نفذ "حزب الله" جزءا من رده العسكري على ما قامت به اسرائيل في الايام الماضية، مستخدما صواريخ غير دقيقة في عملية قصف طالت قواعد عسكرية داخل المدن والتجمعات السكنية مما ادى الى تضرر عدد لا بأس به من المنازل والسيارات واصابة مستوطنين بجروح بعضها خطيرة فضلا عن اضرار كبيرة جدا بمطار رامات ديفيد. حصل ذلك بالتزامن مع التصعيد الاسرائيلي الذي تمثل بعملية قصف عنيف على اودية وجبال شمال وجنوب نهر الليطاني في جنوب لبنان البقاع الغربي.



اهمية ما قام به "حزب الله" ليس استخدامه صاروخ جديد، اذ ان هذا الصاروخ لا يعتبر من الترسانة المهمة لدى الحزب، اذ انه صاروخ رخيص الثمن قادر على صناعته داخليا، لكن قدرته التفجيرية جيدة وهامش خطأه يصل الى ٥٠ متراً، لكن الاهمية تكمن في تقصده اصابة المدنيين والتجمعات السكنية في مناطق بعيدة جدا عن تلك التي تم اخلاؤها، لا بل بعيدة عن تلك المناطق التي تم اعلان حالة الطوارئ فيها ، اذ ان تل ابيب اعلنت تعديلا في سياسات الجبهة الداخلية من الحدود اللبنانية حتى مدينة حيفا، لكن الحزب استهدف جنوب حيفا بصواريخه.

هدف اسرائيل الاول من التصعيد الذي بدأ بداية الاسبوع الماضي هو اعادة المستوطنين الى الشمال او هذا هو الهدف المعلن لرئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، لذلك يعمل الحزب، وسيعمل في المرحلة المقبلة على افشال هذا الهدف، اذ بدل ان يؤدي التصعيد الى وقف قصف المستوطنات سيؤدي الى استهداف مناطق شاسعة وبعيدة عن الحدود وبدل ان يكون عدد المهجرين ٢٠٠ الف كحد اقصى، سيصبح عددهم نصف مليون كحد ادنى، وهذا ما سيربك نتنياهو وقدرته على اتخاذ القرار السليم.

الاهم ان "حزب الله" وفي رده، اختار حتى الآن اهدافا عسكرية، وان كان الاستهداف جاء بطرق غير دقيقة ما ادى الى اصابة مستوطنين، لكن الهدف كان استهداف قواعد عسكرية، وهذا لا يعطي اسرائيل مساحة مناورة كبيرة لاستهداف المدنيين في لبنان ويتركها امام خيارين، الاول الاستمرار بالقيام بغارات واحزمة نارية شمال الليطاني والقبول بإستهداف القواعد العسكرية حتى حيفا وما بعدها، او التراجع عن مثل هذا التصعيد لتعود قواعد الاشتباك الى ما كانت عليه في السابق.

الاهم هو ان الرد الفعلي للحزب على مجزرة الضاحية الجنوبية لبيروت التي حصلت يوم الجمعة والعملية الامنية يومي الثلثاء والأربعاء لم يحصل بعد، اذ ان كل التصعيد الذي شهده اللبنانيين امس مرتبط حصرا بتوسيع قاعدة النار من قبل الطائرات الحربية الاسرائيلية فتم الرد عليها بتوسيع دائرة النار من قبل الحزب، لذلك فإن القرار الاسرائيلي بالاستمرار بالتصعيد لا يزال مرجحا على غيره بالرغم من ان الاميركيين لم يكن لديهم مواقف حاسمة وغير مألوفة، ما يجعل هذا المستوى من التصعيد لا يستجلب اي تدخل اميركي مباشر.

