كتب نقولا ناصيف في" الاخبار": ما فعلته إسرائيل مع حزب الله هو نفسه ما أقدمت عليه بين عقدَيِ السبعينيات والتسعينيات، وصولاً الى مطلع الألفية الثالثة بتصفيتها القادة المؤسسين لمنظمة التحرير الفلسطينية حيث كانوا، في عقر دارهم المحسوب أنه آمن، في لبنان وإيطاليا وتونس وفرنسا وقبرص واليونان، انتهاءً بآخرهم ياسر عرفات المشتبه في اغتيالها إياه بتسميمه.

كذلك في المرحلة التالية مع صعود قادة حماس، في موازاة استمرار هجمات جيشها خارجاً وداخلاً. ليس الاغتيال لدى الأجيال الإسرائيلية المتعاقبة منذ عام 1948 سوى أحد أسلحة المواجهة الحتمية الدائمة الملازمة لمهمات جيشها النظامي. خبره حزب الله بدوره أكثر من مرة في العقود الأخيرة وفي حرب غزة مراراً.

مسارعة حزب الله الى الرد في الداخل الإسرائيلي حتى حيفا بصواريخ أدخل استخدامها للمرة الأولى، رمى منها الى تأكيد صلابة بنيته العسكرية وإمرة القيادة رغم خسارة فادحة اعترف بها، هي اغتيال جماعي لأركان قوة الرضوان. تالياً أعاد الاعتبار، على الأقل بالنسبة إليه، الى معادلة سابقة هي داخل في مقابل داخل من جهة، وإقران وصول إسرائيل الى قلب قيادته بوصوله هو الى أبعد منشآت صناعاتها العسكرية والتكنولوجية المهمة، على أنها تضع حيفا في واقع ما أضحى عليه شمال إسرائيل من جهة ثانية.

كما لو أن شروط الحرب المفتوحة غير المعلنة باتت مستكملة ولم يعد يعوزها سوى شرارة إشعالها، ثم أتى كلام نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم بعد ظهر أمس يؤكد مجدداً الاستعداد للاحتمالات العسكرية كلها، فإن ثمة حقائق دولية لم يعد في الإمكان إغفالها. مخاوف العواصم الكبرى المعنية بحرب غزة ودقّها ناقوس الخطر من اندلاع حرب إقليمية لا تريدها. المفارقة في ما تدل عليه الحقائق الجديدة مذ فجرت إسرائيل أجهزة اتصالات بأجساد مدنيين لبنانيين بعيداً من ساح الحرب، أن الإدانة الدولية تُصوَّب على الدولة العبرية على ارتكابها جرائم جماعية دونما تمكّن حزب الله من استقطاب رأي عام عربي ودولي الى جانبه، والتعاطف مع استهداف قادته ومدنييه. لم يؤتَ موقفاً عربياً متعاطفاً معه مثلما لم يحظَ بموقف عربي جارى تبرير انخراطه في حرب غزة.
ليس التنديد الدولي بإسرائيل الحقيقة الجديدة الوحيدة. ثمة ما ناقضها هو ابتهاج بالهجوم الأمني الإسرائيلي واغتيال المسؤول العسكري الأول إبراهيم عقيل، عبّر عنه الأميركيون على أن قتله استجاب لـ«العدالة الدولية» بحكم أنه مطلوب دولياً يتقاطع الأميركيون والإسرائيليون على إلغائه لدوره في تفجير السفارة الأميركية ووحدة المارينز عام 1983.
أضف قلقاً من نوع آخر يعني الخارج بدرجة عالية ويتخطى بكثير مخاوف الداخل اللبناني، مؤداه سابقة إسرائيل تفجير أجهزة اتصالات تسببت - كما ستتسبب - باضطراب أسواق الشركات المنتجة السلعة هذه وصدقيتها والتعامل معها من جراء تسلل الاستخبارات الإسرائيلية الى تفخيخها في مرحلة غامضة يصعب الكشف عنها: تفخيخها لدى الشركة المصنِّعة أم لدى الشركة المصدِّرة، أم ثمة وسيط بينهما لتفادي ظهور حزب الله، المعاقب دولياً والموصوف منظمة إرهابية، في مظهر أنه الشاري؟

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

«حرب مدن طاحنة وهجوم بري محدود».. خبير شؤون إسرائيلية يكشف لـ«الأسبوع» تطورات الأوضاع بين لبنان وإسرائيل

توقع مراقبون أن يشهد لبنان خلال الفترة المقبلة تصعيدا مع الاحتلال الإسرائيلي أكثر مما هو عليه في الوقت الراهن، وأفاد الدكتور علي الأعور أستاذ حل النزاعات الإقليمية والدولية وخبير الشؤون الإسرائيلية، بأن «رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو طلب عقد اجتماع للكابينت الأمني والسياسي الأسبوع الماضي، وطالب بشكل رسمي المصادقة على عودة السكان الشمال المستوطنات إلى كريات شمونة والمطلة وكل المستوطنات الشمالية».

