عفو الأسد المشروط يثير جدلا بين معارضيه ومؤيديه
تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT
أثار العفو المشروط الذي أصدره الرئيس السوري بشار الأسد جدلا بين السوريين المؤيدين للنظام والمعارضين له بشأن جدية العفو والمشمولين به.
ويشمل المرسوم مرتكبي جرائم الفرار من الخدمة العسكرية -سواء كانوا داخليين أو خارجيين- بشرط أن يسلموا أنفسهم خلال فترة زمنية محددة، إضافة إلى عدد من الجرائم المرتكبة قبل تاريخ 22 سبتمبر/أيلول 2024.
ومع نشر الشروط والاستثناءات في الصحف الرسمية تفاعل السوريون مع هذا العفو، فالموالون للنظام وصفوه بأنه باتجاه الطريق الصحيح ولم شمل الشعب السوري.
في المقابل، اعتبره المعارضون للأسد بأنه شكلي ولا قيمة له، لأنه لا يشمل الفئة الأكبر من السوريين، وهم معارضو النظام.
⭕️ الرئيس #الأسد يصدر مرسوماً تشريعياً بعفو عام عن جرائم الفرار والجنح والمخالفات المرتكبة قبل تاريخ الـ 22 من أيلول 2024
(https://t.co/1gGreZqjyI)
— الوكالة العربية السورية للأنباء – سانا (@SanaAjel) September 23, 2024
وعلق أحد المتابعين على العفو بالقول إنه في الوقت الذي أصدر فيه الأسد عشرات المراسيم المشابهة منذ بداية العام تبقى نسبة الإفراج عن المعتقلين السياسيين والمختفين قسريا منخفضة جدا، مما يعكس محدودية تأثير هذه المراسيم على أولئك الذين تعرضوا للاعتقال لأسباب سياسية ويقبعون في سجن صيدنايا والأفرع الأمنية.
ورأى ناشطون أن العفو الجديد يواصل النهج السابق للأسد، إذ يتم التركيز على الجرائم الصغيرة التي لا تمس أركان النظام، في حين يستمر تجاهل المطالبات الشعبية بالإفراج عن السجناء السياسيين والمختفين قسريا.
عفو شكلي اصدره رئيس النظام البعثي عن الفرار
بينما هناك اكتر من ٥٠٠ ألف معتقل لا يزال مصيرهم مجهول في سجون النظام.
أصدر رئيس النظام السوري، بشار الأسد، مرسومًا جديدًا يقضي بالعفو عن عدد من الجرائم المرتكبة قبل تاريخ 22 سبتمبر 2024، ولكنه جاء مصحوبًا بالعديد من الاستثناءات…
— M. Sıddık Yıldırım (محمد صديق يلدرم) ???????? (@SIDDIKYILDIRIMM) September 22, 2024
ووجّه آخرون رسالة إلى رأس النظام السوري بشار الأسد، وطالبوه بإخراج جميع المعتقلين لديه أن كان صادقا في العفو الذي أصدره، وقالوا "طيب طالع المعتقلين لنتعامل مع القرار بحسن نية، مكدس عندك 200 ألف معتقل وبتصدر عفو عن إللي خارج البلد!!".
وعن استثناء المعتقلين السياسيين، علق أحدهم على هذا الأمر كاتبا "إذا كان العفو يستثني المعتقلين السياسيين معناها ما حدا رح يطلع ولا حدا رح يشمله العفو، لأنه بنظر النظام كل الشعب السوري مطلوبون سياسيون".
وأكثر ما لاحظه المعارضون للأسد هو تركيزه في العفو على المنشقين الفارين من الجيش أو الخدمة العسكرية، وبرروا هذا الأمر بالقول "التركيز على المنشقين والفارين في هذا الوقت وصدور العفو بعدما رأينا الأحداث الأخيرة من حرب تلوح بالأفق بين إسرائيل وحزب الله وهناك نقص في الجيش السوري، ما هو إلا تعويض للنقص وزج من يعود إلى الجبهات".
وأضافوا أن أغلب مؤيدي النظام قاموا بتهريب أبنائهم خارج البلد، وامتنعت بعض المحافظات عن تجنيد أبنائها في الجيش السوري، مثل درعا والسويداء والمناطق التي خضعت لتسويات سابقة.
المجرمون والصوص و قطاعي الطرق و بائعين المخدرات هم من يشملهم العفو اما ما قال له كلمة حريه فلا يشمله هذا العفو الكازب… .
— abo sabir (@abosabir38651) September 22, 2024
في المقابل، رأى الداعمون للنظام السوري أن الرئيس الأسد يسعى إلى لم شمل البلاد وإعادة السوريين في الخارج إلى بلدهم الأم، خاصة للخروج مما وصفوها بالأزمة السورية، وأضافوا أن سوريا اليوم أفضل بكثير مما كانت عليه.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً:
ما دلالات غياب أردوغان عن كلمة بشار الأسد خلال “قمة الرياض”؟ / فيديو
#سواليف
أثار #انسحاب رئيس #تركيا رجب طيب #أردوغان من مكانه المحدد في القمة العربية الإسلامية التي عقدت في السعودية، أثناء إلقاء رئيس النظام السوري بشار #الأسد خطابه، تساؤلات حول دلالتها، وخاصة أن تصرف أردوغان يتناقض مع الاندفاع التركي العلني نحو توطيد #العلاقات مع #دمشق، بعد قطيعة لأكثر من عقد.
