هل بدأت حرب لبنان الثالثة؟
تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT
سرايا - دوت صفارّات الإنذار صباح اليوم الاثنين في المنطقة الشماليّة عقب شكوكٍ عن اختراق مسيّرةٍ تابعةٍ لحزب الله إلى أراضي كيان الاحتلال، ويأتي هذا التطوّر في ظلّ التصعيد الإسرائيليّ، حيثُ نقل الإعلام العبريّ عن المصادر العسكريّة والأمنيّة في تل أبيب قولها إنّ القصف الجويّ الإسرائيليّ لجنوب لبنان لم يكُن له مثيلاً إلّا في حرب لبنان الثانيّة في صيف العام 2006، على حدّ تعبيرها.
وشنّ الجيش الإسرائيليّ فجر اليوم الاثنين عدوانًا جويًا واسعًا على الجنوب اللبناني استمر حتى الصباح شمل كافة البلدات الحدودية وأطرافها من دون استثناء.
كما طاول العدوان العديد من بلدات وقرى قضائيْ النبطية وصور، وصولًا إلى إقليم التفاح، والبقاع الغربيّ والشرقيّ والأوسط، وتعرّضت المناطق المستهدفة لعدة غاراتٍ جويّةٍ متتاليةٍ.
في السياق عينه أصدر المتحدّث بلسان جيش الاحتلال، الجنرال داني هاغاري، بيانًا متلفزًا موجهًا إلى سُكّان جنوب لبنان يُطالبهم فيه بمغادرة بيوتهم كي لا يتعرّضوا للقتل أو الإصابة بسبب الغارات التي يشًنها سلاح الجوّ الإسرائيليّ.
إلى ذلك، حذّر مسؤولٌ عسكريٌّ إسرائيليٌّ سابقٌ من تحول الوضع في تل أبيب إلى ما يشبه ما يجري في (سديروت) القريبة من قطاع غزة، في حال اندلعت حرب في الشمال مع حزب الله.
وقال القائد السابق لمنظومة الدفاع الجويّ الإسرائيليّة العميد احتياط ران كوخاف، لهيئة البث الإسرائيليّة الرسميّة (كان): “إذا اندلعت الحرب في الشمال فستصبح تل أبيب مثل سديروت”، في إشارةٍ إلى المستوطنة المحاذية لشمال قطاع غزة والتي تتعرض منذ بداية الحرب لرشقاتٍ صاروخيّةٍ.
وأضاف كوخاف الذي شغل أيضًا منصب المتحدث باسم الجيش الإسرائيليّ: “ليست هناك حاجة لمناورةٍ بريّةٍ في لبنان لتحقيق ما هو مطلوب”، طبقًا لأقواله.
ويأتي هذا التحذير في ظلّ موجةٍ جديدةٍ من التصعيد الإسرائيليّ على لبنان و(حزب الله)، حيث أعلن وزير الحرب، يوآف غالانت، الخميس، عن دخول الحرب مع حزب الله “مرحلة جديدة”، على حدّ تعبيره.
وفي وقتٍ سابقٍ أمس الأحد، أعلن حزب الله في سلسلة بيانات، عن قصفه مناطق واسعة في شمال دولة الاحتلال بعشرات الصواريخ من نوع الكاتيوشا و”فادي 1″ و”فادي 2″ التي يستخدمها لأول مرة، وأصابت 5 إسرائيليين.
ويشُنّ جيش الاحتلال غارات جويّة عنيفة ومكثفة على مناطق واسعةٍ في جنوب لبنان والبقاع زادت حدتها خلال الساعات الماضية.
وتطلق فصائل مقاومة فلسطينية رشقات صاروخية على المستوطنات المتاخمة لقطاع غزة ومنها عسقلان وسديروت ونيرعام.
وطبقًا للمصادر الأمنيّة في تل أبيب، فقد صادق جيش الاحتلال، خلال آخر 24 ساعة على خططٍ عملياتيّةٍ إضافيّةٍ، فيما يتعلّق بالأيام القليلة المقبلة، بمواجهة حزب الله اللبنانيّ، الذي تمّ اتخاذ قرار في إسرائيل، برفع مستوى التصعيد ضدّه بشكلٍ تدريجيٍّ، دون الدخول في حربٍ شاملةٍ، كانت الولايات المتحدّة الأمريكيّة قد حذّرت في رسائل وجهتها إلى دولة الاحتلال من الوصول إليها.