إعلان حرب على لبنان وحزب الله.. وتفجير أجهزة الاتصالات

وقال «الأعور» في تصريحات خاصة لموقع «الأسبوع»: «إن هذه المصادقة تعتبر هدفا من أهداف الحرب وهذا يعني وبشكل رسمي إعلان حرب على لبنان وحزب والله، وكانت الحرب بدأت قبل 4 أيام بالفعل أثناء تفخيخ وتفجير أجهزة الاتصالات اللاسلكية سواء للمدنيين أو لعناصر الحزب، ولكن المهم هو عندما تصل القضية تجاه المدنيين وقتلهم ونقل نموذج غزة إلى لبنان واستهداف المدنيين الذي تجاوز الـ 70 شهيدًا وأكثر من 3 آلاف إصابة فهذا يعني من تقديري بأنه لن يعد هناك أي خطوط حمراء أو قواعد للاشتباك أو خطوط صفراء وكل شيء انتهى وبدأت الحرب بشكل رسمي ضد حزب الله».

الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان

وبعدما ألقى حزب الله اللبناني أكثر من 90 صاروخا على المواقع والقواعد العسكرية التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي كرد على اختراق وتفجير أجهزة الاتصالات اللاسلكية، أوضح خبير الشئون الإسرائيلية: «أن الجيش والمخابرات الإسرائيلية والاستخبارات العسكرية التزمت الصمت تجاه ما وقع يومي الثلاثاء الموافق 17 سبتمبر، والأربعاء الموافق 18 سبتمبر 2024، ولكن بكل تأكيد ما تم من تفجير وتفخيخ الهواتف الناقلة والأجهزة اللاسلكية هو تم من خلال زرع متفجر في كافة الكميات الذي طلبها حزب الله واشتراها من الشركة المصنعة».

حزب الله لا يريد حرب شاملة.. ويمنح نتنياهو الفرصه

وتابع: «إذًا هناك حرب غير معلنه ولكن الإعلان جاء بشكل غير رسمي وهو قصف المبنى السكني التي اجتمع بها كبيري قيادات حزب الله والذي من بينهم الشهيد إبراهيم عقيل وهو الرجل الثاني بعد فؤاد شكر، وبالتالي فأن إسرائيل تعلن بشكل رسمي الحرب على حزب الله، رغم أن المقاومة لا تريد حرب شاملة والدليل أن حسن نصرالله في خطابة الأخير أكد فيه بأنه لا يريدها ومازالت الأهداف بعيده عن المدنيين، رغم أن إسرائيل تستهدف المدنيين اللبنانيين».

وواصل: «حزب الله يقرأ بشكل جيد القدرات العسكرية الإسرائيلية، رغم تفوق إسرائيل في السلاج الجوي وطائرات من طراز (F -16) و(F -18) وحاملات الطائرات (بترومان، وروزفيلد، وايزنهاور) الذي تأتي بسرعه إلى البحر المتوسط والخليج العربي لحماية إسرائيل، إذا إسرائيل تعلم جيدًا وتقرأ المشهد الأمني والاستراتيجي والعسكري بشكل جيد».

الرد اللبناني على الاعتداء الصهيوني

وأردف: «الأمين العام لحزب الله أعلن أنه لا يريد حرب شامله ولا توسيعها بل يريد أن يبقى جبهة اسناد، ومازال يحافظ على قواعد الاشتباك كما هي وهو قصف المواقع والقواعد العسكرية التابعة للاحتلال، وبالفعل أطلق حزب الله مئات الصواريخ ولكن في تقديري هذا في حدود قواعد الاشتباك المتعارف عليها بين المقاومة والكيان المحتل، لكن نتنياهو يريد أن يخرجه من جبهة الإسناد للحرب الشاملة، ولكن في تقديري حزب الله يمنح نتنياهو الفرصه أن ينتهزها ويبدأ الحرب الشاملة على لبنان وبيروت».

