سواليف:
2024-12-25@02:02:08 GMT

وراء الحدث

تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT

#وراء_الحدث

د. #هاشم_غرايبه

استوقفني تصريح أحد الدبلوماسيين الغربيين: “مشكلة سياسيي (الكيان اللقيط) أنهم يعتقدون أن سياسة استهداف قيادات معاديهم او استغلال تقدمهم التقني والنوعي سيرغم العرب على الرضوخ لهم، ذلك لأنهم لا يعرفون معنى القتال عن عقيدة”.
في حقيقة الأمر فهذا التصريح الغربي النادر، يلامس الحقيقة، فالغربيون يتجاهلون أو لا يريدون الاعتراف بهذه الحقيقة التي تؤرقهم في جوهر صراعهم التاريخي الطويل مع هذه الأمة، فمنذ الحرب العالمية الأولى، وبعد أن تمكنوا من القضاء على الدولة الإسلامية التي حمت الشرق الأوسط من أطماعهم طوال قرون، ظل هدفهم انتهاز هذه الفرصة التاريخية، لإخضاع هذه الأمة لنفوذهم وهيمنتهم، وأطمعهم نجاحهم في تخويف الأنظمة الحاكمة فيها عاقبة التمرد عليهم، أن ذلك سينسحب على شعوبهم فترضخ.


لكن مرت مائة عام ولم يتحقق لهم ذلك، عندها عرفوا أن هنالك عامل مهم وراء ذلك.
لتفسير دور ذلك العامل يجب الغوص في جوهر مسألة الصراعات البشرية، فالمهاجم طامع في ما لدى الآخر، أو باحث عن الهيمنة لأجل المجد، وما يحفزه هو تفوقه العسكري، لذلك فالروح المعنوية لديه مرتبطة بتحقيق النصر، لأن ذلك يؤمّن حصوله على المكاسب والمغانم، أما المدافع والذي هو ما هوجم في عقر داره لوكانت لديه القوة المكافئة، فزاده الأساسي هو الرو ح المعنوية العالية التي تدفعه الى الاستبسال في القتال دفاعا عن أرضه وبيته وأهله.
هكذا نلاحظ أن الفارق هائل في العقيدة القتالية بين المهاجم والمدافع.
بعد أن أنزل الله هديه عبر الرسالات السماوية، ظهر مفهوم جديد للعقيدة القتالية وهو الجهاد في سبيل الله، والذي يهدف للدفاع عن منهج الله ضد من يحاربونه، أو للدفاع عن حق الانسان في الدعوة أليه وفي اتباعه.
وهكذا أصبح لدينا ثلاثة عقائد قتالية: الهجومية والدفاعية والجهادية.
تبين من خبرة البشر أن الجهادية هي أقواها وأعظمها تأثيرا في الاستبسال في القتال، وتفسير ذلك أن النوعين الأوليين كلاهما يحققان النفع المادي المنظور والمباشر لمن يبقى على قيد الحياة، فأن قتل المرء فقد كلّ شيء وإن انتصر قومه، ولو أقيمت له التماثيل وقيلت فيه الأشعار، فهو لأنه لا يؤمن بالحياة بعد الموت، ولا بإله سيكافئه، كونه يعتقد أنه سيؤول الى العدم.
أما من يقاتل عن عقيدة الإيمان بالله، فهو مطمئن الى أنه سيجد بعد الموت جزاء حسنا، سواء انتصر قومه أم هزموا، هو أعظم بكثير مما كان سيحققه لو بقي حيا وتحقق انتصاره.
لذلك فالفارق في الروح المعنوية هائل جدا، بين من يقاتل وهوحريص على حياته ويخشى الموت، وبين من لا يخشى الموت، فهو في كلتي الحالتين رابح، النصر او الاستشهاد.
ما سبق ذكره ليس سرا يحتفظ به المؤمنون ويخفونه عن غير المؤمنين استئثارا بالخير لأنفسهم، بل هو حقيقة جلية للطرفين، لكن غير المؤمنين يحاولون انكارها بسبب طبيعتهم الإلحادية، أو التشكيك في صحتها منعا لانهيار روحهم المعنوية، لذلك يسعون الى تجاهل العقيدة الجهادية، أو محاصرتها إعلاميا ووصمها بصفات شنيعة لتشويهها، كتسمية المجاهدين بالإرهابيين أو بالمخربين أو التكفيريين الرافضين لحرية التفكير أو المتطرفين الكارهين لغيرهم.
في الصراع الذي نشأ نتيجة توافق الاستعمار الغربي على إقامة الكيان اللقيط، كخير وسيلة لإدامة سيطرتهم على الأمة، ونتيجة لاستبعاد العقيدة من حسابات الأنظمة العلمانية الحاكمة، فكانت العقيدة الدفاعية المنطلقة من الدفاع عن الأرض هي وسيلتها الوحيدة، ولاختلال موازين القوى فقد فشلت، وانهزمت جيوشها في كل المواجهات، فانكفأت الأنظمة وأعلنت استسلامها تحت مسمى التطبيع.
لكن بعكس الفئة الحاكمة، فالشعوب مؤمنة وعقيدة جهادية، لذلك صمدت وقدمت قوافل الشهداء، سواء قتالا أو اغتيالا، لأن خسارة الأرواح لا تثنيها، بل تزيدها عزيمة، فالمؤمن لا يخاف الموت، والروح الجهادية تنتقل بالتأثير وليس بالتوصيل، لذلك لا يمكن الحد منها.
من هنا جاء تفسير ذلك الدبلوماسي لفشل كل محاولات الاغتيال التي يقوم بها العدو بإضعاف الروح المعنوية، فالعقيدة الجهادية لا تتيح للمرء التراجع أو الهزيمة، بل تدفعه للاستبسال أكثر إعلاء لعقيدته الراسخة، وانتقاما لرفاقه.
المعادلة واضحة: الممانع الوحيد من الاستسلام هو العقيدة الجهادية، من يعتنقها لا ينهزم، قد يطول الزمن به أو يقصر لنيل النصر، لكنها مسألة وقت ليس إلاّ.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: وراء الحدث هاشم غرايبه

