دبي العطاء تكشف عن تقرير “إعادة صياغة مشهد التعليم: الترابط بين التعليم والمناخ”
تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT
كشفت دبي العطاء، وهي منظمة مجتمع مدني مرتبطة رسمياً بإدارة الاتصالات العالمية التابعة للأمم المتحدة (UN DGC)، اليوم عن أحدث تقرير لها بعنوان “إعادة صياغة مشهد التعليم: الترابط بين التعليم والمناخ”، والذي يدعو إلى حشد الجهود لتحقيق الدمج الهام بين التعليم والعمل المناخي. وجاء هذا التقرير كثمرة عامين من المشاورات المكثفة والحوارات الجريئة التي جرت خلال “قمة ريوايرد 2023”
(RewirEd Summit 2023) ضمن مؤتمر الأطراف COP28 في دولة الإمارات والفترة التي تلتها، حيث يجمع بين رؤى الأطراف الفاعلة في مجالي التعليم والمناخ.
وتم الكشف عن هذا التقرير خلال أسبوع الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، وهو يستند إلى نتائج تقرير “قمة ريوايرد” الأول الذي أُطلق خلال قمة تحويل التعليم في نيويورك عام 2022. ويقدم التقرير الأول، بعنوان “إعادة صياغة مشهد التعليم من أجل البشرية والكوكب”، ستة حلول ملموسة تهدف إلى مواءمة التفكير والإجراءات بين مختلف القطاعات والأطراف الفاعلة. أما التقرير الجديد، فيبني على هذه الحلول مع التركيز بشكل أعمق على الدور الحيوي لتحويل التعليم من أجل دعم العمل المناخي، وذلك من منطلق نهج النظام البيئي، إضافة إلى تسليط الضوء على أهمية التعاون بين القطاعات لتحقيق الحلول المنشودة من أجل البشرية والكوكب.
ويؤكد التقرير في جوهره على أن أجندات العمل المناخي وتحويل التعليم لا يمكن معالجتها بشكل منفصل. إذ إن الترابط بين المناخ والتعليم يحمل في طياته إمكانات كبيرة لتحقيق التغيير اللازم على مستوى الأنظمة من أجل التصدي للتحديات العالمية، لكنها ما زالت غير مستغلة بالكامل. ويشير التقرير إلى أن التعاون بين هذين القطاعين يمكن أن يساعد كل منهما في تحقيق أهدافه الخاصة، إضافة إلى تحقيق تأثير أكبر عند دمجهما معاً. كما يقدم التقرير خطة لتوحيد جهود الأطراف الفاعلة في التعليم والمناخ ضمن استراتيجية شاملة، مع تقديم توصيات عملية وإطلاق دعوة جريئة للعمل تتمثل في ضرورة التعاون بين القطاعات لتحقيق الأهداف التعليمية والبيئية.
وكما أوضح تشارلز نورث، نائب الرئيس التنفيذي لصندوق الشراكة العالمية للتعليم في قمة ريوايرد 2023: “تسأل الحكومات في جميع أنحاء العالم: من أين نبدأ؟ ما الذي ينجح؟ كيف نصمم الحلول؟”، يقدم هذا التقرير الإرشادات المطلوبة بشكل كبير ليس لمساعدة الحكومات فحسب، وإنما ايضاً لصناع السياسات والمجتمع المدني والأوساط الأكاديمية والمعلمين والممارسين والشباب والقطاع الخاص على التعامل مع تعقيدات دمج التعليم والعمل المناخي، وتقديم حلول عملية لتصميم استراتيجيات فعالة تتماشى مع الأهداف التعليمية والبيئية.
وفي معرض تعليقه على إطلاق التقرير، قال سعادة الدكتور طارق محمد القرق، الرئيس التنفيذي ونائب رئيس مجلس إدارة دبي العطاء: “لطالما واجهت البشرية عبر التاريخ تحديات كبيرة، واليوم يعد تغير المناخ الأزمة الأبرز في عصرنا، ويُنظر للتعليم على أنه المفتاح للتصدي لهذه الأزمة بشكل فعّال. ويعتمد التقدم الحقيقي في القضايا العالمية، مثل الفقر والصحة وتغير المناخ، على إحداث تحول جذري في أنظمة التعليم. ويقدم تقرير ’إعادة صياغة مشهد التعليم: الترابط بين التعليم والمناخ” خطة واضحة وقابلة للتنفيذ لدمج التعليم في أجندة المناخ، مع التأكيد على إدراج حلول المناخ في المناهج التعليمية.”
