من المتوقع ان يصل الى بيروت في الساعات المقبلة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان في مهمة اصلية، تتصل بتحريك الملف السياسي، والبحث بإمكان الاستفادة من التطورات الجارية لإنهاء الشغور في رئاسة الجمهورية.
وكتبت" النهار": شككت أوساط معنية في أي نجاح محتمل للموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الذي سيصل اليوم الى لبنان في تحريك الملف الرئاسي وسط هذا الانفجار الحربي.

ومن المقرر ان يقوم لودريان بمشاورات جديدة في ظل معالم ومؤشرات ديبلوماسية وعسكرية مختلفة تماماً في مهمته بعد ان تغييرت قواعد اللعبة عما كانت في زياراته السابقة. وأدرجت الزيارة كرسالة دعم فرنسية في ظل الاوضاع المقلقة التي يعيشها البلد، فيما ذكر ان لودريان لا يحمل ورقة اقتراحات جديدة لحل الأزمة الرئاسية بل يعوّل على المتغيرات للدفع نحو انتخاب رئيس للجمهورية بعدما شارفت الازمة على طي سنتها الثانية.
وكتبت دوللي بشعلاني في" الديار": لودريان قد لا يحمل معه جديداً، على ما يُتوقّع من زيارته، لأنّ أكثر ما يهمّ فرنسا في هذه المرحلة بالذات هو "ضرورة تجنّب اتساع خطر نشوب حرب مفتوحة بين لبنان و"إسرائيل" جرّاء التصعيد الأخير"، على ما شدّد مندوب فرنسا لدى مجلس الأمن نيكولاس دي ريفييرا، في الجلسة التي عُقدت الجمعة الفائت لبحث التطوّرات الأخيرة في لبنان، لما لهذا الأمر من تداعيات خطيرة على المنطقة ككلّ.
وتقف فرنسا في الوسط، على ما ترى مصادر سياسية متابعة، أي أنّها تُحاول لعب دور الحَكَم، ولهذا تُطالب "إسرائيل" بالتحلّي بأقصى درجات ضبط النفس، وحزب الله بوقف هجماته العسكرية عليها. وهذا ما سيتحدّث عنه لودريان خلال محادثاته مع المسؤولين اللبنانيين، أي في الملف الأمني، أكثر من البحث في الملف الرئاسي الذي كاد يعود تدريجاً الى الواجهة على الساحة السياسية قبل الإعتداءات "الإسرائيلية" الوحشية وغير المسبوقة الأخيرة على لبنان التي طالت المدنيين.
لكن هذا لا يعني بأنّ الموفد الفرنسي لن يُناقش الملف الرئاسي، على ما أوضحت، بل سيُثيره مع المسؤولين ويحثّهم على الذهاب الى انتخاب الرئيس، خصوصاً وأنّ فرصة الإلتفاف الوطني تبدو سانحة اليوم. وعلى القيادات والشخصيات السياسية والكتل النيابية تلقّفها، لا سيما بعد المشهد الوطني الجامع الذي شهدناه خلال تقديم واجب التعازي للنائب علي عمّار باستشهاد نجله مهدي كونه كان من حاملي أجهزة "البيجر" التي قامت "إسرائيل" بتفجيرها.
وأكّدت المصادر نفسها بأن لودريان سوف يدعو من لبنان جميع الأطراف الى وقف الأعمال العدائية فوراً، على ما ينصّ عليه القرار الدولي 1701 الذي جرى الإلتزام به منذ العام 2006، حتى 7 تشرين الأول الماضي، والسعي نحو التهدئة. فضلاً عن ضرورة تطبيق كامل بنوده ومندرجاته، لأنّ من شأنه ضمان أمن السكّان عند الحدود الجنوبية لدى الجانبين، وعودتهم بالتالي الى منازلهم. غير أنّ عودة حزب الله الى الحلّ الديبلوماسي، قد يكون صعباً في المرحلة الراهنة، لا سيما قبل الردّ على الهجوم الإلكتروني، وعلى اغتيال عقيل ووهبي وبقية المجاهدين.
لودريان سيُشجّع المسؤولين اللبنانيين، على ما لفتت المصادر، على التجاوب مع تحرّك سفراء "الخماسية" الذي من المتوقّع أن ينطلق مجدّداً. ولكن لا بدّ من انتظار ردّ "حزب الله" على اعتداءات "إسرائيل" أولاً، وعودة بعض من الهدوء الى الوضع الأمني في الداخل. الأمر الذي قد يطول قليلاً، لا سيما مع الخطة التي اتخذتها الولايات المتحدة الأميركية أخيراً وتتضمّن إجلاء 50 ألف مواطن أميركي ومُقيم وعائلاتهم من لبنان الى قبرص، رغم أنّها بحسب مسؤولين أميركيين، "لا تتوقّع غزواً إسرائيلياً وشيكاً للبنان". أمّا إذا استُكمل التصعيد، من خلال تفجيرات جديدة، لا سمح الله، فسوف يتراجع سفراء "الخماسية" عن تحرّكهم، في انتظار ظروف أكثر ملاءمة.

