حوارات مع صديقي ال ChatGPT – الحلقة (7)
تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT
حوارات مع صديقي ال ChatGPT – الحلقة (7)
د. أحمد جمعة صديق
جامعة الزعيم الأزهري
نتحدث اليوم عن:
• المعضلات الاخلاقية حول الابحاث العلمية في تطبيقاتها على الانسان:
• قام العلماء باجراء تجارب كثيرة على البشر من دون علمهم. هل من امثلة على ذلك؟
• مجموعة أمثلة على السلوك غير الأخلاقي في التجارب السريرية على البشر.
• هل يمكنك أن تعطيني بعض الأمثلة على التجارب التي حدثت في أفريقيا؟
• حدثنا عن تجارب ال CIA واستخدام عقار الLSD في التاثير على قدرات الانسان العقلية
**************************
سؤال: ماذا تقترح أن نتحدث عنه اليوم؟
أجاب: يمكننا الغوص في مجموعة من المواضيع! هل تشعر برغبة في شيء خفيف، مثل الأفلام أو الكتب، أم في شيء أكثر تفكرًا، مثل الفلسفة أو الأحداث الحالية؟ أو ربما لديك شيء محدد في ذهنك؟
قلت: فليكن موضوعاً فلفسياً.
أجاب: اختيار رائع! الفلسفة تقدم العديد من الطرق المثيرة للاستكشاف. هل تهتم بفرع معين، مثل الأخلاق أو الوجودية أو نظرية المعرفة؟ أو ربما بفيلسوف معين أو مفهوم معين؟
قلت: فليكن موضوعنا عن الاخلاق.
قال: الأخلاق مجال مثير! نتعامل مع أسئلة تتعلق بالأخلاق وما يعنيه أن تعيش حياة جيدة. هل أنت مهتم بنظريات معينة، مثل النفعية أو الأخلاقية، أم بالتطبيقات العملية، مثل المعضلات الأخلاقية في السياقات الحديثة؟
قلت : دعنا نتحدث عن المعضلات الاخلاقية حول الابحاث العلمية في تطبيقاتها على الانسان:
قال: اختيار مثالي! غالبًا ما تدور المعضلات الأخلاقية الحديثة حول التكنولوجيا والرعاية الصحية والعدالة الاجتماعية. على سبيل المثال، قضايا مثل خصوصية البيانات، وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، أو الأخلاقيات الحيوية في اتخاذ القرارات الطبية ذات صلة كبيرة اليوم. هل هناك قضية أخلاقية حديثة معينة تود مناقشتها؟
قلت: الرعاية الصحية لا يجب أن تكون مجالاً للربح، فحياة الإنسان أهم. ماذا تقول في ذلك؟
قال: هذه وجهة نظر قوية. يجادل العديد من الناس بأنه يجب على الرعاية الصحية أن تعطي الأولوية لرفاهية المرضى على الربح، مع التركيز على الوصول وجودة الرعاية. تثير هذه النظرة أسئلة مهمة حول التداعيات الأخلاقية لتسليع خدمات الصحة. كيف تعتقد أنه يمكن هيكلة نظام يركز على الرعاية بدلاً من الربح؟
قلت: الكثير من الناس يعتقدون أن الصحة البشرية لا ينبغي أن تكون موضوعًا لاغراض التجارة والربح. ماذا تقول؟
قال: إن فكرة أن الصحة البشرية لا ينبغي أن تخضع للأعمال التجارية والربح هي قضية مهمة ومعقدة. إليك بعض النقاط الرئيسية التي يجب أخذها بعين الاعتبار:
1. **الاعتبارات الأخلاقية**: الصحة حق إنساني أساسي. عندما يدفع الربح مجال الرعاية الصحية، يمكن أن يؤدي ذلك إلى عدم المساواة، حيث يحصل من يمكنهم الدفع على رعاية أفضل، بينما قد تُهمل الفئات الضعيفة. غالبًا ما تعطي الأطر الأخلاقية الأولوية للصحة كسلعة عامة بدلاً من كونها سلعة تجارية.
