سودانايل:
2024-09-23@14:33:24 GMT

الكوجيتو البرهاني

تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT

أنا أتحدث ,إذن , أنا احكم
المغيرة التجاني علي

mugheira88@gmail.com


الم يكن البرهان هو العسكري الوحيد الذي ركب فرس طموحاته للظفر بالسلطة , و الاستئثار بها , وإن خاطر بحياته أو أطاح بآمال بلاده في الاستقرار و التطور الذي ظلت تنشده طوال تاريخها . و تاريخ أفريقيا الحديث عامر بغامرين من أمثاله منذ اكتمال استقلال دولها بنهاية عقد الستينيات الي تأريخنا الراهن .

و لعل معظم أوجاع القارة و مظاهر تخلفها يعود الي الصراع علي السلطة والي الانقلابات العسكرية علي وجه التحديد التي يدعي منفذوها من العسكر, الوصاية علي شعوبها و اتهام الحكومات المدنية و المنتخبة شعبياً في روشتات محفوظة بالفساد والمحسوبية والارتهان الي الخارج .
و الفريق البرهان الذي وصل الي رئاسة المجلس العسكري و مجلس السيادة في أعقاب ثورة ديسمبر المجيدة التي أطاحت بالرئيس المعزول عمر البشير و حكومة المؤتمر الوطني , جاء نتيجة سوء تقدير من الثوار في غمرة حماسهم و رفضهم للفريق إبنعوف , وزير الدفاع و قائد عام الجيش بحجة أنه من قادة الحزب الحاكم , فسنحت الفرصة لعبد الفتاح البرهان ليتسنم قيادة المجلسين العسكري ثم مجلس السيادة .

لم يتسن لنا معرفة البرهان كعسكري لنقف علي مقدراته في هذا المجال و لكنا عرفناه كسياسي في منصب رئيس مجلس السيادة و الذي سعي الي تحويله منصبا يماثل في صلاحياته صلاحيات رئيس الجمهورية , حتف أنف الوثيقة الدستورية , التي حددت مهامه كمجلس ذو اختصاصات سيادية و تشريفية و قراراته جماعية , فصار يتصرف علي هذا النحو مستقلا هشاشة الفترة الانتقالية و تناقض التكوينات و بعد القوي السياسية من ممارسة السلطة إضافة الي موقف القوي المعادية للثورة و الذي عمل ومنذ اليوم الأول علي اجهاضها و الوقوف في طريق استكمال مهامها .

و لسعيه الحثيث و تعطشه للسلطة عمل علي تمكين رفيقه الفريق محمد حمدان دقلو , قائد قوات الدعم السريع , و المستبطن أيضا الصعود الي أعلي درجات الحكم , من التمدد و التمركز في معسكرات حربية بالخرطوم العاصمة امتدت من جنوبها - طيبة الحسناب الي شمالها في قاعدة كرري العسكرية . و تحالفا معا في الانقضاض علي الثورة و ارتكاب جريمة فض الاعتصام أمام اسوار القيادة العامة للجيش بطريقة وحشية أدت الي ازهاق ارواح المئات من الشباب الغض الصائم في صباح يوم عيد الفطر المبارك , كما اتفقا من بعد و نفذا الانقلاب علي الحكومة المدنية و ايداع رئيسها عبد الله حمدوك ووزرائه في الحبس و السجون حينما حان تسليم السلطة للمدنيين حسب ما نصت عليه الوثيقة الدستورية الموقعة بين الأطراف .

