الانتخابات الأمريكية.. صراع مع الزمن
تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT
باستمرار الرئيس جو بايدن في ترشحه لخوض الانتخابات الرئاسية في عام 2024 لفترة رئاسية ثانية، مع احتمالات ترشح الرئيس السابق دونالد ترامب عن الحزب الجمهوري في حال تبرئته من الدعاوى المقامة ضده، تكون هذه الانتخابات بين أكبر مرشحين عمراً.
والسؤال هنا ما هو تأثير عامل العمر في الفوز والخسارة، وما هي شروط المرشح للرئاسة ومؤهلاته؟ وقبل الإجابة عن السؤالين أشير إلى أهمية منصب الرئاسة الأمريكية ووظائفه ومسؤولياته وفي سياقها تبرز أهمية عامل العمر.
تكمن أهمية ومحورية منصب الرئاسة من كون النظام السياسي الأمريكي نظاماً رئاسياً ويحكمه مبدأ الفصل بين السلطات الثلاث بنظام الكوابح، بمعنى أن كل سلطة تحد من توغل السلطة الأخرى بمشاركتها .
أهمية منصب الرئاسة أيضاً أن الرئيس الأمريكي هو الوحيد الذي يجسد روح الأمة الأمريكية والوحيد الذي يتم انتخابه من قبل كل الأمريكيين على مستوى كل الولايات.
يتميز نظام الانتخابات بما يعرف أيضاً بالكلية الانتخابية، فصحيح أن الرئيس يتم انتخابه من قبل كل الناخبين المؤهلين، لكن فوزه يحتاج الحصول على نصف زائد واحد من أصوات الكلية الانتخابية وعددها 538. ولكل ولاية على مستوى الشيوخ صوتان تحقيقاً لمبدأ المساواة بين الولايات، ووفقاً لعامل الثقل السكاني للولايات في مجلس النواب، وهذا يمنح الولايات الكبيرة الوزن الحسم في تقرير مصير الرئيس الفائز. وهنا المفارقة؛ إذ يمكن للمرشح الفوز بعدد أصوات أكثر، لكنه لا يفوز لحصول منافسه على أصوات أكثر في الكلية الانتخابية. هذا الأمر يجعل من النظام الانتخابي للرئاسة فريداً، إلى جانب المراحل التمهيدية على مستوى كل حزب ثم المنافسة في كل الولايات على مدار سنة كاملة. وهنا تلعب عوامل كثيرة في تحديد مصير الانتخابات، منها دور المال والإعلام ودور اللوبيات أو جماعات الضغط.
واستناداً إلى الدستور الأمريكي، أن يكون المرشح للرئاسة لأبوين أمريكيين ومقيماً ل14 عاماً، وأن لا يقل عمره عن 35عاماً، ولم يشترط الدستور عمراً أعلى، وهذا يعني أن من حق الرئيس بايدن أن يرشح نفسه لفترة رئاسية ثانية.
لكن تأثير عامل العمر يبرز في الوظائف والسلطات التي يقوم بها الرئيس، وثانياً كونه رئيساً لأكبر دولة في العالم مما يستوجب السفر وحضور العديد من اللقاءات والمؤتمرات واستقبال رؤساء الدول، وثالثاً في رؤية الناخب لتأثير عامل العمر من بين عوامل كثيرة تؤثر في عملية التصويت. فالرئيس الأمريكي هو رئيس السلطة التنفيذية ويقوم بالعديد من السلطات أبرزها أنه القائد الأعلى للقوات المسلحة والدبلوماسي الأول على اعتبار أن كل الجهاز الدبلوماسي مسؤول أمامه، فضلاً عن كونه المشرع الرئيسي على اعتبار أن أي قانون يصدر من الكونغرس لا يصبح قانوناً إلا إذا حصل على توقيعه. وهو كذلك المتحدث باسم الأمة الأمريكية. وأكثر من ذلك، فإن المواطن الأمريكي ينتظر الكثير من الرئيس وخصوصاً في مجالات الاقتصاد والمتطلبات الحياتية وتوفير فرص العمل والدخل. وكل هذا يفرض على الرئيس الأمريكي بذل جهد كبير يبرز فيه تأثير عامل العمر. ولكن يرد على ذلك أن الرئيس الأمريكي لا يعمل وحيداً؛ بل تساعده العديد من المؤسسات والمستشارين والمجالس المتخصصة كمجلس الأمن القومي ومراكز الدراسات وغيرها. وعامل العمر قد يكون له جانبان، جانب إيجابي وجانب سلبي. الجانب الإيجابي يتمثل في الخبرة وخصوصاً في حالة الرئيس بايدن الذي مارس مجالات الحكم كلها أكثر من خمسين عاماً في الكونغرس ونائباً للرئيس أوباما ورئيساً. وأما الجانب السلبي فيتعلق بالقدرة الصحية؛ حيث رأينا أكثر من حالة تعبر عن هذا الأمر.
