في الوقت الذي تمثل فيه التربية الجنسية أهمية كبيرة للأطفال؛ إذ تساعدهم في فهم أجسادهم وبناء علاقات صحية مع أنفسهم والآخرين، يعاني كثيرون من أولياء الأمور من أزمة عدم القدرة على تخطي عقبة الخجل عند الحديث مع أبنائهم عن هذا الأمر، وبالتالي يمتنعون تمامًا، بل وينقلون لهم سواء بشكل مباشر أو غير مباشر أنه من الخطأ جدًا التحدث في مثل هذه الأمور ولو على سبيل التوعية، ما يجعل هؤلاء الأطفال أكثر عُرضة للأفكار الجنسية المغلوطة والمتطرفة التي تأتيهم من الخارج، سواء عن طريق منصات التواصل الاجتماعي أو التحدث مع الزملاء في المدرسة والنادي وغيرها من أماكن التجمع.

أهمية الثقافة الجنسية للطفل

ومع الأضرار النفسية والجسدية والاجتماعية الخطيرة والكثيرة التي تلحق بالأبناء مع تقدمهم في السن نتيجة تبنيهم أفكار مغلوطة؛ تبرز أهمية توعيتهم منذ الصغر بهذه الثقافة، وأنها لا عيب فيها لطالما يتم استغلالها وفقًا للغرض الذي أوجدها الله من أجله، وهو استمرار الجنس البشري، كما تبرز أيضًا أهمية الحديث مع الأبناء وتوعيتهم بما يتناسب مع مستوى تفكيرهم والأخلاق العامة ومجتمعنا الشرقي.

حملة «تعزيز قيم الهوية الاجتماعية»

وحرصًا منها على القيام بواجبها الوطني ومسئوليتها الاجتماعية، أطلقت «الوطن» عدة حملات توعوية تهدف لمواجهة الانحراف والتطرف الاجتماعي والفكرى والديني، تحت شعار «مجتمع صحي آمن.. أوله وعي وأوسطه بناء وآخره تنمية»، من بينها واحدة بعنوان «تعزيز قيم الهوية الاجتماعية»، والتي جاءت تحت شعار «أسرة قوية.. مجتمع متسامح»، وتهدف إلى تصحيح الأفكار المغلوطة التي تتعلق بالتربية والتنشأة الاجتماعية، وفي سياق هذه الحملة يمكن توضيح كيفية التغلب على الخجل عند الحديث مع الأبناء عن الثقافة الجنسية.

التربية الجنسية أكثر من مجرد معلومات عن الجهاز التناسلي أو العلاقة الجنسية، فهي تشمل مجموعة واسعة من القيم والمفاهيم التي تساعد الأطفال في فهم أجسادهم من خلال معرفة أسماء الأعضاء التناسلية، والتغيرات الجسدية التي تحدث في فترة المراهقة، وكيفية العناية بأنفسهم، كما تساعدهم في حماية أنفسهم من الاستغلال والتحرش من خلال تعليمهم كيفية تمييز السلوكيات غير اللائقة وكيفية طلب المساعدة.

أهمية التربية الجنسية للأطفال

ومن الأسباب التي تزيد من أهمية التربية الجنسية للأطفال هي مساعدتهم في تكوين علاقات صحية من خلال فهم أهمية الاحترام والموافقة المتبادلة في العلاقات، وكيفية التواصل بفعالية والتعبير عن المشاعر والاحتياجات، كما تساعدهم في تعلُّم كيفية اتخاذ قرارات صحيحة بشأن صحتهم وسلوكهم، حسب توضيح الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية خلال حديثه لـ«الوطن».

ويمكن لأولياء الأمور التغلب على مشاعر الخجل التي تنتابهم عند حديثهم مع أطفالهم عن الثقافة الجنسية من خلال اتباع بعض النصائح والإرشادات، أهمها الاستعداد والتحضير الجيد قبل البدء في الحديث مع الطفل، وتحديد النقاط الرئيسية التي يجب مناقشتها، واستخدم لغة بسيطة ومناسبة لعمر الطفل، وأيضًا خلق جو من الثقة والأمان والتأكد من أن الطفل يشعر بالراحة والأمان في أثناء المحادثة، ويكون ذلك من خلال اختيار وقت هادئ ومكان مريح، وتجنب مقاطعة الطفل خلال التحدث أو انتقاده.

الاستماع الجيد للطفل وإجابة أسئلته

من الأمور المهمة أيضًا والتي يجب الانتباه لها عند الحديث مع الطفل عن الثقافة الجنسية هي الاستماع الجيد وتشجيع الطفل على طرح الأسئلة والاستماع إليه باهتمام، وتجنب إصدار الأحكام أو التقليل من أهمية أسئلته، وأيضًا التمتع بالصدق والوضوح في الإجابة على أسئلة الطفل، وتجنب استخدام المصطلحات المعقدة أو الغامضة.

