انتشرت في الساعات الماضية شائعات واسعة حول اغتيال يحيى السنوار، قائد حركة حماس، إثر غارة جوية من جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة. 

أثارت هذه الأخبار ضجة كبيرة في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، حيث كان الجميع يحاول التأكد من صحة هذه الادعاءات.

تفاصيل الشائعات

تفيد التقارير أن الشائعات جاءت في وقت حساس، خاصة بعد تصعيد الهجمات الإسرائيلية عقب العملية التي نفذتها حماس ضد إسرائيل في 7 أكتوبر.

وعززت هذه الأنباء من حدة التوترات بين الجانبين، مما دفع بعض المحللين إلى التكهن بأن الجيش الإسرائيلي تمكن من تحقيق هدفه باغتيال أحد أبرز قادة حماس.

ردود الفعل من المصادر الرسمية

رغم الانتشار الواسع لهذه الشائعات، نفت العديد من المصادر الرسمية هذه الادعاءات. 

موقع «والا» العبري نقل عن جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" تأكيده أن الأخبار المتعلقة بمقتل السنوار غير صحيحة. 

أضاف الموقع أن السنوار لم يُقتل في أي عملية، وأن الجيش الإسرائيلي لا يزال يجري عمليات البحث والتحقيق حول موقعه الحالي.

كما أكدت القناة 12 التابعة لجيش الاحتلال أن الشائعات حول مقتل يحيى السنوار لا تستند إلى معلومات استخباراتية موثوقة، حيث لم يتمكن الجيش من تأكيد مقتله أو إصابته في العمليات العسكرية الأخيرة. 

بالإضافة إلى ذلك، نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصادر أمنية تأكيدها أنه لا توجد معلومات استخباراتية دقيقة تدعم هذه الادعاءات، مما يزيد من غموض الوضع.

الوضع الحالي للسنوار

تشير التقارير إلى أن يحيى السنوار يقيم في الوقت الحالي في منطقة خان يونس في جنوب قطاع غزة. 

يُعرف السنوار بلقب "رجل الأنفاق"، حيث يُعتقد أنه يعيش تحت الأرض في أنفاق معقدة قامت حركة حماس ببنائها لتجنب الضربات الجوية الإسرائيلية. 

منذ تصاعد النزاع في 7 أكتوبر، أصبح السنوار هدفًا رئيسيًا للجيش الإسرائيلي الذي يسعى لاغتياله كجزء من استراتيجيته لضرب قيادة حماس.

التحديات التي تواجه الجيش الإسرائيلي

تُعتبر الأنفاق وسيلة حماية رئيسية لقادة حماس، مما يجعل عملية تعقبهم واغتيالهم أمرًا صعبًا بالنسبة للجيش الإسرائيلي.

على الرغم من الضغوط المكثفة والهجمات الجوية المستمرة، يبدو أن السنوار لا يزال يتحرك بحذر لتجنب أي محاولات اغتيال.

خلفية تاريخية عن يحيى السنوار

يُعتبر يحيى السنوار أحد المؤسسين للجناح العسكري لحركة حماس، وقد اعتُقل في عام 1988 من قبل القوات الإسرائيلية وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة بتهمة قتل جنود إسرائيليين. 

بعد سنوات طويلة في السجن، أُفرج عنه في صفقة تبادل الأسرى في عام 2011، ليعود بعدها إلى غزة ويصبح قائدًا عسكريًا بارزًا في الحركة.

بفضل خبرته العسكرية الطويلة وموقعه القيادي، يُعتبر السنوار اليوم من أبرز الشخصيات التي تتحكم في الاستراتيجيات العسكرية لحماس. ولذلك، يعد استهدافه هدفًا استراتيجيًا كبيرًا للجيش الإسرائيلي.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: يحيى السنوار حركة حماس جيش الاحتلال الإسرائيلي اغتيال غزة الشائعات الجیش الإسرائیلی یحیى السنوار

إقرأ أيضاً:

كيف تؤثر الاحتجاجات وأزمة التجنيد على الجيش الإسرائيلي؟

القدس المحتلة- تتواصل موجة الاحتجاجات داخل الجيش الإسرائيلي مع اتساع رقعتها، لتشمل وحدات جديدة تطالب بوقف الحرب على غزة وإتمام صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس.

وبعد العريضة التي تدعو لرفض الخدمة والتحركات التي شهدتها قوات سلاح الجو والبحرية، انضم ضباط وجنود من وحدات جمع المعلومات الاستخباراتية التابعة لجهاز الاستخبارات العسكرية "أمان" إلى هذه الاحتجاجات، من بينهم جنود في الخدمة الفعلية، وضباط احتياط، إضافة إلى متقاعدين من الجيش.

