10 أعوام من عمر ثورة الـ 21 سبتمبر .. مكاسب نوعية في التصنيع العسكري
تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT
يمانيون – متابعات
يتجلى للجميع التحول التاريخي الذي صنعته ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر، حيث انتشلت اليمن من حالة الضعف والفوضى والوصاية ومشاريع التقسيم والأقلمة والصراعات التي فرضتها قوى الاستعمار الأمريكي والغربي لعقود من الزمن، الى حالة الاستقلال والاستقرار والحرية والقوة.
لقد حققت هذه الثورة خلال الأعوام الماضية، تحولات وانجازات كبرى على كافة المستويات، وبالأخص المستوى العسكري والأمني الذي أصبح يعيشه الشعب اليمني بشكل غير مسبوق في تاريخه، وجعلت من اليمن رقماً صعباً ومؤثراً في مجريات الأحداث، وقوة فاعلة بالمنطقة والعالم.
وفي السياق يقول الباحث والخبير العسكري زين العابدين عثمان إن اليمن الذي كان بلداً مسحوق القدرة، والإرادة ويقف في قائمة أضعف بلدان العالم عسكرياً أصبح بعد ثورة ال 21 من سبتمبر بلداً له عمقه العسكري والاستراتيجي، وصاحب ترسانة تسليحية وتقنية تنافس أقوى دول المنطقة والشرق الأوسط، مؤكداً أن من أهم ثمار
هذه الثورة المباركة أنها حققت إنجازات كبيرة، على الصعيد العسكري تمثلت بقفزات نوعية لصناعة وتطوير الأسلحة بكلّ قطاعاتها البرية والبحرية والجوية التكتيكية والاستراتيجية محلياً، وبأياد يمنية خالصة وبتقنيات حديثة ومتطورة، وفي زمن قياسي هو زمن عمر الثورة المباركة10 أعوام.
ويضيف ثورة 21 من سبتمبر، حققت نقلات متقدمة في تأسيس منظومة الصناعات الدفاعية وتطوير عملها للوصول الى صناعة أحدث الأسلحة والقدرات وتوطين التكنولوجيا العسكرية الأساسية لاسيما في مجال الأسلحة التكتيكية واسلحة الردع بالصواريخ وسلاح الجو المسير والقدرات البحرية.
وفي الوقت الذي تحل علينا فيه الذكرى التاسعة لهذه الثورة المباركة، وهي تزخر برصيد حافل من الإنجازات العسكرية استعرض الباحث والخبير العسكري زين العابدين عثمان بعضاً من هذه الإنجازات المتمثلة في تنامي وتطور القدرات العسكرية في مجال التصنيع العسكري في مختلف الصناعات العسكرية، ففي مجال الصواريخ حققت قواتنا المسلحة ثورة تطوير متقدمة على المستوى التقني والتطبيقي والعلمي لإنتاج أنواع متعددة من الصواريخ الباليستية التي وصل بعضها منافسة النظائر الصاروخية التي تصنعها الدول الرائدة عالمياً، حيث يبلغ مداها 500 -2000كم.
ويشير عثمان إلى أنه وخلال المراحل الأخيرة حققت قواتنا المسلحة -بفضل الله تعالى- اختراقاً تقنياً في صناعة أجيال من نظم الصواريخ أرض -أرض التي تنافس اصدارات ( روسيا- الصين- كوريا الشمالية ) ،منها صواريخ الكروز الجوالة والصواريخ الباليستية النقطية والصواريخ فرط صوتية، و منها الصاروخ الجديد 《فلسطين-2》حيث أنتجت روسيا ثلاثة طرازات مختلفة من هذه الصواريخ (كينجال وتسيركون وافانغارد) التي يمكنها بلوغ سرعات تفوق20 ماخ، وكانت الدولة الأولى التي وصلت لهذا الإنجاز، ثم تبعتها دولة الصين والجمهورية الاسلامية في ايران وكذلك كوريا الشمالية.