2. **الوصول والتكلفة**: يمكن أن تؤدي النماذج المدفوعة بالربح إلى ارتفاع تكاليف العلاجات والأدوية، مما يجعل الخدمات الصحية الأساسية غير متاحة للعديد من الناس. يثير هذا تساؤلات حول عدالة نظام يُعطي الأولوية للأرباح على حساب رفاهية المرضى.
3. **جودة الرعاية**: في بعض الحالات، يمكن أن تؤدي دوافع الربح إلى تدهور جودة الرعاية. قد تُعطى الأولوية للإجراءات ذات العائد العالي على حساب الضروريات التي قد تكون أقل ربحية. يمكن أن يؤدي ذلك إلى تركيز على الكمية بدلاً من الجودة في رعاية المرضى.
4. **الابتكار مقابل الربح**: بينما يمكن أن يدفع الربح الابتكار في الرعاية الصحية، إلا أنه يمكن أن يؤدي أيضًا إلى إعطاء الأولوية للعلاجات المربحة على حساب تلك التي تُعتبر ضرورية ولكن ليست مربحة. من الضروري تحقيق توازن لضمان تحقيق التقدم في الصحة العامة دون فقدان النظر عن الاحتياجات الصحية العامة.
5. **المنظور الصحي العام**: يمكن أن يؤدي اعتبار الصحة كعمل تجاري إلى تقويض جهود الصحة العامة، التي غالبًا ما تتطلب استثمارًا ودعمًا جماعيًا. مبادرات الصحة العامة الفعالة تفيد الجميع، لكنها قد لا تكون مربحة ماليًا بالمعنى التقليدي.
6. **النماذج البديلة**: قامت بعض الدول بتنفيذ أنظمة صحية عالمية بنجاح، مما يُظهر أنه يمكن إدارة الصحة بشكل أكثر فعالية عندما تُعتبر مسؤولية اجتماعية بدلاً من فرصة تجارية. غالبًا ما تُعطي هذه النماذج الأولوية لنتائج الصحة على حساب الهوامش الربحية.
في الختام، بينما توجد حجج لدور الربح في دفع الابتكار والكفاءة في الرعاية الصحية، فإن العواقب السلبية المحتملة على الوصول والجودة والمعايير الأخلاقية تشير إلى أنه ينبغي اعتبار الصحة البشرية أولوية على الربح. قد يوفر نهج متوازن يدمج بين مبادئ الصحة العامة والممارسات التجارية المستدامة طريقة للمضي قدمًا.
قلت: قام العلماء باجراء تجارب كثيرة على البشر من دون علمهم. هل من امثلة على ذلك؟
اجاب: دراسة توسكيجي للسفلس (1932-1972)**: كانت دراسة توسكيجي للسفلس دراسة سريرية مشهورة حيث قامت خدمة الصحة العامة الأمريكية بمراقبة تقدم مرض السفلس غير المعالج لدى رجال أمريكيين من أصل أفريقي في ألاباما. إليك النقاط الرئيسية:
1. **الغرض**: كانت الدراسة تهدف إلى فهم التأثيرات طويلة الأمد للسفلس غير المعالج.
2. **المشاركون**: تم تجنيد حوالي 400 رجل أمريكي من أصل أفريقي مصابين بالسفلس، مع مجموعة تحكم من 200 رجل بدون المرض. كان المشاركون في الغالب فقراء وغير متعلمين، وغالبًا ما كانوا غير مدركين لتشخيصهم.
3. **الخداع**: تم تضليل المشاركين؛ حيث قيل لهم إنهم يتلقون رعاية صحية مجانية لـ "الدم السيئ"، وهو مصطلح غامض يشمل مجموعة متنوعة من الأمراض. لم يتم إبلاغهم أبداً بتشخيصهم بالسفلس أو الغرض الحقيقي من الدراسة.
4. **نقص العلاج**: حتى بعد أن أصبح البنسلين العلاج القياسي للسفلس في الأربعينيات، استمر الباحثون في حجب العلاج لمراقبة تقدم المرض.
5. **العواقب**: عانى العديد من الرجال من مضاعفات صحية شديدة، وتوفي البعض بسبب أسباب مرتبطة بالسفلس. كما أثرت الدراسة على عائلاتهم ومجتمعاتهم، مما ساهم في انتشار المرض دون علمهم.