في المقابل، وفي اطار حراك سفراء اللجنة الخماسية في بيروت، استقبل الوزير والنائب السابق وليد جنبلاط مساء السبت السفير السعودي وليد البخاري، في كليمنصو بحضور عضو كتلة اللقاء الديمقراطي النائب وائل أبو فاعور.. وجرى حسب معلومات «اللواء» استعراض آخر المستجدات والبحث في الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على لبنان. وتطرَّق النقاش الى المخاوف على لبنان من تطور الأمور بشكل أسوأ من قبل العدو الاسرائيلي.

وحذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، من مخاطر تحويل لبنان إلى «غزة أخرى» في خضم تصعيد للأعمال العدائية بين إسرائيل و«حزب الله» .

وقال غوتيريش، في تصريح لشبكة «سي إن إن» الإخبارية الأميركية، قبل يومين من موعد انطلاق أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة: «ما يثير قلقي هو خطر تحويل لبنان الى غزة أخرى».

وعدّ الأمين العام للأمم المتحدة أنه «من الواضح» أنّه لا إسرائيل ولا حركة «حماس» تريد وقفاً لإطلاق النار، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال: «بالنسبة إليّ، من الواضح أن الطرفَين غير مهتمين بوقف لإطلاق النار. هذه مأساة لأنها حرب يجب أن تنتهي».
وفي اطار متابعة مناقشة موازنة العام 2025، يعقد مجلس الوزراء جلسة اليوم الاثنين في السرايا.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: على ما

إقرأ أيضاً:

التلال الـ5 التي تحتلها إسرائيل.. هذا ما يجب أن تعرفه عنها

كتب موقع "الجزيرة نت":   استكمل الجيش الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، انسحابه الجزئي من جنوب لبنان، وأبقى على وجود عسكري دائم لقواته في 5 مواقع إستراتيجية داخل الأراضي اللبنانية، وذلك بالتزامن مع انتهاء المهلة الثانية لتنفيذ وقف إطلاق النار مع حزب الله.

وأتى الإبقاء على قوات عسكرية إسرائيلية داخل الأراضي اللبنانية، تحت ذريعة "منع عودة حزب الله للمناطق الحدودية"، وذلك بالتنسيق مع إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، رغم رفض واعتراض دولة لبنان على ذلك، وإصرارها على تنفيذ كافة بنود اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 27 تشرين الثاني 2024.

وامتنعت إسرائيل عن سحب كامل قواتها من لبنان بحلول اليوم الثلاثاء 18 شباط الحالي، حيث كان من المفروض أن يستكمل الجيش الإسرائيلي سحب قواته في 26 كانون الثاني، وفقا للمهلة المحددة في الاتفاق بين إسرائيل ولبنان، قبل أن يتم الإعلان عن تمديدها بضوء أخضر من البيت الأبيض.

واستمر انتشار قوات الاحتلال في 5 مواقع رئيسة على طول الحدود، والتي حددتها قيادات عسكرية في رئاسة هيئة أركان الجيش، ووصفتها بـ"الإستراتيجية" و"الحيوية من ناحية أمنية".

 تجربة الحزام الأمني
وأوضح المراسل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، يوآف زيتون، أن الإبقاء على قوات إسرائيلية داخل الأراضي اللبنانية تم بالتنسيق مع الولايات المتحدة وبموافقتها، مشيرا إلى أن جيش الدفاع الإسرائيلي يعتزم العودة إلى صيغة جزئية من الوجود الدائم للقوات على الجانب اللبناني من الحدود، بعد 25 عاما من الانسحاب من المنطقة الأمنية.

 وهذه المرة، يقول المراسل العسكري: "هناك 5 مواقع عسكرية فقط، وهو ما يعكس إمكانية تكرار تجربة الحزام الأمني، فالمواقع ستكون على بعد مئات الأمتار فقط من السياج الحدودي، ولكنها ستكون مأهولة بمئات الجنود حتى يتم اتخاذ قرار آخر من قبل المستوى السياسي بإسرائيل".

وأضاف المراسل العسكري أن المواقع الإستراتيجية التي سيبقى بها الجيش الإسرائيلي، ستكون خارج القرى الشيعية القريبة من الحدود، لكنها ستسيطر على مناطق مهمة في الخط الطبوغرافي الذي كان يشكل تحديات ومشكلة بالنسبة للجيش الإسرائيلي حتى الحرب، من الغرب إلى الشرق، ومن البحر إلى الجبل، خاصة في المهام الدفاعية".


مواقع إستراتيجية بالجنوب
وبحسب ما كشف عنه الجيش الإسرائيلي فإن المواقع الخمسة التي سيبقي على قواته بها داخل الأراضي اللبنانية، هي تلال اللبونة وهي منطقة مرتفعة في قضاء صور عند راس الناقورة، وبلدة البرج الشمالية قبالة مستوطنة شلومي الإسرائيلية، وتم السيطرة عليها بهدف تمكين قوات حرس الحدود الإسرائيلي من مراقبة الممرات والطرقات المؤدية إلى وادي حامول وخراج الناقورة والجبين.  تلال اللبونة قبالة مستوطنة شلومي
يرى الجيش الإسرائيلي أن تلال اللبونة، التي كانت توجد فيها مواقع للجيش اللبناني وكذلك لحزب الله، من أهم المواقع الإستراتيجية داخل الأراضي اللبنانية، وذلك بسبب إشرافها على مناطق واسعة في جنوب لبنان، وكذلك كونها تطل على الكثير من المستوطنات في الجليل الغربي راس الناقورة مرورا إلى شلومي وصولا إلى نهاريا.

