تفاصيل تورط منصات التواصل الاجتماعي لمراقبة المستخدمين وسرقة بياناتهم
تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT
اتهمت لجنة التجارة الفيدرالية الأميركية كبرى شركات التواصل الاجتماعي بتنفيذ عمليات مراقبة واسعة لمستخدميها بهدف تحقيق أرباح من خلال سرقة المعلومات الشخصية. شمل التقرير شركات مثل ميتا (فيسبوك، إنستجرام، واتساب)، أمازون، ألفابيت (جوجل ويوتيوب)، و«إكس» (تويتر سابقًا).
وأفادت لجنة التجارة الفيدرالية الأميركية بأن وسائل التواصل الاجتماعي الكبرى انخرطت في "عملية مراقبة واسعة النطاق" بهدف كسب المال من المعلومات الشخصية للمستخدمين.
جمع البيانات:
التقرير، الذي يستند إلى استفسارات وُجهت إلى 9 شركات على مدار 4 سنوات، يكشف عن كميات هائلة من البيانات الشخصية التي جمعتها هذه الشركات، بما في ذلك عبر وسطاء البيانات.
مدة الاحتفاظ بالبيانات:
يمكن للشركات الاحتفاظ بهذه البيانات إلى أجل غير مسمى.
تصريحات رئيسة اللجنة
قالت لينا خان، رئيسة لجنة التجارة الفيدرالية:
"يوضح التقرير كيف تقوم شركات وسائل التواصل الاجتماعي والبث التدفقي للفيديو بجمع كمية هائلة من البيانات الشخصية للأميركيين، وتحقيق أرباح بمليارات الدولارات منها سنويًا."
وأشارت إلى أن "فشل العديد من الشركات في حماية الأطفال والمراهقين على الإنترنت بشكل كافٍ أمر مثير للقلق بشكل خاص."
اعتبرت خان أن ممارسات المراقبة تعرض الأشخاص لخطر التعقب والملاحقة، وكذلك سرقة معلوماتهم الشخصية.
اتهمت لجنة التجارة الفيدرالية الأميركية كبرى شركات التواصل الاجتماعي بتنفيذ عمليات مراقبة واسعة لمستخدميها بهدف تحقيق أرباح من خلال سرقة المعلومات الشخصية. شمل التقرير شركات مثل ميتا (فيسبوك، إنستجرام، واتساب)، أمازون، ألفابيت (جوجل ويوتيوب)، و«إكس» (تويتر سابقًا).
نتائج التقرير
جمع البيانات:
الشركات قامت بجمع كميات هائلة من البيانات الشخصية، وأحيانًا عبر وسطاء، مع الاحتفاظ بها لأجل غير مسمى.
ردود الشركات:
كانت ردود الشركات على استفسارات اللجنة غير واضحة ومراوغة، وفقًا لما ذكره صامويل ليفين، مدير مكتب حماية المستهلك.
حماية الأطفال:
التقرير أشار إلى أن بعض الشركات سمحت للمراهقين باستخدام منصاتها دون قيود، وجمعت بياناتهم مثلما تفعل مع البالغين.
ميتا:
اتُهمت بتجاهل انتهاكات خصوصية المستخدمين.
أمازون:
دفعت غرامة قدرها 25 مليون دولار لتسوية ادعاءات بانتهاك حقوق خصوصية الأطفال عبر الاحتفاظ بتسجيلات صوتية لفترات طويلة.
حذرت اللجنة من أن نماذج أعمال هذه الشركات، التي تعتمد بشكل كبير على الإعلانات المستهدفة، تعرض خصوصية المستخدمين للخطر، مما يزيد من مخاطر التتبع والملاحقة وسرقة الهوية.
دعا التقرير إلى ضرورة إقرار تشريع شامل لحماية الخصوصية في الولايات المتحدة، يحد من ممارسات جمع البيانات التي تعتمد عليها شركات التواصل الاجتماعي.
حماية الأطفال والمراهقين
من جانبها، أشارت لينا خان، رئيسة لجنة التجارة الفيدرالية، إلى أن هذا التقرير يكشف كيف تجمع هذه الشركات كميات هائلة من البيانات الشخصية، وتجني مليارات الدولارات من هذه المعلومات سنويًا. وأبرز التقرير أن بعض الشركات سمحت للمراهقين باستخدام منصاتها دون قيود، وجمعت بياناتهم كما تفعل مع المستخدمين البالغين.
