رغم مشهد حادثة الكحالة، الا ان الأوضاع،  بحسب ما تؤكد مصادر سياسية وامنية، لا تزال مضبوطة ولن تخرج عن السيطرة، مشيرة إلى أن هناك  توافقا محليا وخارجيا على استقرار لبنان بالحد الأدنى. الا ان المصادر السياسية تشير إلى أن مشهد الكحالة قد يعيد الحوار الذي عاد بين "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" إلى  المربع الاول، خاصة وان الحزب يبدي انزعاجا من ردة فعل نواب "التيار الوطني الحر" التي  أظهرت ما كانت تخفيه لسنوات، مشيرة إلى أن تغريدة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل  ليست افضل حال فكانت مغلفة بكلمات وعبارات  تحمل الكثير من التأويل.

 
وأمام ذلك، ترى المصادر ان "اتفاق مار مخايل" لا يمكن أن يعود الى ما كان عليه، مع اعتبارها أن باسيل  قد يكون الرابح الأول سياسيا من واقعة الكحالة اذا نجح في استثمار ما حصل في مفاوضاته  مع "حزب الله".
 وفي سياق متصل، تقول المصادر ان اطلالة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يوم الإثنين ستكون كفيلة بوضع النقاط على الحروف حيال ما حصل، وسط معلومات تشير إلى أن السيد نصر الله هو من كتب البيان الذي وزعته العلاقات الإعلامية  في حزب الله بعد حادثة الكحالة وهذا الامر يحمل الكثير من الدلالات.
وهنا تقول المصادر ان حادثة الكحالة قد تعيد خلط الأوراق رئاسيا، ربطا بمواقف اللجنة الخماسية، وسط معلومات مصدرها اوساط دبلوماسية ان انتخابات رئاسة الجمهورية  التي لا تزال بعيدة، لن تنتهي بانتخاب رئيس من الأسماء المطروحة على طاولة البحث، رغم اشارتها إلى أن قائد الجيش العماد جوزاف عون  يتقدم  إلى حد ما على فرنجية الذي لا تضع واشنطن  فيتو علني عليه، لكن موقفها تجاه انتخابه تبدل عما كان عليه قبل عام عندما كانت لا تبالي باسم الرئيس انما تركز على  برنامجه وكيفية تعاطيه مع المرحلة المقبلة.
وعليه، تشير مصادر سياسية بارزة إلى أن الدور الفرنسي هو  دور الوقت الضائع، وأن زيارة الموفد الرئاسي جان ايف لودريان الشهر المقبل لن تحمل جديدا ولن تقدم اي حل ينهي الأزمة والفراغ في البلد، وهذا يفسر أن واشنطن لم تمنح  باريس توكيلا رسميا جديا لحل الازمة اللبنانية، مرجحة عودة التحرك السويسري تجاه المكونات السياسية، خاصة وان السفيرة السويسرية على تواصل مستمر مع كل الاحزاب السياسية بما فيها حزب الله وتربطها علاقة جيدة مع مسؤوليه، والجدير بالذكر أن سويسرا تعتبر وسيطا بين الإدارة الأميركية وايران.
 وعليه فإن الأمور ستبقى على ما هي عليه ، وسط محاولات عسكرية وامنية لضبط الأوضاع ومنع أي تحركات قد تحدث اي اضطرابات في البلد، خاصة وان هذا الشهر قد يكون حافلا بتطورات اقليمية قد يحاول  مَن في الداخل الاستفادة منها او انتظار نتائجها. وهنا لا بد من الإشارة بحسب اوساط اميركية من العقوبات على رئيس المجلس النيابي نبيه بري  رغم تهديد الكونغرس بذلك، فالبيت الأبيض لا يوافق على هذا التوجه  الذي سيبقى في إطار  التهويل لا أكثر. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حادثة الکحالة حزب الله إلى أن

إقرأ أيضاً:

الغارديان: بلير قدم النصح لبوش الذي آمن بأنه يقوم بمهمة من الله في العراق

كشفت وثائق الأرشيف الوطني البريطاني التي يكشف عنها بعد كل عشرين سنة أن مستشاري رئيس الوزراء في حينه توني بلير نصحوه بأن يمارس تأثيره على جورج دبليو بوش الذي كان يؤمن بمهمة الخير في العراق.

