المقاومة الفلسطينية تبارك عمليات حزب الله وتؤكد أنها بددت أوهام العدو وثبتت معادلات جديدة
تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT
يمانيون – متابعات
أشادت فصائل المقاومة الفلسطينية، باستهداف المقاومة الإسلامية في لبنان مجمعات الصناعات العسكرية لـ”رافاييل”، دعماً لغزة وفي ردّها الأولي على المجزرة التي ارتكبها العدو في مختلف المناطق اللبنانية عند استهدافه أجهزة “البيجر” والأجهزة اللاسلكية، واستهدافها قاعدة ومطار “رامات دافيد” مرّتين لليوم، رداً على الاعتداءات الصهيونية المتكررة التي طالت مختلف المناطق اللبنانية، والتي أدت إلى ارتقاء شهداء.
وفي هذا السياق أشادت حركة المقاومة الإسلامية حماس، بالرد الواسع الذي قامت به المقاومة الإسلامية في لبنان، وتوجهت بالتحية لرجال المقاومة في لبنان على صمودهم وشجاعتهم في مواجهة “آلة الحرب الصهيونية”، وعلى تصميمهم في مواصلة القتال دعماً وإسناداً للشعب الفلسطيني ومقاومته في قطاع غزة والضفة الغربية.
وقالت الحركة في بيان لها: إن رد المقاومة النوعي على جرائم العدو “يؤكد فشل المخطط الصهيوني في الاستفراد بقطاع غزة”.. مشددة على أن التطور النوعي في رد المقاومة في لبنان والعراق واليمن يعزز من صمود الشعب الفلسطيني ويربك حكومة العدو الصهيوني.
بدورها حيّت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الرد النوعي والمكثف للمقاومة الإسلامية في لبنان.. معتبرة أنه تأكيد على أن “المقاومة بقوتها وإرادتها الصلبة، قادرة على ردع العدو المتغطرس والجبان”، وأن اغتيال قادتها لن يُضعف عزيمتها أو يكسر إرادتها.
وأشادت بتوسيع المقاومة نطاق ضرباتها.. مشيرةً إلى أن ذلك ضربة نوعية لعمق الاحتلال، واختراق لتحصيناته ونظم الحماية للمواقع العسكرية الحساسة.
وقالت: إن هذا الرد جاء “وفاءً لدماء قادة المقاومة الشهداء وعشرات الشهداء من المدنيين الأبرياء”.
وأشارت إلى أن المقاومة في لبنان أفشلت أهداف الاحتلال بإضعاف قدراتها وإرباك وحداتها، عبر اغتيال القادة واستهداف المدنيين في جرائم حرب واسعة في لبنان، بعد أن أظهرت ضرباتها أن “منظومتها الهجومية والدفاعية ما زالت قوية، وأن هناك قادة ووحدات جاهزة ومدربة قادرة على قيادة المعركة وتوجيه ضربات موجعة للعدو، مستمرةً في السير على درب الشهداء”.
وجددت الجبهة الشعبية تأكيدها أن هذه الضربات نجحت في تثبيت “معادلة وحدة الساحات والدم والمصير”.. موجهةً رسالة واضحة إلى قادة الاحتلال بأن “لا فصل بين ما يجري في غزة والشمال”، وأن المقاومة في لبنان لن تتوقف عن دعم وإسناد غزة حتى تتوقف حرب الإبادة عليها.
ولفتت إلى أن إعلان الإدارة الأمريكية حالة الاستنفار القصوى في المنطقة، يدل، “على عجز الكيان الصهيوني في الدفاع عن نفسه أمام قوة ضربات المقاومة المتصاعدة، وعلى انهيار قوة الردع لديه”.
هذا وباركت لجان المقاومة في فلسطين الضربات الصاروخية النوعية لحزب الله، والتي تؤكد أن “أوهام العدو الصهيوني بعد استشهاد القادة الأبطال قد تبددت”.. واصفةً إيّاها بأنها “رسائل من لهب ونار وثأر مقدس لدماء الشهداء” أثبتت معادلات استراتيجية “لن يستطيع العدو الصهيوني وقادته المجرمون كسرها وتجاوزها”.
