حزب الله ونتنياهو.. الحرب الشاملة ام اللعبعلى حافة الهاوية
تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT
نفذ "حزب الله" جزءا من رده العسكري على ما قامت به اسرائيل في الايام الماضية، مستخدما صواريخ غير دقيقة في عملية قصف طالت قواعد عسكرية داخل المدن والتجمعات السكنية مما ادى الى تضرر عدد لا بأس به من المنازل والسيارات واصابة مستوطنين بجروح بعضها خطيرة فضلا عن اضرار كبيرة جدا بمطار رامات ديفيد. حصل ذلك بالتزامن مع التصعيد الاسرائيلي الذي تمثل بعملية قصف عنيف على اودية وجبال شمال وجنوب نهر الليطاني في جنوب لبنان البقاع الغربي.
اهمية ما قام به "حزب الله" ليس استخدامه صاروخ جديد، اذ ان هذا الصاروخ لا يعتبر من الترسانة المهمة لدى الحزب، اذ انه صاروخ رخيص الثمن قادر على صناعته داخليا، لكن قدرته التفجيرية جيدة وهامش خطأه يصل الى ٥٠ متراً، لكن الاهمية تكمن في تقصده اصابة المدنيين والتجمعات السكنية في مناطق بعيدة جدا عن تلك التي تم اخلاؤها، لا بل بعيدة عن تلك المناطق التي تم اعلان حالة الطوارئ فيها ، اذ ان تل ابيب اعلنت تعديلا في سياسات الجبهة الداخلية من الحدود اللبنانية حتى مدينة حيفا، لكن الحزب استهدف جنوب حيفا بصواريخه.
هدف اسرائيل الاول من التصعيد الذي بدأ بداية الاسبوع الماضي هو اعادة المستوطنين الى الشمال او هذا هو الهدف المعلن لرئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، لذلك يعمل الحزب، وسيعمل في المرحلة المقبلة على افشال هذا الهدف، اذ بدل ان يؤدي التصعيد الى وقف قصف المستوطنات سيؤدي الى استهداف مناطق شاسعة وبعيدة عن الحدود وبدل ان يكون عدد المهجرين ٢٠٠ الف كحد اقصى، سيصبح عددهم نصف مليون كحد ادنى، وهذا ما سيربك نتنياهو وقدرته على اتخاذ القرار السليم.
الاهم ان "حزب الله" وفي رده، اختار حتى الآن اهدافا عسكرية، وان كان الاستهداف جاء بطرق غير دقيقة ما ادى الى اصابة مستوطنين، لكن الهدف كان استهداف قواعد عسكرية، وهذا لا يعطي اسرائيل مساحة مناورة كبيرة لاستهداف المدنيين في لبنان ويتركها امام خيارين، الاول الاستمرار بالقيام بغارات واحزمة نارية شمال الليطاني والقبول بإستهداف القواعد العسكرية حتى حيفا وما بعدها، او التراجع عن مثل هذا التصعيد لتعود قواعد الاشتباك الى ما كانت عليه في السابق.
الاهم هو ان الرد الفعلي للحزب على مجزرة الضاحية الجنوبية لبيروت التي حصلت يوم الجمعة والعملية الامنية يومي الثلثاء والأربعاء لم يحصل بعد، اذ ان كل التصعيد الذي شهده اللبنانيين امس مرتبط حصرا بتوسيع قاعدة النار من قبل الطائرات الحربية الاسرائيلية فتم الرد عليها بتوسيع دائرة النار من قبل الحزب، لذلك فإن القرار الاسرائيلي بالاستمرار بالتصعيد لا يزال مرجحا على غيره بالرغم من ان الاميركيين لم يكن لديهم مواقف حاسمة وغير مألوفة، ما يجعل هذا المستوى من التصعيد لا يستجلب اي تدخل اميركي مباشر.
في الايام المقبلة سيستمر التصعيد ضمن نفس الوتيرة، الا في حال قررت اسرائيل القيام بألعاب جنونية جديدة، واذا كان "حزب الله" قادرة على احتمال المستوى الاخير من الاستنزاف والخروقات فهو قد يشعر في لحظة ما ان ابتلاع واحتواء الضربات لم يعد ممكنا وعندها سيكون"اللعب"على حافة الهاوية ليكتشف فعلا ما اذا كان نتنياهو يريد الحرب الكبرى ام انه يعمل على التهويل بها لردع اعدائه، لكن عندها لن يكون هناك مجال كبير للتراجع عن التصعيد.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
عيوننا المرابطة...بيان حزب الله تحذيري
أكدت مصادر مطلعة ان البيان الذي صدر عن "المقاومة الإسلامية" امس له دلالات ولم يكن عفوياً او انشائيا ، اذ جاء بعد حديث الامين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم عن التطورات والتي قرأ فيها معادلة جديدة للحزب مرتبطة بإستعداده للرد اذا لم تنسحب اسرائيل.
وبحسب المصادر فإن بيان الاعلام الحربي تضمن عبارة "عيوننا المرابطة" ما اوحى بأن الحزب لا يزال حاضرا بالمعنى العسكري جنوب نهر الليطاني ومستعد للاشتباك مع اسرائيل في حال استمرت الاعتداءات.
وترى المصادر ان حديث قاسم وبيان الاعلام الحربي نقلا" الحزب" الى مرحلة جديدة، وقد يكون الحزب استفاد بشكل كبير من التطورات الجنوبية لكي يعيد اظهار قوته ونفوذه وان بنسبة معينة.
وكان صدر عن "المقاومة الإسلامية" مساء امس بيان جاء فيه:يا شعبنا وأهلنا، لقد كان عبورُكم أمس واليوم أمام عيوننا المرابطة عبورَ الفاتحين الواثقين، وها نحن ننحني بهاماتنا ونقدم تحية السلاح والجهاد والمقاومة لكل أم وأب وأخ وأخت وشيخ وطفل صغير، باسم كل مجاهد منا وباسم أرواح الشهداء الذين رووا بدمائهم تراب الوطن”.
المصدر: لبنان 24