بوابة الفجر:
2025-01-22@04:16:34 GMT

اكتشاف جديد: أصول جائحة كوفيد-19 في سوق ووهان

تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT

بعد مرور ما يقرب من خمس سنوات على بداية جائحة كوفيد-19، توصل العلماء إلى اكتشاف جديد قد يغير الفهم السائد حول أصل الفيروس. 

دراسة دولية كبرى نشرت مؤخرًا تؤكد أن فيروس كورونا نشأ في "سوق رطب" بمدينة ووهان الصينية، مما ينفي النظرية الشائعة التي تفيد بأن الفيروس تسرب من أحد المختبرات. 

نستعرض تفاصيل الدراسة والنتائج التي توصل إليها الباحثون، مع التركيز على أهمية هذه النتائج في فهم أسباب ظهور الأوبئة.

تفاصيل الدراسة

حسب تقرير نشرته صحيفة "ديلي ميل"، قام الباحثون بفحص عينات جينية مأخوذة من الحيوانات التي كانت تُباع في أكشاك سوق ووهان في عام 2019، وقد وجدوا آثارًا لفيروس كوفيد-19 في بعض الأنواع الحيوانية، مما يُعد دليلًا جديدًا يُؤكد أن الحيوانات المصابة هي المسؤولة عن نقل الفيروس إلى البشر.

كريستيان أندرسن

يقول كريستيان أندرسن، أحد مؤلفي الدراسة من معهد سكريبس للأبحاث: "هذا يضيف طبقة جديدة من الأدلة التي تشير إلى أن الحيوانات المصابة تم إدخالها إلى السوق في منتصف إلى أواخر نوفمبر 2019، مما أدى إلى اندلاع الوباء".

الحيوانات المحتملة لنقل الفيروسكلب الراكون

تشير الدراسة إلى أن كلب الراكون، وهو حيوان يشبه الثعلب ويعيش في شرق آسيا، قد يكون الناقل الرئيسي للفيروس. 

كما تم العثور على الفيروس في أنواع أخرى مثل الزباد النخيلي المقنع، وجرذان الخيزران الرمادية، والقنافذ الملايوية.

أهمية الحيوانات الأخرى

هذه الاكتشافات تفتح الباب أمام احتمالات جديدة لفهم كيفية انتقال الفيروسات بين الحيوانات والبشر. 

ومع ذلك، لا تزال هذه القائمة غير نهائية، حيث تم تطهير العديد من الأنواع الحيوانية الرئيسية من السوق قبل وصول الفريق الصحي الصيني.

السياق التاريخي

الجدل حول مصدر كوفيد-19 اشتعل بعد أن أدلى مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي، كريستوفر راي، بتصريحات تفيد بأن الفيروس "على الأرجح" نشأ في مختبر تسيطر عليه الحكومة الصينية. 

ومع ذلك، توضح النتائج الجديدة التي توصلت إليها الدراسة أن العلاقة بين السوق والحالات المبكرة من العدوى تعزز النظرية القائلة بأن الفيروس بدأ في بيئة طبيعية.

تحليل بيانات CDC

تعتمد الدراسة على تحليل البيانات التي صدرت عن المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها، والتي شملت أكثر من 800 عينة تم جمعها من سوق هوانان. 

في الأول من يناير 2020، وبعد إغلاق السوق، قام محققون بجمع عينات من الأسطح والأرضيات، مما ساعد في تحديد مصدر الفيروس.

مخاطر الأوبئة المستقبليةأهمية الدروس المستفادة

حذر الخبراء من أن الدروس المستفادة من جائحة كوفيد-19 لم تُطبق بشكل كافٍ حتى الآن، مما يزيد من خطر ظهور أوبئة جديدة. كما أشار مايكل ووروبي، أحد مؤلفي الدراسة، إلى أن "تجارة الحيوانات الحية تشكل خطرًا كبيرًا". 

وأضاف: "أخذ الحيوانات البرية المليئة بالفيروسات ووضعها في اتصال مع البشر يمثل خطوة خطيرة للغاية".

تأثير الكثافة السكانية

يُعَدّ ارتفاع الكثافة السكانية في المدن الكبرى عاملًا يزيد من سرعة انتشار الفيروسات، حيث يسهل ذلك استقرار الفيروسات وانتقالها بين الأفراد. لذا، يتعين اتخاذ تدابير وقائية أكثر صرامة لحماية الصحة العامة.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: جائحة كوفيد أصل فيروس كورونا سوق ووهان الأوبئة المستقبلية کوفید 19

إقرأ أيضاً:

اكتشاف اللذة

"من دون اللذة لا معنى للحياة،

الكفاح في سبيل اللذة هو الكفاح في سبيل الحياة".