و حينما اتفقت القوي السياسية علي المضي في طريق الحلول التفاوضية وقع الجنرالان علي وثيقة ما عرف بالاتفاق الإطاري مع ذات القوي التي تم الانقلاب عليها و ظل موقف الرجل يعكس العديد من المواقف المتناقضة فهو يوم مع الاتفاق و غدا ضده و يوم مع قوي الثورة الحية و يوم ضدها و يشيد يوما بلجان المقاومة و لا يكف عن قتل ذات القوي في ميادين التظاهر و كان لكل موقف خطبة و لكل جهة خطاب و لكل كتلة حديث و لكل حالة لبوس في محاولة لأرباك المشهد العام متجاهلا الحال الذي وصلت اليه البلاد من انفلات أمني داخل الخرطوم و تجدد للاحتراب بين القبائل في اكثر من مكان و للتدهور الاقتصادي العام , و كان , للغرابة يعمد الي تحميل المدنيين كل هذا الاضطراب و الي تبخيس أعمالهم و و دمغها بالفشل منصبا نفسه وصيا , كما قال في أكثر من مناسبة, وينحو الي تبرئة نفسه و طاقمه العسكري , كأنه لم يكن جزاء من هذه التركيبة , و الحقيقة أنه كان المتسبب الأول مع شريكه دقلو في ما آلت اليه الأوضاع حتي انحدرت البلاد الي أتون حرب لم يشهد لها السودان مثيلا , دارت رحاها في عاصمة البلاد القومية , دمرت بنيتها و شردت ساكنيها و لطخت وجهها الجميل بالدماء الزكية من ابناء الوطن , سواء أكانوا في الخدمة العسكرية أو من المدنيين الأبرياء ثم تمددت و توسعت لتشمل عددا كبيرا من ولايات السودان أحالت حيواتهم الي حالة من البؤس و الشقاء و التهجير و الفقر و الجوع .

ظل البرهان طيلة هذه الفترة , خاصة بعد نجاحه في الخروج من أسره, يتحدث و يتحدث ثم يتحدث بعكس ما يقول به و ينفي اليوم ما قاله بالأمس , كأنه يريد أن يثبت يقين وجوده الخاص عن طريق عدم الشك في هذا الوجود ويرنو أن يستشف مقولة الفيلسوف ديكارت فيما عرف بالكوجيتو الديكارتي الذي تم صياغته في عبارة (( أنا افكر , إذن ,أنا موجود -Cogito Ergo Sum)) وكذا يفعل السيد البرهان اليوم , اذ طفق يتكلم و يتكلم في محال و مناسبات كثيرة , و ما ذلك الا أن يقول علي طريقته , حسب الكوجيتو البرهاني ( أنا أتحدث , إذن , أنا احكم )  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

الاتحاد الأوروبي يدين تصعيد القتال في مدينة الفاشر ويدعو البرهان و«حميدتي»، على «التوجه فوراً» إلى طاولة المفاوضات

أدان الاتحاد الأوروبي، الأحد، «بأشدّ العبارات»، تصعيد القتال في مدينة الفاشر (غرب السودان)، على أثر الهجمات التي تشنها قوات «الدعم السريع» ضد القوات المسلَّحة السودانية، مبدياً استعداده للنظر في فرض عقوبات إضافية على قادة في مناصب عليا.

وحضّ المتحدث الرسمي باسم الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسية والأمنية، بيتر ستانو، في بيان له، قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات «الدعم السريع» محمد حمدان دقلو «حميدتي»، على «التوجه فوراً» إلى طاولة المفاوضات؛ لإيجاد حل سلمي للصراع. وطالب قوات «الدعم» بالانصياع لقرار مجلس الأمن الدولي، التابع للأمم المتحدة 2736، «بوقف الحصار وإنهاء القتال في الفاشر على الفور». وقال: «أجدِّد الدعوة إلى الذين يؤججون الحرب، وعلى وجه الخصوص الرعاة الإقليميون والدوليون، إلى وقف دعمهم أطراف القتال».

قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد «قوات الدعم السريع» محمد حمدان دقلو أيام تحالفهما (أرشيفية)

وأكد الاتحاد الأوروبي أنه لن يكون شاهداً على «إبادة جماعية» أخرى، وسيواصل العمل مع آليات المساءلة الدولية؛ لمحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي «ارتكبوها وما زالوا يرتكبونها».