إقرأ أيضاً:

منصة "يلا لودو" تُطلق أول بطولة العاب الكترونية حضورية في الرياض

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

احتضنت العاصمة السعودية الرياض، أول بطولة حضورية من تنظيم منصة "يلا لودو"، المنصة المتخصصة في الألعاب الإلكترونية والاجتماعية.

 وقدم الحدث فرصة استثنائية لجمع نخبة من أفضل اللاعبين في المملكة الذين تنافسوا أمام أكثر من 400 مشجعًا حضروا لتشجيع المتسابقين والاستمتاع بالأجواء المثيرة.

شارك في البطولة 16 لاعبًا تم اختيارهم بعناية استنادًا إلى أدائهم المتميز على المنصة الإلكترونية، بعد تحقيقهم أعلى المكاسب الذهبية.

 تنافس اللاعبون في أجواء مليئة بالتحدي والإثارة، حيث أظهروا مهاراتهم وسعيهم للفوز بجوائز قيمة في أجواء مشوقة.

خصصت البطولة جوائز مميزة تضمنت أجهزة "هواوي" ومكافآت افتراضية، مما أضاف بعدًا تنافسيًا قويًا للحدث.

يأتي هذا الحدث ضمن استراتيجية "يلا لودو" لبناء مجتمع ألعاب نابض بالحياة في المنطقة، حيث تسعى المنصة إلى خلق تجارب تجمع بين العالمين الرقمي والواقعي. تهدف هذه المبادرات إلى دعم اللاعبين المحليين وإبراز مواهبهم في بيئة تعزز الإبداع والتميز.

تميزت البطولة بتصميمها الذي يتماشى مع الطابع الثقافي للمجتمع السعودي، ما أضاف بُعدًا خاصًا للتجربة. 

وقد نجحت "يلا لودو" في تقديم نموذج جديد للبطولات التفاعلية، يجمع بين الترفيه والتحدي، مع الحفاظ على جوهر الألعاب الاجتماعية.

تؤكد "يلا لودو" من خلال هذا الحدث التزامها بتطوير قطاع الألعاب الإلكترونية والاجتماعية في المنطقة. 

وتواصل المنصة الابتكار في تقديم فعاليات تسهم في تعزيز التواصل بين اللاعبين وترسيخ شغفهم بالألعاب.

 

 

مقالات مشابهة

  • هل يعترف القانون بالبيع فى مرض الموت؟.. تفاصيل
  • مباشر.. لحظة بلحظة تابع مباراة منتخب الإمارات مع الكويت في كأس الخليج
  • «الدبيبة» يشارك «أصحاب الهمم» فعاليات معرض «لم الشمل»
  • بشير عبد الفتاح: العالم سيتقبل سوريا «الجديدة» لا «الجهادية»
  • قمة FDC 2025.. التكنولوجيا الرقمية والاستدامة في قلب الحدث
  • الاستحمام بدلاً من الوضوء.. الإفتاء توضح
  • باحث سياسي: تخوف دولي من «سوريا الجهادية».. والعالم لن يتقبلها
  • الخارجية الإيرانية: ليس لدينا اتصال مباشر مع الجهة الحاكمة في سوريا حاليا
  • منصة "يلا لودو" تُطلق أول بطولة العاب الكترونية حضورية في الرياض
  • «الإفتاء»: وحدة حوار استقبلت 1485 حالة في مسائل العقيدة والشريعة خلال 2024