مراوغات امريكية في الموقف من انهاء الحرب والحصار في اليمن
تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT
النفوذ الأمريكي طاغ ومخطط له ان تكون له الايادي الطولى في المنطقة العربية وفق استراتيجية التدخلات المباشرة التي تمنح القرار الامريكي سطوة أكبر ومنذ أن عينت الادارة الأمريكية ممثلاً لها في الأزمة والمشكلة اليمنية وكل جد يبذله هنا الممثل يقع تحت طائلة الغموض أو في احسن الأحوال المطالبات التي لامعنى لها بنجاح مساعي نحو السلام أو تعليق حول قضية ما , لكنه في الحقيقة لا يرغب في ارساء السلام وانما يرغب في استدامة التدوير للمشكلات التي تعصف بالمجتمع اليمني .
والمؤلم عندما أدركت القيادة السعودية انها أصبحت معنية بتبريد سخونة الموقف مع اليمن والسير نحو انفراجات قد تفضي الى سلام مرضي ومشرف للجميع نجد الممثل الأمريكي أو المندوب الامريكي الى اليمن يعلن بصورة علانية معارضته هكذا موقف وهكذا توجه وبكل صفاقة يأتي الصوت المتداخل الامريكي في الاعتراض على التقارب الذي بدأت ملامحه تعلن عن تفاهمات بين صنعاء والرياض .. والذي أظهر جدية معقولة لإيجاد حلول سلمية للمشكلات .. ولا تخفى تلك الضغوط الامريكية ضد الرياض للحيلولة دون السير بسرعة في طريق الحل للمشكلات بين صنعاء والرياض ولوضع حد للحرب العبثية المأسوية التي تشير زمنيتها إلى اكمال عامها التاسع دون بصيص أمل رغم ان المسار العقلاني الذي قطع في إيقاف الحرب وفي رفع الحصار الحصار الخانق والحرب الاقتصادية الا ان واشنطن تريد ان تكون صيغة الحلول السلمية بصيغة امريكية خالصة .. ولمعرفة ذلك من المهم ان نعود الى مبادرة ما يش بومبيو التي قدمت في اكتوبر العام 2018م التي جاءت عقب لقاءات عديدة مع مبعوث الامم المتحدة الى اليمن مارتن غريفيث مع مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي آنذاك مع جيمس ما يش وزير الدفاع الامريكي كانت نقاطها تشير الى :
عمل منطقة حدودية منزوعة السلاح بين اليمن والسعودية .. وسحب الأسلحة الكبيرة مثل الصواريخ البالستية والمدفعية ذات العيارات والمدى البعيد ويلتزم انصار الله وقيادة صنعاء بإيقاف اطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة ويوقف السعوديون الغارات الجوية .. وفي ذات السياق قدمت مبادرة مارتن غريفيت التي ترى ان :
- إعادة احتكار القوة الى الحكومة اليمنية ..
- يجب أن تكون الحكومة أكثر من مجرد ائتلاف, بل الى شراكة شاملة بين الأحزاب , والتزام الحكومة بمسؤوليتها المتمثلة في سلامة التجارة وأمن البحار , والقضاء على التهديد والارهاب إضافة الى ضمان جيران اليمن استقرار اليمن وسيكون الشعب اليمني هم من يقرون واقع بلادهم وتوجهاته .. وبالمحصلة النهائية ان الامريكان لا يرون الإسراع في انها الحرب ورفع الحصار على اليمن .. قبل ان يتم حصاد ما قد زرعوه وبذروه في الأرض اليمنية وفي المنطقة وأولى هذه الثمرات المرجوة استمرار الابتزاز الامريكي للقيادة السعودية والحرص على ابقاء ثغرات مهمة في جسم ومحتوى هذا الصراع , لكي تعود أمريكا من خلاله إلى لب المشكلات اما لاستثمارها أو لإثارة جديدة في تفاصيلها وتأجيجها مرة اخرى وفق مقتضيات اشعال الصراع مجدداً..
نتابع بإذن الله تعالى القراءة من كتاب الحرب النفسية..
خاصة وان المنطقة هي احدى مؤشرات النفوذ الدولي في المنطقة جيوسياسية وجيبولتيك النفوذ العالمي وحركة الأموال والرساميل المتعاظمة ..
ولا نذيع سراً ان قلنا ان (الامريكي) قد شهد مؤخراً تذبذباً وتراجعاً في التواجد والتأثير في هذه المنطقة الحساسة لاسيما وان الاستراتيجية الامريكية واضطراب الرؤية لديها وخاصة ان السطوة الأمريكية وداعي القوة قد تعرضت إلى انكماشات عديدة في كل تنامي قوى إقليمية وان كانت بعض الرموز الامريكية قد عزعليها أن تفقد الإدارة الأمريكية حضورها المؤثر في منطقة الشرق الأوسط ..
ولهذا نجد اثراً هنا أو إشارة هناك من باب التذكير بنفوذ طاغ كان واسعاً ومؤثراً ولا يقل عن دور مخابراتي متعدد في هذه المنطقة ..
لذلك نستغرب عندما نرى قيادات من صنعاء توجه اتهاماتها إلى أمريكا وبريطانيا وادواتهما في استمرار الحصار وتنفيذ الحقوق الانسانية من فتح مطارات وموانئ وتحييد الاقتصاد عن الحرب وكذا الجدية في صرف المرتبات الموقفة .. وفي استذكار الموقف الامريكي في سبتمبر العام 2019م اعلنت الخارجية الأمريكية انها تبذل جهوداً من أجل دفع قيادة صنعاء وقيادة الرياض الى طاولة المفاوضات لبحث الحرب في اليمن والوصول الى وضع نهاية للحرب في اليمن .
