الجزيرة:
2025-02-16@14:26:24 GMT

هل يمكن لأدوية الاكتئاب علاج أورام الدماغ؟

تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT

هل يمكن لأدوية الاكتئاب علاج أورام الدماغ؟

تمكن باحثون بقيادة الأستاذ بيرند سنايدر من المعهد الفدرالي السويسري للتكنولوجيا في مدينة زيورخ (ETH Zurich) من اكتشاف مادة فعالة لمكافحة أحد الأورام الدماغية التي يصعب علاجها.

المادة التي تم التحقق من فعاليتها في المختبر وعلى فئران التجارب هي "فورتيوكسيتين" (Vortioxetine)، وهي أحد الأدوية المضادة للاكتئاب والمعروفة بانخفاض تكلفتها.

الورم الأرومي الدبقي

يعرف الورم الأرومي الدبقي (Glioblastoma) بأنه ورم من الأورام الدماغية الشديدة العدوانية التي لا يمكن علاجها في الوقت الحاضر. يستطيع أطباء السرطان إطالة العمر المتوقع للمرضى من خلال العمليات الجراحية، أو العلاج الإشعاعي، أو العلاج الكيميائي، أو التدخلات الجراحية. ومع ذلك، يموت نصف المرضى في غضون 12 شهرا من التشخيص.

يصعب العثور على أدوية فعالة ضد الأورام الدماغية، لأن العديد من أدوية السرطان لا تستطيع عبور الحاجز الدموي الدماغي للوصول إلى الدماغ والحاجز الدموي الدماغي ​​هو غشاء وقائي طبيعي يحول دون وصول السموم والمسببات المرضية الموجودة في الدم إلى الجهاز العصبي المركزي. وجود هذا الحاجز يحد من خيارات العلاجات المحتملة. ولذلك يبحث أطباء الأعصاب منذ فترة طويلة عن أدوية أفضل يمكنها العبور إلى الدماغ والقضاء على الورم.

اكتشفت سه يون لي، الباحثة المساعدة في مرحلة ما بعد الدكتوراه والمؤلفة الأولى للدراسة في المعهد الفدرالي السويسري للتكنولوجيا، دواء الاكتئاب الفعال ضد الورم الأرومي الدبقي باستخدام منصة فحص خاصة تُسمى فارماكوسكوبي، وهي تقنية قام الباحثون بتطويرها في المعهد الفدرالي السويسري للتكنولوجيا على مدى السنوات الأخيرة.

نُشرت نتائج الدراسة مؤخرا في مجلة نيشتر ميدسين 20 سبتمبر/أيلول الحالي. في هذه الدراسة، عمل الباحثون في المعهد الفدرالي السويسري للتكنولوجيا بشكل وثيق مع زملائهم من عدة مستشفيات، وخاصة مع مجموعة من أطباء الأعصاب مايكل ويلر وتوبياس فايس في المستشفى الجامعي في زيورخ.

اختبار مئات المواد في وقت واحد

تمكن باحثو المعهد الفدرالي السويسري للتكنولوجيا باستخدام تقنية الفارماكوسكوبي من اختبار مئات المواد النشطة على خلايا حية مأخوذة من أنسجة سرطانية بشرية. ركزت دراستهم بشكل رئيسي على المواد العصبية الفعالة التي تعبر الحاجز الدموي الدماغي، مثل مضادات الاكتئاب وأدوية مرض باركنسون ومضادات الذهان. اختبر الفريق البحثي ما يصل إلى 130 مادة مختلفة على أنسجة الورم المأخوذة من 40 مريضا.

لتحديد المواد التي تؤثر على الخلايا السرطانية، استخدم الباحثون تقنيات التصوير والتحليل الحاسوبي. في السابق، استخدم سنايدر وفريقه منصة الفارماكوسكوبي لتحليل سرطانات الدم فقط، وهذه هي المرة الأولى التي يقومون فيها بالتحقيق المنهجي في أورام صلبة باستخدام هذه الطريقة بهدف إعادة استخدام الأدوية الموجودة.