6. **الآثار الأخلاقية**: تم إدانة الدراسة على نطاق واسع بعد الكشف عنها في أوائل السبعينيات، مما أدى إلى تغييرات كبيرة في المعايير الأخلاقية للأبحاث السريرية، بما في ذلك إنشاء لجان مراجعة مؤسسية (IRBs) ومتطلبات موافقة مستنيرة أكثر صرامة.
تعتبر دراسة توسكيجي تذكيرًا صارخًا بأهمية الأخلاقيات في البحث وضرورة الشفافية واحترام كرامة الإنسان. لقد تركت آثارًا دائمة على الأخلاقيات الطبية والثقة في الرعاية الصحية، خاصة بين المجتمعات المهمشة.
قلت : تسلط هذه الأمثلة الضوء على أهمية المعايير الأخلاقية في البحث والحاجة إلى إشراف صارم لحماية حقوق ورفاهية المشاركين. كما تسلط الضوء على التأثير الدائم على الثقة العامة في الأبحاث الطبية والرعاية الصحية. هل من امثلة أخرى لهذا السلوك غير الاخلاقي؟
**أجاب: هناك مجموعة أمثلة على السلوك غير الأخلاقي في التجارب السريرية على البشر**:
1. **دراسة ويلوبروك (1956-1970)**: أُجريت في مدرسة ويلوبروك الحكومية في نيويورك، حيث قام الباحثون بتعمد إصابة الأطفال بالتهاب الكبد لدراسة تقدم المرض. تم إجبار الآباء على تسجيل أطفالهم من خلال وعد بالدخول إلى المدرسة، وكثير منهم لم يفهموا المخاطر المرتبطة.
2. **مشروع MKUltra (1950-1970)**: استكشفت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية هذا المشروع عبر تجارب تتعلق بالتحكم في العقل باستخدام مخدرات مثل LSD، وغالبًا ما كانت تُجرى دون معرفة أو موافقة المشاركين. عانى العديد من المشاركين من آثار نفسية شديدة، وتم الكشف عن المشروع لاحقًا باعتباره انتهاكًا للمعايير الأخلاقية.
3. **تجربة السفلس في غواتيمالا (1946-1948)**: أجرت الولايات المتحدة تجارب في غواتيمالا، حيث تعمد الباحثون إصابة السجناء والجنود ومرضى الصحة النفسية بالسفلس وغيرها من الأمراض المنقولة جنسيًا لدراسة تأثيرات العلاج. لم يتم إبلاغ العديد من المشاركين بطبيعة الدراسة أو حصلوا على الموافقة للمشاركة.
4. **تجربة مترو نيويورك (2007)**: أطلق الباحثون بكتيريا (Bacillus subtilis) في نظام المترو دون إبلاغ الجمهور. رغم أن البكتيريا كانت غير ضارة، أثار ذلك قضايا أخلاقية حول إجراء مثل هذه التجارب دون موافقة، مما أدى إلى مخاوف كبيرة بشأن السلامة العامة والشفافية.
5. **تجربة سجن ستانفورد (1971)**: على الرغم من أن هذه الدراسة كانت نفسية في الأساس، إلا أن الانتهاكات الأخلاقية فيها كانت كبيرة. تم تعيين المشاركين في أدوار كحراس أو سجناء في بيئة سجن محاكية، مما أدى إلى ضغط نفسي شديد وسلوكيات مسيئة. تم إنهاء الدراسة مبكرًا بسبب الآثار الشديدة على المشاركين.
6. **تجارب الإشعاع البشري (1940-1970)**: خلال الحرب الباردة، أجرت وكالات حكومية أمريكية تجارب تعرض فيها الناس لمواد مشعة دون موافقة مستنيرة، وغالبًا ما استهدفت الفئات الضعيفة، بما في ذلك المرضى في المستشفيات والعسكريين.
قلت: دراسة توسكجي للزهري في الولايات المتحدة وممارسات طبية غير أخلاقية متعددة في أفريقيا قد أظهرت انتهاكات خطيرة للموافقة المستنيرة وحقوق الإنسان. هل يمكنك أن تعطيني بعض الأمثلة على التجارب التي حدثت في أفريقيا؟
أجاب: بالطبع، هناك العديد من الممارسات الطبية غير الأخلاقية والتجارب التي أجريت في أفريقيا والتي أثارت مخاوف جدية بشأن الموافقة المستنيرة وحقوق الإنسان. إليك بعض الأمثلة البارزة:
1. **تجارب لقاح التهاب الكبد B في السبعينيات والثمانينيات
- في السبعينيات، أُجريت تجارب على لقاح التهاب الكبد B في غامبيا ودول أخرى. ينتقد البعض هذه التجارب لأنها أجريت دون الحصول على موافقة مستنيرة كافية من المشاركين، الذين لم يفهموا غالبًا طبيعة التجارب.
2. **دراسة توسكجي للزهري في أفريقيا**:
- على الرغم من أن دراسة توسكجي كانت قائمة في الولايات المتحدة، إلا أن دراسات مماثلة أُجريت في أفريقيا حيث لم يُعلم الباحثون المشاركين بشكل كافٍ عن طبيعة الدراسة أو العلاج الذي كانوا يتلقونه.
3. **تجربة لقاح الملاريا (2013)**:
- في عام 2013، أُجريت تجربة لقاح الملاريا في بوركينا فاسو. أُثيرت مخاوف بشأن ما إذا كان المشاركون قد أُبلغوا بالكامل عن المخاطر المحتملة وما إذا كانت الموافقة الصحيحة قد تم الحصول عليها، خاصة في سياق قد لا يفهم فيه الكثيرون العواقب الطبية.
4. **تجارب لقاح الإيدز في أفريقيا**:
- أُجريت تجارب متعددة على لقاحات HIV/AIDS عبر القارة. كانت هناك حالات حيث لم يتم إبلاغ المجتمعات المحلية بالكامل عن التجارب، مما أدى إلى مخاوف بشأن الاستغلال وإجراءات الموافقة غير الكافية.
5. **بحث الدكتور أندرو ويكفيلد حول لقاح MMR**:
- على الرغم من أن هذا البحث مرتبط بشكل أساسي بالمملكة المتحدة، إلا أن ممارسات استغلالية مماثلة حدثت في بعض السياقات الأفريقية حيث أجرى الباحثون دراسات على تأثير لقاح MMR في المجتمعات المحلية دون الكشف الكامل عن المخاطر أو الحصول على موافقة صحيحة.
تسلط هذه الأمثلة الضوء على الحاجة الماسة إلى الرقابة الأخلاقية والشفافية واحترام حقوق المشاركين في الأبحاث الطبية. لقد ساهمت هذه الممارسات غير الأخلاقية في ترك إرث من عدم الثقة في الأبحاث الطبية داخل المجتمعات المتضررة.
سؤال: حدثنا عن تجارب ال CIA واستخدام عقار الLSD في التاثير على قدرات الانسان العقلية:
الجواب: تجارب وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) مع مادة LSD كانت جزءًا من برنامج سري يُعرف باسم MK-Ultra، الذي بدأ في أوائل الخمسينيات. إليك بعض التفاصيل الرئيسية حول هذه التجارب ونتائجها:
### نظرة عامة على MK-Ultra
1. **الغرض**: كان الهدف الرئيسي من MK-Ultra هو استكشاف السيطرة على العقل والاستخدام المحتمل للمخدرات، وخاصة LSD، في الاستجواب والتلاعب النفسي.
2. **الطرق**: أجرت وكالة الاستخبارات المركزية تجارب مختلفة تتضمن إعطاء LSD ومواد نفسية أخرى لموضوعات غير مدركة، بما في ذلك السجناء، ومرضى نفسيين، وحتى مدنيين. وغالبًا ما كانت هذه التجارب تحدث بدون الحصول على موافقة مستنيرة.
3. **التقنيات**: استخدم البرنامج تقنيات متنوعة، مثل الحرمان الحسي، والتنويم المغناطيسي، ودمج LSD مع أدوية أخرى لتقييم آثارها على السلوك والإدراك.
