تسود مخاوف دولية بشأن سلامة رئيس النيجر الشرعي، محمد بازوم، الذي يحتجزه انقلابيون مع بعض أفراد عائلته منذ 26 يوليو الماضي، وذلك بعد فترة من "المعاملة الحسنة"، والتي توفقت قبل نحو 5 أيام، وفقا لما ذكرت بعض التقارير الإعلامية.

وقالت زازيا بازوم، ابنة الرئيس المعتقل لصحيفة "غارديان" البريطانية، إن "والدها وعائلتها محتجزون في ظروف غير إنسانية على أيدي خاطفيهم العسكريين، الذين قطعوا الكهرباء عن المقر الرئاسي".

وأشارت إلى أن تلك الظروف جعلت أفراد أسرتها "يفقدون الكثير  من وزنهم بسرعة، بسبب تعفن الطعام في الثلاجة".

وقالت زازيا، التي كانت تقضي إجازة في فرنسا عندما احتجز حرس الرئاسة والدها، إنها "ما زالت على اتصال هاتفي شبه يومي مع والدها ووالدتها وشقيقها"، الذين تقول إنهم "يعيشون دون مياه نظيفة، ويعتمدون على الأرز والمعكرونة، وذلك مع اقتراب نفاد الغاز المخصص للطهي".

وأوضحت الابنة، البالغة من العمر 34 عاما، في اتصال هاتفي من باريس: "وضع عائلتي صعب للغاية في الوقت الحالي.. إنهم يبقون في الظلام، والطقس في النيجر شديد الحرارة.. هم يقولون إنهم سيستمرون في الصمود والنضال، لكن من الصعب بالنسبة لي ولأشقائي في الخارج أن نرى عائلتنا في هذا الموقف دون إمكانية الخروج منه".

من جانب آخر، ذكر مصدر مقرب من بازوم لصحيفة "فاينانشال تايمز" اللندنية، أن الأخير "لا تزال معنوياته مرتفعة حتى الآن"، مضيفًا أن قدرة الرئيس المحتجز على التواصل مع العالم الخارجي أصبحت "أكثر صعوبة في الوقت الحالي، إن لم تكن مستحيلة".

وأكد المصدر أن الانقلابيين يحاولون "إجبار الرئيس على الاستقالة"، وأن بازوم يرفض حتى اللحظة تلك المحاولات.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قد أعرب هذا الأسبوع عن "قلقه" بشأن صحة وسلامة بازوم ، في حين أدانت المجموعة الاقتصاد لدول غرب أفريقيا (إيكواس) ، التي أمرت، الخميس، القوات بالتأهب لتدخل عسكري محتمل، ظروف احتجازه.

وحذرت "إيكواس" من أنها تحمل ما يسمى "المجلس القومي لحماية الوطن" الذي أعلنه قائد الانقلاب، الجنرال عبد الرحمن تشياني،"المسؤولية الكاملة والوحيدة عن سلامة وأمن وسلامة الرئيس بازوم وأفراد أسرته".

"أوضاع مزرية"

وفي نفس السياق أكدت ابنة بازوم، التي تدربت كمحامية مصرفية لكنها تعمل مع والدتها، الحاجة هديزا بازوم، في إدارة مؤسسة السيدة الأولى التي تهتم بقطاعي الصحة والتعليم في النيجر، أن "أبيها وأمها فقدا حوالي 5 كيلوغرامات من وزن كل منهما، بينما  خسر شقيقها سالم، البالغ من العمر 22 عامًا، 10 كيلوغرامات".

وتابعت: "هذا أمر خطير للغاية. (قادة الانقلاب) يفعلون ذلك للضغط عليهم، لكن ليس من العدل أن نراهم في هذا الوضع".

واستطردت: "الطعام الموجود في الثلاجة لا يمكنهم استخدامه بعد الآن. ليس لديهم لحوم أو خضروات طازجة، لذلك يكتفون بأكل الأرز والمعكرونة، وهو أمر غير مفيد لصحتهم. ليس لديهم حتى مياه نظيفة للشرب، وسينتهي غاز الطهي قريبًا.. وعندها ماذا سيأكلون؟، خاصة أنهم ممنوعون من مقابلة أي شخص".