في الايام المقبلة سيستمر التصعيد ضمن نفس الوتيرة، الا في حال قررت اسرائيل القيام بألعاب جنونية جديدة، واذا كان "حزب الله" قادرة على احتمال المستوى الاخير من الاستنزاف والخروقات فهو قد يشعر في لحظة ما ان ابتلاع واحتواء الضربات لم يعد ممكنا وعندها سيكون"اللعب"على حافة الهاوية ليكتشف فعلا ما اذا كان نتنياهو يريد الحرب الكبرى ام انه يعمل على التهويل بها لردع اعدائه، لكن عندها لن يكون هناك مجال كبير للتراجع عن التصعيد.
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

مصر: التصعيد في لبنان يقود لسيناريو الحرب الإقليمية الشاملة

شمسان بوست / وكالات:

أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي الأهمية القصوى لمواصلة الجهود لاحتواء التصعيد في جنوب لبنان وتجنب الانزلاق لسيناريو الحرب الإقليمية الشاملة.

وذكر المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية والهجرة المصرية تميم خلاف أن عبد العاطي أشار خلال لقائه الجمعة، مع المبعوث الأمريكي للبنان أموس هوكشتاين، إلى جهود مصر الحثيثة للتهدئة في المنطقة بوجه عام وجنوب لبنان على الأخص، مشددا على أولوية التوصل لوقف شامل لإطلاق النار في غزة، باعتباره مفتاح التهدئة في المنطقة.

كما استعرض مجمل الاتصالات المكثفة التي يقوم بها الجانب المصري مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية بهدف وقف التصعيد، مشيرا إلى أهمية مواصلة الجهود المشتركة من أجل التطبيق الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 1701، للحفاظ على أمن واستقرار الحدود اللبنانية الإسرائيلية، ولضمان عدم انتهاك السيادة اللبنانية.

وجدد وزير الخارجية المصري التحذير من خطورة التطورات الخطيرة والمتسارعة التي يشهدها لبنان على مدى الأيام القليلة الماضية، بما يعد مؤشرا واضحا على أن المنطقة بصدد منعطف خطير جراء تصرفات أحادية غير مسؤولة، والتي ستؤدي إلى تبعات ستلقي بظلالها على استقرار المنطقة بأسرها.

وأكد عبد العاطي على أهمية الدعم الدولي للحكومة اللبنانية ومؤسسات الدولة المختلفة، من أجل مساعدة لبنان على تجاوز الأزمات السياسية والاقتصادية التي يواجهها.

وأعلن “حزب الله” مقتل قائد قوة الرضوان إبراهيم عقيل، في غارة جوية استهدفت أمس مبنى في الضاحية الجنوبية لبيروت، كما شهد اليومين الماضيين، انفجارات بأجهزة اتصال لاسلكي تابعة لـ”حزب الله” ما أسفر عن إصابة أكثر من 3500 شخص ومقتل 37 آخرين.

مقالات مشابهة

  • وزير الاقتصاد اللبناني: الحرب بدأت تتوسع والمنطقة على حافة الهاوية
  • حزب الله يكسر قواعد الاشتباك.. هل يشعل فادي الحرب الشاملة؟
  • حزب الله يكسر قواعد الاشتباك.. هل يشعل فادي2 الحرب الشاملة؟
  • الاقتراب من حافة الحرب.. واشنطن متشائمة من إمكانية خفض التصعيد جنوب لبنان
  • ما خيارات حزب الله بعد التصعيد الإسرائيلي؟ خبراء يجيبون
  • التصعيد بالتصعيد..والحرب الشاملة لا تزال مستبعدة!
  • مصر: التصعيد في لبنان يقود لسيناريو الحرب الإقليمية الشاملة
  • سياسة حافة الهاوية.. ما ملامح "المرحلة الجديدة" من الحرب في لبنان؟
  • دبلوماسي سابق يكشف لـ«الأسبوع» عن حقيقة الحرب الشاملة بين حزب الله وإسرائيل وكواليس التصعيد وقرار تجنب المواجهة الكبرى