وقالت في بيان لها: إن حزب الله يثبت أنه يمتلك “زمام المبادرة ويخبئ الكثير من الخيارات العسكرية التي ستكسر ظهر العدو” وستقلب مجريات المعركة “رأساً على عقب وستثبت المعادلات الجديدة”.
وتوجهت بالتحية الى “أبطال الميدان والفعل أصحاب البأس الشديد” في لبنان واليمن والعراق وفلسطين الذين لا يزالون “يدافعون عن الأمة ويعبدون طريق القدس وما بدلوا تبديلاً ويردعون التوحش الصهيوني الذي تخطى وتجاوز كل الحدود”.
كما باركت حركة المجاهدين، الهجوم الصاروخي لحزب الله، الذي جاء مترافقاً مع استهداف مجاهدي المقاومة الإسلامية في العراق لأهداف في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ما “يرسخ بالنار والبارود وحدة الأمة وجبهات المقاومة فيها في مواجهة الكيان الصهيوني الفاشي العدو المركزي للأمة”.
وأشارت إلى أن هذا الهجوم يأتي ليثبت مجدداً “سقوط ردع وهيبة العدو الصهيوني” وفشل محاولاته الإجرامية لفصل الجبهات والاستفراد بالشعب الفلسطيني في غزة.
وقالت في بيانها: إن المقاومة تؤكد على امتداد ساحات المواجهة من خلال عملياتها المباركة أن “سياسة الاغتيالات لا تزيدها إلا قوةً وثباتاً وأن التضحيات لا تزيدها إلا تمسكاً بكسر شوكة العدو وغطرسته”.
كذلك، حيّت حركة فتح، المقاومة في لبنان.. مؤكدة أنّ عملياتها “تؤكد مجدداً قوّة المقاومة وفشل المنظومة الأمنية الإسرائيلية”.
وشدّدت على أن رد المقاومة جاء ليؤكد أنّها تزداد قوة وأن اغتيال قادتها لن يهزمها أو يكسر إرادتها، رغماً عن اعتقاد رئيس حكومة الاحتلال وحكومته واهماً بأن اغتيال قادة من المقاومة واستهداف مدنيين في لبنان قد يضعف المقاومة.
وأكدت الحركة وقوفها إلى جانب الشعب اللبناني ومقاومته، وأنّ استمرار الضربات النوعية للمقاومة، هو تجسيد لوحدة الساحات الممتدة من فلسطين إلى اليمن والمقاومة العراقية والمقاومة في لبنان.. مضيفةً أن جبهات الإسناد لن تتوقف عن القيام بواجبها بدعم الشعب الفلسطيني حتى وقف العدوان الصهيوني عن غزة.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: المقاومة الإسلامیة المقاومة فی لبنان العدو الصهیونی الإسلامیة فی إلى أن
إقرأ أيضاً:
ملامح الخطط الأمريكية الشيطانية للبنان
لم يعد العدوان الأمريكي على لبنان محل خلاف بعد كل الشواهد والأدلة اليقينية بتمويل أمريكا للكيان ودعمه سياسيًا وعسكريًا واستخباراتيًا، وكذلك بالوقوف في محل الخصم والحكم كمراقب لوقف إطلاق النار والتغاضي عن الخروقات “الإسرائيلية” واستمرار الاحتلال بالمخالفة للاتفاق وما يحمله ذلك من حرج للدولة اللبنانية ومن نذر انزلاقات جديدة للحرب مع إعلان المقاومة بأنها لن تصمت على الاحتلال وأنها فقط تترك المساحة والوقت للدولة للقيام بمسؤولياتها.
والهدف الأمريكي الاستراتيجي هو خلو لبنان من المقاومة وتدجين البلد في حظيرة التطبيع الإقليمي مع الكيان لاستغلال موارده وموقعه في خدمة المصالح الأمريكية بالمنطقة، وهذا الهدف له تكتيكات متعددة، أفصحت عن بعض من تفاصيلها مراكز الفكر الأمريكية وخاصة “معهد واشنطن للدراسات”، كما جاء تعيين الرئيس ترامب للسفير ميشيل عيسى سفيرًا أمريكيًا في لبنان ليرجح هذا التوجه الأمريكي وأن توصيات مراكز الفكر ليست مجرد توصيات، وإنما برنامج من المرجح أنه دخل مرحلة التنفيذ.
