باحث سياسي يكشف كواليس وقف تليفزيون لبنان الرسمي: تضييع الثقافة
تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT
علق الكاتب والباحث السياسي سيروج أبكيان مدير مركز «أم إيه سي أفيرز للدراسات السياسية»، على خبر وقف بث التليفزيون اللبناني الرسمي، قائلا إن تليفزيون لبنان خلال السنة الأخيرة، عانى من مشكلات قضائية، وأنه لم يكن هناك مديرًا عامًا معينًا، وتدخل القضاء بقرار تعيين حارس قضائي وهي فيفيان لوبس، خلال أزمة كورونا والأزمة اللبنانية، والتضخم.
أوضح خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي محمد عبدالرحمن في برنامج «هذا المساء»، المذاع عبر فضائية «القاهرة الإخبارية»، أن وزير الإعلام أراد تولي أمر إدارة تليفزيون لبنان، حتى لا تستمر الحراسة القضائية، مشيرًا إلى أنه في هذه الأثناء عين نفسه مدير للتليفزيون لحين تعيين مدير آخر.
وأشار إلى أن موظفي تليفزيون لبنان يتقاضوا رواتبهم حينما كان الدولار يساوي 1500 ليرة لبنانية، والآن وصل الدولار لـ95 ألف ليرة، مؤكدًا أن رواتبهم لا تكفي وأن المواصلات أصبحت أغلى من الرواتب، وبالتالي حدثت أزمة مالية، ولم يستطيع الوزير تأمين هذه المواقف المادية، فقرر وقف بث التليفزيون.
موظفو تليفزيون لبنان قرروا وقف بث البرامج فقطولفت إلى أن موظفي تلفزيون لبنان قرروا وقف بث البرامج فقط، واستمرار البث حتى لا يخسر تردداته على الأقمار الصناعية.
وأكد أن أرشيف تليفزيون لبنان يقدر بملايين الدولارات، ويحتوى على تراث لبنان ووجهها الحضاري، وهناك محاولة حثيثة للتشكيك في الثقافة اللبنانية، وتضيع ماهو لبناني وعمل تحويل ثقافي للبنان، وأن هذا الأرشيف سيحال لتلفزيونين مشكوك في انتمائهما، وأنه أثار الموضوع لدى أحد المرجعيات الدينية، ونجحوا في وقف نقل الأرشيف، لكن حصلت على نسخة منه إحدى القنوات.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: القاهرة الإخبارية لبنان تلفزيون لبنان الرسمي هذا المساء
إقرأ أيضاً:
مدير مكتبة الإسكندرية: يجب أن نربى الأجيال الجديدة على ثقافة التعددية
أكد الدكتور أحمد زايد؛ مدير مكتبة الإسكندرية، أن الأوضاع التي يعيشها العالم أجمع مخيفة وأصبحت التأثيرات سريعة وقوية وعميقة، ما يجعل متابعتها ودراستها، غاية في الصعوبة، لذا فمن الضروري التركيز على الأجيال الجديدة للحفاظ على الهوية المصرية والثقافة بمفهومها الشامل.
جاء ذلك خلال استضافته في ندوة "دور الثقافة في بناء الإنسان" التي نظمها نادي سبورتنج الرياضي، بحضور رئيس مجلس الإدارة، ولفيف من أعضاء النادي.
وشدد زايد على أن الثقافة هي أساس تكوين المجتمعات حتى وإن كانت في منطقة نائية، مشيرًا إلى أن الثقافة مقولة عمومية لا تقتصر على فئة من الفئات وهي ما تميز الإنسان عن باقي الكائنات.
وقال زايد إن كلمة ثقافة في اللغة العربية تدل على هذا المعنى المشتق من كلمة ثقف وهو ما يعني تهذيب الشيء، فالإنسان عندما يحمل الثقافة يصبح سلوكه أكثر تهذيبًا عن سلوك الحيوان، وبقدر تنمية هذه الثقافة بقدر الابتعاد عن العنف والتناحر، وبقدر امتلاك الانسان العلم والمعرفة يصبح سلوكه أكثر رقيا.