وذكر البيان أن آلاف المدنيين الأبرياء في مرمى نيران الطرفين، ولا سيما المحاصَرين في مخيم زمزم، الذي يُعدّ أكبر معسكرات النازحين داخلياً. ودعا الأطراف المتحاربة والميليشيات التابعة لها، إلى «الالتزام بالقانون الإنساني الدولي، بحماية المدنيين، وتوفير وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، فضلاً عن السماح للمدنيين بالتحرك بطرق آمنة».

وعلَّق حاكم إقليم دارفور، الذي يرأس «حركة تحرير جيش السودان»، التي تُقاتل إلى جانب الجيش، مني أركو مناوي، في تدوينة على منصة «إكس»، بأنها المرة الأولى التي يُصدر فيها الاتحاد الأوروبي بيان إدانة بلغة «شديدة اللهجة». وطالبه «باتخاذ خطوات متقدمة لتجريم قوات (الدعم السريع) بتصنيفها منظمة إرهابية، ومحاسبتها على الجرائم التي ارتكبتها».

وللأسبوع الثاني على التوالي، تحتدم المواجهات العسكرية بين الجيش السوداني وحركات مسلّحة داعمة له من جهة، وقوات «الدعم السريع» من جهة ثانية في عدة مواقع بمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور.

وفرَض مجلس الاتحاد الأوروبي، في يونيو (حزيران) الماضي، عقوبات على 6 أشخاص عَدَّهم مسؤولين عن «تقويض الاستقرار والانتقال المدني في السودان».

ومِن أهم الذين شملتهم العقوبات، الأمين العام لـ«الحركة الإسلامية» في البلاد، علي كرتي، الذي كان وزيراً للخارجية في حكومة الرئيس المخلوع عمر البشير، ويعتقد كثيرون في السودان أنه لعب دوراً أساسياً في الحرب، وله نفوذ واسع داخل الجيش. و عبد الرحمن جمعة، الذي يقود قوات «الدعم السريع»، في غرب دارفور؛ لاتهامه بارتكاب «فظائع وانتهاكات أخرى، وتحريضه على القتل بدوافع عِرقية»، علماً بأنه أيضاً مستشار مالي، وأحد زعماء قبيلة «عشيرة المحاميد» التي يتحدر منها قائد «الدعم السريع».

وطالت العقوبات من القوات المسلّحة، قائد القوات الجوية، والمدير العام لشركة الصناعات الدفاعية التي تخضع لعقوبات من قِبل الاتحاد الأوروبي؛ لمسؤوليتهما عن «القصف الجوي العشوائي».

ويخضع الأفراد المستهدَفون لتجميد الأصول وحظر تقديم الأموال أو الموارد الاقتصادية لهم، بشكل مباشر أو غير مباشر، بالإضافة إلى خضوعهم لحظر السفر في الاتحاد الأوروبي.

وأكد الاتحاد استعداده «لمواصلة استخدام أدواته للمساهمة في إنهاء النزاع المسلَّح، وتشجيع وقف عرقلة المساعدات الإنسانية، ووقف ثقافة الإفلات من العقاب».

الشرق الاوسط  

مقالات مشابهة

  • حرب الجنرالين والجيشين وليس تنافساً إقليمياً: قراءة معمقة في جذور الحرب الأهلية السودانية الرابعة
  • هل ستحدث مشاركة البرهان في الجمعية العامة اختراقاً للأزمة السودانية؟
  • البرهان يطلع على مجمل الأوضاع بالولاية الشمالية
  • الاتحاد الأوروبي يدين تصعيد القتال في مدينة الفاشر ويدعو البرهان و«حميدتي»، على «التوجه فوراً» إلى طاولة المفاوضات
  • السفير شرفي وراية السلام في الظلام!
  • الحافظ بخيت: أهنئ البرهان وأعضاء مجلس السيادة بالانتصارات الكبيرة التي حققها الجيش والقوة المشتركة للحركات المسلحة
  • تفاصيل اجتماع بين البرهان وبلينكن بشأن إنهاء الحرب
  • البرهان وحميدتي “منفتحان” على حل سلمي للصراع في السودان
  • (البرهان وبايدن).. بيانات متبادلة