إنجاز علمي عالمي لجامعة نزوى في مجال اكتشاف الفطريات الطبية
تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT
نزوى- الرؤية
أعلنت جامعة نزوى، ممثلة في مركز أبحاث العلوم الطبيعية والطبية، عن اكتشاف فطر طبي ثنائي الشكل، يُسبِّب عدوى فطرية جديدة قادرة على إصابة البشر، ويعد هذا الاكتشاف الأول على مستوى العالم.
الاكتشاف الذي أعلنت عنه الجامعة جرى بالتعاون البحثي مع المعاهد الوطنية للصحة (NIH) بالولايات المتحدة الأمريكية، وجامعة رادبود نايميخن الهولندية، وجامعة قويتشو الطبية بمقاطعة قوييانغ بالصين، والمركز الوطني الألماني المرجعي للعدوى الفطرية الغازية في مدينة ينا بألمانيا.
وقال الدكتورعبدالله بن محمد الحاتمي أستاذ مساعد بجامعة نزوى ومسؤول مختبر الأحياء الدقيقة بمركز أبحاث العلوم الطبيعية والطبية بجامعة نزوى وأحد العلماء المشاركين في الاكتشاف العلمي: إن العدوى الفطرية لم تكن معروفة من قبل، والفطر الجديد قادر على إصابة البشر، ويمكنه البقاء على قيد الحياة داخل جسم الإنسان على شكل الخميرة، ويستطيع العيش خارج جسم الإنسان على شكل عفن، ويُصبح أكثر مقاومة للأدوية عند تعرضه لدرجات حرارة عالية. وذكر الحاتمي أن هذا الاكتشاف تم نشره مؤخرا في مجلة (mBio) بالتعاون مع علماء وأطباء عالميين بمختبرات الأحياء الدقيقة، مشيرًا إلى أن الجامعة تلقت دعوة من العلماء والزملاء الباحثين لإجراء بعض التحاليل الدقيقة بجامعة نزوى، وعلى الفور لم تتردد الجامعة في تبني هذا المشروع البحثي من منطلق إيمانها بدعم هذا النوع من البحوث.
وأوضح الحاتمي أنه مع ظهور أولى النتائج المخبرية تبين في مختبرات الجامعة، وجود فطر غريب، ولربما لم يتم التعرف عليه من قبل، وبعد التأكد والمناقشة العميقة لنتائج الأبحاث الأخرى بالفعل تبيّن أن الفطر الموجود في عينات سريرية من مريض بالمستشفى "فطر جديد"، وتم اكتشافه والتعرف عليه لأول مرة على مستوى العالم.
واستطرد الدكتور عبدالله الحاتمي في حديثه قائلًا إن نتائج التحاليل الدقيقة لم تطابق أي نوع من أنواع الفطريات المكتشفة سابقًا على مستوى العالم، مشيرًا إلى أن الفطر الجديد ينتمي الى عائلة عرفت سابقًا بأن لها القدرة على إصابة الانسان بعدوى فطرية خطيرة في مختلف أجزاء الجسم. وأشار إلى أنه أُجريت تحاليل مخبرية معقدة بالتعاون مع زملائه الباحثين بجامعة رادبود نايميخن الهولندية والمراكز الأخرى المشاركة في الاكتشاف وتبين أن هذا الفطر هو فطر جديد وتم أكتشافه لأول مرة على مستوى العالم.
وأضاف الحاتمي أنه خلال إجراء التجارب، وجد العلماء أن الفطر كان مقاومًا للعديد من العقارات الشائعة المضادة للفطريات، وأن الفطر المُكتَشَف يستطيعُ التأقلم مع درجات حرارة مختلفة، ويستطيع تغيير شكله، كلما تغيرت درجة الحرارة؛ مما يؤدي الى احتمالية ظهور طفرات شديدة الضراوة، قادرة على التسبب في مرض أكثر خطورة، وهو ما استدعى من الباحثين لإجراء المزيد من الأعمال المخبرية، لفهم كيف للفطر المكتشف أن يُسبب العدوى على البشر؛ حيث إن ظاهرة ازدواجية الشكل في الفطريات تعد من العوامل التي تساعدها في التأقلم وتسبب عدوى أكبر لدى البشر.
وأجري هذا البحث بعد اكتشاف خلايا الخميرة ذات التشابه الشكلي مع Paracoccidioides في عينة مريض يعاني من نقص المناعة. وقد كشفت التحليلات الشكلية والتطورية والفسيولوجية الإضافية أن الفطر هو نوع جديد من Mucor وقد أُجريت تجارب في المختبر لتحديد العوامل التي تحفز تكوين خلايا الخميرة بالمقارنة مع M. circinelloides و M. kunryangriensis، والتي تظهر تحويلًا يعتمد على درجة الحرارة.