جبل بلاط قبالة مستوطنة "زرعيت".
يدور الحديث عن موقع "كركوم" سابقا في منطقة الحزام الأمني التي أقامها الجيش الإسرائيلي بالسابق في جنوب لبنان، ويهدف الجيش من تحديث هذا الموقع الموجود على قمة جبل بلاط الذي يعتبر من المرتفعات الإستراتيجية جنوب لبنان، السيطرة على طول المنطقة الحدودية بين مستوطنة شتولا بالوسط حتى مستوطنة زرعيت باتجاه الشمال.

ويقع جبل بلاط الذي يبعد مسافة 800 متر عن منطقة "الخط الأزرق"، بين بلدتي مروحين ورامية، في القطاع الغربي من الجنوب اللبناني، ويطل على مساحات واسعة من القطاع الأوسط للحدود اللبنانية حيث يطل ويكشف على العديد من المستوطنات في الجليل الأعلى.

 جبل الدير المحاذي لمستوطنتي "أفيفيم" و"مالكيا"
يعتبر جبل الدير أو ما يعرف أيضا بجبل الباط أحد المرتفعات الإستراتيجية في جنوب لبنان كونه يطل ويكشف مناطق واسعة في عمق الجليل الأعلى، كما أنه يوجد خارج بلدة عيترون بالقطاع الأوسط من الجنوب لبنان.

وهو أحد المواقع الإستراتيجية في المنطقة الجنوبية من لبنان، حيث يوفر مدى رؤية واسع يشمل وادي السلوقي وبنت جبيل وعيتا الشعب، كما أنه يطل على مساحات واسعة ومناطق كبيرة من شمال إسرائيل، ويطل بالأساس على مستوطنات "أفيفيم" و"يفتاح" و"مالكيا".

 تلة الدواوير قبالة كيبوتس مرغليوت
ويدور الحديث عما يعرف بمنطقة "نقطة الدواوير" وهي المرتفعات المطلة على كيبوتس مرغليوت، حيث يهدف الجيش الإسرائيلي -من خلال التمركز فوق هذه المنطقة- إلى التحكم والسيطرة على جبل المنارة والتلال المقابلة ومنع الاطلاع ورصد المستوطنات بالجانب الشرقي وتقييد البلدات الجنوبية في المنطقة.   وتعتبر "الدواوير" التي تموضع الاحتلال الإسرائيلي فوقها، منطقة إستراتيجية وعالية في القطاع الشرقي من جنوب لبنان، وتقع على الطريق بين بلدتي مركبا وحولا، وتكشف أجزاء واسعة من الجليل الأعلى، وتطل تحديدا على مستوطنة "مرغليوت" منطقة وداي هونين باتجاه مدينة صفد.

 تلة الحماميص- قرب مستوطنة المطلة
يعتبر تل الحماميص الذي توجد فيه قرية صغيرة جدا تعرف باسم سردا، وترتفع 500 متر عن سطح البحر، منطقة إستراتيجية تطل على جنوب منطقة سهل الخيام قضاء مرجعيون، ويهدف الجيش الإسرائيلي من التموضع بالمكان للسيطرة على مناطق سهل الخيام وكفركلا.

وتبقى الأهمية الإستراتيجية للتل من وجهة نظر جيش الاحتلال الإسرائيلي أن "الحماميص" تطل وتكشف مستوطنة المطلة، ومعسكرات الجيش الإسرائيلي في المنطقة. (الجزيرة نت)

مقالات مشابهة

  • لبنان.. إغلاق مطار بيروت خلال تشييع حسن نصر الله
  • التلال الـ5 التي تحتلها إسرائيل.. هذا ما يجب أن تعرفه عنها
  • بيروت: استمرار الوجود الإسرائيلي في أي شبر من لبنان بمثابة احتلال
  • خيارات طهران في التعامل مع أزمة الرحلات الجوية مع بيروت
  • بعد أحداث مطار بيروت.. قرار عاجل من لبنان بشأن إيران
  • إيران تأمل حل مسألة منع هبوط طائراتها بمطار بيروت
  • الحمامص وبلاط الأبرز.. تعرف على التلال الخمس التي ستبقى إسرائيل بها في جنوب لبنان
  • القوات: انتهى الزمن الذي كانت إيران تعتبر فيه بيروت إحدى العواصم التي تسيطر عليها
  • تعرف على محمد شاهين القائد القسامي الذي اغتالته إسرائيل في لبنان
  • سفير مصر في بيروت: نرفض استمرار احتلال إسرائيل لـ الأراضي اللبنانية