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية (كان 11)، بأنّ المصادقة على الخطط العمليّاتية، تأتي “بهدف الاستمرار لتقويض القدرات العملياتية لحزب الله”، بيد أنّ التقرير أشار إلى أنّها خطط عادية تمّ إعدادها مسبقا.
علاوة على ما ذُكِر أعلاه، شدّدّت هيئة البثّ الإسرائيلية على أنّ “القصد هو توسيع إطلاق النار، وبدء عمليات هجومية، بغضّ النظر عن عمل حزب الله”. ووصفت الهجمات بأنّها قد تكون “استباقية وواسعة النطاق”، طبقًا للمصادر التي اعتمدت عليها الهيئة.
وفيما أشار التقرير إلى إدراك جيش الاحتلال إلى أنّ “هذا يمكن أنْ يؤدي إلى التصعيد، لكنّه يدرك أنّ هذه هي الطريقة الوحيدة لوضع المنظمة، أيْ حزب الله، في مأزقٍ وربّما يدفعها إلى وقف إطلاق النار”، طبقًا لأقوالها.
إزاء ما شهده الكيان من قصفٍ، أكّدت وسائل الإعلام العبريّة صباح الاثنين أنّ حزب الله “يوسّع نطاق إطلاق الصواريخ إلى 60 كلم”، مشيرةً إلى دخول مليونيْ مواطنٍ في نطاق نيران المقاومة، خلال الساعات الماضية.
وأوضحت (القناة 13) بالتلفزيون العبريّ أنّ المناطق التي وصلتها صواريخ حزب الله، في الناصرة والعفولة و”مغدال هعيمق”، لم تكن مشمولةً بالتعليمات التي وجّهتها الجبهة الداخلية إلى المستوطنين، تحسبًا لضربات حزب الله. (هذا يعني أن تقديرات الجيش الإسرائيليّ كانت تستبعد استهدافها من قبل حزب الله).
وذكر الإعلام الإسرائيليّ أنّ الجيش قد يعلن تشديد القيود المفروضة على حيفا ومحيطها، بسبب توسّع مدى الرشقات الصاروخية من لبنان، في حين تقرّر إلغاء الدراسة في شمال إسرائيل في أعقاب الصواريخ التي استهدفت الشمال.
ويبقى السؤال: هل بدأت إسرائيل حرب لبنان الثالثة؟ وهل ستنضّم دولاً وتنظيماتٍ عربيّةٍ وأخرى للمُواجهة الشاملة في حال اندلاعها؟إقرأ أيضاً : بعد “إنجاز الإخوان” الانتخابي و”توزيرات حسان” .. عاصفة قد تفرط مسبحة أحزاب اليسار والوسط الأردنية - تفاصيل إقرأ أيضاً : الصحة العالمية: دور مهم للأردن والمستشفيات الميدانية لدعم نازحي غزةإقرأ أيضاً : "اتحاد النقابات" لـ"سرايا": نطالب الحكومة الاعتراف بمهنة السائق
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: اليوم المنطقة الله لبنان لبنان اليوم لبنان الوضع الدفاع غزة لبنان لبنان الله الله الاحتلال الاحتلال لبنان غزة الله الاحتلال الاحتلال الله لبنان سرايا المنطقة الوضع لبنان الصحة اليوم الحكومة الله الدفاع غزة الاحتلال جیش الاحتلال حزب الله تل أبیب
إقرأ أيضاً:
الحرب العالمية الثالثة «ترامبية»!!
من غير الممكن بل ومن المستحيل على أمريكا أن توفق بين كونها كما تؤكد لا تريد حرباً عالمية ثالثة وبين ما تمارسه من بلطجة على كل العالم..
بين تصريحات “ترامب” المتكررة وقبل عودته للبيت الأبيض وتخديراته وتأكيداته أن سلفه بايدن يدفع العالم إلى حرب عالمية ثالثة بل أنه قال إن العالم بات على شفا الحرب العالمية الثالثة بسبب بايدن وسياساته الغبية..
كل العالم يجمع الآن على ملامح خطر أو خطورة في الحالة “البايدنية” إزاء احتمال الحرب العالمية، ولكنه لم يحس فعلاً أنه على شفا هذه الحرب إلا في الحالة “الترامبية” القائمة ومنذ نكبة عودته – والأصح- إعادته إلى المكتب البيضاوي..
إذا كانت أمريكا تتذاكى بترامبها وتعتقد أنها بهذه البلطجة ستجبر العالم على الخضوع والخنوع لها مجدداً فهي ليست خاطئة فقط بل ترتكب الخطيئة وفي حق ذاتها قبل أن تكون في حق العالم..