وعندما زارت وكيلة وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية، فيكتوريا نولاند، نيامي هذا الأسبوع، مُنعت من التواصل مع العائلة الرئاسية، كما رُفض طلبها بالإفراج عن ابن الرئيس، سالم، رغم مرضه.

وعن وضع شقيقها زازيا بازوم : "نحن أيضا طلبنا إخراجه مرتين لكنهم رفضوا (قادة الانقالب)، وذلك رغم وضعه الصحي السيئ".

وزادت: "إنهم يستغلون كل هذه الأمور للضغط علينا. قطعوا الكهرباء عنهم ومارسوا ضغوطعا نفسية قاسية لأنهم يودون رؤية والدي وهو يوقع على ورقة الاستقالة".

وشككت زازيا في أن يفرج العسكر عن والدها، قائلة: "ربما سيسمحون لأخي وأمي بالمغادرة، لكنني لا أعتقد أنهم سيطلقون سراح والدي.. لأنهم يعلمون يقينا أنه سوف يتلقى المزيد من الدعم بعد خروجه".

"واحد من الناس"

وقبل انتهاء "المعاملة الودية" للرئيس الشرعي، كان الأخير قد تمكن من نشر مقالة في صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، قال فيها إنه "يخط تلك الكلمات وهو رهينة"، موضحا: "أنا مجرد واحد من مئات المواطنين الذين تم سجنهم بشكل تعسفي وغير قانوني".

ويتمتع بازوم بدعم كبير من الغرب وعدة أوساط حقوقية داخل البلاد، فهو  رئيس يوصف بأنه ليبرالي، فهو يدعم تعليم الفتيات ويرفض مبدأ تعدد الزوجات.

كما قام بجولات في مناطق نائية جدا في بلاده الصحراوية، وذلك بالقرب من مواقع تواجد جماعة "بوكو حرام "المتطرفة والتي تشن هجمات على النيجر عبر الحدود من نيجيريا.

وفي إحدى تلك الزيارات، خاطب بازوم، بحسب صحيفة "فاينانشال تايمز"، القوات التي تحمي القرويين من غارات بوكو حرام، وأخبرهم أن "السياسيين في نيامي لم ينسوهم".

وقال إن "الدولة ستساعد السكان المحليين على العودة إلى قراهم المدمرة". وبعد دقائق من مغادرته  تعرضت تلك القوات إلى هجوم من قبل بوكو حرام.

من جانب آخر كان بازوم قد أعلن عن برنامج للمساعدة في وقف تدفق اللاجئين إلى أوروبا عبر الأراضي النيجرية، في حين كان يدعم  استضافة بلاده  للقوات الأميركية والفرنسية والأوروبية التي كانت تساعد جيش بلاده في محاربة الجماعات المتطرفة المرتبطة بتنظيمي داعش والقاعدة.

ودافع بازوم عن وجود القوات الفرنسية التي أصبحت الآن موضع عداء من قبل بعض الحشود التي خرجت لدعم الانقلاب في نيامي، وقال لصحيفة فاينانشيال تايمز في وقت سابق من هذا العام:  "صحيح أن السياسة الفرنسية في أفريقيا لا تحقق نجاحًا كبيرًا في الوقت الحالي.. ولكن هل هذا خطأ باريس؟ أنا لا أعتقد ذلك".

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

رائدة بالجيش الأميركي: إغلاق قواعدنا في النيجر انتكاسة إستراتيجية

قالت عضوة القوات الأميركية السابقة في النيجر الرائدة جاكي لي إن رحيل القواعد العسكرية التابعة للولايات المتحدة من منطقة أغاديز في شمال البلاد يشكل "انتكاسة إستراتيجية كبيرة"، ويشبه الخروج من أفغانستان في عام 2021.

وقالت الرائدة لي -وفق ما أوردت صحيفة واشنطن بوست- إن انسحاب الولايات المتحدة يأتي في سياق تراجع نفوذها في المنطقة المصنفة "بؤرة للإرهاب"، والتي تم إنشاء قاعدة أغاديز فيها عام 2012 بهدف محاربته.

وتم بناء القواعد العسكرية الأميركية في النيجر كجزء من مواصلة "الحرب على الإرهاب" التي بدأه الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الابن بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، حيث اختار الكثير من المسلحين المتشددين إعادة التموقع في منطقة الصحراء الأفريقية.

إخفاق أميركي

واعتبرت الرائدة لي أن الولايات المتحدة أخفقت كثيرا في دولة النيجر التي كانت تمتلك بها قواعد عسكرية مهمتها الأساسية التخابر والاستطلاع والمراقبة، إذ لم تكن تعلم بأن قادة الجيش يخططون للإطاحة بالرئيس المنتخب محمد بازوم الذي كان آخر حليف لأميركا في منطقة الساحل الأفريقي.

وأضافت أنه قبل وقوع الانقلاب بيوم واحد حضرت اجتماعا مع طاقم السفارة الأميركية في العاصمة نيامي، وتحدث فيه أحد الدبلوماسيين عن الوضع في النيجر، معتبرا أنها "واحة استقرار" وليست سيئة مثل مالي وبوركينا فاسو.

إعلان

وبعد وقوع الانقلاب، تم وضع القواعد الأميركية في حالة تأهب قصوى وتبين أن الولايات المتحدة لم تكن على علم به، وكان الجنود يتابعون وسائل الإعلام الفرنسية للحصول على الأخبار.

وقبل الانقلاب عاشت النيجر تجربة ديمقراطية ناجحة وسجل اقتصادها نموا مرتفعا، ولم تعرف الكثير من هجمات العنف مثل الدول المجاورة لها.

نفوذ روسي

وعملت القوات الأميركية في النيجر على هدفين، أحدهما رسمي ومعلن وهو محاربة الجماعات المتطرفة، وآخر غير معلن وهو التصدي للتمدد الروسي في المنطقة، بحسب الرائدة لي.

وبلغ عدد القوات الأميركية العاملة في النيجر 1100 جندي ينتشرون في عدد من القواعد، ويعملون على جمع المعلومات الاستخباراتية وتقديم الدعم اللوجيستي لجيش النيجر ومساعدته في القتال، لكن بعد الكمين الذي أودى بحياة 4 جنود أميركيين عام 2017 تراجع أداؤها وأصبحت تركز على الجهود المدنية.

وبعد الانقلاب تظاهر المواطنون النيجيريون أمام السفارة الفرنسية في العاصمة نيامي ورفعوا علم روسيا وشعارات مؤيدة لوجودها في المنطقة، فيما لم يتعرض أحد للسفارة الأميركية.

وفي مارس/آذار 2024 أمر المجلس العسكري بخروج القواعد الأميركية من النيجر بعد عقد من ملاحقة "الجماعات الإرهابية" في صحراء البلاد الواسعة.

مقالات مشابهة

  • حُب خالد عبر الزمن.. ابنة رجاء الجداوي تكشف وثيقة نادرة لوالدتها بعد وفاتها
  • رائدة بالجيش الأميركي: إغلاق قواعدنا في النيجر انتكاسة إستراتيجية
  • رئيس الجمهورية يُدشن مصنع تحلية مياه البحر فوكة -2- بتيبازة
  • رئيس مياه المنوفية يتفقد مشروعات srssp الممولة من البنك الدولي والآسيوي
  • رجل يغتصب ابنة صديقه تحت تأثير المخدرات
  • بعد حوادث التخريب في مياه البلطيق.. بروكسل تكشف خطتها لتأمين الكابلات البحرية
  • مصرع شخص بصعق كهرباء من كولدير مياه بإحدى قرى مركز قوص بقنا
  • الرئيس عون عرض والوزير مكي لخطة العمل التي سيعتمدها في وزارته
  • الجزيرة نت تكشف التعديلات الدستورية التي أجازتها حكومة السودان
  • شهر على عودة الرئيس ترامب.. الأيام الثلاثون التي هزت العلاقات بين ضفّتي الأطلسي