ويواصل : “للعلم أن أمريكا نفسها لم تصل بعد إلى إنتاج هذه الصواريخ، حيث فشلت شركة لوكهيد مارتن الأمريكية من تجريب نماذج منها صاروخ “إيه جي إم – 183” من على متن الطائرة “بي – 52 إتش” الذي فشل تماماً، وجعل أمريكا تتخلف في هذه الصناعة.
ويؤكد أن وصول اليمن لعتبة امتلاك وتطوير هذه الصواريخ الاستراتيجية يعتبر أمراً استثنائياً، واختراقاً تقنياً يجعله الدولة الخامسة عالمياً في نادي الصواريخ التي تفوق سرعة الصوت.
أما في جانب سلاح الجو المسير، فيقول عثمان إن هناك انجازات متراكمة، حيث تم تطوير طائرات مسيرة انتحارية قادرة على المناورة، والافلات من مختلف أنظمة الدفاع الجوي، وكان من أحدث هذه الطائرات “وعيد ويافا” التي يمكنها بلوغ مدايات تصل الى 2500كم، وهي التي تم اعتمادها في عملية قصف منطقة يافا المحتلة (تل أبيب).
وعلى مستوى القدرات البحرية، فقد أنجزت قواتنا المسلحة -بعون الله تعالى- أجيالاً مختلفة من أنظمة الصواريخ الباليستية والمجنحة المضادة للسفن والزوارق الانتحارية FPV، إضافة إلى صناعة الغواصات المسيرة.
ويتابع عثمان: “على مستوى أنظمة الدفاع الجوي، تم تطوير العديد من المنظومات أرض- جو، وأجهزة الكشف الرادارية، وحققت الاحتياج العام في تحييد بعض أنواع طائرات تحالف العدوان الأمريكي منها طائرات مقاتلة ثقيلة، وطائرات مسيرة طراز MQ9 لذلك هناك تطور كبير لا يسعنا تفصيله في هذا السياق.
ويؤكد عثمان أن ما وصلت اليه قواتنا المسلحة في امتلاك القدرات والأسلحة الضاربة التي تعتبر من أحدث أسلحة دول العالم هي أولاً -بفضل الله تعالى- الذي سدد وهدى في تحقيق هذه الإنجازات، وهي ثمرة من ثمار ثورة ال21من سبتمبر المباركة، والقيادة الحكيمة ممثلة بقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله تعالى- الذي قاد هذه الثورة لتكون محطة رئيسية لصنع هذا التحول التاريخي الذي أعاد لليمن حريته واستقلاله، و موقعه الصحيح، كقوة اقليمية فاعلة في موازين القوى والصراع ضد الأعداء، وكقوة لها ثقلها الاستراتيجي ورقمها الصعب، وموقعها في منافسة الدول العظمى بمجالات التكنولوجيا والصناعات العسكرية.
—————————————————————
– المسيرة – عباس القاعدي
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: قواتنا المسلحة هذه الثورة الله تعالى من سبتمبر
إقرأ أيضاً:
طارق موسى يكتب: بين غزة ولبنان.. إسرائيل تجني مكاسب إشعال الصراع في سوريا!
بعد أن أنهك جيش الاحتلال الاسرائيلي على جبهات متعددة، سواء في لبنان أو غزة والضفة الغربية أو حتى بعض المناوشات لم تتطور لمواجهات كبيرة مع إيران تمخضت عن ضربات متبادلة ورد ورد مضاد لم تكن مؤثرة بشكل كبير، و أخرى مع الجماعات المسلحة في سوريا والعراق ، لم يتمكن خلالها جيش الاحتلال من تحقيق انتصارات كبيرة يستطيع أن ينهي بها هذه المعارك على ذكرها، باستثناء تمكنه من تحقيق بعض "اللقطات" المتمثلة في مجموعة من الاغتيالات لقيادات حماس وحزب الله، التي مكنته من تسويق استمرار المعارك أمام مؤيديه وعلى رأسهم الولايات المتحدة والغرب.