قامت لي بتحليل أنسجة سرطانية جديدة من مرضى خضعوا مؤخرا لعمليات جراحية في المستشفى الجامعي في زيورخ. ثم قام باحثو المعهد الفدرالي السويسري للتكنولوجيا بمعالجة هذه الأنسجة في المختبر وفحصها باستخدام منصة الفارماكوسكوبي. وبعد يومين، حصل الباحثون على نتائج توضح أي العوامل كانت فعالة ضد الخلايا السرطانية وأيها لم تكن كذلك.

وأوضحت النتائج أن بعض، وليس كل، مضادات الاكتئاب التي تم اختبارها كانت فعالة ضد الخلايا الورمية بشكل غير متوقع. أثبت دواء فورتيوكسيتين أنه أكثر مضادات الاكتئاب فعالية.

في الخطوة الأخيرة، قام باحثون في المستشفى الجامعي في زيورخ باختبار فورتيوكسيتين على الفئران المصابة بالورم الأرومي الدبقي. أظهر فورتيوكسيتين أيضا فعالية جيدة في هذه التجارب، خاصة عند استخدامه مع العلاج القياسي الحالي.

فورتيوكسيتين دواء متاح وبسعر منخفض

في 30 سبتمبر/أيلول 2013، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية على عقار فورتيوكسيتين لعلاج اضطراب الاكتئاب الشديد لدى البالغين. إذا أثبت فورتيوكسيتين فعاليته ضد الورم الأرومي الدبقي، فسيكون هذا هو أول مرة منذ عقود يتم فيها اكتشاف مادة فعالة لتحسين علاج الورم الأرومي الدبقي.

يقول مايكل ويلر، الأستاذ في المستشفى الجامعي في زيورخ، ومدير قسم الأعصاب والمؤلف المشارك للدراسة -وفقا لموقع يوريك أليرت-:"الميزة الكبيرة لفورتيوكسيتين هي أنه آمن ومناسب من حيث التكلفة، وبما أن الدواء قد تمت الموافقة عليه بالفعل، فإنه لا يحتاج إلى إجراء عملية اعتماد معقدة وقد يضاف قريبا إلى العلاج القياسي لهذا الورم الدماغي المميت".

ويأمل أن يتمكن أطباء الأورام من استخدامه قريبا، ولكنهم يحذرون المرضى وأقاربهم من الحصول على فورتيوكسيتين بأنفسهم وتناوله بدون إشراف طبي.  حيث إنه من غير المعروف بعد ما إذا كان الدواء فعالا لدى البشر وما هي الجرعة المطلوبة لمكافحة الورم، مما يجعل التجارب السريرية ضرورية. العلاج بهذا الدواء دون إجراء الدراسات اللازمة سيكون مخاطرة لا يمكن توقع نتائجها.

كما يحذر سنايدر من التسرع في استخدام مضاد الاكتئاب على الأورام الأرومية الدبقية فيقول: "حتى الآن، ثبت فقط أنه فعال في الخلايا المزروعة وفي الفئران".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الورم الأرومی الدبقی

إقرأ أيضاً:

ما كمية «الكربوهيدرات» الموصّى بها لـ«حماية الدماغ»؟

على الرغم من أن الدماغ يشكل اثنين في المائة فقط من وزن جسم الإنسان، فإنه مسؤول عن أكثر من 20 في المائة من إنفاق الطاقة كل يوم.

وينصح الخبراء -بشكل مستمر- بتناول الأشياء التي تغذي الدماغ، ولا تضره؛ حيث من المفضل أن يسعى كل شخص إلى تزويد دماغه بالعناصر الغذائية التي يحتاجها للشفاء، وإصلاح الأنسجة، ومحاربة السموم، وإنشاء النواقل العصبية، حتى يظل دماغه شاباً وقوياً وحيوياً لأطول فترة ممكنة.

وهذا يعني تناول الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية والمنخفضة الكربوهيدرات.

فالمغذيات توفر اللبنات الأساسية، والكربوهيدرات المنخفضة تساعد في استقرار نسبة السكر في الدم، وموازنة التقلبات المفاجئة التي تسبب كثيراً من الآثار الجانبية التي تضعف الإدراك، بما في ذلك الدوخة والقلق والتعب والتهيج وانخفاض التركيز، حسب ما ذكرت شبكة «سي إن بي سي» الأميركية.

لذا، إذا كنت تريد تحسين نظامك الغذائي لحماية عقلك، فابدأ في زيادة وعيك بالكربوهيدرات، وابدأ في استبدال أطعمة منخفضة الكربوهيدرات ببعض الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات التي تتناولها في أغلب الأحيان.

