العراق يريد أولوية في التمويل المناخي الدولي.. وخبير بيئي: المشكلة محلية
تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT
حث رئيس الحكومة العراقية، محمد شياع السوداني، الأحد، المجتمع الدولي على إعطاء الأولوية للعراق في التمويل لمواجهة تداعيات تغير المناخ، في حين يرى خبير بيئي إنها "مشكلة محلية".
وأكد السوداني في كلمته خلال "قمة المستقبل" الخاصة بمواجهة التحديات المستقبلية، على هامش اجتماعات الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أن العراق ملتزم بإرساء مفاهيم العدالة المناخية، خاصة في مجالات مكافحة الجفاف والتصحر وضمان استدامة الموارد المائية والأمن الغذائي، كما أن مواجهة تحديات المناخ تتطلب تعاوناً دولياً فعالاً في إطار اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية واتفاق باريس.
وشدد السوداني في الكلمة التي نشرها مكتبه الإعلامي، على ضرورة منح العراق الأولوية في التمويل المناخي، نظراً لكونه من أكثر الدول تضرراً من التغيرات المناخية، ولأن العراق بدأ بالفعل تنفيذ التزاماته المثبتة في وثيقة المساهمات الوطنية.
وتصف الأمم المتحدة العراق بأنه من بين أكثر خمس دول تضرراً من التغيرات المناخية. ويتجلى ذلك في شح المياه، والجفاف، وتقلص المساحات الزراعية.
وفي خطوة لمواجهة هذه الأزمات، أعلنت الحكومة العراقية، الأربعاء الماضي، عن إطلاق إستراتيجية وطنية شاملة تهدف إلى الحفاظ على بيئة البلاد، التي تعد ثاني أكبر منتج للنفط في العالم، وتقليل التلوث، مع التركيز على حماية المياه، وإعادة تدويرها، وخفض انبعاثات الكربون.
الخطة البيئية التي تحظى بدعم الأمم المتحدة والوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID)، ستمتد على مدار ست سنوات، من عام 2024 إلى 2030.
وفي تصريح لموقع "الحرة"، أوضح شكري الحسن، أستاذ الجغرافيا في جامعة البصرة، أن "أكثر الإجراءات فعالية لمواجهة التغيرات المناخية في العراق ترتبط بالانبعاثات الغازية الناتجة عن الصناعات النفطية".
وأشار إلى أن هذه الانبعاثات تساهم في الاحتباس الحراري وتغير المناخ، حيث يساهم العراق بجزء من هذه الانبعاثات على المستوى العالمي، والتي تؤثر بشدة على البيئة المحلية.
وأكد الحسن أهمية أن تتخذ الحكومة العراقية إجراءات حاسمة للحد من هذه الانبعاثات، بما في ذلك إيقاف حرق الغاز. "هذا التحدي يجب أن نواجهه بأنفسنا قبل طلب الدعم الدولي، لأنه يهدد بيئتنا وصحتنا العامة"، على حد قوله.
ويؤثر التغير المناخي بشكل مباشر على موارد المياه في العراق، حيث يؤدي ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض معدلات الأمطار إلى تقليص الموارد المائية السطحية والجوفية، مما يزيد من ندرة المياه. كما أن التغيرات المناخية تؤثر سلباً على القطاع الزراعي في العراق، إذ تعاني البلاد من مواسم زراعية غير مستقرة وجفاف متكرر.
وعلى الرغم من التمويل الذي تقدمه بعض الدول، خاصة الولايات المتحدة عبر وكالاتها التنموية، لدعم المنظمات غير الحكومية والمشاريع الزراعية والمبادرات المحلية في مواجهة التغيرات المناخية، لا تزال الحاجة إلى اتخاذ إجراءات فعالة لمواجهة المخاطر البيئية كبيرة.
مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي، أكد خطورة التغيرات المناخية والبيئية، ووصفها بأنها تحديات تهدد البشرية جمعاء، وأن الحفاظ على البيئة مسؤولية تضامنية مشتركة بين الجميع.