نيتشه ("إنسان مفرط في إنسانيته")

من دون أدنى شك، لو عدنا إلى تاريخ الأفكار، وإلى سياقه التاريخاني، لوجدنا أن الإغريق "اخترعوا" كلّ شيء فيما يتعلق بهذا التاريخ. ومن بين اختراعاتهم "المنسية" (فيما لو جاز القول)، هناك "تيّار اللذة" (الذي يطرح فكرة تحقيق اللذة كهدف أساسي للحكمة، وقد عرفت بأنها أول "مدرسة في المتعة"). وقد أطلق عليه اسم التيّار القوريني، لأنه نشأ في قورينا، أي في برقة التي كانت مستعمرة يونانية تقع في شمال أفريقيا، وهي ما تُعرف بــ(ليبيا) اليوم.

لو عدنا إلى تلك الفترة، لوجدنا أن الفلاسفة القورينيين قد تحلّقوا حول أريستيبوس القوريني (الذي كان معاصراً جداً لأفلاطون، في القرنين الخامس والرابع قبل الميلاد، بل كان أيضا واحدا من تلاميذ سقراط)، وهو رجل "خيالي" لم يتردد في ارتداء ملابس النساء واللجوء إلى النكات ليقود جمهوره إلى التفكير والفلسفة بشكل أفضل. في تلك الحقبة عرف أريستيبوس انتقادات كبيرة وكثيرة، إذ على الأقل، لم يؤخذ على محمل الجدّ، بسبب "تنكره" المستمر بثياب النساء، ومع ذلك، فقد سمح "فكره" لبعض الفلاسفة المعاصرين واللاحقين بتطوير عقيدتهم الخاصة، قبل أن يُصار إلى تشويه سمعته من قبل جميع "الفلاسفة الرسميين"، من البداية إلى يومنا هذا... كان فكر أريستيبوس ينادي بأن "اللذة الحسيّة هي الخير الأسمى والهدف الوحيد الجدير بالاهتمام في الحياة". من هنا، لو حاولنا أن نختصر هذه الفلسفة بشذرة من شذرات أريستيبوس لوجدنا جملته الشهيرة هذه: "أنا أمتلك، أنا لست مملوكا". بمعنى آخر، إن على البحث عن هذه المتعة أن لا يستعبدنا. فما الأمر في النهاية سوى "تشجيع الحرية الشخصية بقدر ما لم يكن المرء مرتبطا بمهام الآخرين الفلسفية والثقافية وتأسيس وجهة نظره الخاصة عن معنى الحياة" (وفق ما يقول مترجم الكتاب في مقدمته).

حول فلسفة اللذة هذه، القورينية، يأتي كتاب الفيلسوف الفرنسي المعاصر ميشيل أونفري، "اكتشاف اللذة" الذي صدر مؤخرا بترجمة عربية (نقله كامل العامري) عن منشورات "نينوى"، ويتضمن أيضا نصوصا ومقاطع (ما تبقى منها على مرّ العصور) والتي تسمح لنا باكتشاف نظريات هؤلاء الفلاسفة حول المال والحب والسلطة والعلاقات مع الآخرين، كما تسمح لنا باكتشاف الآلهة (التي كانوا يدورون في فلكها)، وعلاقاتهم بالنساء، وما إلى ذلك. من هنا، تسمح لنا المقدمة الطويلة التي كتبها ميشيل أونفري، بوضع هؤلاء المفكرين وأطروحاتهم في السياق الفلسفي والتاريخي والأيديولوجي لذلك العصر. باختصار، يعيد هذا العمل إحياء قارة الفلسفة اليونانية المغمورة حقاً، وبخاصة عبر الجانب المتعلق بهذه الفلسفة، لكن بعيدا عن المفاهيم اللامعة والخطابات "الدخانية" التي تندثر في الهواء، لذا نجد أن ما يقترحه أونفري علينا، هو وبالدرجة الأولى، إعادة تركيب هذا السياق التاريخي أولا، ومن ثم هذه المحاولة الجدية والمهمة، لإعادة اكتشاف نصوص، لعبت دورا كبيرا في بناء مفهوم اللذة على مرّ الأجيال الفلسفية. إذًا نحن أمام فكرة مغرية: تركيز كلّ الجهود الفلسفية على مسألة الحكمة العملية والأخلاق القادرة على توفير قواعد الحياة، والمؤشرات الوجودية، والأسباب الواضحة للسلوك المناسب. ليحدد، لاحقا، معنى فلسفة اللذة هذه التي يقدرها لدى أريستيبوس: إنها متعة مقاسة، محسوبة، مبنية. إنها هذا التوتر والزهد، وليست استرخاءً ولا ترهلًا بمعنى آخر، هي إرادة وليس ضعفا: بل هي إخضاع الواقع لعقل المرء، ولإرادته، ولقراره.