كما أكد «هندي» أهمية بدء الحديث عن التربية الجنسية مع الطفل في سن مبكرة وعدم الانتظار حتى يدخل مرحلة المراهقة، وأن يكون ذلك من خلال استخدام لغة بسيطة ومناسبة، والاستعانة بالمصادر الموثوقة مثل الكتب والنشرات والمصادر التعليمية الأخرى التي تساعد في تقديم المعلومات بطريقة صحيحة ومناسبة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: توعية الأبناء التربية الجنسية الثقافة الجنسية الأفكار المغلوطة التحدث مع الأطفال التربیة الجنسیة الثقافة الجنسیة الحدیث مع من خلال

إقرأ أيضاً:

«الثقافة»: تنظيم الدورة الثالثة من ملتقى العاصمة لفنون الطفل في دار الأوبرا

تستعد وزارة الثقافة لإطلاق الدورة الثالثة من ملتقى العاصمة لفنون الطفل، والمقرر إقامتها في ساحة دار الأوبرا المصرية اعتبارًا من الرابعة والنصف مساء السبت الموافق 5 أكتوبر 2024 حتى نهاية اليوم.

وأضاف الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة في بيان أن هذا النشاط يأتي في إطار خطة الوزارة لتقديم جرعه تثقيفية وتعليمية للأطفال في إطار ترفيهي، وأن يصبح منصة جديده للمبادرات الموجهة للطفل والأسرة لتحقيق اهدافها المجتمعية.

المشاركون في معرض العاصمة 

وقالت الوزارة إنه تم التنسيق مع المجلس القومي للأمومة والطفولة؛ بحيث تصاحب الفعاليات الترفيهية عرض مبادرة تمكين الفتيات (دوي) التى ينظمها المجلس ﻓﻲ اﻃﺎر اﻟﻤﺸﺮوع اﻟﻘﻮﻣﻲ ﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻷﺳﺮة اﻟﻤﺼﺮﻳﺔ، بهدف توفير مساحة آمنة للفتيات والفتيان للمشاركة والتعبير عن تجاربهم وخبراتهم وقصصهن، كما سوف يتم التوعية بخط نجدة الطفل 16000.

كما وُجهت الدعوة لعدد من الجامعات للمشاركة بورش فنية للأطفال بالتعاون مع المجلس الأعلي للثقافة، وسوف يستمر التعاون مع الوزارت الأخرى التى شاركت في الدورات السابقة لتقديم جرعات تثقيفية في مجالهم خلال فعاليات الملتقى، والتي من بينها وزارة الري والموارد المائية والسياحة والآثار والشباب والرياضة.

جدير بالذكر أن ملتقى العاصمة لفنون الطفل يُعتبر بمثابة سوق ثقافي مبسط، يتيح للجمهور وأطفالهم التجول بين عدد كبير من الفنون المتعلقة بالطفل وثقافته، مثل «معارض الكتاب، وورش العمل الفنية والتراثية، وعروض الأراجوز ومسرح القفاز، بالإضافة إلى فرق فنية للأطفال، وعروض فلمية، وفنون شعبية وغيرها». كما سيُخصص جزء للإعلام عن الخدمات المقدمة من الوزارة في مجال الطفولة، حيث تُعد وزارة الثقافة على هامش الفاعلية نقطة معلومات يمكن من خلالها للآباء المهتمين بتعليم أبناءهم الموسيقي والغناء والفنون الأخرى لمستويات متقدمة؛ الاستعلام عن شروط الألتحاق ورسومها، وإمكانية التحدث مع ممثلي فصول مركز تنمية المواهب بدار الأوبرا المصرية ومدارس أكاديمية الفنون وقصور الثقافة وغيرها من الجهات التابعة للوزارة.

مقالات مشابهة

  • العمل: توعية في مجال مكافحة أسوأ أشكال عمل الأطفال بمنشآت الوادي الجديد
  • وزير التربية يؤكد أهمية تضافر الجهود لإنجاح العملية التعليمية
  • مختصون: صراع غير مسبوق يستهدف تفكيك الأسرة ونشر الانحراف والتطرف
  • 7 نصائح لحماية طفلك من المثلية الجنسية.. تجنب العنف واتبع التوعية
  • كيف تشجع طفلك على الحديث عن يومه الدراسي؟
  • 5 علامات تنذر بإصابة ابنك باضطراب الهوية الجنسية.. راقبي ميوله
  • لجنة أممية: ما فعلته إسرائيل بأطفال غزة من “أسوأ الانتهاكات” بالتاريخ الحديث
  • فعاليات ختام الأسبوع الثقافى 32 لملتقى الطفل
  • «الثقافة»: تنظيم الدورة الثالثة من ملتقى العاصمة لفنون الطفل في دار الأوبرا