وأوضح أن المجتمعات المعاصرة شهدت مشكلات دفعت العالم أجمع إلى التساؤل حول أهمية الثقافة، بعدما أصبحت هناك صور قاسية وغليظة للثقافة وتفسيرات دينية عنيفة، وأصبح من يمتلك القوة والسلاح يمارس البطش على من لا يملكه، وهذا شكل من أشكال الانحراف الثقافي الذي ينزع الإنسان من هويته وتجعله يتخذ سلوكًا منحرفًا.
وأضاف زايد أن “الثقافة بالمعنى المثالي أصبحت غير موجودة في عالم اليوم، حيث شهدت حالة من الإرباك وأصبح الإنسان لا يعرف ما هي المخططات التي يتبعها، وهو ما خلق خوفا من الجيل الأكبر على الجيل الأصغر، لذا لا بد أن نستخدم ما لدينا من أطر ثقافية حتى يصبح لدينا جيل قادر عن بناء المجتمع”.
وتحدث مدير مكتبة الإسكندرية عن مراحل بناء ثقافة الإنسان والتي تتضمن بناء المعارف والاتجاهات والوعي والأخلاق، موضحًا أن بناء المعرفة يبدأ بالتعليم والذي بدوره ينقل إلى التعمق في القراءة وإلغاء المعارف المشوهة، والأمر هنا لا يقتصر على المعرفة التعليمية ولكن المعرفة المصاحبة لها التي تخلق مواطنا صالحا قادرا على التمييز.
وتابع: “هناك أشياء نتعلمها بالسليقة في البيت مثل الدين، فكل إنسان يستطيع أن يتعلم الدين ويميز بين الحق والباطل، وتعلم السلوك الراقي والمحب في المجتمع”.
وذكر أن المرحلة الثانية من بناء الإنسان هي الإيمان بأن كل إنسان مهما بلغ مستوى وضعه الاقتصادي والتعليمي، لديه مخططات ثقافية يتبعها، لذا فإن احترام الآخر أحد المبادئ التي يجب أن نربي أبناءنا عليها، وأن يكون لدينا جميعًا إيمان بالتعددية في الاتجاهات.
وعن المرحلة الثالثة وهي "تكوين الوعي"، أشار زايد إلى أن العقل البشري يدرك من خلال المعارف التي يكونها ومن خلال الأفعال التي يقوم بها أن هناك خيطا يفصل بين الشخصي والعام، والوعي يعني أن يكون الإنسان ناصع الرؤية والسريرة والنفس والعقل، تجعله يغلب المصلحة العامة على الشخصية.
وعن المرحلة الرابعة وهي بناء الأخلاق، أكد مدير مكتبة الإسكندرية، أن الدين إذا فهم بشكل صحيح يصل بالإنسان إلى بناء ذاته الأخلاقية، مشيرًا إلى وجود عوامل تؤدي إلى الوهن الأخلاقي، ففي مصر على سبيل المثال تسببت الظروف التاريخية بداية من عصر محمد علي والدخول إلى العصر الحديث بمنظوماته الحديثة في حدوث كثير من التقلبات السياسية والتدخلات العسكرية من استعمار وثورات وتغيير في الطبقات وخلل التعليم.
وشدد زايد على أن ثروة الأمة تنقسم إلى، مادية بشكلها المعروف، وبشرية وهي ما يجب أن ينصب عليها الاهتمام لإعداد إنسان قادر على العطاء لخدمة وطنه ولا يصبح عالة عليه، وثروة أخلاقية وتعني أن يكون الإنسان لديه مجموعة من القيم تدفعه للمساهمة في تقدم مجتمعه.
واختتم زايد بالتشديد على أن المرأة هي القائمة على الضبط الأخلاقي في المجتمع لأنها القائمة على تعليم الأطفال وتربيتهم أكثر من الرجال الذين ينشغلون بأعمالهم.
أدار الندوة أحمد حسن، رئيس مجلس الإدارة، ورانيا الجندي، رئيسة اللجنة الثقافية بنادي سبورتنج، وبحضور المهندس ممدوح حسني، نائب رئيس مجلس الإدارة، ودينا المنسترلي، وشاهيناز شلبي، أعضاء المجلس، واللواء رمزي تعلب، المدير التنفيذي.
وفي نهاية الندوة، قام أحمد حسن، رئيس مجلس إدارة نادي سبورتنج، بتكريم الدكتور زايد وإهدائه درع النادي.