حزب الله يقصف حيفا بصواريخ فادي وإسرائيل تشن أعنف الغارات
تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT
أعلن حزب الله أنه قصف بعشرات الصواريخ من نوع "فادي 1" و"فادي 2″ وكاتيوشا مُجمع الصناعات العسكرية لشركة رافائيل المتخصصة بالوسائل والتجهيزات الإلكترونية شمال مدينة حيفا، في حين شنت إسرائيل غارات على بلدات بجنوب لبنان هي الأعنف منذ بدء المواجهة بين الطرفين قبل نحو عام.
وقال الحزب أمس الأحد إن هذا القصف هو رد أولي على تفجير أجهزة الاتصال يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، والذي أوقع عشرات القتلى وآلاف الجرحى من عناصره والمدنيين في عدة مناطق بلبنان واتهم إسرائيل بالمسؤولية عن تلك التفجيرات.
كما أعلن حزب الله أنه قصف مرتين بعشرات الصواريخ من نوع فادي 1 وفادي 2 قاعدة ومطار رامات ديفيد ردًا على الاعتداءات الإسرائيلية التي استهدفت مختلف المناطق اللبنانية وأدت إلى سقوط مدنيين.
وهاجم حزب الله بأسراب من المسيرات جنودا إسرائيليين في محيط موقع المنارة وثكنة يفتاح، وقصف بالمدفعية والأسلحة الصاروخية مواقع معيان باروخ والبغدادي وجل العلام والرادار، واستهدف بصاروخ موجّه دبابة ميركافا في موقع المرج مؤكدا إيقاع طاقمها بين قتيل وجريح.
مدى غير مسبوق
وكان حزب الله أطلق عشرات الصواريخ الليلة الماضية وصباح أمس على مناطق متفرقة من إسرائيل، وبلغت صواريخه مدى غير مسبوق منذ الثامن من أكتوبر/تشرين الأول تاريخ بدء المواجهة المستمرة مع الاحتلال التي تصاعدت وتيرتها خلال الأيام الماضية.
وبعد أن اقتصرت دائرة القصف سابقا على مناطق الجليل الأعلى باستخدام صواريخ بركان وفلق والكاتيوشا، ضرب حزب الله شمال حيفا بصواريخ يستخدمها للمرة الأولى في هذه الجولة من الصراع من طراز فادي1 وفادي2.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه رصد إطلاق نحو 150 قذيفة صاروخية وصواريخ كروز ومسيّرات باتجاه شمال إسرائيل خلال الليلة الماضية وصباح أمس، مؤكدا أن منظومة الدفاع الجوي بكافة طبقاتها حالت دون وقوع أضرار كبيرة مع نسب عالية من الاعتراضات.
وقد بث حزب الله صورا تعريفية للصاروخ فادي1 الذي استخدمه في عملياته على شمال إسرائيل،
وقال الحزب إن الصاروخ دخل الخدمة في حرب عام 2006.
و"فادي" صواريخ سورية الصنع، وهي جزء من الترسانة العسكرية لحزب الله وتعادل صاروخ خيبر الإيراني.
عبر الخريطة التفاعلية.. "حـ.ـزب الله" يوسع نطاق هجماته ويقصف حيفا#الأخبار #حرب_غزة pic.twitter.com/5VvJyjL8IY
— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) September 22, 2024
الغارات الأعنفوقد شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية سلسلة غارات هي الأعنف على بلدات جنوبي لبنان.
وشهدت عدة مناطق أكثر من 100 غارة استهدفت أماكن أحراش وغابات وصولا إلى جبل الريحان ونهر الليطاني.
وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن 3 أشخاص استشهدوا وأصيب 5، في غارات إسرائيلية على بلدات المالكية والخيام وعيترون جنوبي البلاد. وقد نعى حزب الله مقاتلين اثنين في هذه الغارات.
حزب الله شيّع أمس الأحد قياديَه البارز إبراهيم عقيل وقادة آخرين قتلوا بغارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت (رويترز) قصف على الجولانفي السياق نفسه، قالت وسائل إعلام عراقية إن هجوما بالمسيرات مصدره من العراق استهدف الجولان السوري المحتل.
فيما أعلنت مصادر في المقاومة الإسلامية في العراق مهاجمتها بسرب من مسيّرات "الأرفد" غور الأردن في إسرائيل، وقالت إن عملياتها متصاعدة.
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي تفعيل صفارات الإنذار بعدة مناطق في وادي بيت شان وجنوب الجولان.
نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله اللبناني أعلن عن إطلاق "معركة الحساب المفتوح" ضد إسرائيل (الجزيرة) "الحساب المفتوح"في سياق متصل، شيع حزب الله اللبناني -أمس الأحد- قائد قوة الرضوان إبراهيم عقيل الذي اغتيل مع آخرين في غارة على الضاحية الجنوبية لبيروت، وأعلن عن مرحلة جديدة في المعركة مع إسرائيل.
وجرت مراسم تشييع عسكرية لكل من عقيل والقيادي الآخر بقوة الرضوان محمود حمد في الضاحية الجنوبية بمشاركة نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله ووسط حضور سياسي وشعبي واسع.
وردد المشاركون في التشييع هتافات مناهضة لإسرائيل وتدعو للرد على الهجمات الدامية الأخيرة في لبنان.
وقتل عقيل وقادة آخرون في قوة الرضوان بينهم أحمد وهبي جراء غارة إسرائيلية استهدفت اجتماعا لعدد من قادة القوة في الطابق الثاني تحت الأرض في مبنى بالضاحية.
وارتفع عدد قتلى الغارة إلى 51، بينهم 10 مدنيين على الأقل، بالإضافة إلى 10 مفقودين، وفق حصيلة جديدة أعلنها الدفاع المدني اللبناني الأحد.
وخلال تشييع القياديين إبراهيم عقيل ومحمود حمد، أعلن نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله أن الحزب دخل مرحلة جديدة عنوانها "معركة الحساب المفتوح"، مؤكدا أن إسرائيل "ستموت رعبا" جراء الخطط التي يحضرها الحزب.
وقال قاسم إن الهجمات الصاروخية التي نفذها الحزب في وقت مبكر من أمس الأحد على أهداف بينها مجمع الصناعات العسكرية لشركة رافائيل وقاعدة رامات ديفيد الجوية قرب مدينة حيفا هي "دفعة من الحساب في معركة الحساب المفتوح" مع إسرائيل.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الحساب المفتوح أمس الأحد لحزب الله حزب الله
إقرأ أيضاً:
واشنطن تنقذ لبنان بالقوة
كتب طوني عيسى في" الجمهورية": في الحقيقة، فوَّت اللبنانيون، خلال 20 عاماً، فرصتين كبيرتين للإنقاذ:
1- خروج القوات السورية من لبنان في العام 2005 ، من دون "ضربة كف"بدعم أميركي. وقد تمّ إحباط هذه الفرصة النادرة، ولم تنجح القوى اللبنانية في تأسيس حياة سياسية طبيعية
وسلطة مستقلة بعد خروج السوريين، إذ نجح "حزب الله" في تعويض الخسارة السورية والإمساك بالقرار مباشرة في السنوات التالية، فيما ضعفت منظومة خصومه وتفككت.
2- انتفاضة 17 تشرين الأول 2019 التي تمكّن "الحزب" أيضاً من إحباطها، معتبراً أنّها أساساً من تدبير الأميركيين وحلفائهم بهدف إضعافه وانتزاع حضوره من داخل السلطة.
على مدى عقدين، تبادل الأميركيون وحلفاؤهم رمي المسؤوليات عن الفشل في مواجهة "حزب الله" في لبنان. بل إنّ قوى 14 آذار و "التغيير " استاءت من أنّواشنطن أبرمت في العام 2022 صفقة ترسيم الحدود بحراً بالتفاهم مع "حزب الله" دون سواه، وكانت تحاول إبرام صفقة مماثلة معه في البرّ لولا انفجار الحرب في غزة، خريف 2023 . وأما موفدها عاموس هوكشتاين فبقي يتوسط بين "الحزب" وإسرائيل أشهراً ويغريه بالتسهيلات لوقف "حرب المساندة"، ولكن عبثاً. في المقابل، تعتبر الولايات المتحدة أنّها كأي دولة أخرى مضطرة إلى التعاطي مع الأمر الواقع لإنجاز التوافقات الإقليمية، وأنّ مفاوضة "الحزب" لا بدّ منها لأنّه هو صاحب القرار الحقيقي في بيروت، ومن دون رضاه لا تجرؤالحكومة على اتخاذ أي قرار. هذه الحلقة المفرغة التي بقيت تدور فيها واشنطنوحلفاؤها الغربيون والعرب ومعهم خصوم "حزب الله" انكسرت في الأسابيع الأخيرة نتيجة الحرب الطاحنة في لبنان والتطورات الانقلابية في سوريا. وللمرّة الأولى منذ تأسيسه في العام 1982، يبدو "حزب الله" معزولاً عن أي دعم خارجي ومحاصراً، فيما قدراته العسكرية الباقية موضوعة تحت المراقبة، في جنوب الليطاني كما في شماله.
عملياً، تبدّلت اليوم طبيعة "حزب الله". فهو لم يعد نفسه الذي كان في 2005 و 2019، وباتت قدرته على استخدام السلاح محدودة جداً، فيما المحور الذي يدعمه من دمشق إلى طهران تلاشى تقريباً. وهذا الواقع سيسمح بإحداث تغيير لم يكن ممكناً، لا قبل 20 عاماً ولا قبلها ب 20 عاماً. وهو ما سيستغله الأميركيون في الأسابيع والأشهر المقبلة، لتكون "الثالثة ثابتة"، فينجحون في 2025 بعدما فشلوا في 2005 و 2019 .