مقالات مشابهة إسرائيل تفعّل «المستشفى المخبأ» تحت الأرض بعد صواريخ «حزب الله»

‏8 دقائق مضت

جدول التنس المزدحم يزيد من خطر الإصابات… سيقتلوننا

‏13 دقيقة مضت

زاهر الغافري… «لعلنا سنزداد جمالاً بعد الموت»

‏16 دقيقة مضت

ماكرون مصمم على مواصلة «عمل الذاكرة» مع الجزائر

‏21 دقيقة مضت

اليابان والخليج يواصلان مناقشات اتفاقية التجارة الحرة

‏27 دقيقة مضت

لماذا تصبح أكثر حكمة مع تقدمك في العمر؟

‏34 دقيقة مضت

العمليات الأمنية والعسكرية الأخيرة التي نفَّذتها إسرائيل في لبنان، سواءً تفجير شبكة الاتصال الخاصّة بـ«البيجر» والأجهزة اللاسلكية، أو اغتيال عدد من القادة العسكريين والأمنيين على رأسهم إبراهيم عقيل، خلطت أوراق الحرب بين «حزب الله» وإسرائيل، وحوّلت «جبهة الإسناد» مع غزّة إلى حرب استنزاف في لبنان، خصوصاً أن التطورات التي شهدتها الجبهة منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 حتى اليوم، جاءت من خارج حسابات الحزب، الذي اعترف أمينه العام حسن نصر الله بأنه «تلقى ضربات كبيرة وقويّة ومؤلمة».

تبدّلت عناوين المعركة لدى الطرفين. فـ«حزب الله» الذي فتح الجبهة على وقع الضربات المحدودة وعمليات «الإشغال»، تجنّب إلى حدّ كبير كسر قواعد الاشتباك، وكان يعتقد، وفق خبراء، أن إسرائيل «لن تغامر في عمليات كبيرة»، وأنه قادر على إرساء «توازن الردع» معها، قبل أن يفاجأ بأن الأخيرة استفادت من تفوقها التكنولوجي ونفّذت عمليات «اغتيال نظيفة» طالت عدداً من قادته الميدانيين من دون أن توسّع عملياتها.

نهج تدميري

ورأى الخبير العسكري والاستراتيجي العميد الركن (المتقاعد) الدكتور حسن جوني، أن «التورّط في حرب غزّة كان يحتّم على إسرائيل ألّا تفتح جبهة أخرى، بل تُبقي وضع الجبهة الشمالية على ستاتيكو العمليات المحدودة والاغتيالات الممنهجة لكوادر وعناصر (حزب الله) إلى أن تنتهي جبهة غزّة، فتعاملت مع الحزب وفق الواقع الميداني». وأكد جوني لـ«الشرق الأوسط» أنه «مع تطوّر عمليات الحزب واستهداف مستوطنات الشمال وتهجير أكثر من 100 ألف مستوطن، لجأت قوات الاحتلال إلى نهج تدميري لمناطق الجنوب، وترافق ذلك مع ضغوط سياسية ودبلوماسية على الحكومة اللبنانية و(حزب الله) وإرغامه على تطبيق القرار 1701، لكن مع انسداد أفق الحل السياسي الذي ترافق مع السيطرة شبه التامة على قطاع غزّة، حوّل جيش الاحتلال اهتمامه إلى الجبهة مع لبنان وتغيّرت عناوين المعركة لديه».

وأشار جوني إلى أن «عنوان المعركة مع لبنان بات إعادة سكان مستوطنات الشمال إلى منازلهم، الذي أدخلته القيادة الإسرائيلية في صميم الحرب. ونتنياهو يرى أن الوقت بات ملائماً له بعد تقدّمه عسكرياً في غزّة وإصابة (حماس) بشلل كبير».

وبقدر ما حاولت إسرائيل، ومعها الوسطاء الدوليون، فكّ الارتباط ما بين جبهتي غزّة وجنوب لبنان، أدار الجيش الإسرائيلي معركته على الجبهتين وفق مقتضيات كلّ منهما، لكنه ذهب بعيداً عندما استهدف عمق الضاحية الجنوبية باغتيال القيادي في «حماس» صالح العاروري، ثمّ القائد العسكري الأول للحزب فؤاد شكر، وأخيراً اغتيال القيادي الأبرز إبراهيم عقيل وعدد من رفاقه قادة «كتيبة الرضوان».