كما انضم نحو ألفي أكاديمي من أعضاء هيئة التدريس إلى هذه الاحتجاجات، مؤكدين ضرورة التوصل إلى صفقة تفضي إلى الإفراج عن جميع المحتجزين الإسرائيليين -وعددهم 59 أسيرا إسرائيليا، بينهم 24 لا يزالون على قيد الحياة- حتى لو تطلب ذلك وقف العمليات القتالية في غزة.

ويعكس هذا التحرك تناميا في حالة الاحتجاجات ضد استمرار الحرب داخل قطاعات مؤثرة من المجتمع الإسرائيلي، ومنها الأوساط الأمنية والعلمية، حيث تم جمع مئات التوقيعات من المشاركين، في وقت يعتزم فيه المنظمون إطلاق عريضة جديدة تعلن رفض الخدمة العسكرية.

ويأتي ذلك على غرار ما فعله ضباط في سلاح الجو الإسرائيلي، حيث وقّع نحو 950 طيار احتياط على عريضة نشرت أمس الخميس، طالبوا فيها الحكومة بإبرام صفقة تبادل تُعيد المحتجزين الإسرائيليين لدى حركة حماس، بحسب ما أفادت به هيئة البث العامة الإسرائيلية "كان 11".

رفض الخدمة العسكرية يضع المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أمام تحديات غير مسبوقة (الجيش الإسرائيلي) خلخلة

رغم أن المؤسسة السياسية والعسكرية الإسرائيلية غالبا ما تُظهر تماسكا في فترات الحرب، فإن وجود أصوات معارضة من داخل منظومتها الأمنية والأكاديمية، حسب مراسلة الشؤون العسكرية لهيئة البث العامة الإسرائيلية كرميلا منشه، قد يحدث خلخلة في "الإجماع الوطني" ويضع ضغوطا متزايدة على القيادة السياسية.

إعلان

ومن المتوقع أن تتوسع رقعة الاحتجاجات، بحسب مراسلة الشؤون العسكرية، إذا استمرت الحرب وتفاقمت تداعياتها، خاصة مع تزايد الخسائر البشرية وضغط المجتمع الدولي، كما أن احتجاج الأكاديميين يمكن أن يُلقي بظلاله على الرأي العام الإسرائيلي ويعزز الانقسامات المجتمعية حيال استمرار العمليات العسكرية.

ووفقا لمنشه، فإن قدرة هذه الاحتجاجات على التأثير المباشر في صنع القرار تتوقف على مدى تصاعدها وانتقالها إلى قطاعات أوسع تشمل الاحتياطيين في الجيش، وقيادات سابقة، ومجموعات ضغط سياسية. أما في حال تبني الحكومة لخطوات حاسمة نحو وقف إطلاق النار أو التهدئة، فقد تتراجع وتيرة هذه الاحتجاجات تدريجيا.

قلق من الاحتجاج

وفي مقال تحليلي تحت عنوان "جهوزية للتصعيد وقلق من الاحتجاج"، تناول يوسي يهوشع -المحلل العسكري في صحيفة يديعوت أحرونوت- تصاعد ظاهرة رفض الخدمة العسكرية داخل وحدات واسعة من الجيش الإسرائيلي، محذرا من تأثيرها المباشر على جهوزية الجيش إذا اندلع أي تصعيد مفاجئ.

ويشير يهوشع إلى أن القيادة العسكرية تجد نفسها اليوم منشغلة بمعالجة أزمة الانضباط الداخلية، بدلا من تركيز أنظارها على التهديدات الخارجية.

ويقول "بدلا من توجيه الاهتمام نحو التنظيمات في الضفة الغربية، أو حركة حماس في غزة، أو التوترات مع الأتراك في سوريا، والمحادثات الحساسة بين إيران والولايات المتحدة في عُمان، جاءت رسالة الطيارين المحتجين لتسحب الأضواء نحو الداخل، وتفرض على القيادة العسكرية التعامل مع أزمة الانضباط والتمرد".

ويبرز المقال الفارقَ في تعامل القيادات العسكرية مع الأزمة، فبينما اتسم نهج رئيس الأركان السابق هرتسي هاليفي بشيء من المرونة، فإن الرئيس الحالي للهيئة العامة للجيش إيال زامير، يتبع نهجا متشددا، راسما "خطا أحمر" واضحا في وجه المحتجين، يتمثل في سياسة الفصل الفوري والإقصاء من الخدمة.

إعلان

ويحذر يهوشع من أن "توقيت هذا التوتر الداخلي لا يمكن أن يكون أسوأ"، خاصة في ظل تصاعد الشكوك حول نيات وسياسات حكومة بنيامين نتنياهو، مما يعمق الأزمة داخل الجيش.

