فرنسا «تضمحل»… فهل يستطيع ماكرون استعادة مكانته على الساحة الدولية؟
تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT
مقالات مشابهة «أسطوانة البوتاجاز» ترفع أسعار الأكلات الشعبية بمصر
11 دقيقة مضت
16 دقيقة مضت
20 دقيقة مضت
25 دقيقة مضت
31 دقيقة مضت
36 دقيقة مضت
سيسعى الرئيس إيمانويل ماكرون لإعادة إثبات موقع فرنسا القوي على الساحة الدولية، لا سيما بعد شهرين من الفوضى السياسية التي شهدتها بلاده، وذلك يومَي الثلاثاء والأربعاء، بالجمعية العامة للأمم المتحدة، ثم يوم الخميس في كندا.
ومنذ حلِّ الجمعية الوطنية في 9 يونيو (حزيران)، يواجه ماكرون أزمة سياسية داخلية؛ إذ لم تتمكّن أي كتلة من الحصول على الغالبية المطلقة اللازمة لتشكيل حكومة، وبرغم أنه تم تشكيلها، السبت، برئاسة ميشيل بارنييه الذي سيتعيَّن عليه فرض فريقه الذي يتعرّض أصلاً لانتقادات، فإن الرئيس الفرنسي سيبقى تحت رحمة رقابة المتطرفين.
وقال ميشال دوكلو، السفير السابق والمستشار الخاص في معهد مونتينيه بباريس، في مقابلة مع «وكالة الصحافة الفرنسية»: «الجمعية العامة للأمم المتحدة هي فرصة لإيمانويل ماكرون (…)؛ ليثبت أن فرنسا ما زالت تملك القدرة للوجود على الساحة الدولية».
من جهته، قال برتران بادي، المتخصّص في العلاقات الدولية بمعهد العلوم السياسية: «إن كل نظام سياسي مزعزع تكون مصداقيته وقدرته (على التصرف) أضعف».
وهو أمر تمكّنت فرنسا من تجنّبه في الماضي؛ إذ عُرفت بصلابة مؤسساتها منذ بداية الجمهورية الخامسة، ويُذكَر أن النظام السياسي المعمول به في فرنسا منذ 4 أكتوبر (تشرين الأول) 1958.
لكن بادي قال: «إنه تحوُّل غير مسبوق في الطريقة التي ينظر العالم إليها من خلالها».
«لا يشعر بأنه قوي»في السنوات الأخيرة «طُرِدت فرنسا من منطقة الساحل»، حيث ابتعدت الأنظمة العسكرية في بوركينا فاسو والنيجر ومالي عن القوة الاستعمارية السابقة، وتقاربت من روسيا؛ لمكافحة عنف الجماعات الإرهابية، فيما «خفَّضت البلاد جهودها» جزئياً في الشرق الأوسط، مع «دفع» الرئيس ثمن موقفه بالحوار مع روسيا في بداية حرب أوكرانيا.
وتصل تردّدات الأزمة السياسية الفرنسية إلى بروكسل، وأحدث مثال على ذلك استقالة المفوض الفرنسي تييري بروتون، عقب مواجهة مع رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لايين التي كانت تربطه بها علاقات متوترة.
وقال عضو البرلمان الأوروبي برنار غيتا، المقرّب من المعسكر الرئاسي، في حديث لقناة «فرانس 5»: «هذا يعني أن الرئيس (إيمانويل ماكرون) لا يشعر بأنه قوي بما يكفي لمقاومة رئيسة المفوضية»، وأضاف: «نعم، فرنسا أصبحت أضعف».
وخلال فصل الصيف، كان ماكرون على اتصال مع جميع الأطراف المعنية في الحرب المستمرة بقطاع غزة. وبعد سلسلة انفجارات أجهزة اتصال يستخدمها عناصر «حزب الله» في لبنان، خاطب الرئيس الفرنسي اللبنانيين مباشرةً في مقطع فيديو، مؤكداً أن «المسار الدبلوماسي» لا يزال ممكناً برغم خطر نشوب «حرب».
لكن من جهة ثانية، بقي أكثر تحفظاً في قضية أوكرانيا، عندما ناقش رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر مع الرئيس الأميركي جو بايدن إمكان السماح لكييف باستخدام صواريخ بعيدة المدى ضد روسيا.
وخلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة (التي لم يحضرها الرئيس الفرنسي عام 2023)، سيتحدّث ماكرون في منتديات مختلفة، على أن يُلقي خطاباً في مقر الأمم المتحدة، الأربعاء.