والمراقب لمراكز الفكر الأمريكية يعلم جيدًا أن إصداراتها ليست مجرد دراسات، وأن العاملين فيها من كتاب ومحللين ليسوا مجرد رجال فكر أو صحافة، وانما مديرو برامج استراتيجية وذوو مناصب سابقة في وزارات الخارجية ومبعوثون للشرق الأوسط ومسؤولون عن ملفات استراتيجية كبرى في مختلف الإدارات، وهو ما يعطي توصياتهم اهتمامًا كبيرًا ويتطلب الحيطة والاهتمام الشديد بكل حرف فيها، لأن التاريخ يقول، إن توصيات سابقة تم تطبيقها عمليًا وبنفس التفاصيل في منطقتنا.
ومحل الشاهد هنا، هو تقرير حديث صدر عن معهد واشنطن بعنوان” “ينبغي على ترامب أن يطمح إلى إنشاء “ريفييرا” في لبنان”، وهو تقرير مشترك لكل من “حنين غدار”، وهي كاتبة بـ”معهد واشنطن” ومن أصل لبناني ومعروفة بعدائها الشديد للمقاومة وخاصة حزب الله، وللباحث الصهيوني “زوهار بالتي”، والذي شغل سابقًا منصب رئيس مكتب السياسات والشؤون السياسية العسكرية في وزارة الحرب “الإسرائيلية”، وشملت مسؤولياته توجيه العلاقات الدفاعية والأمنية مع الدول الأجنبية.
ونظرًا، لأن صدور هذا التقرير ترافق مع تصريحات لافتة بخصوص لبنان وأيضاً تعيين لافت لسفير أمريكي في لبنان من أصل لبناني وعلى صلة وثيقة بعالم المال والأعمال والمصارف وعلى تماس مع التوصيات المقدمة في الخطة، فإنه ينبغي هنا التعاطي بجدية مع ملامح الخطة الأمريكية عبر تحليل التصريحات والتعيينات الأخيرة وربطها بالبنود الواردة في التقرير وذلك تالياً:
1 – جاء في التقرير فقرة لافتة تقول: (تملك الحكومة الجديدة فرصة تاريخية لم يشهدها لبنان منذ أكثر من أربعين عامًا، وهي إعادة الاندماج في المجتمع الدولي، واستعادة التواصل مع الدول العربية “السنية” الرائدة، وتعزيز العلاقات مع أوروبا، وربما حتى البدء في عملية الانضمام إلى اتفاقات “إبراهيم” مع “إسرائيل”. تُعد هذه فرصة استثنائية بكل ما تعنيه الكلمة، فإن كان هناك بلد واحد في الشرق الأوسط يُجيد تطوير “الريفييرا”، وبناء الفنادق، والاستمتاع بحياة كريمة، مع توفير فرصٍ استثماريةٍ ضخمة للمستثمرين الأجانب والمحليين، فهو بلا شك لبنان.”
وهنا، فإن هناك توجهاً لإعادة تشكيل هوية لبنان بوجه تطبيعي وضمه للدول (المعتدلة) وإعادة العجلة إلى الوراء لعام 1982، عندما كانت هناك خطة لعقد اتفاقية (سلام) بين لبنان و”إسرائيل” وأسفرت عن اتفاقية 17 ايار 1983، في قراءة أمريكية للحظة الراهنة بأن المقاومة ضعفت وأن الأرض مهيأة لعودة الزمن إلى الوراء.
ويعزز ذلك ما ورد من تصريحات لمستشار ترامب “مسعد بولس” الذي التقى مؤخراً مع “يوسي دغان”، رئيس مجلس السامرة الإقليمي المتطرف الذي يمثل 35 مستوطنة “إسرائيلية” غير قانونية بنيت على أراضٍ فلسطينية في انتهاك واضح للقانون الدولي، وأدلى بتصريحات مستفزة ولافتة، حيث زعم أن “السلام بين لبنان و”إسرائيل” بات قريبًا”!
وفي الشهر الماضي، زعم المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف أن لبنان وسورية يمكنهما “تطبيع العلاقات مع (إسرائيل) قريباً”.
كما ألمح وزير الخارجية “الإسرائيلي” يسرائيل كاتس إلى أن لبنان قد يحذو حذو المملكة العربية السعودية في تطبيع العلاقات.