الكمية الصحية من الكربوهيدرات التي يجب أن تتناولها هي نحو 130 غراماً يومياً (نحو 25 في المائة من السعرات الحرارية في نظام غذائي يحتوي على ألفَي سعر حراري).

ولكن لا تقدم الكربوهيدرات جميعها الفوائد الصحية نفسها، لذا فإن جودة الكربوهيدرات التي تتناولها أكثر أهمية بكثير من عددها. ضع في اعتبارك أن تناول فاكهة تحتوي على نسبة عالية من الكربوهيدرات، مثل العنب أو البطيخ، بعد وجبة خفيفة غنية بالدهون والبروتين، مثل الزبادي اليوناني، سيقلل من سرعة وكمية ارتفاع نسبة السكر في الدم.

وتنصح الدكتورة هيذر سانديسون، المتخصصة في الطب الإدراكي العصبي، بتناول الأطعمة الغنية بالدهون والبروتين أولاً في وجبتك، والاحتفاظ بالخيارات الغنية بالكربوهيدرات لوقت لاحق. حاول تناول الوجبات الخفيفة منخفضة الكربوهيدرات مثل الخيار والفلفل الحلو والجبن وزبادي جوز الهند والجوز.

وتقول سانديسون “إن تناول الحلوى على معدة فارغة يرفع نسبة السكر في الدم بسرعة، ثم ينخفض”. وعادة ما يؤدي هذا الانخفاض في نسبة السكر في الدم إلى الشعور بالسوء، ويجعلنا نشعر بالجوع، ومع مرور الوقت يؤدي إلى الإصابة بمرض السكري ومقاومة الإنسولين وضعف الإدراك.

وتنصح ببعض الاختيارات الغذائية المفيدة لصحة الدماغ، ومنها –مثلاً- قطعة واحدة من خبز الأفوكادو على الإفطار بدلاً من خبز الحبوب الكاملة، أو تناول شوربة وسلطة بدلاً من شطيرة ورقائق البطاطس على الغداء.

استبدال الكينوا أو أرز القرنبيط بالطبق الجانبي من البطاطس أو الأرز على العشاء. كذلك التوت مع القليل من الكريمة المخفوقة أو بضع قطع من الشوكولاتة الداكنة بدلاً من الآيس كريم للتحلية. وتنصح سانديسون بألا تبالغ في عد كل غرام من الكربوهيدرات التي تستهلكها؛ لأن هذا قد يكون مرهقاً ومربكاً (وهو عكس ما نريده).

لكن في كثير من الأحيان لا يدرك الشخص عدد الكربوهيدرات التي يتناولها.

إن الوعي بعدد الكربوهيدرات التي تتناولها في اليوم سيساعدك على تناول كميات أقل منها. ففي النهاية، لا يمكنك تغيير عادة لا تعلم أنك تعاني معها.

إن هذا التغيير الواحد في الكربوهيدرات من شأنه أن يعود بكثير من الخير، بما في ذلك خفض مستويات الغلوكوز والإنسولين (وبالتالي تقليل الالتهاب)، وزيادة استهلاك العناصر الغذائية التي تدعم صحة الدماغ (البروتين والفيتامينات والمعادن من الخضراوات والدهون).

مقالات مشابهة

  • باني: المدينة التي بداخلها عصبية قبلية لا يمكن أن تُبنى وترتقي وتتقدم
  • كيف يمكن أن تتحول بقعة جلدية إلى ورم في الدماغ؟
  • خمس أشياء نتجنبها في حالة الاكتئاب الشديد .. فيديو
  • المكسرات تخفض الكوليسترول الضار وتعزز صحة الدماغ
  • تأثير الإجهاد المتكرر على الدماغ
  • اكتشاف علاقة بين الاكتئاب والرغبة في تناول الحلويات
  • تأثير التنويم المغناطيسي على الدماغ
  • خمسيني يروي معاناته مع الاكتئاب: تركت الصلاة وتساوت عندي الجنة والنار.. فيديو
  • ما كمية «الكربوهيدرات» الموصّى بها لـ«حماية الدماغ»؟
  • الفرنسي ميندي يعيد إحياء مسيرته من بوابة زيورخ السويسري