة وغير صحيحة ولا مكان لها من الإعراب، أثبت القضاء السوداني أن قضية خط هيثرو كانت فقاعة إعلامية لم تجد من يتعامل معها بطريقة مباشرة وواضحة حتي لا تطول (واوات) الفاتح جبرا وكسراته التي طالت وإنتهت إلي لاشئ".
هنا مربط الفرس فالكاتب عبدالماجد عبدالحميد يكذب واقعة سرقة خط مطار هيثرو المعروفة وأقول إذا تجاوزنا جدلا هذه السرقة..!!، فهل بيع بواخر الخطوط البحرية السودانية كذبة أيضا..؟.
• وهل سرقة الخطوط الجوية السودانية نفسها كذبة وإدعاء..؟.
• هل بيع بيوت السودان في العاصمة البريطانية كذبة..؟.
• هل نهب وسرقة مجموعة بنك النيلين للتنمية الصناعية كذبة..؟.
• هل سرقة ونهب شركات القطاع العام الكثيرة كلها كذب وافتراء..؟.
• وهل سرقة ودمار مشروعات الزراعة الـ 22 مشروع زراعي كذبة..؟.
بالنسبة للممارسات الفظيعة..
o هل بيوت الاشباح وتعذيب واغتصاب وقتل المعارضين كذب وادعاء..؟.
o وهل اغتصاب الاستاذ الشهيد أحمد الخير ثم قتله كذب وادعاء..؟.
o وهل اعتراف امنجي بأنه متخصص (اغتصاب) هل كذب وافتراء؟؟.
o وهل اعتراف القاتل عمر البشير بقتل "أهالي دارفور لأتفه الاسباب" كذب وافتراء؟.
o وهل التصفية الجسدية للمواطنين العُزل في الشمالية (كجبار) كذب وافتراء؟.
o وهل عملية قتل المواطنين العُزل في بورت سودان (ديم عرب)..؟.
o وهل قتل مجندي الخدمة الالزامية في معسكر العيلفون كذب وافتراء؟.
إن سرقات وتجاوزات نظام (الانقاذ) لا تسعها مثل هذه المقالات، هي تحتاج كُتب ومجلدات، فإن ما كان يكتبه الاستاذ الفاتح جبرة هو في الحقيقة نقطة في بحر، وهناك الكثير من الكُتب التي نشرت قد وثقت هذه التجاوزات، ومن بينها كتب الاستاذ الكاتب الكبير فتحي الضوء التي فضح فيها نظام (الانقاذ) وكانت الوثائق والمعلومات ىالدقيقة التي نشرت فيها كانت مصادرها ضباط الأمن أنفسهم، ولم يتجزأ أحد من كتاب النظام التشكيك فيها بل أن زعيم الكذبة اسحق فضل الله طالب حينها بمراجعة واعادة صياغة جهاز الأمن الوطني الذي كانت تتسرب منه أهم وأخطر المعلومات، فلم نرى مقال بعبدالماجد عبدالحميد ينتقد معلومات الاستاذ فتحي الضو لأنه يدرك صحتها.
الأمر الذي لا يعرفه الكثير من القُراء أن الكاتب عبدالماجد عبدالحميد من الذين يُدفع لهم من قبل الجهات التي يدعمها بمقالاته، وفي الفترة التي كانت فيها مليشيات الدعم السريع في شهر العسل مع الجيش كان هذا الكاتب من الذين يتسلموا مبالغ شهرية، هذه بشهادة زميله السابق ابراهيم بقال سراج، لذلك أمر طبيعي أن عمي البصيرة قد أصاب عبدالماجد عبدالحميد للدرجة التي يشمت فيها على وفاة كاتب يعرفه عموم الشعب السوداني بوطنيته ومصداقيته فيها يكتب، ويعري النظام الفاسد الذي يعيش على الاموال التي يسرقها من عرق ودم الشعب السوداني يدفع منها للكاتب عبدالماجد عبدالحميد.
إن كُتاب نظام القتلة والدمار ابدا لا يتذكروا بأن الخالق سبحانه وتعالى ينظر إليهم، ونحن جميعا ننتظر ذلك اليوم الذين يقفون فيه أمامه سبحانه وتعالى ويقتص منهم، خاصة الكُتاب لأنهم يدعموا القتلة فيها يفعلون ويزينون لهم سوء أفعالهم، ويقفون ضد كل من انتقدهم، فالحمدلله رب العالمين كلنا يقين بعدل الله تعالى.
نسأل الله أن يتغمد الكاتب الفاتح جبرة بواسع الرحمة والمغفرة وأن يسكنه فسيح الجنان مع الصديقين والشهداء، وأن يتجاوز عن سيئاته وأن يضاعف له الحسنات، أما كُتاب الظلم والجور الشامتين على قضاء الله قدره أخزاهم الله وانتقم منهم جميعا على ما فعلوه في الشعب السوداني.
ومن هنا اسوق التحية والتجلة للكُتاب الشرفاء الاحرار المستمرين في تعرية نظام الأفك والضلال والدمار قاتلهم الله انا يوفكون.