وقالت صحيفة "الغارديان" في تقرير أعدته كارولين ديفيس أن المسؤولين الأمريكيين البارزين اعتقدوا أن بوش بحاجة إلى جرعة واقعية لمواجهة المعارضة المسلحة في العراق.

وكشفت الوثائق التي أفرج عنها الأرشيف الوطني أن مستشاري بلير تساءلوا بشكل خاص عما إذا كانت الولايات المتحدة تتمتع "بالسيطرة السياسية المناسبة" على العمليات العسكرية في العراق، وذلك بعد تصريحات مسؤول أمريكي بارز بان بوش يعتقد أنه كان في "مهمة من الله" ضد المقاومين العراقيين.


ففي نيسان/أبريل 2004، كان بلير بحاجة إلى "توصيل بعص الرسائل الصعبة" إلى الرئيس الأميركي آنذاك من أجل "اتباع نهج أكثر تحفظا"، وذلك في أعقاب عملية عسكرية أمريكية لقمع انتفاضة كبرى في مدينة الفلوجة، وفقا لوثائق نشرت في الأرشيف الوطني في كيو، غرب لندن.

وفي محادثة صريحة بشكل مدهش، مسجلة في وثيقة تحمل علامة "الرجاء حمايته بعناية شديدة"، قال ريتشارد "ريتش" أرميتاج، نائب وزير الخارجية الأمريكي آنذاك، للسير ديفيد مانينغ، السفير البريطاني في حينه بواشنطن، إن بوش كان بحاجة إلى "جرعة من الواقع" بعد مطالبة القوات الأمريكية "بالرد بقوة" في الفلوجة، حيث كانت القوات الأمريكية منخرطة في معركة دامية مع مسلحين عراقيين بعد أن تعرض أربعة من المتعاقدين الأمنيين الخاصين لكمين وقتلوا.

وناشد أرميتاج بلير أن يستخدم نفوذه في زيارته المقبلة إلى واشنطن في 16 نيسان/أبريل لحث بوش على التعامل مع الفلوجة "كجزء من عملية سياسية مدروسة بعناية".

وكانت الولايات قد شنت عملية ضد المدينة أطلقت عليها "عملية العزيمة اليقظة"، وذلك انتقاما لتشويه وسحل جثث المتعاقدين الأمنيين الأمريكيين فوق جسر على نهر الفرات وبعد أقل من عام على الغزو الأمريكي للعراق الذي أطاح في أيار/مايو بالرئيس العراقي صدام حسين.


وفي البداية تأثر بوش بأراء قادته العسكريين وأراد العقاب وترك قوات المارينز تحتل المدينة. لكن الساسة في الهيئة التي شكلها الاحتلال الأمريكي وعرفت باسم "سلطة التحالف المؤقتة" والتي أنشئت بعد سقوط صدام، خافت من أن يؤدي الرد الأمريكي إلى الإضرار بجهود تشكيل سلطة عراقية مستقلة.

وتراجع بوش بعدما أعيد للواقع، حسبما يقول مانينغ الذي كتب مخبرا 10 داونينغ ستريت "لخص ريتش (ريتشارد) الأمر بالقول إن بوش كان يعتقد بأنه بمهمة من الله، لكن الأحداث الأخيرة جعلته أكثر تعقلا".