معادلة جديدة

وتحدّث مدير «مركز المشرق للشؤون الاستراتيجية» الدكتور سامي نادر عن تنقّل المواجهات في جنوب لبنان على أربع مراحل، معتبراً أن إسرائيل «بقيت في الأيام الأولى التي تلت عملية طوفان الأقصى» تحت تأثير الصدمة، وترددت في الدخول إلى قطاع غزّة، وهذا ما أعطى (حزب الله) هامشاً من المناورة على الجبهة اللبنانية التي سمَّاها جبهة إشغال ومساندة».

وأوضح نادر، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «المرحلة الثانية بدأت مع ارتفاع وتيرة المعارك في شمال القطاع وتكثيف الضغط على (حماس)، ومن ثمّ السيطرة على شمال القطاع وجنوبه والدخول إلى رفح واحتلال محور فيلادلفيا، وهذه المرحلة ترافقت مع رفع وتيرة التدمير الإسرائيلي في جنوب لبنان وتكثيف الاغتيالات في صفوف الحزب لإضعافه، وإجباره على تطبيق القرار 1701 والانسحاب إلى شمالي مجرى نهر الليطاني».

وأضاف: «أصبحنا الآن في المرحلة الرابعة التي بدأت مع نقل إسرائيل قواتها من غزّة إلى الشمال، ومعها وضع بنيامين نتنياهو معادلة عسكرية جديدة، عنوانها إعادة الأمن إلى سكان الجليل وعودة النازحين إلى بيوتهم».

«ربط الجبهتين»

لكن كلّ هذه التغيّرات لم تدفع «حزب الله» إلى التخلّي عن شعاره بربط الجبهتين. وهنا ذكّر العميد جوني الذي شغل منصب قائد كليّة الأركان في الجيش اللبناني، بأن الحزب «وضع هدفاً استراتيجياً لجبهة المساندة ولم يتخلّ عنه بعد، ويتمثل في وقف الحرب على غزّة، لكنّه لم يرغب في تطوير الصراع وجرّ لبنان إلى هذه الحرب، من خلال ضبط استخدام الأسلحة والاستهدافات والردود التي لم يلجأ فيها إلى أسلحة استراتيجية حتى في أكثر اللحظات حرجاً، لكن إسرائيل ابتزته واستغلت عدم رغبته في الذهاب إلى الحرب مراعاةً للوضع اللبناني الصعب للغاية، رغم أنه طوّر عملياته في الفترة الأخيرة واستهدف مستوطنات ومواقع عسكرية جديدة»، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن «حرب غزّة وجبهة لبنان بدأتا على توقيت (رئيس حركة حماس) يحيى السنوار، وليس أي طرفٍ آخر، وبناءً عليه شنّت إسرائيل الحرب على غزّة بهدفين معلنين هما تحرير الأسرى والقضاء على حركة (حماس)، لكن الهدف الحقيقي والخفي هو تدمير قطاع غزّة وإعادة احتلاله وقتل أكبر عدد من الفلسطينيين».

دخان يتصاعد فوق الضاحية الجنوبية لبيروت بعد الغارة الإسرائيلية (أ.ف.ب)

صحيح أن القصف الصاروخي للحزب تخطّى مواقع الجيش الإسرائيلي في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا المحتلّة، وكشف عن مسيرات الـ«هدهد» التي صوّرت مواقع عسكرية ونقاطاً استراتيجية، لكنّه يتجنّب ضرب منشآت مدنية واستراتيجية إسرائيلية.

لا حل إلا باتفاق سياسي

ورأى نادر أنه «مقابل عبور إسرائيل المراحل الأربع، لا يزال (حزب الله) عند المرحلة الأولى، أي وحدة الساحات، وربط جبهة الجنوب بوقف النار في غزّة»، مشدداً على أنه «رغم الخسائر التي يتكبدها الحزب، فإنه يبحث عن ذريعة لوقف الحرب، وهو أبقى الباب مفتوحاً أمام الحلّ السياسي، وهذا ما عبّر عنه خطاب وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب، الذي أعلن أمام مجلس الأمن الدولي أن لبنان مستعدّ لتنفيذ القرار 1701، لكن لا نعرف وفق أي شروط».

