حتمية الإنتصار الروسي
تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT
بقلم : هادي جلو مرعي ..
ليس الذي يجب أن يحصل هو حتمية الإنتصار الغربي، وهزيمة روسيا، بل حتمية الإنتصار الروسي في المواجهة مع الغرب كل الغرب، ولعلها المرة الأولى التي يجتمع فيها الغرب كل الغرب في مواجهة روسيا ليس لوقف التمدد الفكري والعقائدي الروسي كما كان يخشى بعد الحرب العظمى الثانية، بل لمنع ظهور قطبية متعددة لحكم العالم، ومنع إستمرار الهيمنة الأمريكية بحلفاء مستضعفين هدفهم البقاء، والتمدد كما يشاؤن، وكما إعتادوا منذ عقود طويلة حيث إستنزاف الثروات، ونشر الحروب والمجاعات، ودعم الدكتاتوريات، وأمراء الحروب الذين يقتلون شعوبهم في الشوارع والزنازين المظلمة، بينما تقوم الشركات الغربية بدورها كاملا في التنقيب عن الثروات، وشحنها الى المدن الأوربية لإستمرار ماكينة الصناعة والرفاهية الكاملة لشعوب تتغذى وتتدفأ وتشرب وترتدي الثياب الفاخرة وتتزين بالذهب على حساب أبناء المستعمرات المهملين والمغيبين الذين يواجهون الجوع والسجن والضياع والرغبة في الهروب الى أي مكان يمكن أن يسعهم حتى لو كانت البلدان المحتلة التي دمرت بلدانهم، وحولتهم الى لاجئين، ثم تتفاخر بحماية حقوق الإنسان والديمقراطية والتعايش، بينما هي من سبب ذلك كله طوال عقود متطاولة، ولعل في التاريخ من الأمثلة على ذلك الكثير الذي يربو على الحصر والعد، ويصلح أن يدرس في كتب التاريخ.
الموقف الروسي ثابت في المواجهة التي تحتدم منذ سنوات على طول الجبهة الشرقية لنهر دينبرو، وعلى إمتداد الجبهة الجنوبية مع صد هجمات على المدن والمقاطعات الروسية كما في بليغرود وكورسك وشبه جزيرة القرم التي تستهدف بالمسيرات والصواريخ والطائرات، حتى مع تمدد العملية الخاصة الى غرب أوكرانيا، وسيطرة القوات الروسية على معظم المناطق التي خضعت لإستفتاء وإنتخابات شكلت مجالس حكم وإدارات مدنية فيها، لكن المحاولات الغربية تدرجت من دعم غير مباشر ومنذ العام 2014 ومن خلال مبادرات سلام محسوبة، وترتيبات أمنية ضغطت لجعل روسيا في موقع ضعيف، الى أن تحول الدعم الى مباشر ومكشوف خلال السنوات التالية ليكون التسليح الغربي، ومصادرة الأصول الروسية، والحصار المالي، ووقف إستيراد الغاز الروسي، وتخفيض كمية النفط المصدر، ووقف التعاملات التجارية والمصرفية، ومنع اللاعبين الروس والفنانين والأدباء من المشاركة في الفعاليات الدولية، وفرض عقوبات على مؤسسات وأشخاص من روسيا، ثم السماح للجيش الأوكراني بإستخدام الأسلحة بعيدة المدى لإستهداف العمق الروسي دون إغفال إن موسكو تراقب كل ذلك، وتعد العدة للرد بالمستوى الملائم، وإرسال إشارات الى واشنطن وحلفائها بأن مايقومون به لن يثنيها عن الإستمرار في المواجهة، والتقدم أكثر، وتحقيق المزيد من المكاسب في ساحة الحرب، وفي المواجهة الإعلامية لأن الإنتصار بحسب العقيدة الروسية حتمي للخروج من عالم القطبية الأحادية، الى عالم متعدد الاقطاب يفرض معادلة سياسية وعسكرية وإقتصادية ترسم ملامح عالم جديد مختلف.. هادي جلومرعي
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات فی المواجهة
إقرأ أيضاً:
موقف بريطانيا
عربان الشتات شوكة حوت في حلق الغرب. في (الحل) ضد المصالح الغربية في غرب القارة الإفريقية. وفي (الترحال) هم عصب الهجرة غير الشرعية للغرب. إذن التخلص منهم أصبح ضرورة أمنية واقتصادية وثقافية واجتماعية عند الغرب. لذلك اختار الغرب السودان ليكون مكب نفايات لهؤلاء العربان. كثير من المتابعين يرون دعم الغرب لعربان الشتات في حربه ضد الشعب السوداني غير مبرر. صحيح ولكن هناك لغة مصالح هي من تحدد بوصلة الرأي السياسي. نجد الآن بعد ترجيح كفة الشعب السوداني على عربان الشتات. وعلى سبيل المثال لا الحصر دولة بريطانيا قد غيرت موقفها (١٨٠) درجة. وآخر موقف لها كان في جلسة مجلس الأمن الأخيرة يوم أمس الأثنين. حيث قال مندوبها لدى مجلس الأمن – رئيس الجلسة-: (الوقت غير مناسب الآن لنشر قوات دولية بالسودان). بل ذهبت أكثر من ذاك حيث قامت بتخفيض مشروعها إلى حث الأطراف على الالتزام ببنود إتفاق جدة وفتح ممرات إنسانية للمنظمات ولخروج المدنيين. وزادت تشددا ضد الدعم عندما طالبت المليشيا بعدم مهاجمة المدنيين ومناطقهم. وفي المقابل حثت الحكومة السودانية بتمديد فتح معبر إدري وفتح معبر آخر على حدود جنوب السودان. وهذا الموقف البريطاني معناه: رفض مقترح حمدوك ومجموعة تقزم الإرهابية بفرض عقوبات وحظر طيران على السودان. وكذلك رفض طلب حمدوك بنشر قوات إحتلال دولية لعدم الحوجة لذلك. وخلاصة الأمر نرى بأن الموقف البريطاني هو رأي القارة العجوز. إذ بلسان الحال يقول: شكرا السودان على إبادة عربان الشتات. وها نحن نرفض طلب عملاء بن زايد حتى تبيدوا آخر مرتزق.
د. أحمد عيسى محمود
عيساوي
الخميس ٢٠٢٤/١١/١٤