وكان بوش قد أعلن عن "نهاية المهمة" بعد إطاحة النظام العراقي، لكن البيت الأبيض، رفض ما قيل إن بوش أخبر وفدا فلسطينيا من أنه تحدث مع الله وأخبره " جورج، اذهب وقاتل هؤلاء الإرهابيين في أفغانستان"، "جورج، اذهب وقاتل الطغيان في العراق".

ورفض أرميتاج مزاعم القائد العام للقوات الأمريكية في العراق الجنرال جون أبي زيد بأنه قادر على إخماد انتفاضة الفلوجة في غضون أيام ووصفها بأنها "هراء" و"فظاظة سياسية"، واعتقد أرميتاج أن الولايات المتحدة "تخسر تدريجيا في ساحة المعركة" وأن إرسال الإدارة الأمريكية المزيد من القوات أصبح أمرا "حتميا""، وهو ما سيكون "قبيحاً سياسياً" بالنسبة لبوش، كما ذكر مانينغ.


وكانت رئاسة الوزراء البريطانية متوترة بشأن رد الفعل العسكري الأمريكي. فقد جاء في وثيقة إحاطة صدرت قبل زيارة بلير إلى واشنطن في نيسان/ إبريل 2004 أن الأحداث في الفلوجة "استهلكت قدرا كبيرا من رأس المال السياسي للتحالف".

وجاء فيها: " نريد التأكيد علنا التزامنا المستمر بإنجاز المهمة، ولكننا سنحتاج سرا إلى إيصال بعض الرسائل الصعبة إلى بوش حول الحاجة إلى نهج أكثر تحفظا من جانب الجيش الأميركي، تحت إشراف سياسي مناسب، والحاجة إلى نهاية واضحة للاحتلال في 1 تموز/يوليو".

وجاء فيها: "ربما وجه رئيس الوزراء أسئلة لبوش حول وجود سيطرة سياسية مناسبة على العمليات العسكرية"، واستنتجت "باختصار، هناك عدد كبير من الضباط العسكريين يتحدثون بقوة للرأي العام الأمريكي وبدون اهتمام بأثر ما يقولون على الرأي العام العراقي والإقليمي". 

وفي مذكرة موجهة إلى رئيس الوزراء، وصف مستشار بلير للشؤون الخارجية السير نايجل شينوالد المخاوف الرئيسية البريطانية من "التعامل الأمريكي الأخرق"، و"التكتيكات العسكرية الأمريكية غير المتناسبة، أي ما فعلته في الفلوجة وبدا على شاشات التلفزيون العراقي وكأنه شكل من أشكال العقاب الجماعي" و"المعالجة الإعلامية المروعة".


وخسرت الولايات المتحدة 27 جنديا، في حين كان من المعتقد أن نحو 200 من المسلحين و600 مدنيا عراقيا لقوا حتفهم في الفلوجة في ذلك الوقت. واستولت قوات التحالف على المدينة في هجوم ثانٍ شن في تشرين الثاني/نوفمبر 2004. وظلت القوات الأمريكية في العراق حتى عام 2011.

مقالات مشابهة

  • بعد 24 يوماً.. هذا ما ينتظر حزب الله عسكرياً!
  • هل تتعاون الصين سراً مع الحوثيين؟ وما المقابل الذي تحصل عليه؟ الإستخبارات الأمريكية تكشف معلومات خطيرة
  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • تمديد مهلة الستين يوماً… هل تشتعل الحرب من جديد؟!
  • جمعة يكشف السبب والحل للخوف والذعر الذي يُصيب الناس
  • حزب الله بدأ بمعالجة بعض الاخطاء
  • ماذا الذي يحمله العام الجديد للمنطقة العربية؟
  • نقابة المعلمين تتدخل للحفاظ على حق معلم اعتدى عليه طالب وولي أمره داخل مدرسة بأطفيح
  • المعلمين تتدخل للحفاظ على حق مدرس اعتدى عليه طالب وولى أمره
  • الغارديان: بلير قدم النصح لبوش الذي آمن بأنه يقوم بمهمة من الله في العراق