بعد تفجيرات أجهزة الاتصال التي هزّت صفوف حزب الله اللبناني في الأيام الماضية، بات شبح الاختراقات يؤرق الفصائل المسلحة الموالية لإيران في المنطقة.

هذه العملية التي وصفها حزب الله بـ "المجزرة"، لم تقتصر على التأثير العسكري فحسب، بل كشفت عن ثغرات عميقة في أنظمة الاتصالات التي تعتمد عليها تلك الجماعات، ومع تزايد القلق من إمكانية تكرار مثل هذه الهجمات، بدأت فصائل إيران في اتخاذ إجراءات احترازية لحماية شبكاتها الحساسة.


تفاصيل الهجمات والاحتياطات

وفي أعقاب التفجيرات التي طالت آلاف أجهزة النداء (البيجر) واللاسلكي التابعة لحزب الله، تسارعت وتيرة التحذيرات بين الفصائل المسلحة في الشرق الأوسط، بما في ذلك العراق وسوريا والضفة الغربية.

وفصائل مسلحة متحالفة مع إيران، مثل كتيبة جنين في الضفة الغربية، بدأت في إعادة النظر في استخداماتها للأجهزة الإلكترونية، خوفًا من اختراق مماثل.


حماية سلاسل التوريد

وأشار تحليل الخبراء إلى أن الفصائل الإيرانية تسعى الآن إلى حماية سلاسل التوريد الخاصة بالأجهزة الإلكترونية، وسط مخاوف من أن تكون هذه الأجهزة قد تم اختراقها أو تجهيزها بأجهزة تتبع.

وهذه الهواجس تصاعدت بعد استهدافات دقيقة طالت قيادات في العراق وسوريا، حيث رجح الخبراء أن تلك الهجمات نُفذت باستخدام أجهزة مستوردة تعرضت للاختراق.


تأثير الاختراق على الفصائل

وفي العراق، عمدت الميليشيات إلى تغيير أساليب اتصالاتها عبر الحد من استخدام الهواتف المحمولة وأجهزة الراديو المحمولة.

وهذا التحول جاء نتيجة لخشية الفصائل من أن تكون إسرائيل أو الولايات المتحدة قد تمكنت من زرع أجهزة تعقب في المعدات التي تم استيرادها من الخارج.

ووفقًا لمايكل هورويتز، الخبير في شؤون الشرق الأوسط، فإن إسرائيل استغلت نقطة ضعف حيوية في منظومة الاتصالات التي تعتمد على أجزاء متاحة تجاريًا، ما جعل تلك الأنظمة عرضة للاختراق.

الجدير بالذكر أن الهجمات الأخيرة على أجهزة الاتصالات في لبنان وما تلاها من تدابير احترازية في العراق وسوريا تسلط الضوء على هشاشة أنظمة الاتصال التي تعتمد عليها الفصائل الموالية لإيران، ومع استمرار التوترات الإقليمية قد تجد هذه الفصائل نفسها مضطرة لإعادة تقييم نهجها التقني وتحصين سلاسل الإمداد الخاصة بها بشكل أكبر.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: اتخاذ اجراءات أجهزة النداء إجراءات احترازية احتياطات اختراق أجهزة الاتصال استخدام الهواتف استخدامات الاحتياطات الإيران الاختراقات البيجر الايرانية الاختراق الهواتف المحمول الهواتف المحمولة التوترات الضفة الغربية

إقرأ أيضاً:

مدير سي آي إيه السابق: تفجيرات البيجر بلبنان نوع من الإرهاب

وصف المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، ليون بانيتا، الهجمات الأخيرة باستخدام أجهزة تواصل لاسلكي مفخخة في لبنان بأنها "نوع من الإرهاب".

وقال بانيتا -في لقاء مع شبكة "سي بي إس نيوز" الأميركية- إن تلك الهجمات التي خلفت عشرات القتلى وآلاف الجرحى "هي نوع من الإرهاب"، مرجحا أن تؤدي إلى مزيد من العمليات الدموية خلال مسار الحرب.

وأضاف "القدرة على وضع متفجرات في أجهزة تكنولوجية منتشرة جدا هذه الأيام ومن ثم تحويلها إلى أداة لحرب إرهاب. فعلا، حرب إرهاب.. هذا أمر جديد".

وأردف "لا أعتقد أن هناك أدنى شك بأن هذا نوع من الإرهاب.. هذا الأمر يتعلق مباشرة بسلسلة التوريد. وعندما يكون هناك إرهاب يمس بسلسلة التوريد، فإن الناس يتساءلون: ما الذي سيحدث بعد ذلك؟".

وفي سؤال عما إذا كانت هذه الهجمات تثير قلقه، رد بانيتا "أنا قلق حقا. هذا تكتيك له عواقب وخيمة، ونحن لا نعرف حقا ما هي تلك العواقب.. قوى الحرب تسيطر إلى حد كبير على الوضع الآن. لا أدري ما الذي يحدث".

يشار إلى أن تفجير أجهزة التواصل اللاسلكي (بيجر) لعناصر حزب الله اللبناني بجنوب لبنان والضاحية الجنوبية في بيروت، في الـ17 من سبتمبر/أيلول الجاري، كان قد تسبب في مقتل العشرات، وجرح الآلاف، بينهم مدنيون.

وذكرت مصادر أمنية للجزيرة أن أجهزة الاتصال التي تعرضت للتفجير استوردت قبل 5 أشهر وفُخّخت، مشيرة إلى أن زنة العبوة التي فُجّرت لم تتجاوز 20 غراما من المواد المتفجرة.

كما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية عن مصادر مطلعة أن أجهزة الاتصال المستهدفة كانت ضمن شحنة تلقاها حزب الله في الفترة الأخيرة.

مقالات مشابهة

  • مدير سي آي إيه السابق: تفجيرات البيجر بلبنان نوع من الإرهاب
  • تحركات العراق رسالة
  • تسريبات جديدة تكشف تفاصيل عملية تفجير البيجر.. إسرائيل تعلن عن استراتيجية جديدة ضد حزب الله
  • العفو الدولية تتحدث عن تحقيق حتمي بهجوم أجهزة الاتصالات في لبنان
  • منظمة العفو الدولية تتحدث عن حتمية التحقيق بهجوم أجهزة الاتصالات في لبنان
  • الخطوط الجوية الإيرانية تحظر «البيجر» في رحلاتها الى بيروت
  • فصائل عراقية تتخذ تدابير احتياطية عقب تفجيرات البيجر بلبنان
  • أحمد ياسر يكتب: انفجارات لبنان.. ضربة معنوية شديدة دون تغيير المعادلة الاستراتيجية
  • بعد تفجير اجهزة الاتصالات... وول ستريت جورنال: حزب الله يبحث عن الجواسيس