وأضاف الدكتور القرق: “يمثل هذا التقرير نداءً قوياً لجميع الأطراف الفاعلة، داعياً إياهم إلى جعل تحويل التعليم محوراً رئيسياً في حلول المناخ. ومع اقتراب انعقاد مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين COP29، أوجه دعوة لقادة العالم لإعطاء التعليم أولوية في محادثاتهم المتعلقة بالمناخ، وأخذ التوصيات المهمة الواردة في هذا التقرير بعين الاعتبار. الآن هو الوقت المناسب للعمل لضمان تزويد الجميع بالمعرفة والخبرات والمهارات والقيم اللازمة لبناء مستقبل مزدهر ومستدام للجميع.”
خمسة حلول تحويلية ضمن الترابط القائم بين التعليم والعمل المناخي
مع إدراك أن تحديات تغير المناخ والأزمات العالمية الأخرى لا يمكن معالجتها بمعزل عن بعضها البعض، يقدم التقرير خمسة حلول مربحة لجميع الأطراف ضمن: تنمية الطفولة المبكرة (ECD)، والوجبات المدرسية الصديقة للبيئة، والتدريس كمهنة خضراء، وتنمية المهارات الخضراء للشباب، والمشاركة الاستراتيجية للقطاع الخاص. ويوضح التقرير كيف يمكن للتعاون بين القطاعات المختلفة من تحقيق فوائد متبادلة، مع مواءمة تحويل التعليم مع أهداف المناخ والتنمية الاقتصادية والتقدم الاجتماعي لبناء مجتمعات قادرة على التكيف مع التحديات. وتعتبر هذه الحلول أمثلة واضحة على أن الاستثمار الاستراتيجي والتعاون يمكنهما أن يحدثا تأثيرات تحويلية، ويسرّعا التقدم في مجالات التعليم، والمناخ، والتنمية بكافة اوجهها. وخلال “قمة ريوايرد 2023″، شددت ياسمين شريف، المديرة التنفيذية لصندوق التعليم لا ينتظر (Education Cannot Wait)، على أهمية توحيد الجهود، قائلة: “الجهود الحالية منفصلة، حيث تعمل المنظمات والقطاعات المختلفة بمعزل عن بعضها البعض، وهي لم تعد كافية لمواجهة التحديات المعقدة التي يواجهها العالم اليوم. نحن بحاجة إلى نهج شامل، تتعاون فيه الحكومات، والمنظمات المتعددة الأطراف، والمنظمات غير الحكومية، والشركاء من القطاع الخاص عن كثب لتوحيد الموارد والخبرات.”
تسع توصيات لإحداث تغيير على مستوى الأنظمة وتعزيز العمل الفعّال في الترابط القائم بين المناخ والتعليم
واستناداً إلى الحلول المربحة لجميع الأطراف، يحدد التقرير تسع توصيات رئيسية تشمل السياسات، والتمويل، والبحوث، بهدف إنشاء البيئة المناسبة لتوسيع نطاق هذه الحلول. كما يقدم خارطة طريق واضحة للعمل، تحدد الخطوات التي يمكن للأطراف الفاعلة في مختلف القطاعات اتخاذها لتعزيز الأولويات الأساسية ودفع الجهود المشتركة في مجال المناخ والتعليم. وتعكس هذه التوصيات ما أكدت عليه أمينة محمد، نائبة الأمين العام للأمم المتحدة في “قمة ريوايرد 2023″، حيث قالت: “تعتبر البيانات التعليمية الدقيقة ضرورية؛ وتعد زيادة البحوث والرصد أمراً حيوياً لسد فجوات المعرفة وتوجيه التدخلات المستهدفة. يجب أيضاً اتخاذ خطوات لتجاوز الحواجز المالية أمام التعليم.”