ويضيف أن القيادة العسكرية تواجه اليوم بيئة إستراتيجية شديدة التعقيد، فالمحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة على وشك الانطلاق، والجبهة السورية تعيش حالة توتر مع تركيا، وفي غزة لا يزال لواء رفح صامدا، مع استمرار عمل 75% من شبكة الأنفاق، بحسب التقديرات.

ويختم المحلل مقاله بالتأكيد أن الأعياد اليهودية تشكل عادة فترة حساسة في الجبهات، خصوصا في الضفة الغربية، وهو ما يزيد من خطورة الأوضاع ويجعل أي شرارة قادرة على إشعال تصعيد واسع في وقت يعاني فيه الجيش من أزمة داخلية غير مسبوقة.

رئيس الأركان إيال زامير (وسط) يواجه تحديات غير مسبوقة في ظل اتساع دائرة رفض الخدمة العسكرية (الجيش الإسرائيلي) تعثر قانون التجنيد

وتتزامن موجة الاحتجاجات هذه مع تقارير تتحدث عن تفاقم أزمة التجنيد والنقص الحاد في القوى البشرية، لا سيما في الوحدات القتالية. وفي هذا السياق، كشف تحقيق نشره الموقع الإلكتروني "شومريم" عن أن الجيش الإسرائيلي قرر-بهدوء- تمديد فترة خدمة ربع المجندات اللاتي التحقن بالجيش عام 2023 لمدة 8 أشهر إضافية، في محاولة للتعامل مع النقص المتزايد في القوات.

وأوضحت الصحفية حين شاليتا أن هذا الإجراء جاء في ظل تعثر تمرير قانون التجنيد، واستمرار تهرب أبناء التيار الحريدي من الخدمة العسكرية، وهي مشكلة لم يتم التوصل إلى حل لها بعد.

كما أشارت إلى أن الجيش الإسرائيلي يعاني من أزمة حادة في الاحتياط، إلى جانب تراجع عدد الجنود المتاحين للانتشار في ساحات القتال، مما دفع المؤسسة العسكرية إلى اتخاذ تدابير غير معلنة لمعالجة هذا العجز.

ورغم تأكيد الجيش أن هذه التمديدات تتم على أساس تطوعي، فإن الواقع يشير إلى أن أي مجندة ترغب في أداء "خدمة كبيرة" في مجالات القتال أو التكنولوجيا أو البحث، تُجبر عمليا على توقيع تمديد لمدة عام إضافي، مما يُعتبر مثل خدمة نظامية كاملة.

إعلان

تحديات غير مسبوقة

من جهته، أكد الدكتور زئيف ليرير، الباحث في العلاقات العسكرية المجتمعية في مركز "بيريز" الأكاديمي، الذي عمل سابقا في قسم العلوم السلوكية بالجيش، أن قرار التمديد يستهدف ضمان تكافؤ الفرص للنساء داخل الجيش.

وأضاف لموقع "شومريم" الإلكتروني أن الجيش يسعى من خلال هذا الإجراء إلى منع استخدام مدة الخدمة القصيرة ذريعة لاستبعاد النساء من المناصب القتالية، ونتيجة لذلك، أصبحت النساء المصنفات مقاتلات مجبرات على الخدمة لمدة عامين و8 أشهر، تماما كما هي الحال بالنسبة للرجال.

وذكر أن هذا التطور يأتي في ظل تزايد الاحتجاجات على استمرار الحرب، ورفض قطاعات مختلفة الخدمة العسكرية، مما يضع المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أمام تحديات غير مسبوقة في الحفاظ على استقرار منظومتها البشرية.

مقالات مشابهة

  • عاجل. الجيش الإسرائيلي: تلقينا بلاغًا عن عملية دهس في الخليل والتحقيق جارٍ
  • السيسي يبحث في قطر العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية
  • الجيش الإسرائيلي يقر بقصف المستشفى المعمداني في غزة
  • الجيش الإسرائيلي: قصفنا "المعمداني" لوجود عناصر من حماس فيه
  • الجيش الإسرائيلي يعلن اكتمال تطويق مدينة رفح
  • صورة: الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء جديدة في خان يونس
  • عاجل. الجيش الإسرائيلي يعلن استكمال سيطرته على محور موراغ وتطويق كل منطقة رفح
  • الجيش الإسرائيلي يشن غارات عنيفة على شرق مدينة غزة
  • كيف تؤثر الاحتجاجات وأزمة التجنيد على الجيش الإسرائيلي؟
  • تمهيداً لهجوم موسع.. الجيش الإسرائيلي يوجّه إنذارات إخلاء شرقي غزة