ومؤخراً تضاعف حجم التدخل الأمريكي في اليمن وتحديداً بدأ في حضرموت والمهرة وشبوة .. ولم يعد العسكريون الامريكيون يخفون اهتمامهم البالغ بما يجري في اليمن وفي المنطقة العربية والجزيرة والخليج .. والنافذة قد فتحت على مشاريع عديدة قادمة نزولاً عند رغبة الأمريكيين , ونجازاً لمشتملات الأهداف الأمريكية التي لا حدود لا تساعها ولا محدد لاستدامة نشاطها الواسع .. والقادم حافل بالمتغيرات ولدى الأمريكان تصورات لما يجب ان تكون عليه المنطقة في قادمات السنوات.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: فی المنطقة فی الیمن
إقرأ أيضاً:
ترامب… الوجه الامريكي القبيح
#ترامب… #الوجه_الامريكي_القبيح
المهندس: عبد الكريم أبو زنيمة
لم تكن إمبراطورية الشر والارهاب الامريكية عبر تاريخها اكثر وضوحا مما هي عليه اليوم ، فرئيسها الحالي ترامب ممثل الرأسمالية المتوحشة هو تمثيلٌ حي لجوهرها وحقيقتها ، فأمريكا لم تكن يومًا جميلةً ووديعة وصديقة وحليفة كما تغنى بها عملاءها واتباعها من حكامٍ وسُلطات حاكمة ومأجورين حاولوا تزيينها وتسويقها على أنها راعية الحريات والديمقراطية والعدالة وحقوق الانسان ، بل هي الارهاب والدموية والبطش والمعايير المزدوجة بعينها، إنها رمز اللاإنسانية ! وتاريخها حافل بكل صنوف التوحش منذ ابادة الهنود الحمر مرورًا بفيتنام وهوريشيما وناغازاكي ويوغسلافيا وأفغانستان والعراق وغزة.
سلوك وتوجهات ترامب الصريحة بخلاف من سبقوه ممن سعوا لتحقيق الأهداف والاستراتيجيات نفسها ولكن بطرق وأساليب ناعمة يعبر عن المضمون العدائي التوسعي المتوحش للرأسمالية العالمية ، فعندما تصطدم أهدافهم بأية معوقات فإن كل معاني القيم الانسانية والحضارية تتلاشى من قاموسهم ، وهم يثبتون ويبرهنون ويؤكدون كل النظريات الاجتماعية العلمية التي تقول بأن الجينات تحمل في طياتها الطبائع والغرائز وتتوارثها الاجيال ، فلا زال احفاد من غزوا وأستعمروا امريكا قبل 500 عام وعاثوا فيها تقتيلاً وإجرامًا يتناسلون ويغزون العالم ويرتكبون أفظع الجرائم اللاإنسانية ويستثمرون بالارهاب والتوحش لإشباع جشعهم وتوحشهم حتى يومنا هذا .المهندس: عبد الكريم أبو زنيمة
ليس لأمريكا حلفاء وأصدقاء وإنما لها عملاء ووكلاء ، فكل ما يعنيها بعالمنا العربي هو أمن اسرائيل الممثلة لمصالحهم ورأس أموالهم والطاقة فقط ، وهي على مدار عقودٍ من الزمان عملت على إضعاف عالمنا العربي والتآمر عليه عبر تنصيبها ورعايتها لأنظمة حكم بوليسية غير شعبوية تُمكنها من إحكام سيطرتها وهيمنتها على عالمنا العربي ، وللأسف فإنها نجحت الى حد كبير، فالدول العربية ساقطة عسكريًا في ظل وجود القواعد العسكرية الأمريكية والغربية ومخترقة ومكشوفة أمنيًا بشكل فاضح وفاشلة اقتصاديا وغالبيتها لا تملك سيادتها حتى أصبح عالمنا العربي عبء على العالم ” تخلف وجهل وتطرف وحروب داخلية وفقر ومجاعة ” حتى تلك الدول الغنية ستظلّ غنية لأجلٍ مسمى !
ما جرى في غزة من مذابح ومجازر ومخططات تهجير لن يوقفه تصريحات وفرقعات اعلامية ، التصدي ووقف التهجير يتطلب:-
• إنهاء الانقسام الفلسطيني – الفلسطيني وبناء الوحدة الوطنية الفلسطينية على أُسس الثوابت الوطنية.
• إنهاء الخلافات العربية – العربية وإقامة التضامن والتكامل العربي وفي المقدمة منظومة الأمن القومي العربي.
• إطلاق الحريات العامة للشعوب العربية لتقرر بنفسها حاضرها ومستقبلها.
• إنهاء كافة أشكال التطبيع والتواصل مع دويلة الكيان الصهيوني.
• إغلاق كافة القواعد العسكرية الاجنبية في عالمنا العربي.
• دعم صمود الشعب الفلسطيني ودعم مقاومته وحركات المقاومة العربية.
بخلاف ذلك ستبقى تصريحاتنا وتهديداتنا كعواء الذئاب في الصحاري لا يسمعها أحد ولا تُخيف أحد ، وسنبكي أوطانًا ستتساقط واحدًا تلو الآخر لم تصنها انظمة حكم غارقة في ملذاتها وشعوب غافلة متناحرة فيما بينها على حوادث مضى عليها اكثر من 1400 عام ، والفضل ببقاء هياكل دولنا قائمةً المهددة بأية لحظة حتى الآن هو وجود حركات المقاومة العربية والتضحيات والصمود الاسطوري الفلسطيني الذي اصبح اليوم في دائرة الخطر .