وتخوّف نادر من أن «يدخل لبنان المرحلة الخامسة من الحرب، وأن تترجم إسرائيل تهديداتها بشنّ هجوم برّي على لبنان، وعندها لا أحد يستطيع أن يتنبّأ بالنتائج التي ستنتهي إليها هذه الحرب».

وإذا كانت أولوية الحكومة الإسرائيلية إعادة المدنيين إلى مستوطنات الشمال بالقوة، فإن ذلك لن يتحقق، وفق تقدير الخبير العسكري العميد حسن جوني، إلّا باتفاق سياسي، مؤكداً أنه «حتى لو نجح الجيش الإسرائيلي بفرض حزام أمني في الجنوب، فإن (حزب الله) قادر على الاستمرار بإطلاق الصواريخ من العمق اللبناني. وأضاف جوني أن إسرائيل ربما تسعى من خلال تسخين العمليات مع لبنان إلى الضغط على حكومة لبنان و(حزب الله) لجلب الجميع إلى مفاوضات برعاية دولية وفرض تطبيق القرار 1701، وهذا ما يمكن أن يقود إلى تسوية كبيرة في المنطقة».


Source link ذات صلة

المصدر: الميدان اليمني

كلمات دلالية: دقیقة مضت القرار 1701 حزب الله

إقرأ أيضاً:

سياسة حافة الهاوية.. ما ملامح "المرحلة الجديدة" من الحرب في لبنان؟

نفذ الجيش الإسرائيلي، الجمعة، عملية اغتيال نوعية استهدفت إبراهيم عقيل، وهو مسؤول عسكري بارز في حزب الله، وقادة في "قوة الرضوان" وهي وحدة النخبة التي أنشأتها الجماعة اللبنانية، في تصعيد عسكري جاء بعد بضعة أيام من انفجارات دامية ومتزامنة وقعت في أجهزة شبكة الاتصالات اللاسلكية التي يستخدمها عناصر الحزب.

واعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي يؤاف غالانت، سلسلة العمليات الحالية بأنها "مرحلة جديدة" من الحرب المستمرة بين حزب الله وإسرائيل منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، متوعداً باستمرار العمليات ضد حزب الله حتى تحقيق أهداف هذه المرحلة.
ووضعت إسرائيل عنواناً عريضاً للتصعيد في لبنان يتعلق بإعادة سكان البلدات والمستوطنات شمال إسرائيل إلى منازلهم، حيث اضطر عشرات الآلاف للنزوح بسبب عمليات إطلاق الصواريخ من لبنان. ضربات متتالية ويقول تامير هيمان الرئيس السابق لجهاز الأمن القومي في إسرائيل، ورئيس معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، إن "هجوم الجمعة في بيروت ينضم إلى نوع جديد من الهجمات التي وقعت خلال الأيام الأربعة الماضية، وفي كل واحدة منها تم استخدام معلومات استخباراتية خاصة، وتم عرض قدرة عملياتية غير معروفة بالنسبة لحزب الله".

من غزة إلى لبنان.. أبرز المسؤولين الذين اغتالتهم إسرائيلhttps://t.co/hzEQB8fntl pic.twitter.com/25LLFww9zz

— 24.ae (@20fourMedia) September 20, 2024 وأضاف أن "تسلسل هذه الضربات لا يمثل فقط استعراضاً عملياتياً، بل هو مرحلة جديدة من الحرب"، بحسب القناة الـ12 الإسرائيلية.

