سواليف:
2024-09-23@07:19:13 GMT

وراء الحدث

تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT

#وراء_الحدث

د. #هاشم_غرايبه

استوقفني تصريح أحد الدبلوماسيين الغربيين: “مشكلة سياسيي (الكيان اللقيط) أنهم يعتقدون أن سياسة استهداف قيادات معاديهم او استغلال تقدمهم التقني والنوعي سيرغم العرب على الرضوخ لهم، ذلك لأنهم لا يعرفون معنى القتال عن عقيدة”.
في حقيقة الأمر فهذا التصريح الغربي النادر، يلامس الحقيقة، فالغربيون يتجاهلون أو لا يريدون الاعتراف بهذه الحقيقة التي تؤرقهم في جوهر صراعهم التاريخي الطويل مع هذه الأمة، فمنذ الحرب العالمية الأولى، وبعد أن تمكنوا من القضاء على الدولة الإسلامية التي حمت الشرق الأوسط من أطماعهم طوال قرون، ظل هدفهم انتهاز هذه الفرصة التاريخية، لإخضاع هذه الأمة لنفوذهم وهيمنتهم، وأطمعهم نجاحهم في تخويف الأنظمة الحاكمة فيها عاقبة التمرد عليهم، أن ذلك سينسحب على شعوبهم فترضخ.


لكن مرت مائة عام ولم يتحقق لهم ذلك، عندها عرفوا أن هنالك عامل مهم وراء ذلك.
لتفسير دور ذلك العامل يجب الغوص في جوهر مسألة الصراعات البشرية، فالمهاجم طامع في ما لدى الآخر، أو باحث عن الهيمنة لأجل المجد، وما يحفزه هو تفوقه العسكري، لذلك فالروح المعنوية لديه مرتبطة بتحقيق النصر، لأن ذلك يؤمّن حصوله على المكاسب والمغانم، أما المدافع والذي هو ما هوجم في عقر داره لوكانت لديه القوة المكافئة، فزاده الأساسي هو الرو ح المعنوية العالية التي تدفعه الى الاستبسال في القتال دفاعا عن أرضه وبيته وأهله.
هكذا نلاحظ أن الفارق هائل في العقيدة القتالية بين المهاجم والمدافع.
بعد أن أنزل الله هديه عبر الرسالات السماوية، ظهر مفهوم جديد للعقيدة القتالية وهو الجهاد في سبيل الله، والذي يهدف للدفاع عن منهج الله ضد من يحاربونه، أو للدفاع عن حق الانسان في الدعوة أليه وفي اتباعه.
وهكذا أصبح لدينا ثلاثة عقائد قتالية: الهجومية والدفاعية والجهادية.
تبين من خبرة البشر أن الجهادية هي أقواها وأعظمها تأثيرا في الاستبسال في القتال، وتفسير ذلك أن النوعين الأوليين كلاهما يحققان النفع المادي المنظور والمباشر لمن يبقى على قيد الحياة، فأن قتل المرء فقد كلّ شيء وإن انتصر قومه، ولو أقيمت له التماثيل وقيلت فيه الأشعار، فهو لأنه لا يؤمن بالحياة بعد الموت، ولا بإله سيكافئه، كونه يعتقد أنه سيؤول الى العدم.
أما من يقاتل عن عقيدة الإيمان بالله، فهو مطمئن الى أنه سيجد بعد الموت جزاء حسنا، سواء انتصر قومه أم هزموا، هو أعظم بكثير مما كان سيحققه لو بقي حيا وتحقق انتصاره.
لذلك فالفارق في الروح المعنوية هائل جدا، بين من يقاتل وهوحريص على حياته ويخشى الموت، وبين من لا يخشى الموت، فهو في كلتي الحالتين رابح، النصر او الاستشهاد.
ما سبق ذكره ليس سرا يحتفظ به المؤمنون ويخفونه عن غير المؤمنين استئثارا بالخير لأنفسهم، بل هو حقيقة جلية للطرفين، لكن غير المؤمنين يحاولون انكارها بسبب طبيعتهم الإلحادية، أو التشكيك في صحتها منعا لانهيار روحهم المعنوية، لذلك يسعون الى تجاهل العقيدة الجهادية، أو محاصرتها إعلاميا ووصمها بصفات شنيعة لتشويهها، كتسمية المجاهدين بالإرهابيين أو بالمخربين أو التكفيريين الرافضين لحرية التفكير أو المتطرفين الكارهين لغيرهم.
في الصراع الذي نشأ نتيجة توافق الاستعمار الغربي على إقامة الكيان اللقيط، كخير وسيلة لإدامة سيطرتهم على الأمة، ونتيجة لاستبعاد العقيدة من حسابات الأنظمة العلمانية الحاكمة، فكانت العقيدة الدفاعية المنطلقة من الدفاع عن الأرض هي وسيلتها الوحيدة، ولاختلال موازين القوى فقد فشلت، وانهزمت جيوشها في كل المواجهات، فانكفأت الأنظمة وأعلنت استسلامها تحت مسمى التطبيع.
لكن بعكس الفئة الحاكمة، فالشعوب مؤمنة وعقيدة جهادية، لذلك صمدت وقدمت قوافل الشهداء، سواء قتالا أو اغتيالا، لأن خسارة الأرواح لا تثنيها، بل تزيدها عزيمة، فالمؤمن لا يخاف الموت، والروح الجهادية تنتقل بالتأثير وليس بالتوصيل، لذلك لا يمكن الحد منها.
من هنا جاء تفسير ذلك الدبلوماسي لفشل كل محاولات الاغتيال التي يقوم بها العدو بإضعاف الروح المعنوية، فالعقيدة الجهادية لا تتيح للمرء التراجع أو الهزيمة، بل تدفعه للاستبسال أكثر إعلاء لعقيدته الراسخة، وانتقاما لرفاقه.
المعادلة واضحة: الممانع الوحيد من الاستسلام هو العقيدة الجهادية، من يعتنقها لا ينهزم، قد يطول الزمن به أو يقصر لنيل النصر، لكنها مسألة وقت ليس إلاّ.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: وراء الحدث هاشم غرايبه