وتعد “قمة ريوايرد 2023″، التي جرى تنظيمها ضمن مؤتمر الأطراف COP28 في دولة الإمارات، أول مؤتمر عالمي يركز على التعليم والمناخ. وقد نالت القمة تأييداً بارزاً من معالي جوردن براون، مبعوث الأمم المتحدة الخاص بالتعليم العالمي الذي قال في القمة: “تقوم دبي العطاء بدور ريادي عالمي في إبراز العلاقة بين تغير المناخ وحرمان الأطفال من الفرص التعليمية. ومن خلال تنظيم “قمة ريوايرد” للمرة الثانية، أكدوا بأن فرص الأطفال تظل في صميم المناقشات العالمية، وضمان ألا ينتهك تغير المناخ حقوق الأطفال في التعليم.”
وجمعت القمة 1,000 مشارك، بما في ذلك 2 رؤساء دول و22 وزيراً، و28 رئيس تنفيذي، إلى جانب 260 متحدثاً يمثلون 209 مؤسسة من 76 دولة. وقد قادت القمة حوارات عالمية عرضت ضمنها حلول فعالة في مجال الترابط القائم بين المناخ والتعليم.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
أمانة منطقة الرياض شريك المنطقة الخضراء في مؤتمر الأطراف المتعددة “كوب 16” لدعم الاستدامة البيئية
المناطق_واس
تشارك أمانة منطقة الرياض بصفتها شريكًا رئيسًا في المنطقة الخضراء لمؤتمر الأطراف المتعددة “كوب 16″، الذي يعقد في العاصمة الرياض خلال الفترة من الثاني إلى الثالث عشر من ديسمبر عام 2024م، بمشاركة نخبة من صناع القرار والخبراء والمتخصصين من أكثر من 100 دولة.
أخبار قد تهمك أمانة منطقة الرياض تحقق إنجازًا بفوزها بثلاث جوائز في تجربة العميل العالمية 23 نوفمبر 2024 - 6:37 مساءً أمانة منطقة الرياض تشارك في المنتدى الحضري العالمي الـ 12 بجمهورية مصر 3 نوفمبر 2024 - 3:34 مساءً
ويهدف المؤتمر إلى تسليط الضوء على أحدث الابتكارات والتقنيات البيئية التي تحقق التوازن بين التنمية الاقتصادية وحماية البيئة، مع التركيز على تقنيات التشجير ومكافحة التصحر وتعزيز الغطاء النباتي.
وفي هذا السياق، تشارك الأمانة في خيمتها الثانية تحت شعار “Greening Arabia”، حيث تقدم رؤى مبتكرة ومشاريع عملية في مجال التشجير والاستدامة؛ كما تسلط الضوء على إنجازاتها ومبادراتها الرائدة التي تتماشى مع أهداف مبادرة “السعودية الخضراء” ومبادرة “الرياض الخضراء”، واللتين تستهدفان تحسين جودة الحياة وزيادة المساحات الخضراء، ومن المتوقع أن يستقطب المؤتمر آلاف الزوار والخبراء، مع تقديم أكثر من مئة جلسة حوارية وورشة عمل تفاعلية، إلى جانب معارض متخصصة تعرض أحدث التقنيات البيئية.
وتتجلى أهمية هذا الحدث العالمي من خلال الإحصائيات المرتبطة بالتحديات البيئية؛ إذ يهدد التصحر حياة ما يقارب ملياري شخص حول العالم، مع فقدان حوالي عشرة ملايين هكتار من الأراضي الزراعية سنويًا، وعلى المستوى المحلي، تسعى المملكة إلى زراعة عشرة مليارات شجرة ضمن مبادرة “السعودية الخضراء”، في حين تهدف “الرياض الخضراء” إلى زيادة نسبة المساحات الخضراء في المدينة من 1.5% إلى 9% بحلول عام 2030م.
وتأتي مشاركة الأمانة امتدادًا لإستراتيجيتها الرامية إلى تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، من خلال تعزيز التحول الأخضر، ومكافحة التصحر، وإعادة تأهيل الأراضي، وتسعى الأمانة إلى تحقيق التكامل بين مشروعاتها البيئية والمبادرات الوطنية الكبرى؛ لتسهم في تحسين جودة الحياة واستدامة الموارد الطبيعية، بما يعكس التزامها برؤية مستقبلية تضع البيئة والتنمية المستدامة في مقدمة الأولويات؛ لتكون مدينة الرياض نموذجًا عالميًا في الاستدامة والازدهار البيئي.