ahmednice@zohomail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: کذب وافتراء الفاتح جبرا

إقرأ أيضاً:

رئيس جامعة الأزهر: الحوار منطق العقول الراشدة التي تسعى للصواب بعيدا عن الضجيج

أكد الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، أن المؤتمر الذي تعقده كلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر بعنوان: « الدعوة الإسلامية والحوار الحضاري رؤية واقعية استشرافية»، مؤتمر مهم أحسنت الكلية في اختيار موضوعه، لافتًا إلى أن عنوان المؤتمر السابق لكلية كان: «نحو شراكة أزهرية في صناعة وعي فكري آمن رؤية واقعية استشرافية »، والقاسم المشترك بين المؤتمرين هو الحرصُ على تحديد آفاق الرؤية التي تضع عينا بصيرة على الواقع بهمومه وقضاياه وتضع العين الثانية على استشراف المستقبل لترمق ملامحه من بعيد، والنفوس شغوفة بما يكون في المستقبل تسترق السمع، تتحسس صورته التي ربما لا يمهلها الأجل لتراها رأي عين.

ودعا رئيس جامعة الأزهر، خلال كلمته بالمؤتمر، اليوم الأحد، إلى ضرورة أن يَعْمَلَ الإنسانُ في يومِه لما يُسْعِدُهُ في غده، مستشهدًا بمقولة سيدنا عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: "اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا"، وأن التخطيط للمستقبل والسعي لما يحقق تقدم العباد والبلاد لتُتِمَّ الأجيالُ القادمةُ ما بدأته وتعبت فيه الأجيالُ المعاصرة لهو من أهم وسائل القوة والنجاح والتقدم والازدهار، وقد سبقتنا الأمم بإتقانها هذا التخطيطَ وإحسانِها رؤيةَ آفاق المستقبل التي تقوم على أسس قوية وأعمدة راسخة تؤسس للبناء عليها في المستقبل.

وفي حديثه عن الحور الحضاري، بيَّن رئيس جامعة الأزهر أن موقع الحوار من الدعوة الإسلامية كموقع الرأس من الجسد، ولا يصلح الجسد إلا بالرأس، وتاريخ الحوار موغلٌ في القدم، يعود إلى بَدْءِ خلق الإنسان، حين خلق الله تعالى سيدنا آدم عليه السلام وأمر الملائكة بالسجود له وأمر إبليس بالسجود له، فدار حوار بين الله جل جلاله وبين الملائكة الذين لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، كما جرى الحوار بينه سبحانه وبين إبليسَ أشقى خلقه، وبينه سبحانه وبين سيدِنا آدمَ وذريتِه الذين كرَّمَهُم الله جل وعلا وفضلهم على كثير ممن خلق تفضيلا، وقص الذكر الحكيم هذه الحواراتِ في كثير من سور الكتاب العزيز، ولو شاء سبحانه لأمرهم جميعا فأتمروا، ونهاهم جميعا فانتهُوا، ولكنه جل وعلا يعلمنا أن نلزم الحوار سبيلا مع الأخيار والأشرار، لتتضح الحجة، ويَمِيزَ الحقُّ والباطل، ليحيا من حَيَّ عن بينة ويَهْلِكَ من هلك عن بينة. وهكذا يعلمنا الذكر الحكيم حتى لا نَغْفُلَ عن هذه الوسيلة الإقناعية.

وأوضح فضيلته أنه بالحوار قامت السماوات والأرض فلم يقهرهما خالق القوى والقدر على طاعة أمره حين خلقهما، ولو قهرهما لخضعتا وذلتا، بل خيرهما وحاورهما وسجل ذلك في محكم التنزيل العزيز فقال سبحانه: " ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ( فصلت 11). مضيفًا فضيلته أن الحوار هو منطق العقول الراشدة التي تسعى إلى الوصول إلى الصواب والسداد، في أناة وحيدة وإنصاف، بعيدا عن التشويش والضجيج الذي يملأ الأفق ويسد المسامع ويعصف بالحق.

وأكد فضيلته أن الحوار الحضاري هو الحوار الصادق الذي يتغيا الحق والعدل والإنصاف، وليس فيه " حق الفيتو " الذي يغلب فيه صوت الفرد أصوات الجماعة، وكما قالوا "رأي الجماعة لا تشقى البلاد به رغم الخلاف ورأي الفرد يشقيها"، حق الفيتو الذي تستحل به الدولة العظمى القوية دماء الدول المستضعفة وتستبيح قتل رجالها ونسائها وأطفالها كما يحدث اليوم في غزة في حرب ضروس استشهد فيها أكثرُ من أربعين ألفِ شهيد، منهم أكثرُ من عشرة آلاف طفل لا تتجازو أعمارهم سن العاشرة، فضلا عن النساء والعجائز.