وأضاف الدكتور عبدالله الحاتمي أن داء فطريات Mucor هو مرض مدمر مع ارتفاع معدلات الإصابة والوفيات بين المرضى المعرضين للإصابة، ويتطلب التشخيص الدقيق والإدارة السريرية في الوقت المناسب؛ لأن حساسية مضادات الفطريات تختلف بين الأنواع. وأضاف أنه عادة ما يتم اعتبار العناصر الخيطية غير المنتظمة بمثابة السمة المميزة لداء الفطريات المخاطية، ولكن هنا تظهر أن بعض الأنواع قد تنتج أيضًا خلايا تشبه الخميرة، وقد يتم الخلط بينها وبين المبيضات.
وشارك في هذا البحث نخبة من الباحثين العالمين وضم الفريق من جامعة نزوى الدكتورعبدالله الحاتمي، ومن المعاهد الوطنية للصحة بأمريكا الدكتور أمير موسمي، ومن جامعة رادبود نايميخن البروفيسور سيبرين دي هوج والدكتورة سارة أحمد، ومن الصين البروفيسورة جويز كانج.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: على مستوى العالم أن الفطر
إقرأ أيضاً:
هيئة تمويل العلوم والابتكار وفرنسا تُجدّدان الشراكة العلمية لدعم شباب الباحثين
شهد الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وفيليب بابتيست، وزير التعليم العالي والبحث في فرنسا، ضمن فعاليات الزيارة التاريخية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مصر، مراسم توقيع تجديد اتفاقية التعاون بين هيئة تمويل العلوم والتكنولوجيا والابتكار (STDF) والسفارة الفرنسية في مصر.
وقد وقع الاتفاقية عن الجانب المصري الدكتور ولاء شتا، الرئيس التنفيذي للهيئة، وعن الجانب الفرنسي السيد إيريك شوفالييه، سفير فرنسا لدى مصر، وذلك بحضور عدد من كبار المسؤولين من الجانبين، ورؤساء الجامعات والمراكز البحثية المصرية والفرنسية.
تجديد اتفاقية التعاون بين STDF والسفارة الفرنسية لتعزيز البحث العلمي التطبيقي في مصروأُقيمت مراسم التوقيع ضمن فعاليات ملتقى الجامعات المصرية والفرنسية، الذي استضافته جامعة القاهرة، تحت رعاية الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وفيليب بابتيست، وزير التعليم العالي والبحث الفرنسي، وبمشاركة واسعة من قيادات التعليم العالي والبحث العلمي في البلدين.
وشهد مراسم التوقيع عدد من قيادات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، من بينهم الدكتور عمرو عدلي مستشار الوزير للتعاون الدولي، والدكتور ياسر رفعت نائب الوزير السابق لشؤون البحث العلمي، والدكتورة رشا كمال رئيس الإدارة المركزية للتعاون الدولي، والدكتور هشام الديب رئيس معهد بحوث الإلكترونيات، والدكتور ياسر مصطفى مدير معهد بحوث البترول، إلى جانب ممثلين عن الجامعات والمراكز البحثية المصرية والفرنسية.
ويأتي هذا التجديد استمرارًا للتعاون المثمر بين الجانبين، والذي بدأ عام 2014، وأسفر عن تمويل مشروعات بحثية استراتيجية في مجالات ذات أولوية مشتركة، مثل: الصحة، الزراعة، الغذاء، الطاقة، علوم الهندسة، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
وأكد الدكتور أيمن عاشور أن تجديد هذه الاتفاقية يُجسد توجيهات القيادة السياسية نحو تعزيز التعاون الدولي في مجال البحث العلمي، ويفتح آفاقًا جديدة أمام الباحثين المصريين للتعاون مع نظرائهم في فرنسا، بما يسهم في الارتقاء بالبحث العلمي التطبيقي ومخرجاته، لخدمة أهداف التنمية المستدامة في مصر.
وأشار الوزير إلى أن الشراكة العلمية بين مصر وفرنسا تُعد نموذجًا للتعاون البنّاء في مواجهة التحديات المشتركة، وعلى رأسها تغير المناخ، والأمن الغذائي، والطاقة النظيفة، موضحًا أن هذه المبادرات تعزز من مكانة مصر كمركز إقليمي للابتكار.
من جانبه، أعرب الدكتور ولاء شتا، الرئيس التنفيذي للهيئة، عن اعتزازه بالشراكة المتميزة مع الجانب الفرنسي، مؤكدًا أن المرحلة الجديدة من التعاون ستوفر فرصًا أكبر لتمويل مشروعات متميزة ترتكز على أولويات الجانبين، وتسهم في بناء قدرات الباحثين الشباب، وتعزيز دور البحث العلمي في معالجة التحديات المجتمعية والتنموية.
وأضاف شتا أن تجديد الاتفاقية يُعد رسالة واضحة بأن البحث العلمي في مصر يتحرك بخطى واثقة نحو العالمية، مدفوعًا برؤية وطنية قائمة على الابتكار والشراكة الدولية، وهو ما يأتي ضمن المحاور الرئيسية في استراتيجية الهيئة، التي ترتكز على دعم التميز، والتنافسية، والاستدامة في منظومة العلوم والتكنولوجيا والابتكار.