ويبقى أن النظام السياسي لا يترك عامل العمر دون اعتبار، ففي حالة عدم قدرة الرئيس بعد الانتخابات لأي سبب من الأسباب بما فيها الوفاة أو عدم القدرة على استكمال رئاسته فيمكن لنائب الرئيس وهو منتخب أن يكمل فترة الرئاسة. إنه الحق الدستوري الذي لا يجعل من العمر عائقاً للرئاسة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي ثريدز وتويتر محاكمة ترامب أحداث السودان مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الرئیس الأمریکی
إقرأ أيضاً:
هل السفر عبر الزمن ممكن؟.. العلم يجيب!
#سواليف
زعم فريق من #العلماء أن السفر عبر الزمن ليس مجرد #خيال_علمي، بل حقيقة مثبتة علميا، حتى أن بعض الأشخاص قد فعلوا ذلك بالفعل!.
ومع ذلك، فإن مفهوم السفر عبر الزمن في الواقع مختلف تماما عن الصورة التي رسمتها الأفلام والروايات، حيث لا يمكن القفز بين الأزمنة بحرية، لكن يمكن التقدم عبر الزمن بمعدلات مختلفة.
كيف يحدث #السفر_عبر_الزمن؟
مقالات ذات صلة البحر ينشق في كوريا الجنوبية / فيديو 2025/03/31يتحرك البشر جميعا عبر الزمن بمعدل ثانية واحدة في الثانية، لكن #نظرية_النسبية العامة لأينشتاين أثبتت أن هذا المعدل يمكن تغييره. فكلما زادت سرعة الشخص، زادت سرعة تقدمه في الزمن. وعند الاقتراب من سرعة الضوء، يمكن أن تمر عليه قرون من الزمن في دقائق معدودة فقط.
وهذا التأثير طفيف عند السرعات العادية، لكنه موجود، ما يجعل رواد الفضاء على محطة الفضاء الدولية (ISS) “مسافرين عبر الزمن”، حيث يتحركون نحو المستقبل أسرع بقليل من البشر على الأرض.
تجربة تثبت السفر عبر الزمن
أثبت العالمان جوزيف هافيل وريتشارد كيتنغ صحة هذه الفكرة عام 1971، عندما قاما بوضع ساعتين ذريتين على طائرتين تحلقان باتجاهين متعاكسين حول الأرض.
وعند عودة الطائرتين، وُجد أن الساعة المتجهة شرقا فقدت 59 نانوثانية، بينما كسبت الساعة المتجهة غربًا 237 نانوثانية، ما يدل على أن السرعة تؤثر على مرور الزمن، كما توقعت نظرية أينشتاين.
ووفقا لهذه النظرية، أي شخص يتحرك بسرعة كبيرة لفترة طويلة يعد “مسافرا عبر الزمن”. على سبيل المثال، قضى رائد الفضاء سكوت كيلي 520 يوما على متن محطة الفضاء الدولية، ما جعله يتقدم في العمر أبطأ قليلا من توأمه المتطابق مارك كيلي، الذي بقي على الأرض.
وقال مارك خلال مؤتمر علمي عام 2016: “كنت أكبر بست دقائق فقط، أما الآن فأكبر بست دقائق و5 ميلي ثانية!”.
ورغم أن هذا الفارق صغير جدا، إلا أن تأثير السفر عبر الزمن يحدث فرقا عمليا في تقنيات مثل أقمار نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، التي تحتاج إلى تعديل ساعاتها باستمرار بسبب السرعة العالية التي تدور بها حول الأرض.
هل يمكن السفر إلى الماضي؟
بينما يعدّ السفر إلى المستقبل أمرا مثبتا علميا، فإن العودة إلى الماضي تظل أكثر تعقيدا.
ويقول الدكتور ألاسدير ريتشموند، خبير فلسفة السفر عبر الزمن في جامعة إدنبرة:
“السفر إلى الماضي أصعب بكثير، لكنه ممكن نظريا”.
ووفقا لنظرية أينشتاين، يمكن انحناء الزمان والمكان تحت تأثير الجاذبية الهائلة، ما قد يخلق ثقوبا دودية تُستخدم كأنفاق للسفر بين الأزمنة. لكن هذه الثقوب غير مستقرة وتتطلب مادة ذات كتلة سالبة للحفاظ عليها، وهي مادة لم يثبت وجودها بعد.
وحتى لو تمكنا من إنشاء آلة زمن، فإن السفر عبرها لن يكون ممكنا إلا إلى وقت بعد تاريخ إنشائها، ما يجعل العودة إلى الماضي البعيد مستحيلة. بمعنى آخر، إذا تم اختراع آلة الزمن في عام 2100، فإن أقرب نقطة يمكن السفر إليها في الماضي ستكون العام 2100 نفسه، ولن يكون ممكنا الذهاب إلى الماضي البعيد، مثل العصور الوسطى أو العصر الفرعوني. ويرجع السبب في ذلك إلى أن أي طريقة مقترحة للسفر عبر الزمن – مثل الثقوب الدودية أو الحلقات الزمنية المغلقة – تعتمد على إنشاء مسار زمني يبدأ عند لحظة بناء الجهاز، ولا يمكن العودة إلى وقت سابق لهذا المسار.