أمام ذلك كله، يأتي الحديث عن "كنز قورينا"، إذ هناك خطوة صعبة يجب اتخاذها. في الواقع، تظل الأجزاء التي تم جمعها... مجزأة، لا بسبب عمل الكاتب (الفرنسي)، بل لأن ما وصلنا منها هو قليل جدا. من المؤكد أنها يمكن أن تكون بمثابة نقطة انطلاق للدفاع عن "دافع الحياة المرحة والمبهجة"، ولكنها تترك القارئ متعطشًا بعض الشيء فيما يتعلق بالحجج، وإن كانت هذه الشذرات تصف القورينيين ومعلمهم وتنقل فكرهم بالتفصيل، لكن "المتعة" الفعلية، تكمن في النصوص الموازية وأقصد بذلك نصوص منتقدي هذه الفلسفة التي لم تكن خالية من الأخلاق، بل على العكس من ذلك، إذ نجدها قريبة جدا من "متعة الأخلاق".

أقول ذلك لأشير إلى فكرة جوهرية ما بين التيار القوريني والتيار الأبيقوري. فنحن لو عدنا، مرة جديدة، إلى مقارنة هاتين المدرستين، لرأينا أن مدرسة أبيقور قد طغت على مدرسة أريستيبوس التي كانت ترى بدورها أن "اللذة هي هدف الحياة الرئيس". بيد أن الأبيقورية كانت أكثر اعتدالا، لأنها لم تتوقف عن المناداة "بضبط النفس والسيطرة على الذات والقبول بالملذات البسيطة"، بينما مدرسة أريستيبوس، من جهتها، كانت تطالب الإنسان وتحثه أكثر على البحث عن اللذة قدر الإمكان "طالما أنها لم تكن تعتمد على هذا البحث، وعلى فلسفة القورينيين اللاحقين الأكثر تطرفا، مثل هيجيسياس" على سبيل المثال.

في الخلاصة، نحن أمام كتاب جيد، يمنحنا أوضح صورة ممكنة عن بدايات فلسفة اللذة، فتاريخ أهل اللذة والمتعة (القورينيين أو حتى الابيقوريين) يسمح لنا أن نفهم بسهولة متى تتحول طريقة الحياة القائمة على عبادة الموت والهوس الفاحش بالدوافع إلى حد الرغبة في توبيخها، والحياء الفاحش إلى رؤية الجانب الإنساني من الحياة، وذلك من أجل الاحتفال بفرحة الحياة.

كاتب وصحفي من لبنان

مقالات مشابهة

  • «القاهرة الإخبارية»: منفذ عملية الطعن في تل أبيب قاضٍ أمريكي من أصول مغربية
  • نشرة المرأة والمنوعات.. الفيروس القاتل يعود ليهدد إفريقيا.. ماذا يفعل ماربورج داخل جسدك؟.. هل الشعرية السريعة صحية ام خطيرة؟
  • اكتشاف اللذة
  • الفيروس القاتل يعود ليهدد إفريقيا..وفاة المصابين في غضون 8 أيام
  • المركزي الإماراتي: إجمالي أصول القطاع المصرفي تتخطي 4.45 تريليون درهم بنهاية أكتوبر الماضي
  • الإمارات.. 4.45 تريليونات درهم أصول القطاع المصرفي بنهاية أكتوبر 2024
  • ما أصول الرقية الشرعية وضوابطها؟
  • بعد 5 سنوات على كورونا.. كيف أصبحت الحياة في ووهان الصينية؟
  • الترجمان: فك الحظر على أصول ليبيا بالخارج فرصة لحكومة الدبيبة لإطلاق الأيدي عليها
  • باحث أزهري يحصل على الدكتوراه في التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين