الفاشر.. حقيقة الموقف الأمريكي ..
في السادس من يونيو الماضي نشرت ( الشرق ) علي ذمة مصادر ديبلوماسية رفيعة خبرًا مفاده أن الإدارة الأميركية دفعت بمقترح للحكومة والحركات المسلحة للتشاور حول القتال في الفاشر ، وذلك بعدما رفضت الحكومة والحركات مقترحا أميركيًا سابقا بالخروج من الفاشر..
نعم ( الخروج من الفاشر ) ، يجب التوقف عند هذا الخبر ودراسته دراسة متعمقة وذلك لتعلقه بمستقبل السودان موحدا ، وبعد تحية الصمود الأسطوري للجيش والقوات المشتركة التي تدافع عن الفاشر نطرح جملة من الأسئلة الملحة ، ما هو سر الإهتمام الأمريكي الكبير بمدينة الفاشر ؟ وما هو موقفها الحقيقي هل هو خروج الجيش والحركات وتسليمها لمليشيا الدعم السريع كما تعمل سرا ، أم عدم سقوطها في يد المليشيا كما تعلن علنا ؟
سبب هذه التساؤلات هو تجاهل الإدارة الأميركية لمعاناة ملايين النازحين واللاجئين من الخرطوم ، الجزيرة وسنار ، وبقية ولايات دارفور وتركيزها علي المعاناة في الفاشر ، والسبب الثاني هو صمتها حين تم الهجوم علي الجنينة ونيالا وبقية ولايات دارفور ثم قيامها ( بزوبعة ) إعلامية حين بدأت المليشيا هجومها علي الفاشر .

.
لكشف الصورة للقارئ الكريم أعرض هنا بعض المواقف الأمريكية حول الفاشر ..
– في نوفمبر من العام 2023 أصدرت الخارجية الأميركية بيانا حذرت فيه من هجوم وشيك على الفاشر ..
– في السادس من ديسمبر 2023 المبعوث الاميركي توم بيريلليو يقول إن الفاشر قد تسقط في أيدي الدعم السريع .. ( بعد هذا التصريح بأسبوعين سقطت مدني ولم نسمع تصريحا من الإدارة الأميركية)
– في الرابع من أبريل الماضي حذر المبعوث الأميركي توم بيريلليو من هجوم وشيك علي الفاشر ..
– في الرابع والعشرين من أبريل أصدرت الخارجية الأميركية بيانا دعت فيه الجيش والدعم السريع إلي وقف الهجوم علي الفاشر ..
– في نفس اليوم أصدرت الخارجية الأميركية بيانا عبرت فيه عن قلقها العميق من هجوم وشيك على الفاشر
– في 29 أبريل مديرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية سامانثا باور وفي بيان تقول إن الهجوم علي الفاشر سيفاقم الوضع الإنساني الكارثي ..
– في نفس اليوم مجلس الأمن الدولي وبطلب من بريطانيا يعقد جلسة مغلقة لبحث تصعيد العمليات في الفاشر ..
– الثلاثين من أبريل سفيرة الولايات المتحدة لدي مجلس الأمن الدولي تحذر من مذبحة وشيكة في الفاشر ..
– في التاسع من مايو المبعوث الأميركي يعبر عن قلق بلاده إزاء التصعيد في الفاشر
– في نفس اليوم المتحدث بإسم الأمن القومي الأميركي شون شافت يدعو قوات الدعم السريع لوقف هجماتها علي الفاشر ..
– الخامس عشر من مايو وزير الخارجية أنتوني بلينكن يصدر بيانا جاء فيه ( الحكومة الأميركية مستعدة لإتخاذ مزيد من الإجراءات ضد الأفراد والجماعات التي تصعد الحرب بشكل نشط ولا سيما في الفاشر )
– نفس اليوم الحكومة الأميركية تفرض عقوبات علي قادة بالدعم السريع منهم علي يعقوب بسبب تهديدهم الفاشر ..
– في الرابع والعشرين من مايو مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين يقول ( التقارير الواردة من الفاشر مروعة من حيث الهجمات على المدنيين والإستهداف العرقي )
– الثاني عشر من يونيو المبعوث الأمريكي يحذر الدعم السريع من السيطرة على الفاشر ، ويقول ( الإستيلاء علي الفاشر لا يعني السيطرة على دارفور ، والولايات المتحدة لن تعترف بدولة مستقلة في الفاشر ) ..
– في نفس اليوم المبعوث الاميركي وفي منصة إكس يقول إن الفاشر قد تسقط في أيدي الدعم السريع
– الثالث عشر من يونيو مجلس الأمن الدولي يعقد جلسة خاصة علي خلفية قرار صاغته بريطانيا يدعو إلي الوقف الفوري للقتال في الفاشر وما حولها ..( الغريبة أن هذه الجلسة عقدت بعد خمسة أيام من مجزرة ود النورة ولم نسمع شيئا) ..
هذا رصد سريع لشهرين فقط ( منتصف أبريل – منتصف يونيو ) ولا تزال الولايات المتحدة تواصل تحذيرها من سقوط الفاشر وبوتيرة أكبر مما لاحظناه في الشهرين المذكورين ، ولكن مع كل هذه التحذيرات لماذا لم يتوقف الدعم السريع ؟ ..
ولماذا لا تهتم الولايات المتحدة ببقية أنحاء السودان نفس إهتمامها بالفاشر ؟؟
والسؤال الأكثر إلحاحا ما هو سر إهتمام الولايات المتحدة الأميركية بالفاشر بهذا القدر ؟؟

د. ياسر يوسف

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الولایات المتحدة الدعم السریع فی نفس الیوم علی الفاشر فی الفاشر

إقرأ أيضاً:

تمرد وقتل ومجاعة.. الوضع “يزداد سوءا” في الفاشر

في واحدة من "أبشع الحروب في العالم" يدخل الصراع في السودان مراحل متقدمة من المعارك الوحشية حيث يتنافس جنرالان على السيطرة على البلاد.

قصف متواصل على المدن، وغارات تفاقم من أزمة المجاعة في البلاد، والتي طالت الملايين، بحسب تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال.

ومن أبرز تلك المدن التي تتعرض للدمار، الفاشر أكبر مدينة في دارفور، حيث فرضت قوات الدعم السريع حصارا عليها، وهي الوحيدة بين عواصم ولايات دارفور الخمس التي لم تسيطر عليها قوات الدعم السريع رغم أنها تحاصرها منذ مايو.

واندلعت الحرب في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية في أبريل من العام الماضي، ما أدى إلى أكبر أزمة نزوح في العالم. ويحذر مسؤولو الأمم المتحدة من أن تفاقم العنف في محيط الفاشر يهدد باشتعال مزيد من الصراعات على أسس قبلية.

ومنذ أبريل عام 2023 يشهد السودان حربا مستعرة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو.

هيئات صحية أممية أعلنت "المجاعة" في أحد مخيمات النازحين في ضواحي الفاشر، فيما يلجأ بعض سكان المدينة التي يبلغ عددهم نحو مليوني نسمة إلى تناول علف الحيوانات، بعد أن منعت قوات الدعم السريع والجيش تدفق المساعدات منذ أشهر.

وتفجر الصراع عندما تحولت المنافسة بين الجيش وقوات الدعم السريع، اللذين تقاسما السلطة في وقت سابق بعد قيامهما بانقلاب، إلى حرب مفتوحة.

وقال الوسطاء بقيادة الولايات المتحدة الشهر الماضي إنهم حصلوا على ضمانات من الطرفين خلال محادثات في سويسرا لتحسين وصول المساعدات الإنسانية، لكن غياب الجيش السوداني عن المناقشات أعاق التقدم.

في الفاشر، على مدار الأيام العشرة الماضية، تشن قوات الدعم السريع هجوما شاملا، مطلقة مئات القذائف المدفعية على المناطق المكتظة بالسكان، بينما يرد الجيش السوداني المتحالف مع جماعتين مسلحتين بغارات جوية تستهدف مناطق تمركز قوات الدعم السريع، إضافة لهجمات تنفذ بطائرات مسيرة، ومعارك شرسة تجري في شوارع المدينة.

والأربعاء، قالت مارثا بوبي، وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون أفريقيا، أمام مجلس الأمن الدولي إن "مئات آلاف المدنيين العالقين في الفاشر يواجهون الآن مخاطر عنف جماعي".

وأضافت أن "المعارك التي تمتد إلى سائر أنحاء المدينة تعرض للخطر هذه الفئات الهشة أصلا، بما في ذلك العديد من النازحين الذين يعيشون في مخيّمات ضخمة قرب الفاشر".

من جهتها، قالت جويس مسويا، القائمة بأعمال رئيس مكتب الأمم المتحدة الإنساني إنه في الفاشر "تم استهداف بنى تحتية مدنية، بما في ذلك مستشفيات ومخيمات للنازحين. مئات آلاف الأشخاص يواجهون تهديدا وشيكا، بما في ذلك أكثر من 700 ألف نازح في الفاشر ومحيطها".

وأضافت أن المعارك الدائرة حصدت عددا كبيرا من النساء والأطفال.

وقالت: "قلقنا زاد بعد ورود تقارير عن قصف طال الأحياء الوسطى والغربية من المدينة ونشر قوات مسلحة إضافية".

سقوط الفاشر في أيدي قوات الدعم السريع، يرعب السكان ويقلق الخبراء وحتى الحكومات الغربية ومن بينها واشنطن، من تكرار الفظائع التي لحقت بأهالي دارفور من مقاتلي "الجنجويد" قبل عقدين من الزمان بحسب الصحيفة.

وخلال السنوات 2003 و2008 نفذ مقاتلو الجنجويد "أول إبادة جماعية في السودان" في القرن الحادي والعشرين، حيث قتل ما يقدر بـ 300 ألف شخص.