استبعاد حرب شاملة في لبنان قبل الانتخابات الأمريكية.. ونتنياهو يفضل مصالحة الشخصية

وواصل: «لكن في نفس الوقت إذا بدأت الحرب على حزب الله رغم إني استبعد وجود حرب شاملة قبل الانتخابات الأمريكية على اعتبار أن الحرب الشاملة ستدخل فيها دول كثيرة منها إيران والجيش اليمني والحوثيون والقوات العراقية والحشد الشعبي، إذا أيضا نتنياهو اعتمد على سياسة الاغتيالات والقصف الجوي هنا وهناك، ولكن يبد أن نتنياهو فضل مصالحة الشخصية السياسية على حياة الأبرياء والمدنيين وما تم من تفخيخ وتفجير أجهزة الاتصالات الموجود بين المدنيين في المحلات والشوارع والمنازل فهي جريمه حرب بالنسبة للقوانين الدولية والإنسانية».

واستكمل أستاذ حل النزاعات الإقليمية والدولية: «في حال تصاعد الأوضاع على الحدود الشمالية بين حزب الله وإسرائيل، فأن نتنياهو ذاهب إلى مزيد من التصعيد فربما نشاهد الفترة المقبلة تصاعد أخر من نوع أخر في تلك الحرب فربما يدخل الجيش الإسرائيلي في عملية برية محدودة للسيطرة على منطقة عازلة في الجنوب اللبناني وتحديدًا نهر الليطاني، ولكن وقتها ستبدأ الصواريخ الدقيقة من حزب الله والذي يمتلكها الحوثيين وربما بتقديري ستدخل إيران أيضا في هذا الحرب لا محال في المعركة حتى لو إيران لا تريد هذا الحرب، ولكن كل شيء ربما يتطور وفقا للأهداف والمخططات الإسرائيلية».

حزب الله نتنياهو اختار طريق الحرب.. ونشهد حرب مدن طاحنة

وبين: «نتنياهو اختار طريق الحرب على المفاوضات فضل الـ(f-35) وقصف المدنيين وقتلهم بدلًا من المفاوضات يقودها الوسيط الأمريكي، إذا نتنياهو يريد إعادة السكان إلى الشمال للمستوطنات عن طريق الحرب ولكن عليه أن يعلم بأن 100 ألف مستوطن في الجبهة الشمالية نصفهم غادروا إلى كندا ورومانيا واليونان وأوروبا والنصف الأخر فضل الوجود في فنادق بتل أبيب وأيضا جزء من تبقى منهم لن يعودوا إلى المستوطنات الشمالية».

واختتم: «بتقديري ربما نشهد حرب مدن طاحنة وربما نشهد صواريخ دقيقه لن يطلقها حزب الله على تل أبيب وحيفا وكريات أتا وغيرها من المراكز أو القواعد العسكرية ومعامل تكرير النفط في حيفا وشركة الكهرباء في حيفا التي تزود أكثر من 3 مليون إسرائيلي، وبالتالي ربما يأخذ نتنياهو الحرب إلى حرب مدن وتدميرها وبالتأكيد لن يقدر على تدمير الضاحية الجنوبية، ولكن حزب الله سوف يدمر تل أبيب وحيفا، والفترة القادمه ستكون حرب مدن ولن يكون بها أي رابح وستكون هناك الضاحية الجنوبية مدمرة وتل أبيب أيضا وحيفا مدمرة».

اقرأ أيضاً«القاهرة الإخبارية»: الطائرات الإسرائيلية المسيرة تدخل أجواء الجنوب اللبناني

أمريكا تحذر رعاياها في لبنان وتطالبهم بالمغادرة فورًا

أمريكا تدعو مواطنيها لمغادرة لبنان فوراً

مقالات مشابهة

  • أستاذ علاقات دولية: حزب الله يستعد لحرب مفتوحة على إسرائيل (فيديو)
  • بوريل: نشعر بقلق بالغ إزاء التصعيد بين حزب الله وإسرائيل
  • باحث سياسي: الحرب بين حزب الله وإسرائيل ذاهبة إلى تصعيد غير مسبوق
  • باحث سياسي: الحرب بين حزب الله وإسرائيل في طريقها نحو تصعيد غير مسبوق
  • إعلام عبري: حزب الله وإسرائيل لا يريدان الحرب
  • «حرب مدن طاحنة وهجوم بري محدود».. خبير شؤون إسرائيلية يكشف لـ«الأسبوع» تطورات الأوضاع بين لبنان وإسرائيل
  • أبواب الحرب مفتوحة فى لبنان.. إسرائيل تكثف ضغوطها على حزب الله
  • تقرير لـWashington Post: الحرب بين لبنان وإسرائيل أصبحت حتمية الآن
  • خبراء للجزيرة نت: لبنان مقبل على حرب مفتوحة دون اجتياح