وأظهرت مقاطع مصورة، غياب أردوغان أثناء إلقاء الأسد لكلمته في قاعة القمة، وحل مكانه السفير التركي في السعودية أمر الله إشلر.
NEW: Erdogan appears to have left the room as Syria’s Assad began his speech at the Islamic countries summit in Riyadh.
The footage shows Erdogan’s seat taken by a Turkish representative
A latest Erdogan outreach to Assad for talks hasn’t progressed. pic.twitter.com/FNBno5w9tm
الرد بالمثل
ويبدو أن أردوغان قد رد بالمثل على انسحاب وزير خارجية النظام السابق فيصل المقداد قاعة اجتماع وزراء الخارجية العرب في العاصمة المصرية القاهرة، لحظة توجه وزير خارجية تركيا هاكان فيدان، لإلقاء كلمة شكر وتحية على دعوته للمشاركة في الاجتماع الذي عقد في أيلول/ سبتمبر الماضي.
وهو ما يؤكد عليه الكاتب والمحلل السياسي باسل المعراوي، موضحاً أن أردوغان “رد الصفعة” للنظام، في إشارة إلى انسحاب وزير خارجية النظام المقداد أثناء كلمة فيدان.
وأضاف أن “الواضح للجميع أن الموقف التركي وموقف الرئيس أردوغان نفسه، الذي تصدر عنه تصريحات من وقت لآخر عن رغبته بلقاء الأسد، ليس إلا لتوجيه للداخل التركي، أو لإرضاء الأصدقاء الروس”.
وبحسب المعراوي، فإن تركيا رغم اندفاعها في العلن نحو التطبيع مع النظام، فهي تتريث في هذا المسار إلى حين وضوح الصورة في الإقليم الذي يعيش على وقع صفيح ساخن.
من جانب آخر، يفسر الكاتب مقاطعة أردوغان كلمة الأسد إلى الخلل الذي يعتري العلاقات بين أنقرة وموسكو، ويدل على ذلك إعلان مبعوث الرئيس الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرينتييف الثلاثاء، عن رفض بلاده شن تركيا عملية عسكرية جديدة في سوريا، واعتباره ذلك بـ”الأمر غير المقبول”.
رسائل سياسية
من جهته، يقول الكاتب والمحلل السياسي التركي عبد الله سليمان أوغلو، إن عدم حضور أردوغان أثناء كلمة الأسد، خطوة تحمل رسائل سياسية بالتأكيد.
وأوضح، أن أردوغان أراد القول للنظام السوري، أن رغبة تركيا بتطبيع العلاقات معه، لا تعني أن يدها مفتوحة دون شروط.
وأكد أوغلو، أن تركيا تريد التطبيع مع النظام لاستقرار المنطقة، في ظل ما تشهده المنطقة والعالم من تطورات، لكن بالمقابل لا يصدر عن النظام أي رد إيجابي.
وبحسب الكاتب والمحلل السياسي التركي، فإن أنقرة راضية عن فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وتتوقع أن يكون هناك تعاون مع واشنطن وخاصة في الملف السوري، وقال: “كل ذلك يقوي الموقف التركي في سوريا”.
تركيا تغير أولوياتها
ومن وجهة نظر الكاتب السياسي درويش خليفة، فقد أعطى غياب أردوغان أثناء كلمة الأسد انطباعاً بأن تقارب العلاقات التركية مع نظام الأسد، لم يعد حاجة ملحة وأولوية تركية في هذا التوقيت، مشيراً إلى اقتصار التمثيل التركي في جولة أستانا الأخيرة التي عقدت بالتزامن مع قمة السعودية، على المدير العام للعلاقات الثنائية السورية في وزارة الخارجية التركية.
بذلك، يظهر أن تركيا لديها أولويات استراتيجية تفوق التقارب مع نظام الأسد، وفق تأكيد خليفة لـ”عربي21″، مضيفا أنه “مع قدوم الرئيس الأمريكي ترامب إلى البيت الأبيض تعود العلاقات التركية الأمريكية لسابق عهدها، ويصبح أي خيار آخر تكون موسكو طرفاً فيه بدون جدوى لاستراتيجيات تركيا في المنطقة”.
وكان أردوغان قد دعا في مناسبات عديدة الأسد إلى اجتماع ثنائي، من دون أن يتم الاتفاق على ذلك، في ظل خلافات واضحة على العديد من النقاط، أبرزها تمسك النظام السوري بشرط انسحاب الجيش التركي من الشمال السوري.