إقرأ أيضاً:

منكب الجوزاء.. النجم العائد من الموت

بدا في مطلع عام 2019 أن أحد النجوم الشهيرة -المعروفة منذ العصور القديمة، نجم منكب الجوزاء وهو ثاني ألمع نجوم كوكبة الجبّار التي كانت مثلت أهمية عظيمة لدى الحضارات القديمة- وكأنه يعلن استسلامه أخيرا وينفجر، بعد رحلة طويلة ممتدة لملايين السنوات، بعد أن لوحظ خفوت سطوعه بشكل واضح عندما التقط "المرصد الأوروبي الجنوبي" صورا دقيقة.

ثم ما لبث أن عاد مرّة أخرى ليسطع من جديد بالوتيرة نفسها المعتادة في فترة زمنية وجيزة، مما دفع بعض الفلكيين إلى إطلاق لقب "النجم العائد من الموت" عليه، وبعد مراقبته المستمرة اتضح أن ثمة دورة سطوع يتبعها منكب الجوزاء مختلفة عن بقية الدورات الأخرى المعتادة، وهو ما أثار العديد من الأسئلة حول هذا الأمر.

وفي دراسة حديثة لم تخضع بعد لعملية التحكيم، ألمح العلماء إلى الإجابة على هذا السر مشيرين إلى أن منكب الجوزاء ليس نجما واحدا، بل هو نظام نجمي ثنائي، فمن الوارد أن يكون له نجم مرافق يشبه الشمس ويدور حوله مما يساهم في أنماط سطوعه وخفوته الغامضة.

تغير سطوع منكب الجوزاء خلال عام 2019  (المرصد الأوروبي الجنوبي) دورتان بدلا من واحدة.. سر منكب الجوزاء

تفترض هذه الدراسة أن وجود نجم مرافق قد يكون مسؤولا عن السطوع الدوري المحيّر للنجم، الذي يتمثّل في دورتين، إحداهما تبلغ حوالي 400 يوم، في حين الدورة الأخرى الأطول تستمر لحوالي 6 سنوات.

ويحدث عادة انخفاض دوري في سطوع النجوم بشكل عام حينما يتعرض للانكماش والتمدد باستمرار، ويعزى حدوث ذلك إلى أن الغاز الواقع في قلب النجم حينما يسخن، يندفع إلى السطح فيتسبب في زيادة حجم النجم، وعندما تهبط حرارته، يستقر النجم ويرجع إلى حجمه الطبيعي.

لكن بالنسبة لنجم منكب الجوزاء، فالأمر مختلف نظرا إلى الفترة الدورية الطويلة التي تستغرق قرابة سنوات للتغير، وهو أمر محيّر فعلا للعلماء، لأن الدورة لا تتوافق مع حسابات الانكماش والتمدد المتعلقة بحجم النجم، بل ثمة أمر آخر مبهم.

حاول الفلكيون دراسة الظواهر الفيزيائية للنجم بمراقبة معدل دوران أجزاء النجم المختلفة، ومراقبة كذلك النشاط المتمثل بالبقع النجمية التي تنشأ عن حركة المجالات المغناطيسية على سطحه، فلم تفلح جميع المحاولات في تفسير ذلك الخفوت الطويل المريب في منكب الجوزاء.

وفي ذلك الوقت بقي سيناريو واحد كان يُعتبر مستبعدا في البداية، لكنه أصبح الحل الذي توصل إليه العلماء أخيرا، وهو وجود نجم آخر مرافق يدور مع منكب الجوزاء في نظام نجمي ثنائي. أطلق العلماء على هذا النجم اسم "بيتل بادي"، وهو يتفاعل باستمرار مع سحب الغبار المحيطة بمنكب الجوزاء. وعندما يمر هذا النجم بين الأرض ومنكب الجوزاء، يعمل على تبديد الغبار، مما يجعل ضوء منكب الجوزاء يظهر أكثر سطوعا من منظورنا على الأرض.

تشير حسابات الدراسة المنشورة إلى أن نجم "بيتل بادي" كثيف الكتلة، إذ يُحتمل أن يكون نجما نيوترونيا. وإذا صح ذلك، فمن المتوقع أن تُظهر الأشعة السينية أدلة على وجوده.

تُعد هذه الدراسة الأولى التي تلمّح إلى وجود نجم مرافق لمنكب الجوزاء، ولكن يظل تأكيد هذا الاحتمال يظل مهمة صعبة نظرا لمحدودية التكنولوجيا المتوفرة حاليا.

يُصنَّف نجم منكب الجوزاء من النجوم الحمراء الفائقة، وهو من أكبر النجوم المكتشفة في المجرة، وإذا كان هذا النجم موجودا في مكان الشمس ضمن نظامنا الشمسي، فإن حجمه الهائل سيمتد ليشمل ما وراء حزام الكويكبات، مبتلعا مدارات الكواكب الداخلية، وهي عطارد، الزهرة، الأرض، والمريخ، بل إنه قد يصل إلى مدار المشتري، مما يعكس ضخامة حجمه مقارنة بالشمس.

مقالات مشابهة

  • الهويدي: ضمك يعلم امكانياته لذلك يقف أمام الهلال.. فيديو
  • ما وراء قصائد زاهر الغافري
  • أنزوي في رمشكِ، ولا أفتح الدَّفتر
  • منكب الجوزاء.. النجم العائد من الموت
  • أحاديث عن التاريخ ومتشابهاته!
  • الروس يكشفون عن الجهة التي تقف وراء تفجيرات "البيجر" في لبنان
  • حقوق الطفل الأممية: العدو الصهيوني انتهك الاتفاقية العالمية لحماية الأطفال ويجب وضع حد لذلك
  • عالم أزهري: الطرق الصوفية مليئة بأفكار بعيدة كل البعد عن العقيدة السوية
  • الموت يغيب رائد المقامقات العراقية في كركوك