وتابع "سلسلة الضربات المتزايدة التي توجهها إسرائيل لحزب الله هي محاولة لتحقيق أهداف الحرب الجديدة دون حرب إقليمية شاملة، ومن المناسب القيام بكل شيء قبل أن تتدهور الأمور إلى مثل هذه الحملة".
 وبحسب هيمان "يمكن أن تؤدي هذه الضربات إلى مزيد من التصعيد في الحملة ضد حزب الله، وهناك خطر من أن نصل إلى حالة حرب شاملة"، لافتاً إلى أن الكرة أصبحت في ملعب حزب الله.
وقال إن "ابراهيم عقيل الذي اغتالته إسرائيل هو قائد عمليات حزب الله. وهو المشرف المباشر على قوة الرضوان، والعمليات الخاصة للتنظيم، وكان مسؤولاً عن العمليات ضد إسرائيل، ومهندس فكرة اقتحام الحدود ضد إسرائيل كخطة عملياتية، وهي نفس الخطة التي استنسختها حماس ونفذتها يوم هجوم السابع من أكتوبر الماضي".

وأوضح أن "استهداف كبار قادة حزب الله سصعب مهمة حزب الله في استبداله أو تعويضه، وعلى المدى القريب القريب على الأقل فإن قدرة حزب الله على الحرب ستكون قابلة للتقويض".
وقال إن "اغتيال عقيل ومساعديه يعطل قتال حزب الله، لكن هذا ليس حاسماً رغم أنه ضربة قاسية"، مضيفاً  أن "النجاحات التكتيكية لا تضمن نجاح الحملة بشكل كامل". تغيير للقواعد من جانبه قال رون بن يشاي المحلل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، إن "الهجوم في الضاحية في إطار السياسة الجديدة التي أعلنها وزير الدفاع غالانت باعتبارها مرحلة جديدة في الحرب، والتي لن تلتزم فيها إسرائيل بالمعادلات وساحات المواجهة التي وضعها حزب الله".
وأضاف "في المرحلة الجديدة لن تستمر إسرائيل في حرب الاستنزاف العبثية، بل ستصعد ردود أفعالها على أي إطلاق نار باتجاه الأراضي الإسرائيلية حتى لو بشكل غير متناسب، مع الوضع في الحسبان أن هذا قد يؤدي إلى حرب شاملة في لبنان".
وتابع أن "من رسائل عملية الاغتيال الأخيرة أن إسرائيل تريد أن توضح لحزب الله أن المنظمة لا تزال قابلة للاختراق، لأنه لم يتم حل مسألة كيف تمكنت إسرائيل على وجه التحديد من القضاء على فؤاد شكر، الذي يعتبر رئيس الأركان الفعلي والآن تم القضاء على الرجل الثاني في الهيكلية العسكرية للحزب".

لماذا ينصب تركيز إسرائيل على الحدود مع لبنان؟https://t.co/5ZOLN0lUYx

— 24.ae (@20fourMedia) September 20, 2024 وقال: "قد يرد حزب الله بقوة، بل وربما يستخدم أوراق قوة لم يستخدمها حتى الآن. لكن إسرائيل تبدو مستعدة لحرب شاملة، والكرة في ملعب حزب الله.
وأضاف "إسرائيل لا تزال تعطي نصر الله فرصة للرد على اقتراح الوساطة الأمريكية للتوصل إلى تسوية تسمح بإعادة سكان مناطق شمال إسرائيل، لكن العمليات الأخيرة توضح لحزب الله أنه لن تكون هناك عودة إلى روتين الإرهاق الذي استمر منذ 11 شهراً"، بحسب بن يشاي.

مقالات مشابهة

  • نعيم قاسم : جبهة الإسناد اللبنانية ستستمر حتى إنهاء العدوان على غزة
  • "جبهة الإسناد" تصيب شمال إسرائيل بالشلل التام!
  • جبهة لبنان تشتعل.. «حزب الله» يمطر إسرائيل بالقذائف
  • إسرائيل تخير لبنان بين التراجع… أو الحرب الشاملة
  • زياد ابحيص يكتب .. جبهة الإسناد وخيارات المقاومة في لبنان
  • ما بعد الضربة والرد..حروب بلا حلول
  • سياسة حافة الهاوية.. ما ملامح "المرحلة الجديدة" من الحرب في لبنان؟
  • هل أصبحت الحرب الأوسع بين إسرائيل ولبنان أمرا لا مفر منه؟
  • تايمز: الحرب بغزة ولبنان قد تحفز متطرفين لمهاجمة أهداف غربية