الرئيس الأميركي، جو بايدن، حذر، الثلاثاء، من أن الحرب المشتعلة في السودان منذ 17 شهرا "التاريخ يعيد نفسه فيها".

وحث بايدن الجنرالين المتحاربين إلى سحب قواتهما من الفاشر، والسماح للوكالات الإنسانية بالوصول لمنع الموت الجماعي المحتمل بسبب المجاعة ونقص الرعاية الطبية، والبدء في محادثات لإنهاء الصراع.

وقال الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية الثلاثاء، إنهما منفتحان على الحلول السلمية للحرب المستمرة، إلا أنهما ينخرطان في معارك طاحنة.

ويتبادل الطرفان الاتهامات بالمسؤولية عن عدم إنهاء الصراع الذي أودى بحياة أكثر من 12 ألف شخص منذ بدايته في أبريل 2023، واتهم كل منهما الآخر بارتكاب انتهاكات. ولم يحددا خطوات معينة للتوصل إلى حل سلمي.

وقال متحدث باسم الأمم المتحدة، السبت، إن الأمين العام للمنظمة، أنطونيو غوتيريش، "منزعج بشدة" إزاء تقارير عن هجوم واسع النطاق لقوات الدعم السريع السودانية على مدينة الفاشر مضيفا أنه دعا قائدها إلى وقف الهجوم فورا.

وأضاف المتحدث أن غوتيريش حذر من أن استمرار التصعيد يهدد باتساع رقعة الصراع في أنحاء إقليم دارفور غرب السودان.

وذكر المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في بيان "إنه يدعو الفريق أول محمد حمدان دقلو للتصرف بشكل مسؤول وإصدار الأمر بوقف هجوم قوات الدعم السريع على الفور".

وأضاف "من غير المعقول دأب الطرفين المتحاربين على تجاهل دعوات وقف الأعمال القتالية".

وقال جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأميركي، السبت، إن الصراع سيكون على جدول أعمال الرئيس جو بايدن حينما يجتمع مع الرئيس الإماراتي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الاثنين.

ونشب خلاف بين السودان والإمارات في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بسبب توجيه الحكومة السودانية الموالية للجيش اتهامات للإمارات بتسليح قوات الدعم السريع وتقديم الدعم لها.

وقال سوليفان لصحفيين: "نحن قلقون بشأن عدد من الدول والخطوات التي تتخذها لإطالة أمد الصراع بدلا من حله".

وأضاف "هدفنا النهائي هو نقل الصراع بأكمله في السودان إلى مسار آخر بدلا من المسار المأساوي والمروع الذي يمضي فيه حاليا. وأعتقد أن ذلك يتطلب بعض المحادثات الدبلوماسية المكثفة والحساسة في الوقت نفسه مع عدد من الأطراف".

وفي قرار تم اعتماده في يونيو طالب مجلس الأمن الدولي بأن تنهي قوات الدعم السريع حصار الفاشر بالإضافة إلى وقف القتال في المنطقة فورا. ويبلغ عدد سكان الفاشر الواقعة في ولاية شمال دارفور 1.8 مليون نسمة.

ودعا القرار أيضا إلى انسحاب جميع المقاتلين الذين يهددون سلامة وأمن المدنيين في الفاشر، وهي آخر مدينة كبيرة في إقليم دارفور الشاسع لا تسيطر عليها قوات الدعم السريع.

وهناك قادة سودانيون مطلوبون لدى المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية، بحسب رويترز.

قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، خلال زيارة إلى العاصمة المصرية القاهرة، الأربعاء، إن إحراز تقدم في أزمة السودان مهدد بسبب هجوم جديد لقوات الدعم السريع شبه العسكرية في الفاشر في جنوب غرب البلاد.

وكان خبراء في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة دعوا، في مطلع سبتمبر، إلى "نشر فوري" لقوة "مستقلة ومحايدة" لحماية المدنيين في السودان، في توصية رفضها قادة البلاد.

الحرة - واشنطن  

مقالات مشابهة

  • السودان تمرد وقتل ومجاعة.. الوضع “يزداد سوءا” في الفاشر
  • أعضاء بالكونغرس يخاطبون بايدن بشأن دعم الإمارات للدعم السريع
  • تمرد وقتل ومجاعة.. الوضع “يزداد سوءا” في الفاشر
  • تمرد وقتل ومجاعة.. الوضع يزداد سوءا في الفاشر
  • استياء أممي من هجوم قوات الدعم السريع على الفاشر السودانية
  • أمين عام الأمم المتحدة يدعو إلى وقف هجوم قوات الدعم السريع على الفاشر
  • غوتيريش منزعج بشدة من هجوم الدعم السريع على الفاشر
  • «القاهرة الإخبارية»: الأمم المتحدة تدعو الدعم السريع لوقف الهجوم على الفاشر فورا
  • نيويورك تايمز: الإمارات تتستر بالعمل الإغاثي في السودان لتسليح الدعم السريع