وشدد الأعرجي خلال مشاركته في المؤتمر الدولي الأول للتغيرات المناخية وأثرها على الأمن الصحي في العراق، المنعقد في بغداد، على أن "الحكومات وحدها لا تستطيع التعامل مع التغيرات المناخية والبيئية بدون تعاون المجتمعات، وذلك من خلال الترشيد في الاستخدام والتوعية بمخاطر هذه التغيرات من أجل الأجيال القادمة".
ووفقاً لتقارير اللجنة الدولية للصليب الأحمر، تعرض العراق لأكثر من 300 عاصفة رملية في عام 2013، في حين أن عدد العواصف الرملية بين عامي 1950 و1990 لم يتجاوز 25 عاصفة سنوياً. وقد أشار 94% من النازحين في المحافظات الجنوبية إلى ندرة المياه كسبب رئيسي لنزوحهم.
ويشير المنسق المقيم للأمم المتحدة في العراق، غلام إسحق زى، عن "شدة" التأثيرات المناخية التي سيتعرض لها العراق، بما في ذلك ارتفاع درجات الحرارة والجفاف والتصحر.
ويقول في مقال له على موقع بعثة الأمم المتحدة في العراق إن "العراق يعاني من أزمة مائية حرجة بسبب قلة الأمطار والاستخدام المفرط لنهري دجلة والفرات. وتتفاقم هذه التحديات بسبب الإدارة غير الفعالة للمياه والممارسات الزراعية".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: التغیرات المناخیة الأمم المتحدة فی العراق
إقرأ أيضاً:
ماسك يريد إلغاء الرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة وأوروبا
الاقتصاد نيوز - متابعة
صرح الملياردير ورئيس إدارة الكفاءة الحكومية، إيلون ماسك، السبت بأنه يريد نظاماً خالياً من الرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة وأوروبا، من شأنه أن يُنشئ فعلياً "منطقة تجارة حرة".
وقال ماسك لنائب رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو سالفيني يوم السبت خلال فعالية افتراضية لرابطة الدول المستقلة في إيطاليا، وذلك بعد أيام من فرض الرئيس الأميركي دونالد ترمب رسوماً جمركية أدت إلى انهيار الأسواق العالمية: "من الأفضل، من وجهة نظري، أن تنتقل كل من أوروبا والولايات المتحدة إلى وضع خالٍ من الرسوم الجمركية. هذا ما آمل أن يحدث".
وقال ماسك "في نهاية المطاف، آمل أن يتم الاتفاق على ضرورة أن تتحرك أوروبا وأميركا بشكل مثالي، في رأيي، نحو رسوم جمركية صفرية، مما يؤدي فعلياً إلى إنشاء منطقة تجارة حرة بين أوروبا وأميركا الشمالية".
ورداً على سؤال من زعيم حزب الرابطة ماتيو سالفيني، قال ماسك إنه يأمل أيضاً في رؤية قدر أكبر من حرية التنقل بين أوروبا والولايات المتحدة. وعبر ماسك مراراً عن دعمه للأحزاب اليمينية في أنحاء أوروبا.
وأضاف "إذا كان الناس يرغبون في العمل في أوروبا أو يرغبون في العمل في أميركا الشمالية، فيجب السماح لهم بذلك من وجهة نظري". وأردف قائلاً "بالتأكيد أنصح الرئيس بذلك".
ويوم الأربعاء الماضي، أعلن ترامب عن معدلات "الرسوم الجمركية الانتقامية" التي ستُفرض على أكثر من 180 دولة ومنطقة، بما في ذلك بعض دول الاتحاد الأوروبي، في إطار سياسته التجارية الجديدة الشاملة.
ونشر ترامب والبيت الأبيض سلسلة من الرسوم البيانية على وسائل التواصل الاجتماعي توضح بالتفصيل معدلات الرسوم الجمركية التي تزعم الإدارة أن الدول الأخرى تفرضها على المنتجات الأميركية، مشيرين إلى ما وصفوه بـ "التلاعب بالعملة والحواجز التجارية" التي تستخدمها هذه الدول.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام