كتب محمد شقير في" الشرق الاوسط": يصر رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو على فرض أمر واقع بتحويل منطقة جنوب الليطاني إلى أرض محروقة غير صالحة للسكن من جهة، وبضرب البنى التحتية العسكرية لـ«حزب الله» ومؤسساته، ومواصلة اغتياله العدد الأكبر من قياداته وكوادره العسكرية، بما يفرض على الحزب التسليم بشروطه دون أي مقابل من جهة ثانية، وهذا ما يفسر مئات الغارات التي شنها الطيران الحربي الإسرائيلي، واستهدفت البلدات الحدودية، وامتدت إلى تلك الواقعة في عمق الجنوب، والتي جاءت فور تنفيذ الغارة على الضاحية الجنوبية وفي أعقاب تفخيخها أجهزة اتصالات الحزب من «بيجر» ولا سلكية.


ويراهن نتنياهو، كما تقول مصادر دبلوماسية غربية لـ«الشرق الأوسط»، على أن الحزب بحاجة إلى وقت مديد للخروج من الصدمات التي أصابته، سواء باغتيال هذا العدد من قياداته وكوادره العسكرية، أو تفجير أجهزته الخاصة بشبكة اتصالاته. ويرى أن الظروف مواتية للمضي في إنهاك الحزب على نحو يؤدي إلى شل قدراته القتالية، ولم يعد أمامه سوى الانصراف إلى إعادة ترتيب أوضاعه الداخلية.

لكن الحزب، رغم حجم الصدمة التي أصابته، بادر للرد على كل هذه الاغتيالات باستهدافه ضواحي حيفا، لتمرير رسالة بأن لديه من القدرات والكفاءات ما يسمح بملء الفراغ، رغم أن مسلسل اغتيال قياداته وكوادره العسكرية أفقده ما لدى هؤلاء من خبرات قتالية كانت وراء تطوير إمكاناته وتعزيزها بأسلحة متطورة.

وإذ تستبعد المصادر الدبلوماسية قيام نتنياهو باحتلال جزء من الجنوب أو فصله عن البقاع بسيطرة الجيش الإسرائيلي على الطريق البقاعية المؤدية إلى سوريا، لفرض حصار يمنع إيصال الإمدادات العسكرية إلى وحداته القتالية في الجنوب، فإنها ترجح في المقابل أنه لا يزال يراهن على استدراج الحزب للانزلاق نحو الحرب المفتوحة، بما يسمح له بالتحريض عليه دولياً من ناحية، وجر الولايات المتحدة الأميركية للدخول في صدام مع إيران على خلفية أن أذرعها في المنطقة، بقيادة القوة الضاربة المتمثلة بالحزب، هي من تهدد الاستقرار، وتعمل على زعزعته.

إلا أن واشنطن لن تلتفت إلى التحريض الإسرائيلي على طهران، ما دام التواصل بينهما، بحسب المصادر نفسها، لم ينقطع، وأن الأخيرة تراهن على فوز المرشحة كامالا هاريس على منافسها الرئاسي الرئيس السابق دونالد ترمب، ليكون في وسعها تطوير الحوار لإعادة ترتيب العلاقة بين البلدين، وهذا ما يفسر تقاطعهما على استيعاب التأزم في المنطقة.
لكن رهان نتنياهو على استدراج الحزب ليبادر إلى توسيع الحرب ليس في محله، وسيكتشف أن رهانه لن يلقى التجاوب، وهذا ما أكده رئيس المجلس النيابي نبيه بري، بقوله لـ«الشرق الأوسط» إن نتنياهو يستمر في تحويله البلدات الجنوبية إلى أرض محروقة غير مأهولة يصعب العيش فيها بإتلافه مساحاتها الخضراء الصالحة للزراعة بالقنابل الفوسفورية الحارقة، وتدمير المنازل وتسويتها بالأرض، وقتل المدنيين من نساء وأطفال وشيوخ ومسعفين وعاملين في القطاع الصحي، و«نحن من جانبنا لا نريد الحرب ولن ننزلق إليها، لكن من حقنا الدفاع عن النفس بكل ما أوتينا من قوة وإمكانات، ولن ندّخر جهداً لتأمين مقومات الصمود لأهلنا في الجنوب لمنع إسرائيل من تهجيرهم».

واتهم بري نتنياهو بأنه يضغط بالنار لجر لبنان والمنطقة لحرب كبرى، و«نحن من جانبنا لن ننجر، ولن نقع في الفخ الإسرائيلي، لا بل سنقاوم مخططه، ونتمسك بقواعد الاشتباك، ونطالب بتطبيق القرار 1701، وما على المجتمع الدولي إلا الضغط لتطبيقه على جانبي الحدود بإلزام إسرائيل بوقف خرقها الأجواء اللبنانية، ونطالب الولايات المتحدة الأميركية بأن تمارس الضغط الكافي على نتنياهو لوقف عدوانه على لبنان، بدلاً من أن تتركه يبتزها، ويشل قدرتها على التحرك لوقف العدوان، ويتفلّت من الضغوط لوقف العدوان، وهو يستغل اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الذي يدفع واشنطن إلى التردد في حسم موقفها للقيام بالضغط المطلوب، وضمان وقف النار، والشروع بوضع تطبيق القرار 1701 على نار حامية».
 

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

كاتب صحفي: نتنياهو يعمل على توسيع الحرب مع حزب الله

قال فادي عاكوم، الكاتب الصحفي، إن رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يصر على تصعيد الأمور وإدخال لبنان كلها في الحرب، مشيرًا إلى أن حزب الله اللبناني خلال الفترة الماضية حرص على عدم توسيع العمليات العسكرية والالتزام بقواعد الاشتباك.

تجريد حزب الله من عنصر المفاجأة

وأضاف «عاكوم» خلال مداخلة هاتفية عبر قناة «إكسترا نيوز»، أن العمليات الأخيرة التي شنتها إسرائيل على جنوب لبنان خلال الأيام الماضية تدل على أن نتنياهو يصر على تجريد حزب الله من عنصر المفاجأة الذي كان يمتلكه من خلال وسائل الاتصال أو من خلال الهرمية القيادية.

وتابع: «حزب الله يعاني من أمور عديدة منها، حالة من الغليان الداخلي بسبب الاستهدافات المتكررة لكوادر الحزب الأساسية، فضلا عن أن حزب الله اكتشف تعرضه للخرق الأمني من الموساد الإسرائيلي».

إسرائيل لن تدخل إلى جنوب لبنان بريا

ولفت إلى أن حزب الله اللبناني كان يعول على أن تقوم قوات الاحتلال الإسرائيلي بالتوغل البري في جنوب لبنان، ولكن إسرائيل لن تدخل إلى جنوب لبنان بريًا، إذ أنها ستواصل الحرب على جنوب لبنان من خلال الغارات التي تستهدف أشخاص بعينهم أو مراكز صواريخ.

مقالات مشابهة

  • ما وراء تصريحات نتنياهو عن تغيير خريطة الشرق الأوسط بمرحلة جديدة من الحرب؟.. خبراء مصريون يعلقون
  • أستاذ علاقات دولية: منطقة الشرق الأوسط على شفا الانفجار الكامل (فيديو)
  • خبير دولي: منطقة الشرق الأوسط أصبحت في منتصف حرب شاملة ومفتوحة
  • عاجل| استنفار غير مسبوق للطيران الحربي الإسرائيلي في أجواء الجنوب اللبناني
  • غارة جوية للاحتلال الإسرائيلي تستهدف محيط نهر الليطاني جنوب لبنان
  • «القاهرة الإخبارية»: الاحتلال الإسرائيلي استهدف مناطق في جنوب لبنان بـ100 غارة
  • ما خيارات حزب الله بعد التصعيد الإسرائيلي؟ خبراء يجيبون
  • حزب الله اللبناني يستهدف عددا من المواقع العسكرية لقوات الاحتلال الإسرائيلي
  • كاتب صحفي: نتنياهو يعمل على توسيع الحرب مع حزب الله