2 – من ضمن توصيات التقرير بنود توصي بإلحاق الهزيمة السياسية بـ”حزب الله” وتجفيف منابع تمويله، و الضغط على الجيش اللبناني عبر آلية الإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار. بصفتها رئيسةً لهذه الآلية، حيث يجب على واشنطن ممارسة الضغط على الجيش اللبناني لوقف تدفق الأموال إلى “حزب الله”، وذلك بالتنسيق مع المملكة العربية السعودية وغيرها من كبار المانحين لجهود إعادة الإعمار.
وعندما نتأمل السياسات الراهنة وتلكؤ “إسرائيل” في تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار والتواطؤ الأمريكي، فإننا نلمح ظلالاً للضغط على الدولة للدخول في مسار وقيعة مع المقاومة وإعادة فتنة نزع السلاح والدفع نحو عزلة وتهميش المقاومة وبيئتها.
3 – من ضمن التوصيات الخطيرة، توصية تتعلق بالضغط من أجل تعيين قائد جديد للقوات المسلحة اللبنانية يكون مسؤولًا عن التنفيذ الكامل لوقف إطلاق النار، ومنع إعادة تسليح “حزب الله”، والتنسيق مع السلطات الانتقالية الجديدة في سورية لضبط الحدود، وتنسيق المساعدات المالية مع المملكة العربية السعودية وقطر والجهات المانحة الأخرى، لضمان أن يكون الالتزام بشروط وقف إطلاق النار والإصلاحات الاقتصادية شرطًا أساسيًا لأي دعم لإعادة الإعمار.
وهو توجه خطير نلمح مع الأسف بوادر له مع التلكؤ في ملف إعادة الإعمار في الجنوب وتحركات مشبوهة على الحدود مع سورية ومحاولة إقحام اسم حزب الله في ما يحدث بالساحل السوري من أجل الضغط السياسي على المقاومة.
4 – هناك توصية مباشرة وصريحة بتعليق معاملات لبنان مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي إلى حين تنفيذ إصلاحات اقتصادية وقانونية إضافية، ومراقبة عملية إعادة الإعمار النهائية عن كثب، واستبعاد “حزب الله” وشركائه المحليين من جميع مراحل العملية، مع استبعاد كامل لمجلس الجنوب اللبناني الذي لطالما استُخدم كأداة لتعزيز نفوذ الحزب، وفق تعبيرها.
وهذا الأمر نراه على علاقة بتعيين ميشيل عيسى رجل الأعمال والمصارف وصاحب العلاقات الدولية الكبرى وصاحب الأذرع الاقتصادية داخل لبنان بامتلاكه مؤسسة “ميشال عيسى للتنمية المحلية” في لبنان، وهي منظمة غير حكومية تعلن أن هدفها تعزيز التنمية المحلية وبناء القدرات من خلال تنفيذ برامج تنموية بالتعاون مع الجهات المعنية، ودعم المجتمع المدني والإدارات المحلية في لبنان.
وبالتالي فإن هذه المناصب التي تمتع بها ميشيل عيسى لها علاقة وطيدة بالتوصيات المقدمة لإدارة ترامب، من حيث علاقات إعادة الإعمار وتنسيق استثمارات “ريفييرا لبنان” والعلاقات المصرفية لحصار المقاومة.
وبالتالي فإن تضافر هذه التصريحات والممارسات يشي بخطة أمريكية واضحة لضم لبنان إلى قطار التطبيع عبر إغراءات وضغوط، ومن اللافت أن العديد من المنظرين والمنفذين لهذه الخطة هم من أصول لبنانية مثل حنين غدار الباحثة بمعهد واشنطن، والسفير الأمريكي ميشيل عيسى، ومستشار ترامب مسعد بولس، وغيرهم من خصوم المقاومة في الداخل، وهو أمر بلا شك ترصده المقاومة وتتعاطى معه بحكمة وبحذر وبمسؤولية وطنية وبصبر استراتيجي عبر عنه سماحة الأمين العام الشيخ نعيم قاسم عندما قال، إن المقاومة موجودة ومستمرة، وكل ما هنالك أنها تصبر وتضع الجميع أمام مسؤولياته وأنها محتفظة بثوابتها وبقوتها للتوقيت المناسب.