«اختبار»قال قصر الإليزيه في بيان: «نحن في نقطة داخل المجتمع الدولي يتوجَّب علينا فيها إعادة بناء الروابط وإيجاد مجالات تقارب، وهذا ما سيركّز عليه رئيس الجمهورية خلال اليومين اللذين سيُمضيهما في نيويورك».
ويُفترض أن يلتقي ماكرون بعض نظرائه من الشرق الأوسط، ومجموعة الـ7، ومجموعة الـ20. ولم يؤكَّد بعدُ اجتماع مع الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان.
بعدها، سيسافر إلى كندا؛ «لإعادة إطلاق الشراكة الاستراتيجية» بين البلدين الحليفين مع رئيس الوزراء جاستن ترودو.
لكن برتران بادي قال إن ذلك قد لا يكون كافياً؛ فإن «جمعية الأمم المتحدة هي دبلوماسية الكلام والخطابات الجميلة، لقد خدم ذلك ماكرون في البداية، وأعطاه هالة معينة (…) لكننا اليوم لم نَعُد نرى الكثير من التوقعات» تجاهه.
من جهته، أشار وزير الخارجية السابق دومينيك دو فيلبان إلى أن فرنسا «تضمحل»، وأن «البرمجيات الرئاسية أصبحت قديمة» على الساحة الدولية.
إلا أن ميشال دوكلو رأى أن إيمانويل ماكرون يحتفظ بـ«مكانة شخصية معينة»، ويُعترف بأنه يملك «أفكاراً ومهارة»، وفي هذا الإطار «ستكون نيويورك بمثابة اختبار لمصداقيته الدولية».
Source link ذات صلة
المصدر: الميدان اليمني
كلمات دلالية: على الساحة الدولیة دقیقة مضت
إقرأ أيضاً:
حلفاء أوفياء.. ماكرون يرد على ترامب بشأن حلف الناتو
أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الخميس أنّ الفرنسيين "حلفاء أوفياء ومخلصون"، وذلك ردا على تصريحات لنظيره الأمريكي دونالد ترامب شكك فيها بالتزام فرنسا بالدفاع عن الولايات المتحدة في إطار حلف شمال الأطلسي.
وقال ماكرون خلال مؤتمر صحفي عقب قمة استثنائية في بروكسل "لقد كنّا دائما إلى جانب بعضنا البعض. نحن حلفاء أوفياء ومخلصون"،مشددا على أنّ فرنسا تكنّ مشاعر "احترام وصداقة" للولايات المتحدة وقادتها و"يحق لها أن تُطالب بالمثل" وفق تعبيره.
وقال الرئيس دونالد ترامب، يوم الخميس، إنه إذا لم تدفع دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) ما يكفي من المال للدفاع عن نفسها، فإن الولايات المتحدة لن تدافع عنها.
وأضاف ترامب أن دول الحلف لا تزال لا تدفع ما يكفي.
وقال الرئيس الأمريكي إنه أبلغ دولا أخرى أنه لن يدافع عنها إذا كانت "مقصرة" في دفع ما عليها.
وفي وقت سابق، أفادت مصادر في الإدارة الأمريكية بأن ترامب قد يحرم دولة شريكة في حلف "الناتو" من الدفاع عنها في حال لم تلتزم بشكل كامل بدفع حصتها من الإنفاق على الدفاع.
ونقلت قناة "إن بي سي نيوز" عن ثلاثة مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين وعضو في الكونغرس قولهم: "يفكر ترامب في إدخال تغييرات جذرية على مشاركة الولايات المتحدة في الناتو".
وأضافوا: "قد لا تدافع الولايات المتحدة عن عضو في حلف شمال الأطلسي يتعرض لهجوم، إذا لم تصل هذه الدولة إلى الحد الأدنى من الإنفاق على الدفاع".
كما ذكرت المصادر أن ترامب وفريقه يدرسون خيارا يقضي بأن تقوم الولايات المتحدة بإجراء تدريبات في إطار "الناتو" بشكل أساسي مع الدول الشريكة التي تلتزم بشكل كامل بالتزاماتها بشأن الإنفاق على الدفاع.
وكان ترامب قد أعلن خلال مشاركته في منتدى "دافوس" الاقتصادي، أنه ينوي أن يطلب من جميع دول الناتو زيادة الإنفاق الدفاعي إلى 5% من ناتجها المحلي الإجمالي.
وأشار إلى أن العديد من أعضاء الحلف لم يلتزموا لفترة طويلة حتى بإنفاق 2% على الدفاع، حتى أصر هو شخصيا على الالتزام بهذا المستوى.