وبعد مرور ما يزيد عن 400 يوم على الحرب في غزة، وتطورات الأوضاع سواء في غزة، أو في ساحة القتال في لبنان، لم يجن جيش الاحتلال من هذه الحرب سوى صمود الشعب الفلسطيني على أرضه رغم استخدام جيش الاحتلال كل الوسائل المحرمة دوليا والتي تتنافى مع القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وعلى الجبهة اللبنانية تمكن حزب الله اللبناني من لملمة شتاته ووإعادة تنظيم صفوفه بعد اغتيال أغلب قادته، ليعيد توجيه ضربات موجعه لجيش الاحتلال، وبخاصة في مستوطنات الشمال الإسرائيلي، وعلى الرغم من رغبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في استمرار الحرب كضمانة لبقائه في موقعة، في ظل ملاحقات قضائية تنتظره ولا يبعده عنها أكثر من استمراره في منصبه، الأمر الذي دفعه لعرقلة جهود الوساطة "المصرية ـ القطرية" برعاية أمريكية، للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وجهود الوساطة الأخرى لتطبيق هدنة في لبنان، إلا أنه وافق على الأخيره مضطرا بعد تزايد الضغط على مستوطنات الشمال الإسرائلي بفعل ضربات حزب الله اللبناني.
وفي خضم رغبة إسرائلية معلنه للقضاء على أذرع إيران في المنطقة على حد وصف "نتنياهو"، سعى خلالها بكل الطرق لتوحيه ضربات موجعة لإيران ووكلائها في المنطقة، إلا أنه مع تزايد الضغوط الداخلية في الداخل الإسرائيلي وزيادة حجم الخسائر على كل المستويات، وبعد إقرار هدنه بين إسرائيل وحزب الله والتي دخلت حيز التنفيذ فجر الأربعاء الماضي، والتي لم تخلو من الخروقات الإسرائيلية، ليتفاجأ الشرق الأوسط بانفجار جديد للأوضاع هذه المرة في سوريا، بعد شن فصائل مسلحة هجوما غير مسبوق على قوات الجيش السوري، تمكنت بموجبه من دخول حلب ثاني أهم المدن السورية، ووصلوا إلى إدلب، بينما يكافح الجيش السوري للرد على هذا الهجوم من خلال دعم روسي، وفي هذا الهجوم الأخير للفصائل المسلحة تشير أصابع الاتهام إلى دعم إسرائيلي، وهنا يكون السؤال الأهم لماذا تدعم إسرائيل مثل هذه الجماعات في سوريا مع انخراطها في عمليات أخرى سواء في فلسطين أو لبنان؟
إن الإجابة عن هذا السؤال تتجسد في كيفية تحقيق الآمان في مستوطنات الشمال، من من خلال مخطط "شيطاني" بدعم هذه الجماعات التي تهدد مصالح إيران في المنطقة، وستدفع إيران بتوجيه اهتمامها واسلحتها بل وبعض الجماعات المسلحة التابعة لها إلى الجبهة السورية لصد هذه العدوان والحفاظ على مكتسباتها في سوريا، وهو ما حدث بالفعل، بل والأكثر هو صرف انتباه حزب الله اللبناني إلى ساحة القتال في سوريا، والانخراط ربما في الصراع هناك، وقطع إمدادات السلاح عنه، الأمر الذي يعني بالضرورة تأمين مستطونات الشمال الإسرائيلي على المدى القصير، بنقل العمليات إلى ساحة قتال أخرى لا ينخرط فيها جيش الاحتلال بشكل مباشر، وبالتالي جر خصوم جيش الاحتلال إلى صراعات أخرى.
وعلى الرغم من عدم وجود دلائل مادية على تورط إسرائيل في تأجيج الصراع في سوريا، إلا أنه بإعمال حسابات المكسب والخسارة، وباعتبارها الرابح الأكبر بتأجيج المعارك هناك، فهذا بالتأكيد يوجه أصابع الاتهام إليها، خاصة في ظل تحذيرات نتنياهو للرئيس السوري قبل ساعات من اندلاع المواجهات العسكرية في سوريا، حينما وصف الرئيس السوري بشار الأسد بأنه "يلعب بالنار" بسبب دعم الأخير لمحور المقاومة.