انتهاك حقوق الخصوصية
التقرير أضاف أن شركة «ميتا» تجاهلت انتهاكات خصوصية المستخدمين على مدار سنوات، بينما دفعت «أمازون» غرامة قدرها 25 مليون دولار لتسوية ادعاءات بانتهاك حقوق خصوصية الأطفال عبر الاحتفاظ بتسجيلات صوتية لفترات أطول من اللازم.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: لجنة التجارة الفيدرالية منصات التواصل الاجتماعي
إقرأ أيضاً:
ماكرون في الفضاء الرقمي.. كيف يعيد تشكيل صورته عبر وسائل التواصل الاجتماعي؟
يكثّف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حضوره على منصات التواصل الاجتماعي، في نهج يرسّخ مكانته كأحد القادة الأكثر تأثيرًا في الاتحاد الأوروبي، ويمنحه موقعًا مميزًا لدى الجمهور داخل فرنسا وخارجها. وهذا التوسع الرقمي يعزّز صورته كزعيم أوروبي في مواجهة التحديات الدولية الراهنة.
مؤخرًا، نشر قصر الإليزيه صورًا للقاء ماكرون مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض، عبر حسابه الرسمي على إنستغرام، تحت عنوان: "كل شيء ممكن، فلنفعل ذلك معًا!"، في رسالة ضمنية تؤكّد دوره المحوري كمحاور رئيسي لأوروبا في العلاقة مع الولايات المتحدة.
وفي خطوة أخرى، انتشرت لقطات لماكرون أثناء إجابته على أسئلة في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" الأمريكية، المعروفة بمواقفها غير الودية تجاهه، على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي. الملفت أن الرئيس الفرنسي نفسه تولّى نشر المقابلة كاملة عبر حسابه الرسمي على منصة X.
خلال الحوار، أظهر ماكرون قدرة على المناورة في مواجهة المواضيع الشائكة، ولم يتردد في الإدلاء بتصريحات حادة، خصوصًا بشأن علاقة ترامب الغامضة مع روسيا. وقال مازحًا: "أنا مرتاح، فمن الطبيعي أنه عندما تتفاوض الولايات المتحدة مع روسيا، ألا أكون على الطاولة".
من خلال إعادة نشر المقابلة عبر منصة إيلون ماسك، حرص ماكرون على مخاطبة جمهور "فوكس نيوز" المحافظ في الولايات المتحدة، إلى جانب جمهوره المحلي والأوروبي، في رسالة واضحة مفادها: "هكذا ينبغي التعامل مع ترامب ومؤسسته، عبر توضيح ما إذا كانت سياساته تتعارض مع المصالح الأوروبية".
ويرى لورنزو بريغلياسكو، خبير استطلاعات الرأي في مؤسسة "يوتريند"، أن هذه الاستراتيجية تعكس محاولة متعمدة من ماكرون لتعزيز حضوره على الساحة الدولية.
وأضاف بريغلياسكو في حديثه لـ"يورونيوز" أن ماكرون يبدو عازمًا على ترسيخ نفسه كممثل وحيد لأوروبا، وزعيم يسعى إلى لعب دور قيادي عالمي، رغم التحديات الداخلية التي يواجهها.
ماكرون.. رائد التواصل السياسي الرقميأتقن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كأداة استراتيجية، ما جعله نموذجًا في التواصل السياسي الرقمي. ويرى جوليان هوز، محرر النشرة السياسية "فرانس ديسباتش"، أن ماكرون يستخدم هذه المنصات لتعزيز نفوذه الجيوسياسي، مستخدماًً القوة الناعمة لتعزيز شعبيته والقوة الصلبة كقائد الدولة النووية الوحيدة في الاتحاد الأوروبي.
ومنذ حملته الرئاسية الأولى عام 2017، اعتمد ماكرون على وسائل الإعلام غير التقليدية، فشارك في جلسة أسئلة وأجوبة عبر سناب شات، المنصة الأكثر رواجًا بين المراهقين آنذاك، وتفاعل مع الطلاب في نقاشات متنوعة. وفي موقف لافت، قدم نصيحة لطالب معجب بمعلمته، مستندًا إلى تجربته الشخصية مع زوجته بريجيت تروجنو، التي كانت معلمته حين كان في الخامسة عشرة.
ويتميز أسلوب ماكرون بالتواصل المباشر وغير الرسمي، ما يجعله ملائمًا لوسائل التواصل الاجتماعي. وقد ظهر ذلك جليًا حين ارتدى قفازات الملاكمة، في إشارة إلى استعداده لدورة الألعاب الأولمبية المقبلة.
وفي الصيف الماضي، علّق عبر تيك توك على خبر انتقال نجم كرة القدم كيليان مبابي من باريس سان جيرمان إلى ريال مدريد.
ويمتد انتشاره إلى ما هو أبعد من فرنسا، وكثيراً ما يستخدم لغات أخرى، على سبيل المثال، على هامش زيارة أو استضافة قادة عالميين مثل ترامب أو المستشار الألماني الحالي أولاف شولتس.
ملك "تيك توك" في أوروباأحد الجوانب اللافتة للنظر في حضور ماكرون الرقمي هو هيمنته على تيك توك، وهي منصة خاصة بالـ "جيل زد" أو ما يُعرف بـ Generation Z.
