د.حماد عبدالله يكتب: "تمجيد الميكيافيلية فى مصر "
تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT
لا بد من أن نقدس الكفاءات القادرة فى بلادنا على الخروج من أزماتنا إن تقديس الكفائة هى أهم سمات الحضارة الغربية الحديثة.
ولعل هذا ينطبق على مقولة هامة وهى " أن كل ما أصبح ممكنا هو بالضرورى مرغوب فيه "
ولعل بقراءتنا لنظريات التقدم فى بلاد سبقتنا إقتصاديًا وإجتماعيًا وسياسيًا نرى بأن الكفاءة هى المعيار الرئيسى والأساسى للتقدم إلى شغل وظيفة إدارية سواء كانت فى شركة أو مصنع أو فى حكومة على مستوياتها الإدارية المختلفة من مدير قطاع إلى مدير مكتب الوزير إلى الوزير نفسه ولعلنا قد جربنا ذلك أخيرًا إن الكفائة هى التى يمكن أن تقودنا إلى بر الأمان بتكلفة أقل !
ولعل قرائة سريعة فى كتاب (الأمير ) لميكيافيلى والذى فيه يرفع لواء الدعوة إلى أن (الغاية تبرر الوسيلة ) هو حقًا التفسير الصحيح للرسالة التى حملها هذا الكتاب للأجيال اللاحقة !!
إلا أن الواقع الحادث اليوم فى كل وكالات الأنباء عن الأحداث العالمية أو الإقليمية أو المحلية تثبت بأن الغاية سواء كانت نبيلة أو مجحفة ليست هى الهدف ولكن الوسيلة التى تتبع هى التى تستحق الدراسة وتستحق العناية من أصحاب القرارات المؤثرة فى المجتمعات.
ولعل الكفائة هنا من خلال ممارسات "ميكيافيلية" تعطينا مفهوم أخر إذ ليس الكفائة وحدها تهتم وتفتش بهدف النمو والتنمية مع إهمال طبيعة هذه الأشياء التى تجرى تنميتها ؟
ولعل هذا يقودنا إلى درس فى الاقتصاد يقول إن الإقتصادي لا يتدخل بتقييم الغايات أو الحاجات وتمحيص ملائمتها أو مشروعيتها أو أخلاقياتها، ليست هذه هي مهمته وإنما مهمته هي تحقيق أكبر كفائة ممكنه فى توزيع الموارد (أي الوسائل )المحددة بين الحاجات أو الغايات غير المحدودة.
فيكفى أن يكون الهدف مطلوب من بعض الناس ومستعدين لدفع ثمن له، فلايهم بعد ذلك ما إذا كان جديرا أو غير جدير بالسعي من أجله، ومن الإفتراضات الأساسية فى نظرية الاستهلاك أن المستهلك يريد دائما المزيد، بصرف النظر عن هذا الذي يريد مزيدًا منه (من كتابات المرحوم الأستاذ جلال أمين ) ولعل تقديس الكفاءة مع إهمال الهدف النهائي منها مثل تمجيد السرعة، بصرف النظر عن طبيعة العمل الذي تؤديه هذه السرعة مضاعفة سرعة المواصلات.
بغض النظر عن جدوى الرحلة أصلًا ومضاعفة كفائة وسائل الإتصال ونقل المعلومات، أيًا كانت قيمة المعلومات أو محتوى الرسالة التى ا يجرى توصيلها؟
إن تمجيد الوسيلة على حساب الغاية يذكرنا بما يقولونه ناقدى الحضارة الغربية بأنهم قالوا " كل ما أصبح ممكنا هو بالضرورة مرغوب فيه " فإذا كان عبور الاطلنطى فى ساعتين بدلا من اربع ساعات قد أصبح ممكنا تكنولوجيا فلا بد أنه جدير بالتطبيق !
إن الكفائة فى بلادنا ومنذ حقبات متعددة من الزمن اصبح لا قيمة لها حيث إقترنت الاختيارات بأهل الثقة مره وبأصحاب المصالح مرات وبالمعارف والأقارب والأخوة مليون مرة... رحم الله أهل الكفائة فى بلادنا !!
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
"مياه الشرب" تنظم ندوة توعوية لطلاب المدرسة الثانوية الصناعية المشتركة بأبو حماد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد المهندس حازم الأشموني محافظ الشرقية علي أهمية التعاون والتنسيق بين شركة مياه الشرب والصرف الصحي وكافة الجهات المعنية في تنظيم الندوات التوعوية والزيارات ميدانية لطلاب المدارس لمحطات مياه الشرب لتعريفهم بأهمية ترشيد إستهلاك المياه والحفاظ عليها كمورد هام ورئيسي للحياة وكذلك أهمية الحفاظ على البيئة من التلوث.
ومن جانبه، أشار المهندس عامر كمال أبو حلاوة رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحي إلى أنه تنفيذاً للمبادرة الرئاسية بداية جديدة لبناء الإنسان قامت إدارة التوعية والمشاركة المجتمعية بالشركة بالتعاون مع مديرية الأوقاف ومنطقة الوعظ وفرع ثقافة الشرقية بتنظيم ندوة توعوية لطلاب وطالبات المدرسة الثانوية الصناعية المشتركة التابعة لإدارة ابو حماد التعليمية لتعريفهم بدور الدولة في إنشاء هذه المحطات لإيصال كوب مياه نظيف للمواطنين وكذلك لغرس ثقافة ترشيد إستهلاك المياه لدى النشء.
وأضاف رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحي أنه خلال الندوة تم توعية الطلاب والطالبات بأهمية المياه و ترشيد استهلاكها والسلوكيات الصحيحة في التعامل مع البيئة، بجانب تنظيم ورشة سباكة وتدريب الطلاب عمليا علي اصلاح تسريب المياه وتم توزيع مطبوعات تضم رسائل توعيه موضح بها ارقام الخط الساخن للشكاوى والمقترحات.
وذلك بهدف ترسيخ الصورة الذهنية للترشيد لدى الطلاب لتأسيس جيل جديد لديه ثقافة واسعة عن قضايا المياه.