### تجارب بارزة
- **إعطاء LSD**: في إحدى التجارب، تم إعطاء الأفراد LSD دون علمهم لمراقبة التغيرات في السلوك والإدراك. تم مراقبة بعضهم في بيئات محكومة، بينما تعرض الآخرون لبيئات أكثر فوضوية.
- **آثار على الموضوعات**: أبلغ العديد من الموضوعات عن هلوسات شديدة، وتغيرات في إدراك الواقع، وقلق نفسي. عانى بعضهم من آثار نفسية طويلة الأمد، بما في ذلك القلق والبارانويا.
### النتائج والاستنتاجات
1. **عدم السيطرة**: أكدت النتائج على عدم قابلية التنبؤ بتأثيرات LSD على الأفراد، مما جعل من الصعب إقامة طرق موثوقة للسيطرة على العقل.
2. **انتهاكات أخلاقية**: أثارت التجارب مخاوف أخلاقية جدية بشأن الموافقة ومعاملة الموضوعات، مما أدى إلى احتجاجات عامة عندما ظهرت التفاصيل في السبعينيات.
3. **إنهاء البرنامج**: أنهت وكالة الاستخبارات المركزية رسميًا MK-Ultra في منتصف السبعينيات، وتم تدمير العديد من الوثائق المتعلقة بالبرنامج، مما أدى إلى نقص في البيانات الشاملة حول تأثيره الكامل.
لقد ترك برنامج MK-Ultra آثارًا دائمة على المعايير الأخلاقية في البحث، مما أدى إلى فرض تنظيمات أكثر صرامة بشأن التجارب على البشر وضرورة الحصول على الموافقة المستنيرة. لا يزال هذا البرنامج فصلًا مثيرًا للجدل في تاريخ الولايات المتحدة، يوضح إمكانيات الانتهاك تحت ذريعة الأمن القومي.
aahmedgumaa@yahoo.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: وکالة الاستخبارات المرکزیة الولایات المتحدة الرعایة الصحیة الأخلاقیة فی الصحة العامة یمکن أن یؤدی هذه التجارب مما أدى إلى فی أفریقیا الحصول على غالب ا ما ت بما فی ذلک العدید من دون علمهم على البشر على حساب آثار ا إلا أن أ جریت
إقرأ أيضاً:
قصص مثيرة.. كيف كانت رؤية الهلال قديمًا قبل 100 عام؟
تتعدد روايات الأجداد التي تستعيد أجمل الذكريات مع حلول شهر رمضان المعظم، لا سيما حول روايات وقصص الاحتفالات بشهر رمضان ورؤية الهلال.
وكانت رؤية الهلال قديمًا تعتمد على العين المجردة، قبل وجود ممكنات الاستطلاع الحديثة وأجهزة نقل الخبر الصحيح في عصر التكنولوجيا الحاضرة.قصص رؤية هلال رمضانوكانت أعينهم الخبيرة والثاقبة، هي الخبر الوحيد الذي به يحدد دخول شهر رمضان في كل عام.
أخبار متعلقة عاجل - رؤية هلال رمضان في مرصد تمير"الأهلة": رصد هلال رمضان من 15 موقعًا بأحدث التقنياتيروي تلك القصص المثيرة أبو سالم، أحد أكبر المعمرين في بني مالك جنوب الطائف، مؤكدًا أنه يبلغ من العمر زهاء 104 أعوام، وليتطرق بعدها إلى طفولته.
وأضاف: "عشت حياة مع والدي رائعة، فمنذ طفولتي كنت قريبًا منه، واعتدت الذهاب معه قبل أن يضيف بفخر أنه كان بارعًا في نقل روايات ما كان يشاهده عن تحري رؤية هلال رمضان إلى أحفاده و بكل دقة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } رؤية الهلال قديمًا قبل 100 عام - مشاع إبداعيرؤية هلال رمضان قديمًاوتابع أبو سالم: "كانت تجربتي الأولى مع والدي حين تحري رؤية هلال شهر رمضان المبارك في عام 1929م، وذلك في أعلى قمة في قريتنا الحجلاء بمحافظة ميسان؛ وهي من قمم جبال الخيالة والنصباء والعبلة، والتي تزين مساحاتها أشجار العرعر والعتم.