ومع أكثر من 5.2 مليون متابع، يعد ماكرون الزعيم الأكثر متابعة في الاتحاد الأوروبي وواحدًا من أكثر رؤساء الدول تأثيراً، إلى جانب دونالد ترامب والرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا.
على النقيض، تحافظ رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني، ثاني أكثر زعماء الاتحاد الأوروبي متابعةً، على أسلوب أكثر تقليدية في حضورها الرقمي، إذ تكتفي بـ2.2 مليون متابع وتنشر مقاطع من المؤتمرات الصحفية واللقاءات الدبلوماسية.
أما ماكرون، فيتبنى ثقافة تيك توك بالكامل، متفاعلًا مع الاتجاهات السائدة ومخاطبًا المستخدمين بأسلوب مرن ومباشر يتماشى مع العصر الرقمي. فعندما عبّر نشطاء حقوق ذوي الإعاقة عن مخاوفهم بشأن تمويل الكراسي المتحركة، رد بفيديو يوضح خطط حكومته.
وفي افتتاح قمة الذكاء الاصطناعي في باريس، نشر مقطع فيديو مزيفًا لنفسه يؤدي شخصيات من برامج وأفلام شهيرة، ما أثار تفاعلًا واسعًا. لكن الأمر لم يكن مجرد "ميم"، بل محاولة لطرح نقاش جاد حول إمكانات الذكاء الاصطناعي ومخاطره المتزايدة.
استراتيجية ماكرون الرقميةرغم تفاعله المستمر مع وسائل الإعلام التقليدية، يحرص ماكرون على عدم إغفال منصات الإنترنت المؤثرة. فرغم أن قنوات مثل Mcfly et Carlito وHugo Décrypte قد لا تحظى بشهرة عالمية، إلا أنهما تتمتعان بجماهيرية واسعة في فرنسا، حيث يتابعهما 7.5 مليون و3.22 مليون مستخدم على يوتيوب على التوالي.
في عام 2021، وسط أزمة كوفيد-19، تحدى ماكرون الثنائي لإنتاج فيديو حول تدابير الصحة العامة، ووعد بمكافأتهما بالظهور معهما في فيديو لاحق خالٍ من أي مضمون سياسي وهي سابقة غير معهودة لرئيس فرنسي. وحقق الفيديو، الذي امتد لـ36 دقيقة وظهر فيه ماكرون يشارك في ألعاب ترفيهية، أكثر من 20 مليون مشاهدة، قبل أشهر قليلة من انتخابات 2022.
وإلى جانب ذلك، يظهر ماكرون بانتظام على قناة Hugo Décrypte، حيث ناقش عبرها إصلاحات المدارس العامة. وفي خطوة لافتة، اختار مشاركة أفكاره حول العلاقات الفرنسية-الأمريكية مع القناة ذاتها، قبل لقائه ترامب، بدلًا من إجراء مقابلة مع وسائل الإعلام التقليدية.
رغم نجاح استراتيجية ماكرون الرقمية إلى حد كبير، إلا أنها لم تكن خالية من العثرات. ففي فيديو العودة إلى المدرسة الموجه للشباب، انتقل الرئيس الفرنسي من عرض صور لثنائي يوتيوب Mcfly et Carlito إلى تكريم صامويل باتي، المعلم الذي قُتل عام 2020 بعد عرضه رسومًا كاريكاتورية للنبي محمد. هذا التبدل المفاجئ في النبرة أثار انتقادات حادة، حيث اعتبرته المعارضة خطأ فادحًا. وعلّقت عضو مجلس الشيوخ فاليري بوير على منصة X: "هذا ليس مجرد زلة في التواصل، بل إساءة أدب من رئيس دولة."
إضافة إلى ذلك، وعلى الرغم من دعوته للانفتاح الرقمي، واجه ماكرون انتقادات بسبب تفكيره في فرض قيود على وسائل التواصل الاجتماعي خلال الأزمات. ففي صيف 2023، أثناء أعمال الشغب التي اندلعت إثر مقتل شاب برصاص الشرطة، ناقشت الحكومة إمكانية تعطيل بعض وظائف سناب شات وتيك توك للحد من أعمال النهب والاحتجاجات العنيفة، ما أثار جدلًا واسعًا.
لكن ماكرون، بعد زيارته لواشنطن، لا يبدو أنه سيتراجع عن نهجه. ففي لقاء جمعه بالرئيس الأمريكي، لفتت ثقته الأنظار، خاصة عندما بادر إلى تصحيح معلومات ترامب بشأن حجم المساعدات الأوروبية لأوكرانيا. وهذه الجرأة أثارت انتباه خبير استطلاعات الرأي لورنزو بريغلياسكو، الذي قال: "رد فعل ترامب على ذلك، يعكس مستوى معينًا من الاحترام أو الفضول الذي يكنّه لماكرون".
ولا شك أن الرئيس الفرنسي سيواصل صياغة هذه الرسائل وترويجها عبر منصاته الرقمية.