وتابع فضيلته أن هذا يحدث منذ سنة كاملة من الإبادة الجماعية التي تقوم بها آلة الدمار الصهيوني على مرأى ومسمع من العالم الذي طالما تغنى بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، وأقام البرلمانات الدولية وتفاخر باعتمادها على حرية الرأي والحوار الحضاري واحترام العهود والمواثيق الدولية إلى آخر هذه العبارات الطنانة التي لا وجود لها عند التعامل مع المسلمين.

وأضاف أن لغة الحوار هي لغةُ العقل والمنطق، ولغةَ الحرب هي لغةُ السلاح والدمار، فيا عقلاء العالم: لماذا تركنا لغة السلام إلى لغةِ السلاح، ومنطقِ السلاح، ودمارِالسلاح، وإزهاقِ الأنفس والأرواح؟

فهل يمكن أن نجتمع على كلمة سواء توقف هذا الدمار؟ هل يمكن أن تصمت أصوات المدافع وتنطق أصوات الحوار الراشد بالدعوة إلى الاحتكام إلى العقل والمنطق والحكمة والسلام؟

وقال رئيس جامعة: "إنني على يقين أن أمتنا الإسلامية إذا اتحدت واجتمعت كلمتُها فإن وَحدتها جديرةٌ بأن تُذْهِبَ " حق الفيتو " إلى غير رجعة، وتَرْكُمَه في مزبلة التاريخ، لأنه حقٌّ قام على الظلم والجَور والعدوان، وليس له مثقالُ ذرة من وصف الحق الذي يحمل اسمه، فهو حق أُرِيدَبه باطل، وظلمٌ ينبغي حَذْفُهُ من جميع المواثيق الدولية، بل هو رِجْس ونَجَسٌ لا يغسل أدرانَه ماء البحر!!

وفي ختام كلمته، أعرب فضيلته عن تقدير جامعة الأزهر لهذه الجهودَ المخلصة التي يقوم بها فضيلة الإمام الأكبر الأستاذُ الدكتور أحمد الطيب شيخُ الأزهر الشريفِ حفظه الله تعالى في ملف مهم جد، ملفِّ " الحوار الإسلامي الإسلامي " الذي يسعى إلى جمع كلمة الأمة الإسلامية، وَلَمِّشملِها، ووحدةِ صفها، حتى تكونَ لها رايةٌ مرفوعة، وكلمةٌ مسموعة، وتستردَ عافيتها وعزتها وكرامتها وتغسلَ عن وجهها المشرقِ وجسدِها النظيف أدرانَالفُرقة والتشتُّتِ والضَّعْفِ، وتعودَ أمةً واحدة كما أمر الله جل وعلا في قوله: " إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ " ( الأنبياء 92)، نقولُ لأشقائنا في العالم الإسلامي: أطفئوا نار الخلاف والشقاق والنزاع، وتذكروا أننا جميعا أمةٌ واحدة، وأن السهم الذي يصيب به أحدُنا أخاه يرتد في صدره ويصيبُه هو.

اقرأ أيضاًأمين عام «البحوث الإسلامية» يلتقي نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه القبلي

رئيس جامعة الأزهر: العلاقات المصرية الفرنسية علاقات متينة وقوية

رئيس جامعة الأزهر: ندرس إنشاء كلية متخصصة في الذكاء الاصطناعي

مقالات مشابهة

  • رئيس جامعة الأزهر: الحوار منطق العقول الراشدة التي تسعى للصواب بعيدا عن الضجيج
  • الأستاذ محمد الفاتح سيد أحمد صحفي سوداني بارز ذو مسيرة مهنية تمتد لعدة عقود
  • ذكرى وفاة الفنانة هاجر حمدى.. أيقونة السينما المصرية التي لم تُنسى
  • على الفاتح يكتب: هكذا نتجاوز قفزات ترامب..!
  • ما هي الأعمال التي تجعلنا نرى رسول الله في الجنة؟
  • رحمة الله فيها.. هذه الآية تطمئن النفس وبها أعظم بشارة
  • ما هي البدعة التي حذرنا منها رسول الله؟ .. علي جمعة يوضحها
  • سلمان الفرج يوجه رسالة لجماهير ولاعبي المنتخب السعودي.. إليك ما جاء فيها
  • بنود مقترح التسوية بين حزب الله وإسرائيل والعقدة الشائكة فيها
  • دار الإفتاء توضح أجر المرأة التي تعمل لأجل الإنفاق على ذاتها أو أسرتها عند الله