إذا أمريكا لا تريد حرباً عالمية ثالثة فعليها ببساطة أن توقف بلطجتها وابتزازها اللاقانوني واللامشروع واللاأخلاقي على العالم، فيما استمراء واستمرار هذا الخط العنجهي المتعالي هو تلقائياً الأرضية لحتمية الحرب العالمية التي تزعم أمريكا أنها لا تريدها..
المشكلة هي أن العالم في غالبيته المطلقة تجاوز أمريكا فيما أمريكا لم تستطع تجاوز الذات ولم تستطع العودة للذات ولا زالت تفكر بذات العقلية الاستعمارية والاستبدادية ولم تترك حتى الحد الأدنى من الثقة بها أو لتصديقها، ومنتهى الغباء بات يتجسد في ثنائية ترامب المتضادة، حيث له شن الحروب على العالم وهو لا يريد حرباً عالمية..
والمراد أن كل دول وشعوب العالم لا يحق لها أن تمارس حق الدفاع عن نفسها وعن أوطانها وعن مصالحها وأمنها القومي ويترك لأمريكا أن تحارب من تريد وأينما وكيفما تريد، ومن يتصدى للدفاع عن شعبه ووطنه ومصالحه وأمنه يكفي أن يصدر ترامب قراراً تنفيذياً بتصنيفه أو توصيفه بالإرهاب..
هذا هو منطق اللامنطق الذي تجاوزه العالم إلا أمريكا التي أعادت الأطماع الاستعمارية المتجددة إلى منطق وسلوك الاستعمار القديم وكل استعمار عُرف في التاريخ البشري..
كيف لنا فهم تفكير أمريكا بضم بلدان ودول إليها كما كندا وبنما وجزيرة “جرين لاند”، فيما لا يسمح للصين توحيد الصين وفق قرارات الأمم المتحدة، وكيف لترامب أو أي شخص آخر أن يزعم أنه لا يريد حرباً عالمية وهو يسير في مثل هذه التصرفات الهوجاء والعوجاء..
تصرفات كل بلدان العالم باستثنائية أمريكا وإسرائيل تؤكد أن كل العالم لا يريد حرباً عالمية جديدة وفي سبيل ذلك تمارس الصبر البعيد وتحمل ما لا يحتمل لتجنبها، بينما كل سلوك وتصرفات أمريكا وإسرائيل كأنما تريد دفع العالم دفعاً إلى حرب عالمية وهي ما يزعم ترامب أنه لا يريدها..
روسيا هي التي استطاعت بحنكتها وعقلانيتها منع حرب عالمية كانت أمريكا بايدن تدفع إليها بكل مستطاع، وإلا فإن الصين وأيضاً إيران تمارس حنكة وعقلانية منع الوصول للحرب العالمية، فيما ترامب يدفع إلى كل ما يشعل حرباً عالمية ويزعم أنه لا يريدها..
ولذلك فإنه على أمريكا أن تدرك استحالة استمرارها في العدوان والحروب والبلطجة والابتزاز دون حدوث حرب عالمية لأن الصبر والتحمل بمعيار العقلانية وتجنب الخيارات المكارثية على العالم له سقف..
ترامب الذي ظل يردد أن سلفه “بايدن” يضع العالم على شفا حرب عالمية، ها هو “بايدن” في أول خطاب بعد خروجه من البيت البيضاوي يقول إن ترامب هو الكارثة على أمريكا وعلى العالم أجمع، وهذا الطرح لرئيسين خلف وسلف كأنما يؤكد أن أمريكا تضع العالم بين خيارين لا ثالث لهما، فإما أن تترك لتعمل كل ما تريد في العالم من بلطجة وابتزاز وإجرام ومصادرة حقوق شعوب وأوطان وإما “الحرب”، والتي إن حدثت ستقول إن العالم هو من اختارها وسار فيها فيما أمريكا هي السلمية والمسالمة وهي حمامة السلام والحمل الوديع، فهل ما زال في هذا العالم أحرار غير الأنظمة التابعة العميلة المهيمنة عليها أمريكا بملفات لا تحتمل فتحها – هل ما زال- لدى أمريكا رصيداً في ثقة أو أدنى مساحة للتصديق؟..
هل بايدن هو من وضع العالم على شفا حرب عالمية أم أن ترامب هو كارثة على أمريكا و العالم؟..
أمريكا من يفترض أن تجيب وليس بقية العالم!!.