ولفت قائلًا: وتحيط أوديتها المزارع الخضراء المحملة بكافة أنواع الثمار والخيرات، لنمكث في ترقب قبل غروب الشمس في جو يملؤه الهدوء، نتحرى فيه هلال شهر الخير.
وذكر: نشاهد أمامنا التدرج الزمني لنزول قرص الشمس قبل الغروب، حتى توهج الشفق، وقرب شكل الغسق مما يثير إعجابنا بهذه الألوان في السماء ، بمناظرها الجذابة،
وواصل: وعند رؤية الهلال يستبشر الأهالي بالخير وتعم الفرحة لاستقبال الشهر الفضيل ونردد أبيات من الشعر فرحًا به.تحري هلال رمضانويروي أبو سالم قائلًا: أنه حين العودة من تحري هلال رمضان إلى منازلنا نروي ما شهدناه بكل إعجاب إلى أمهاتنا وجداتنا وبقية الأسرة، والآن أنا سعيد بما تشهده هذه الأرض وهذا الوطن العظيم من تقدم في استخدام كافة الأدوات التخصصية مثل التلسكوبات أو غيرها، التي أسهمت في تطوير طرق تحرّي وثبوت رؤية الهلال.
ويستذكر أبو سالم عن الساعة الأخيرة قبل مشاهدة هلال شهر رمضان لينقلها بين الماضي والحاضر، وفي ذكرى حقبة الماضي قبل وجود أدوات الرصد الحديثة وقلة انتشار المذياع أو التلفاز.
وقال:" إن الناس كانوا ينتظرون إعلان واستطلاع رؤية هلال شهر رمضان المبارك بالعين المجردة، وعند رؤية الهلال يعم الفرح محيا الجميع من أبناء القرية، ونبدأ بالاحتفال وتبادل التهاني بين الأهالي والأصدقاء والأقارب.احتفالات رؤية هلال رمضانواستطرد: فمنا من يطلق أعيرة البارود من فوهات البنادق، ومنا من يستعرض برقصات حصانه والآخر ببعيره، ومنا من كان يشعل "جبالًا من المشاعيل المضيئة" في أعالي الجبال ليخبر القرى المجاورة والقريبة، ويكون هو السباق في تبشرين الناس بحلول شهر الخير كسبًا للأجر.
وأكد رئيس مجلس إدارة جمعية آفاق لعلوم الفلك الدكتور شرف السفياني أن رؤية هلال رمضان في الماضي طعم مختلف، حيث لا وسيلة سوى العين المجردة، ولكن في العصر الحديث تميز رصد هلال شهر رمضان بوجود التليسكوب وكاميرات إلكترونية تعمل على تتبع هلال شهر رمضان المبارك من ساعات النهار الأولى حتى ساعات الغروب الأخيرة.
ويضيف: بل دعمت بالتقنية الحديثة لتتبع ولادة الهلال وقت النهار حتى مراحل ما بعد غروب الشمس، و تطورت فيه أدوات واستخدامات رصد هلال شهر رمضان، فأصبحت أدوات التليسكوب والمناظير والكاميرات الاحترافية، جزءًا من عملية التحري وأكثر دقة في عمليات الرصد.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } رؤية هلال رمضان قديما في السعودية - مشاع إبداعيتحري رؤية الهلالوأضاف الدكتور شرف السفياني أن لتحري الرؤية مفضلات ومجموعة من المعطيات الفلكية التي من خلالها يتم الحكم على إمكانية رصد الهلال أو لا.
وكذلك أوقات مخصصة لرصد الهلال، وأفضل هذه الأوقات قبل موعد أذان صلاة المغرب، وآخر موعد للتحري هو بعد غروب الشمس بنصف ساعة.
هذا بالإضافة إلى أن أعلى منطقة عن سطح البحر هي الأفضل أو الأنسب، لرصد وتحري رؤية الهلال، وتعود أسبابه، للابتعاد عن الأتربة والغبار والقتر الموجود في الأفق المعيق لرؤية الهلال، معتبرًا أن الارتفاع من العوامل المهمة للتحري.